الربع الأخير …. تخاريف (17) كوفيد 19

نضال عرار

الحوار المتمدن-العدد: 7035 - 2021 / 10 / 2 - 14:37
المحور: سيرة ذاتية
    

كثيرة هي المفارقات والمقاربات التي نحياها هذة الايام ، فمن النافل القول أن المبادء لا يمكن لاحد أن يغير من قوانينها طالما إرتبطت بالبشرية أو في طابع حركتها
لا يمكن أن تنادي بحريتك وتقف ضد حرية الآخرين ولا أن تنشد العدالة وتنكر ها على غيرك ، لا تطلب حرية التعبير وحقك في التجمع والتظاهر السلمي وأنت تقف مع أنظمة القمع تحت مسميات واهية وحجج جوفاء سترتد عليك ، إن من وقف بوجه الربيع العربي لا يطلب منا استيعاب صراخه (الشعب يريد ) هكذا وبكل صراحة ، أعرف أن هكذا حديث سيصيب الكثير من الأصدقاء ، غير أن الحقيقة يجب أن تقال وتحديدآ لقوى اليسار التي ما إنفكت تهتف بملئ حناجرها الشعب يريد .

على شاطئ البحر الأحمر كنت اراقب ابنتي وهي تنزل الماء ، دخلت اليها وسحبتها الى حيث العمق يتجاوز طولها ، خافت الصغيرة وتمسكت بي … أذكر أنها لم تتعلم السباحة يومها ولكنها تعلمت كيف تثق بوالدها ، أخبرتني ذلك يوما !!!

أنكرت هذة القوى عذابات الشعوب وإختبئت خلف أصبعها أبان ثورات الربيع العربي ، لم تقف للحظة واحدة أمام بنية تلك الأنظمة البوليسية وطابعها الوحشي في التعامل مع مواطنيها خوفا على مكانتها وتواجدها في تلك العواصم .
لأن نظاما بوليسيا دمويا يدعم المقومة سنصفق له والأولى أن يحرر أراضيه من الاحتلال الاسرائيلي
كذلك الامر فإن من ينشد حرية الوطن والاستقلال لايستتب له الامر بقمع الحريات العامة والتغول عليها من قبل سلطاته الموكله
كذلك فان الصمت على قمع الحريات ، كان مدان على الدوام !
أذكر أنني التقيت بأحد الوزراء الأصدقاء في مكتب إحدى القيادات السياسية في البلاد ، بادر صديقي الوزير بالقول نضال يذكرني بأيام الزمن الجميل ، سكت لبرهه وقلت لا يوجد أجمل من هذا الزمان ، لأنه بدون أحلام … ففيه الحقيقة واضحة والكذب كذلك أيضًا !!!

ثمة فارق لدي بين أن تكون مبدئيًا تجاه قضاياك أو تكون متعصبًا لها ، ثمة هامش فارق دقيق يسهل الخلط ويصعبها كذلك الامر .
على أية حال تقول الأسطورة أن بنلوب زوجة أوديس بقت مخلصة وفية لزوجها كانت إمرأة صبور صلبة قوية في الدفاع عن مؤسستها ( أسرتها ) ، غير أنني أدرك بأن عشرين عاما من الصبر والصمت والإنتصار في المحصلة قد تركت فيها الكثير من الندوب التي يصعب عليها تلافيها رغم أسطورة الوفاء والقوة.
على أية حال طالما كانت هشاشة القلوب نتاج للكتمان والصمت ، وعلى نحو فرويدوي مثير ، غير أن الانكسار يبقى مدعاة للقلق والتحسب !!!
كيف لنا ان نحدد بيانا موثوقًا يصيغ التناقضات بأولوياتها ؟!
إن أصعب الحوارات تلك التي تحاور فيها أناك ، ذاتك المتيقظة لسلوكك ، وعادة تكون العواطف أول ما يظهر في العلاقات الإنسانية ومتأخرة تأتي الحقائق تباعًا.
ليس من الضرورة أن تتعلم السباحة حتى تعتاد الحياة ولكنك بحاجة إلى مصدر للأمان حتى تقوى عليها !!!
ليس الوفاء وحده ما يصادف البشر في الحياة ثمة أشياء كثيرة في مساق الصلف البشري كالمطلقات والغدر والكذب لذلك تبقى بحاجة الى مصدر للأمان والراحة .
الرغبة في التغيير تعتريك شابًا يافعا بعد ، أنت تريد أن تغير هذا العالم ولكن ما أن يمضي بك العمر حتى تتخلى عن ذلك كله ولا تريد سوى أن تغير ذاتك فقط ، كأنك تنحني لفلسفة جلال ألدين الرومي .
لا يبقى لك غير أن تنصت لأنين الناي .
فكل من قطع عن أصله
دائماً يحن إلى زمان وصله
وما شأن الرومي جلال الدين بتغيير الواقع السياسي والاجتماعي هنا والآن وما شأني أنا بأنين الناي !!!

#نضال_عرار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل