أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال عرار - كسر عضم … دراما














المزيد.....

كسر عضم … دراما


نضال عرار

الحوار المتمدن-العدد: 7237 - 2022 / 5 / 3 - 23:41
المحور: الادب والفن
    


ما ان يستوطن الفساد في البلاد حتى تتهشم القيم وتصاغ على نحو مبتذل ، فكيف ان عاشر الفساد الحروب الأهلية وان استوطن في النخاع الشوكي لعلاقات البشر عندها فقط تسقط كل أشكال الإصلاح والحلول الوسطية تحت سطوة مشوهة من القذارة ليس الا …. !!!
خيط رفيع يفصل بين أبناء المجتمع الواحد بالرغم من تفاوت مستوى المعيشة واللعبة واحدة للاستحواذ على السلطة والمال .
في بيئة كهذه ينعدم الأمل عند الأجيال الشابة وتتحول القيم بالإنتماء للوطن أهزوجة مشروخة ، مجرد أسطوانة يرددها ذوي النفوذ والسلطة لتبرير سلوكهم ليستر وحشية المؤسسة في التعامل مع أبناء الوطن.
كسر عضم دراما سورية استحوذت على قلوب المشاهدين خلال شهر رمضان ، دراما اجتماعية تكاد ترتقي إلى مرافعة لمحاكمة الطغيان الذي يعيد إنتاج نفسه وبشكل أشد قبحا ،
بقولوا …. قمة الحماقة إنوا الواحد يعيد نفس الأسباب ويتأمل نتائج مختلفة ، وهادا اللي عم يصير فينا بالبلد ، الاسباب اللي حرقت وخربت البلد هيه نفسها عم تنعاد ، الحرامي والفاسد بنقلوا يعطيك العافية لحتى يطالع كل شي بجيوبنا ويحطها بجيبتوا !!!! سومر ( دكر النحل )
يضيف الشاب علاء … هلا إعرفت كيف لازم الإنسان يعيش بهاي البلد ، بهاي البلد إذا ما في ضهر يسندك ويحميك ويكون معك هيك كمشة مصاري بيطلع حقك فرنك مصدي بسوق الغلا !!!!
يعتقد البعض أن محاكمة عادلة تكون لسلطة فاسدة تستوفي العدالة الاجتماعية ، غير أن العمل الدرامي يستوفي الشروط اللازمة لمحاكمة السلطة والمجتمع ويسلط الضوء على كل إرتدادات الفساد بقع عمودي على نحو مثير .
اعتمد النص على جراءة غير مسبوقة في الدراما التلفزيونية ، وعلى ربط متسلسل لاحداث وعلاقات شخصيات العمل على نحو عام.
ففي بيئة الخراب تغدوا القيمة الأخلاقية عديمة الجدوى ، عند إنعدام الأمل تسقط منظومة القيم الانسانية والاجتماعية والثقافية ويغدوا الإنسان يسير في دائرة تحاصره على نحو ما ،
اللي مثلي بضل طول حياته عايش بخط مستقيم ، ما بيتجرء طول حياته إنه يطلع برا الدويره اللي هو راسمها لحالوا !!! إيليا
ويبقى السؤال هو ذاته هل يكفي الخط المستقيم للفرد حتى يتجنب ما عليه ان يتجنبه ؟!!!
يا زلمة انت مفكر حالك محسوب مواطن على الدولة ، انت وأمثالك حقك فرنك عند الدولة ، وعندي حقك نص فرنك ، بس أنا ما ني جايبك وباعت مرافقتي وسياراتي لحتى أذلك ، لأنه إنت وأمثالك بتيجوا رضعانينوا للذل من حليب أمهاتكم .
هكذا يأتي الرد في سياقات مختلفة.
سردية مختلفة عميقة في إطلاق الأحكام على لسان أبطالها الذين يشيرون إلى الخراب والفساد يصرحون ولا يلمحون وإن إختلفت الأسباب التي ادت الى معاناتهم ولكنها كلها تجتمع في شخصيات سياسية مختلفة تشكل النظام السياسي ، فطبيعة النظام بوصفه نظاما بوليسي أمني بأمتياز يعني انه البوابة الأرحب والخاصرة الرخوة للخراب .
قد يكون العمل أشبه بمجموعة قصصية مختلفة البنى تتشابك فيما بينها تحت وطأة الإضهاد والفقر أو الفساد مما أضفى جمالية على السرد الدرامي وإثارة وتشويق أبدعت مخرجة العمل ( رشا شربتجي ) في انسيابية الصورة وتداخلها مع النص على نحو يحمل مفاتيح الصنعة بإتقان وجرأة شديدين .
نجاح هكذا عمل رد حازم على كل الأعمال الرديئة التي تعج بها الشاشات العربية ، في زمن إستلاب الفكر والثقافة والاعلام ، في زمن باتت فيه الولاءات أكثر قيمة من مضمون العمل الدرامي أو الثقافة.
رد على المقولة الشهيرة ( الجمهور عايز كده ) او ان الاوامر عايزة كدة ، لتصبح مفاتيح الثقافة مجردة حتى من نمط حياة شعوبها همها ان تغازل الحاكم بأمر الله هذا إن أمر .
تعب المشاهد للدراما العربية من التسطيح لمشاكلة وأثقلت كاهلنا ثقافة الإستلاب لكل ما هو أصيل أو ينبش في الوجدان .
يبقى سؤال الثقافة بوصفها نمط الحياة على الطاولة ، فمن يجيب عن أسئلة البشر ومن يحمل وزر الدناءات والعار وقلة الحيلة ؟!
من سينبش في ملفات السلطان ؤمن سيجرؤ على النقد في زمن باتت الكتابة فيه تلامس الدعارة وباتت الأبواق فيه تتغلب على كل الصناعات وأم التجارات ، هكذا تورد الإبل في زمن الغلبة للرداءة ، زمن الولاءات البعيدة عن العقل انتماءات معلبة تباع وتشترى من أصحاب السلطة والنفوذ .



#نضال_عرار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربع الأخير …. تخاريف (18)كوفيد 19
- الربع الأخير …. تخاريف (17) كوفيد 19
- الربع الأخير ... تخاريف (16) كوفيد 19
- عن قياس الأخلاق بين النفعية والعدالة !
- الربع الأخير ... تخاريف (15) كوفيد19
- الكتابة لن تجدي نفعا أكتب لعل .... !!!!
- الربع الأخير ... تخاريف (14) كوفيد 19
- الربع الاخير.. تخاريف (13)كوفيد 19
- الربع الاخير .. تخاريف (12 ) كوفيد 19
- الربع الأخير .. تخاريف (11) كوفيد 19
- الربع الأخير ...... تخاريف ( 10 )كوفيد 19
- الربع الأخير ..تخاريف (9) كوفيد19
- الربع الأخير ...تخاريف (8) كوفيد-19
- صديقتي العرافه ، لا أريد صداقة كهذه 2-2
- الربع الأخير .... تخاريف (7) كوفيد - 19
- الربع الأخير ... تخاريف (6)كوفيد 19
- الربع الأخير .... تخاريف (5) كوفيد -19
- الربع الأخير .... تخاريف (4) كوفيد - 19
- الربع الأخير ... تخاريف (3) كوفيد 19
- الربع الأخير .... تخاريف (2) كوفيد 19


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نضال عرار - كسر عضم … دراما