أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - نهاد ابو غوش - ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة ( 2 من 3)














المزيد.....

ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة ( 2 من 3)


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7135 - 2022 / 1 / 13 - 22:33
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


نهاد أبو غوش*
أعادت تطورات العقد الماضي الذي شهد ما عرف ب"الربيع العربي" طرح قضية الشباب ودورهم ومشاركتهم في الحراك الهائل الذي عصف بالمنطقة العربية بأسرها، وهز أنظمة وحكومات بدا لشعوبها طيلة عقود أنها ثابتة أبد الدهر، فقد كان الشباب هم العمود الفقري لهذه التحركات التي كثيرا ما كان يطلق عليها "ثورات الشباب". وقد كشفت هذه التحركات عن جملة من الأمور المترابطة أبرزها الطاقات الهائلة التي يتمتع بها الشباب وقدرتهم على تحقيق ما عجزت القوى والأحزاب والحركات التقليدية بوسائلها المعروفة، كما كشفت عن مدى التهميش الذي عانت منه شرائح الشباب وفئاتهم المختلفة (الخريجون، الطلبة، المهنيون، الشابات والنساء)، وكذلك حجم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهونها، وغياب الاهتمام الكافي بهم من قبل أجهزة الدولة والمؤسسات العامة بما فيها مؤسسات المجتمع المدني، وتدني مشاركتهم في الحياة العامة ومؤسسات صنع القرار سواء على المستوى العام أو على المستوى المحلي والقطاعي.
كان لهذه التطورات انعكاسها المباشر على فلسطين وشعبها وشبابها، برز ذلك في التحركات التي قادها الشباب ونظموها، وكذلك في الاهتمام الذي بدأ يفرض نفسه تجاه قضايا الشباب وهو اهتمام ما زال في طور الشعارات ولم يتحول بعد إلى برامج وخطط عملية.
يأتي ذلك خلافا للصورة النمطية التي تسود اوساط كثيرين من أفراد المجتمع بما في ذلك لدى القيادات وصناع القرار وهي صورة سلبية في الغالب ملخصها أن الشباب المعاصر بعيدون عن القضايا الجدية التي كانت تشغل شباب العقود السابقة، كقضايا الوطن والعمل السياسي، وانهم اصحاب ثقافة استهلاكية متأثرة بالغرب، شديدو الاهتمام بذاتهم ومظهرهم وبالقضايا الخفيفة والسطحية على حساب القضايا الكبرى.
وعلى الرغم من أن الشباب لا يشكلون شريحة اجتماعية موحدة، فهم ينتمون إلى طبقات وشرائح ومهن مختلفة، وتتعدد توجهاتهم وميولهم السياسية والثقافية، فهم بالأساس فئة عمرية، إلا أن قواسم مشتركة كثيرة، وخصائص نفسية وسلوكية تجمعهم وتوحد اتجاهاتهم، وتوفر اساسا قويا لعملهم معا كقوة اجتماعية لها وزنها وتاثيرها الحاسم على حاضر المجتمع، وبالأخص على مستقبله.
والملاحظ أن القواسم المشتركة لثورات الربيع العربي تتمثل في مطالب الحرية، وإطلاق الحريات العامة كحرية الرأي والتعبير والانتساب للأحزاب والجمعيات وحرية الاعتقاد، ومعارضة الاستبداد والأنظمة الفردية والشمولية، والمطالبة بحقوق المواطنة بما في ذلك المساواة وحق العمل والتعليم، والانتصار للكرامة الوطنية في مواجهة سياسات التبعية،والميل الجارف لعمليات التغيير والتحديث والتطوير، ورفض الجمود والسكون وانماط الأداء البيروقراطية.
كما أن الشباب يتمتعون بقدرات ووسائل وأدوات تأثير هائلة أوجدتها ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وهذه الوسائل التي لم تحلم بها الأجيال السابقة بإمكانها أن تشكل رافعة كبرى للتغيير والعبور إلى المستقبل. ويزيد على هذه الصورة ما نراه يوميا في فلسطين من انخراط الشباب في العمل المقاوم بشتى اشكاله وليس أدل على ذلك من حقيقة أن النسبة الكبرى من منفذي العمليات الفدائية والشهداء والمعتقلين هم من الشباب.
ودون أن نغفل السلبيات والمخاطر التي تحيق بهذه الثورات، نرى أن هذه التطورات نجحت إذن في تغيير الصورة السائدة، أو في تكوين صورة متوازنة تظهر من جهة الطاقات الهائلة والكبرى التي يتمتع بها الشباب، وقدرتهم على إحداث التغيير، ومن جهة أخرى تظهر المخاطر التي تحيط بهذه الطاقات، فتؤدي إلى تبديدها أو صرفها على نحو لا يفيد الشباب ولا المجتمع ولا المستقبل، ولا شك أن كثيرا من المظاهر السلبية التي نراها هي نتيجة حالة التبعية والتخلف التي تعيشها مجتمعاتنا.
والسؤال الكبير يكمن في كيفية استثمار هذه الطاقات من أجل مستقبل الوطن اي لصالح الشباب أنفسهم، وكيف لذلك أن ينعكس في خطط التنمية وبرامج التعليم وفي ميادين الثقافة والإعلام وبناء مجتمع عصري يفتح كل مجالات العطاء والإبداع لأبنائه وبناته.
- ورقة عمل قدمت في مؤتمر البيئة الفلسطينية – بيت لحم بتنظيم من مركز التعليم البيئي التابع للكنيسة الأسقفية اللوثرية في فلسطين والأردن
• عضو المجلس الوطني الفلسطيني



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة (1)
- التعايش مع الأخطاء والتجاوزات وتوريث الأبناء للمواقع والمسؤو ...
- أطفالنا وجحيم العمل في المستوطنات
- فلسطين وفرص اندلاع الانتفاضة الثالثة
- عاشت الذكرى .. فهل تدوم الثورة؟
- اليسار الفلسطيني وتحديات المرحلة المقبلة ( 2 من 2)
- اليسار الفلسطيني وتحديات المرحلة المقبلة ( 1 من 2)
- إسرائيل تتصرف بمنطق العصابة لا الدولة
- أضرار اللقاء أكثر من فوائده
- عام جديد مفتوح على تطورات مهمة للقضية الفلسطينية
- الأزمات الذاتية تمنع الاستفادة من التضحيات الفلسطينية الهائل ...
- ما الذي تخشاه إسرائيل من الاتفاق النووي مع إيران
- لمن تقدم اوراق اعتمادك يا منصور؟
- برقة ليست وحدها!
- السيد المسيح ولد في فلسطين
- دور المستوطنين يتكامل مع مشاريع حكومتهم للضم والتهويد
- إسرائيل والقدرة على تنفيذ عدوان منفرد ضد إيران (2)
- قدرة إسرائيل على شنّ عدوان منفرد على إيران (1)
- مؤتمر -فلسطين المسيحية- ورسالة البطاركة
- قرار مهم لرفع الظلم عن فلسطينيي لبنان


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - نهاد ابو غوش - ميول وتوجهات الشباب العربي والبيئة ( 2 من 3)