أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نضال عرار - الربع الأخير ... تخاريف (14) كوفيد 19















المزيد.....

الربع الأخير ... تخاريف (14) كوفيد 19


نضال عرار

الحوار المتمدن-العدد: 6792 - 2021 / 1 / 19 - 11:41
المحور: سيرة ذاتية
    


تعج اللغة العربية بمفردات يمكن إختلاف معناها حسب موقعها أو سياقها على نحو ما ، ثمة مفردة طالما أثارت حماستي أبان المراهقة السياسية التي عشت بكل المقاييس ، كانت مفردة ( الأيقونة ) بمثابة المفتاح السحري والسذاجة الفكرية والمعرفية بما يمكن تسميته إن صح التعبير.
فقلما تنازلت عن العبارات إياها ( أيقونة الثوره والنضال وال .... ) في سياق الهرطقات السياسية بين الحين والآخر ، كذا كنت مراهقا ليس إلا .
غير أن الأيقونة لا تعرف المراهقة ولا تستمد ديمومتها من مراهق مثلي في حينها ، فما زالت كتب التاريخ تصف كليوباترا على أنها أيقونة الجمال .
تلك المرأة التي حكمت مصر ومن سلالة البطالمة.إحدى حفيدات الإسكندر المقدوني .
شن أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوما على مبنى الكابيتل ( مقر الكونغرس الاميركي) وعاثوا فيه فسادآ ونهبًا ، سقطت لساعات أيقونة العالم الحر .
شخصيآ رافقني شعور بالبلادة يرافقها الحيرة من تلك الصور ، بات ترامب أيقونة التيارات اليمينية المتطرفة والشعبوية بلا منازع ، أعتقد أنهم وجدوا ضالتهم في الرجل .
لعله في الزمن الخطئ فقط ندرك سخافة الأيديولوجيا والديكتاتوريات الزائدة .
عادة ما يكون طقس الكتابة حالة فردية قد تحوله الأقدار إلى طقس جماعي عبر المشاهدة .
عند شواطئ بحيرة طبريا ولدت أمي قبل النكبة بأربعة أعوام ونيف ، لأب يعمل في وكالة سينجر الشهيرة لماكينات الخياطة ، وكغيرها من أبناء جيلها عرفت التغريبة مبكرًا ، وما زاد من كدرها وفاة والدتها ووالدها قبيل النكبة أي أنها تغربت يتيمة الأبوين .
تداعيات الهجوم على الكونغرس الأميركي أيقونة العالم الحر تشغر الرأي العام ووكالات الانباء ، يبدوا أن القضية أكبر بكثير من حفنة غاضبة على نتائج الانتخابات الرئاسية ، بل تعكس عمل منظم قادته مجموعات منظمة على أقل تقدير .
شهدت خلال سنوات حياتي هجوم كهذا أكثر من مرة ، ولو بأوضاع مغايرة ، فقد خرج الآلاف من سكان العاصمة صوفيا للإحتجاج على الأوضاع العامة في البلاد وحاصروا البرلمان كان ذلك ربيع 1990 ، كانت المطالب حينها عادلة فهم يريديون إنتخابات حرة ونزيهة والقضاء على حكم الحزب الواحد ومنظومته الشمولية.
ثمة جدل بين المؤرخين حول جمال كليوباترا ، غير أنني أحتسب ذكاؤها على جمالها ، فقد كانت إمرأة مختلفة من حيث قدراتها المعرفية والثقافية ، أتقنت تسع لغات ودرست الرياضيات والكيمياء والطب وغيرها من العلوم ، ناهيك عن براعتها الدبلوماسية العالية ، ولأن العائلات الملكية الحاكمة حافظت على سلالتها الملكية عبر زواج المحارم فقد تزوجت المرأة من أخيها الأصغر بطليموس الثالث عشر .
لم تسعف الحياة والدتي بتحصيلها العلمي ، الذي إنقطعت عنه وإنكفئت على تربيتنا وتعليمنا أنا وأخوتي ، غير أنها ما أن كبرنا على نحو ما عادت إلى دراستها من جديد ، كنت في الثانوية العامه عندما تقدمت لامتحانات الثانويه ، أذكر أنني قرأت نتيجتها دخلت إلى البيت وقلت لها مبتسما ( هاتي الحلوان ) لم تصدقني رغم قرائتها للجريدة ، أصرت الذهاب لمديرية التربية وهكذا كان في اليوم التالي .
في المديرية كان هناك طابور طويل لنتائج الناجحين فقالت لي سنذهب الى هناك حيث السؤال عن نتائج الراسبين ، إندهشت وقبل أن أنطق بكلمة تابعت هيك أحسن عشان إذا طلعت راسبه ما ننخزي بين الناس ، وهذا ما حصل غير أن الموظف وبعد البحث والتدقيق ، قال لأمي ( يا أختي إنتي ما إلك أسم عنا دوري هناك وأشار إلى طابور الناجحين ، ثم تابع وقال ( إستني شوي الزحمة كثيرة أنا يجيبلك النتيجة ) المهم أن النتيجة كانت كما نشرت في الجريدة وعندها فقط أخذت الحلوان كاش .
في الوطن كنت شاهدآ وناخبا لدورتين متتاليتين للمجلس التشريعي والرئاسة ، ولما كانت بلدتي ذوو ميول يسارية شيوعية فقد حصلت المنافسة سميحة الخليل للرئاسة بأعلى نسبة من الأصوات في قريتنا تجاوزت ال 0,54 على منافسها الزعيم الراحل ياسر عرفات ، أحد أقاربي وهو رجل كهل طالما كان يردد ( أنا شيوعي أبا عن جد ) ولأنه كان أمي وقف عند صندوق الإقتراع وقال لإبنه أن يقترع لياسر عرفات ، إستغرب الإبن وقبل أن يسأله تابع ( على الأقل عرفات رجل ولن أسمح لمرأة أن تحكمني وهذا ما كان .
ولا يقتصر التجديف على تلك الفئة الضاله ، أراه يتملك بعض المؤمنين
تعلمت كيلوبترا لغة المصريين القدماء ولبست الملابس المصرية وأثرت الثقافة المصرية ، غير أن أخاها بطليموس حاول الإفتكاك بالعرش والإنفراد بالسلطة ، لجئت كيلوابترا ليوليوس قيصر وتحالفت معه وانتصرت على أخيها الذي مات غرقا وتقول بعض الروايات بأنها سممت أخاها الثاني وكان لها السلطة والعرش .
عاشت كيلوبترا مع عشيقها أنطونيوس القائد الروماني حياة بذخ ومجون ، تقول الروايات أنها كانت تنشر العطور في طريقها إليه لما إعتقدته بأن له تأثير خاص على عشيقها الروماني .
كانت الدهشة كبيرة لدي من التفوق الذي أبدته أمي في الجامعة ، أصبحت أدرك حينها أن إصرارها على النجاح وإرادتها كان يقع خلف صمتها وهدوءها ، لم يكن صمتها سكوتا بقدر ما كان سكينة وتأمل ، لم تكن تبدء الحديث إلا عند سؤالها وكانت تجيب على قدر السؤال لا أكثر ، كانت ناصرية عروبية غيورة سكنتها أحلام وآمال الوحدة العربية وتحرير فلسطين والعودة إلى طبريا .
في العاصمة البلغارية صوفيا وأنا على مقاعد الدراسة الجامعية أنهت والدتي البكالوريوس في دراسة التاريخ من جامعة دمشق ، ولم أتفاجئ عندما علمت أنها تتابع دراسة الماجستير في التاريخ القديم ومنها فقط سمعت أولى الكلمات باللغة العبرية .
ولأن حركة فتح نافست بعضها في الدوائر فازت حركة حماس في الإنتخابات التشريعية ونظمت مسيرة من دوار المنارة في رام الله إلى مقر المجلس التشريعي وقام أفراد من الحركة بنزع العلم الفلسطينى عن المقر وإلقاءه أرضآ ورفعوا علم الحركة الأخضر وهم يكبرون ( الله أكبر ) لا أنكر أنني إعتصرت ألما وخوفا على المشروع الوطني وتقاليد التعددية السياسية ونمط ثقافتنا بشكل عام ، وتسائلت في سري عما يستوجبه التكبير ؟!!!
في حوار إذاعي أسبوعي أجريته مع الكتل السياسية والبرلمانية ، قال لي د. محمود الرمحي وهو من قيادة حماس على هامش الحوار ، لم نكن نتوقع سوى الحصول على 40 مقعد من أصل 132 في أحسن الأحوال ، تورطنا وفزنا ب 76 مقعد لننتظر ونرى !!!
كان الهجوم على التشريعي وصيحات التكبير والخطابات التحريضية ، كلها تنم عن قرارات الإقصاء ومقدمة لإنقسام في الساحة السياسية الفلسطينية ، وتعطيل للبرلمان ما زلنا ندفع ثمنه حتى اليوم !!!
تفيد الروايات التاريخيةأن أوكتافيوس إستطاع هزيمة أنطونيوس بعيد وفاة يوليوس قيصر في معركة أكتيوم مما دفع أنطونيوس للإنتحار ، علمت كيلوبترا بالفاجعة التي ألمت بعشيقها فإنتحرت هي كذلك في مشهد عاجي تاركة أفاعي الكوبرا تلدغ جسدها المتمدد على سرير العرش .
تقتضي الحكمة التأمل والتأني أمام كل قول براق أو التدقيق في الإنطباعات النمطية , فخلف الجمال هناك عقل بشري وخلف كل خطاب هنالك مجموعة من المصالح ، وفقط تعلمت عن أمي أنه ليس كل الصمت سكوت ، وأن الأحلام المؤجلة يمكن تحقيقها .... وكذلك رأيت بأم عيني الأيقونات في لحظة ما تسقط وتعدوا ترف فائض عن الحاجة ليس إلا .



#نضال_عرار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربع الاخير.. تخاريف (13)كوفيد 19
- الربع الاخير .. تخاريف (12 ) كوفيد 19
- الربع الأخير .. تخاريف (11) كوفيد 19
- الربع الأخير ...... تخاريف ( 10 )كوفيد 19
- الربع الأخير ..تخاريف (9) كوفيد19
- الربع الأخير ...تخاريف (8) كوفيد-19
- صديقتي العرافه ، لا أريد صداقة كهذه 2-2
- الربع الأخير .... تخاريف (7) كوفيد - 19
- الربع الأخير ... تخاريف (6)كوفيد 19
- الربع الأخير .... تخاريف (5) كوفيد -19
- الربع الأخير .... تخاريف (4) كوفيد - 19
- الربع الأخير ... تخاريف (3) كوفيد 19
- الربع الأخير .... تخاريف (2) كوفيد 19
- الربع الأخير ... تخاريف كوفيد-19
- صديقتي العرافه ، لا أريد صداقة كهذه 1-2
- ما بين الثقافة والسياسة
- أمل أسود ...تداعيات مبعثرة !!!
- في الديموقراطية والإغتراب
- ما أضيق الرحلة ، ما أوسع الفكرة سلامة كيله وداعآ
- فوضى .... دراما التواطئ


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نضال عرار - الربع الأخير ... تخاريف (14) كوفيد 19