أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نضال عرار - الربع الأخير ... تخاريف (16) كوفيد 19














المزيد.....

الربع الأخير ... تخاريف (16) كوفيد 19


نضال عرار

الحوار المتمدن-العدد: 6998 - 2021 / 8 / 24 - 11:23
المحور: سيرة ذاتية
    


في السرد أو البوح لا يترك المكان والزمان ، رهن عناية المنجمين كما فعل ريجيس دوبريه في روايته ( الثلج يشتعل ) فالمكان هو بيئة السرد وحاضنته التي ما تنفك تفرض رقابتها على مكنوناته ، كذلك يفعل الزمان فالسرد والبوح لا يستقيمان مع الفنتازيا على أية حال .
على أن السرد تقيده إعتبارات غير تلك التي تقتضيها الحاجة الأدبية ، فبيئة المكان تفسد ثنايا السرد وكذلك تفعل مع البوح وكثيرآ ما تمنعه ( الكاتب ) من البوح !!!
طالما إعتقدت أن مسحة الحزن على وجه الذئب تضفي عليه شيئ من الجمال ، غير أنه في الحقيقة يبقى ذلك الذئب الرتيب في تنظيم نفسه وهجومه يبقى الذئب من أخلص مخلوقات الأرض وفاء لزوجته ، فالذئب لا يعرف في حياته سوى ذئبة واحدة يكن لها الوفاء .
كتبت ذات مرة أنني كنت أحسب الوحشية عمل حيواني وأعتقد أنني نادم على ما كتبت .
يحضرني عادة وفي سرد كهذا رائعة الشاعر السوري الراحل / ممدوح عدوان في كتابة حيونة الإنسان ، فلا البيئة ولا كل هذا القمع المنظم يصنع بيئة جادة لنمو القيم الإنسانية .
كنت أحد الضالعين وبوعي يكاد يكون بوهيمي مذ صغري في عداءات ليس لها أي معنى هكذا ولأنني أعتقدت يوما وعلى نحو ساذج أنني بت أمتلك الحقيقة !!!
وعادةً ما يفتح البوح شهية الناقدين والحابرين المتيقظين المترصدين هفوة الكاتب كذلك الأمر .
وثمة نوع آخر ممن يمارسون التأويل لا لحاجة ولا منفعة ، جل الأمر سياق الرواية على هوى قلوبهم !
ثمة من يبحث بين ثنايا الحروف عن هزيمة الكاتب وهم كثر ، فنحن شعوب نستمرئ الهزيمة والضعف والهوان نتلذذ في كوننا ضحايا ، ونسهب في سرد أمجادنا الغابرة ونعيد ونزيد في الرواية التاريخية حتى تكاد تخرج عن سياقها ومضمونها !!!
على أنني أرى ليس كل البوح سرد لوقائع الحياة ، ثمة هواجس وإرهاصات تدخل في هذا السياق ناهيك عن الأحلام والعلامات الفارقة في العيش الممتد . فبعض الأحداث تؤثر في مناحي الحياة وتشكل فارقا مثل الأحداث التاريخية الكبرى التي تترك أثرا كبيرا على مسار التاريخ نفسة .
فلم يكن فتح القسطنطينية مجرد حدث عابر وإن بات الفاتحون مجرد عابرون فالسلطان محمد الفاتح قسم التاريخ بحد السيف ليعلن بداية العصر الحديث ويؤثر في التاريخ لمئات السنين!
صيح أنني قرئت لكثير من المؤلفين سواء كان في الأدب أو الفلسفة أو التاريخ أو العلوم التطبقية ، غير أنني لم أعرف عن كثب سوى القليل منهم ، كما أن خبر رحيل أحدهم يشكل لي صدمة كبيرة كما لو أنني فقدت شيئا مني ، خبر كهذا كفيل بأن يأخذني إلى تفاصل كتبه التي قراتها والمكان والحكايا بل حتى أجدني غالبًا ما أكتب عنه ومآثره في الصحف المحلية أو أتوقف عنده في برامجي الإذاعية السالفة كما كان الحال عند رحيل شيخ الرواية العربية عبد الرحمن منيف .
هذا فيض من هذيان يرافقه يأس وخوف من رحيل الكبار تباعا ، فهذا الزمان الذي نعاشر يستعصي على الإبداع ويقتل كباره كما لو أن عجلة التاريخ تتوقف الى إشعار اخر ، غير أنني مدرك تماما أن الحياة لاتتوقف عند أحدٍ وأن حركة التاريخ تتصاعد إلى الأعلى.
الهذيان عند الأحداث الكبيرة يرافق البشر وهو لا يحتاج لمشروعية من أحد .كونه صفه بشرية تلازم الطبائع بل تذوب بها . إن أكثر استطالات الهذيان صامته وما زلت أحد أولئك اللذين يعتقدون أن أحلام البشر ليست تلك التي تأتي خلال النوم بل تلك التي تأتي قبل النوم مباشرة والرأس على الوسادة .
ما ان إنتشر خبر وفاة محمد الفاتح حتى شاعت البهجة في روما وأمر البابا بفتح الكنائس وإقامة الصلوات والاحتفالات، وجعلت المواكب تجوب الشوارع مرددة أناشيد النصر، وأطلقت المدافع تعبيرا عن الفرح والسرور.
لم يعمر سليل سليمان شاه سوى خمسون عاما ، غير ان مجده إستطال ليومنا هذا .
رب قائلا إذا كان المجد في الكتب فمن يقرا ؟!!!
وللحق فإن قلة من تتوقف عند المنظومة الأخلاقية للأمير ، تلك المنظومة التي لخصها في وصيته لإبنه عمادها العدل ودفع الفساد عن الحكم وامن وأمان الناس …. كذا !!!
كانت وصيته بوح لسيرته وأعماله التي دفعت إلى فتح القسطنطينية.
يقال بأن النبش في التاريخ ما هو إلا محاولة للهروب من البوح عن خطايا الحاضر ، وهذا شيء يأخذ به وكأنما يهرب به كاتب السطور إلى الكفر بالحاضر طالما كانت بيئته لا تناسب البوح مهما تمسك بمنظومة متكاملة من الافكار الابداعية التي لا تزال قائمة في وجدان الكاتب .



#نضال_عرار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن قياس الأخلاق بين النفعية والعدالة !
- الربع الأخير ... تخاريف (15) كوفيد19
- الكتابة لن تجدي نفعا أكتب لعل .... !!!!
- الربع الأخير ... تخاريف (14) كوفيد 19
- الربع الاخير.. تخاريف (13)كوفيد 19
- الربع الاخير .. تخاريف (12 ) كوفيد 19
- الربع الأخير .. تخاريف (11) كوفيد 19
- الربع الأخير ...... تخاريف ( 10 )كوفيد 19
- الربع الأخير ..تخاريف (9) كوفيد19
- الربع الأخير ...تخاريف (8) كوفيد-19
- صديقتي العرافه ، لا أريد صداقة كهذه 2-2
- الربع الأخير .... تخاريف (7) كوفيد - 19
- الربع الأخير ... تخاريف (6)كوفيد 19
- الربع الأخير .... تخاريف (5) كوفيد -19
- الربع الأخير .... تخاريف (4) كوفيد - 19
- الربع الأخير ... تخاريف (3) كوفيد 19
- الربع الأخير .... تخاريف (2) كوفيد 19
- الربع الأخير ... تخاريف كوفيد-19
- صديقتي العرافه ، لا أريد صداقة كهذه 1-2
- ما بين الثقافة والسياسة


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - نضال عرار - الربع الأخير ... تخاريف (16) كوفيد 19