أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - أوكرانيا : حرب عالميّة ثالثة خطر حقيقيّ و ليست تكرارا للحرب العالميّة الثانية















المزيد.....



أوكرانيا : حرب عالميّة ثالثة خطر حقيقيّ و ليست تكرارا للحرب العالميّة الثانية


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7234 - 2022 / 4 / 30 - 23:48
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


بوب أفاكيان في 22 أفريل 2022 ، جرؤيدة " الثورة " عدد 748 ، 25 أفريل 2022
https//revcom.us//en/bob_avakian/ukraine-world-war-3-real-danger-not-repeat-world-war-2

يأتي هذا المقال لدعم و لمزيد شرح أهمّية النداء الصادر عن موقع أنترنت revcom.us لتنظيم مسيرات و مظاهرات في لوس أنجلاس و نيويورك في غرّة ماي 2022 رافعين الشعارات الحيويّة التالية :
لا لحرب الولايات المتّحدة / الناتو مع روسيا ! لا لحرب عالميّة ثالثة !
النظام و ليست الإنسانيّة هو الذى يحتاج أن نقضي عليه !
لا نقبل بمستقبلهم – حان وقت التنظّم من أجل ثورة فعليّة !
---------------------------
هناك حكمة تقول إنّ أوّل ضحايا الحرب هي الحقيقة . وهذا ما تُدلّل عليه بحدّة الحرب في أوكرانيا . كلا الطرفان - و ليست روسيا وحدها بل كذلك الولايات المتّحدة و " حلفائها " بمن فيهم حكومة أوكرانيا – ينخرطان في عمليّات تشويه مسعورة بخصوص هذه الحرب . و بالنسبة للناس في هذا البلد الإمبريالي ، من المهمّ بوجه خاص وعي و نقديّا تفحّص ما ينشره حكّام" نا " ( و المتحالفين معهم ) و مقارنة ما يقولونه مع الواقع الفعليّ .
الحقيقة هي أنّ ما يُمرّر على أنّه " أنباء " عن الحرب في أوكرانيا في وسائل الإعلام " السائدة " في الولايات المتّحدة ، في الواقع لا تعدو أن تكون هجوما دعاية كثيفة ينفّذه حكّام " نا " الإمبرياليّون يعجّ بالتشويهات الفجّة . و في مقالات أخرى ، تفحّصت عدّة تشويهات و أكاذيب تمثّل جزءا من هذا الهجوم الدعائي (1). و هنا سأتولّى الحديث عن بُعد خاص – و خطير بوجه خاص – من أبعاد ذلك : مفهوم أنّ الحاكم الروسي بوتن يُشبه هتلر و " إذا لم نقم بإيقافه الآن في أوكرانيا ، سرعان ما سيغزو بلدانا أخرى و منها بلدان تابعة لحلف الناتو ( NATO ) ( و بالطريقة نفسها التي غزى بها هتلر البلد تلو الآخر ما أدّى إلى الحرب العالميّة الثانية ). و قد ترافق هذا عادة بزعم أنّ بوتن لاعقلانيّ و أنّه من المرجّح أن يقوم بأي عمل جنونيّ تحقيقا لطموحاته الجنونيّة .
و و تقول حجّة مرتبطة بذلك وهي غاية في الخطورة : " لا يجب أن نترك الخوف من حرب عالميّة ثالثة يمنعها من القيام باللازم لإلحاق الهزيمة ببوتن في أوكرانيا ، و لوضع نهاية لعدوانه و إلاّ ببساطة سنستسلم له في كلّ مرّة يقوم فيها بعدوان آخر أو يصدر فيها تهديدا عدوانيّا ".
و كان الردّ على هذه الحجج ، لو لم يكن الوضع جدّيا بشكل مميت ، سيكون بشكل مغري تكرار ببساطة هدف كلام نكتة أضحت شعبيّة في ستّينات القرن العشرين : " من تعنون بنون " نحن "أيّها الإمبرياليّون ؟ " ( النكتة الأصليّة كانت أن لون زنجر و تنتو ، " الهندي الأحمر المرافق له " كانا يقاتلان أعداء من الهنود الحمر و قال لو رنجر ، " يبدو أنّنا محاصرون، تنتو " – فردّ تنتو : " من تعنى بنون " نحن " ، أيّها الرجل البيض ؟ ! " ).
بديهيّا ، وضع اليوم مع الحرب في أوكرانيا ليس مزحة إلاّ أنّ المسألة هي أنّ مصالح الإمبرياليّين ، من الجانبين المنخرطين في هذه الحرب ، ليست متشابهة – و هي في الواقع في تعارض جوهريّ – مصالح الجمالهير الشعبيّة . و إعتبارا لكون التحدّيات و التبعات الممكنة عميقة للغاية و لكون المخاطر كبيرة جدّا – تشمل مستقبل الإنسانيّة ذاته و ما إذا كان للإنسانيّة مستقبل أم لا أصلا – من الضروري المضيّ نحو التعمّق في الأشياء و التوسّع فيها شيئا ما لتسليط الضوء على الواقع الفعليّ لما يحدث و ما هي أهداف القوى المتنازعة و أين تكمن مصالح جماهير الإنسانيّة في تعارض مع كلّ هذا .
التشويهات و المخاطر الحقيقيّة جدّا
و لاحقا في هذا المقال ، سأتحدّث عن الأهداف الفعليّة لبوتن و الإمبرياليّين الروس . لكن قبل ذلك ، من المهمّ تفحّص ما يقع القيام به من طرف إمبرياليّينا " الخاصّين " ( و " حلفائهم " من الناتو ) . و كنقطة توجّه أساسيّة غاية في الأهمّية في تقييم أقوال و أفعال هؤلاء الإمبرياليّين الأمريكان ، لا بدّ من أن نعي و أن نبقى في أذهاننا الواقع المحوريّ الآتي :
" قد سجّلت الولايات المتّحدة بدرجة بعيدة أرقاما قياسيّة في الغزوات و الإنقلابات و غير ذلك من الطرق العنيفة للتدخّل في شؤون بلدان أخرى . و قد واصلت إلى يومنا هذا مسؤوليّتها عن هذه الفظائع - على سبيل المثال ، في اليمن – وهي إلى درجة بعيدة أسوأ من تلك التي إقترفتها روسيا في أوكرانيا . ( و يتوفّر بموقع أنترنت revcom.usالكثير من الفضح و التحليل للجرائم الكبرى للإمبرياليّة الأمريكيّة ) " . (2)
بهذا كجزء هام من المشهد ، لنعد إلى الحجج ( المشار إليها أعلاه ) عن كيف أنّ بوتن يشبه هتلر و " لا يجب أن نترك الخوف من حرب عالميّة ثالثة يمنعها من القيام باللازم " لإيقافه الآن . لنقيّم هذه الحجج على محكّ الواقع الفعليّ . مظهر مفتاح من مظاهر الوضع هو وجود عالم اليوم ، التحالف العسكريّ العدواني القويّ ، الناتو ، الذى تترأّسه الولايات المتّحدة. و ذو أهمّية حيويّة : تملك كلّ من الولايات المتّحدة و روسيا آلاف الرؤوس النوويّة . و هذه العوامل لوحدها تعنى أنّ الوضع اليوم مختلف جدّا عنه عن الوضع الذى أدّى إلى الحرب العالميّة الثانية .
و الواقع هو أنّه لا دليل يدعم زعم أنّ بوتن يسعى إلى مهاجمة بلدان تابعة للناتو – ما " سيؤدّى " فورا إلى إنخراط الولايات المتّحدة بجيشها القويّ و المسلّح نوويّا . ( و هذه النقطة سأعود لها لاحقا في هذا المقال ).
كلّ من روسيا و الولايات المتّحدة / الناتو يحاولان بلوغ أهدافهما دون التورّط في مواجهة عسكريّة مباشرة مع المنافس الذى يملك أسلحة نوويّة ( لكونه لا يمكن إلحاق الهزيمة بسهولة أو بسرعة بروسيا ، يعتبر الإمبرياليّون الأمريكان عمليّا أنّه من مصلحتهم أن " يعيقوا و يطيلوا " الحرب في أوكرانيا لبعض الوقت بحيث تضعف روسيا و تتعزّز قوّة الناتو و الإمبرياليّة " الغربيّة " عامة . و قد خدم التزويد الضخم للولايات المتّحدة / الناتو لأوكرانيا بالأسلحة إلى حدّ الآن هدف إطالة أمد الحرب مساهما بدرجة لها دلالتها في إحباط تجسيد الأهداف الأوّليّة لروسيا . و طبعا ، إعاقة و إطالة الحرب يفرزان تأبيدا أو ينمّيان عذابات الشعب في أوكرانيا – لكن رغم إستغلال هذه العذابات في هجومهم الدعائيّ ، فإنّ أخذ الخسائر في المدنيّين بعين النظر ليس من أولويّات الحسابات المنافقة للإمبرياليّين . و يمكن رؤية هذا في المجازر الكبرى التي كانت الولايات المتّحدة مسؤوليّة عنها في الحروب عبر العالم قاطبة ، إلى الوقت الحاضر ، و قد عبّرت عن ذلك بسفور مادلين أولبرايت، سكرتيرة الدولة في إدارة بيل كلينتن فى تسعينات القرن العشرين ، التي أكّدت بوضوح أنّ قتل أكثر من مليون إنسان بمن فيهم 500 ألف طفل بفعل العقوبات الأمريكيّة ضد العراق ، كان " يستحقّ العناء " خدمة لمصالح الإمبرياليّين في الولايات المتّحدة ).
و مع ذلك ، بقطع النظر عن النوايا ، مثلما تبيّن ذلك مرارا و تكرارا ، يمكن للأحداث - خاصة ديناميكيّة الحرب نفسها ، بعد إنطلاقها – أن " تتجاوز النوايا " و تؤدّي إلى ظروف و تبعات لم يرغب فيها أيّ طرف من الطرفين المتحاربين و لم يتوقّعها في البداية . و في الوضع الراهن مع الحرب في أوكرانيا ، هناك خطر حقيقيّ جدّا هو إمكانيّة أن " تتجاوز " مثل هذه الديناميكيّة و أن تؤدّي إلى تبعات فظيعة حقّا – الإمكانيّة الحقيقيّة جدّا لحرب بين الولايات المتّحدة / الناتو و روسيا، مع إستخدام الأسلحة النوويّة التي يمكن أن تمثّل تهديدا حقيقيّا جداّ للحضارة الإنسانيّة ككلّ .
بهذا الصدد ، من الهام أن نكون مدركين بشدّة للطريقة التي تكرّر بها وسائل الإعلام في هذه البلاد بلا هوادة الإتّهامات بجرائم حرب شنيعة تقترفها روسيا بأوكرانيا ، مصحوبة بصور و أرقام عن عذابات أفراد تعتمد كسند لهذه تهم و ل " جعلها حيّة " . بوضوح وسائل الإعلام هذه ليست مهتمّة بأيّ بحث حقيقيّ في ما يتعلّق بتلك التهم – ما إذا كانت صحيحة أم لا أو إلى أيّة درجة هي صحيحة ، أم هي ، من الجهة الأخرى ، تتضمّن بعض التشويه . ببساطة تقدّم هذه التهم على أنّها وقائع و على أنّها أساس التنديد بروسيا لإرتكابها جرائم حرب . و الآن لن يكون مفاجأ إذا تبيّن على الأقلّ أنّ العديد من هذه التهم صحيحة . لكن نظرا لسجلّ وسائل الإعلام في هذه البلاد و نشرها المتكرّر للأكاذيب لتبرير العدوان العسكريّ الأمريكي – على سيبل المثال بشأن العراق و الفيتنام قبل ذلك – في منتهى الأهمّية رفض " القبول دون تثبّت " بأيّ شيء تقوله وسائل الإعلام عن الحرب في أوكرانيا .
و هذا يصحّ بوجه خاص عندما ترفض وسائل الإعلام ذاتها وهي تصوّر بوتن و روسيا على أنّهما مسؤولان عن نوع من جرائم الحرب " غير المسبوقة " في أوكرانيا ، ترفض بثّ أو نشر و تقديم صورة حيّة عن التدمير الأسوأ بكثير و عن العذابات في اليمن الآن ، و الولايات المتّحدة تتحمّل مسؤوليّة كبرى في ذلك ، إلى جانب الدمار الكبير الذى تسبّبت فيه الولايات المتّحدة في العراق و أفغانستان في السنوات الحديثة و في قمّة ذلك كامل تاريخها من الغزوات و الإنقلابات و التدخّلات العنيفة الأخرى في بلدان أخرى . ( و بينما من المفهوم أن يشعر الناس الذين يطّلعون على العذابات الحقيقيّة جدّا للشعب في أوكرانيا بالتعاطف معه و يرغبون في القيام بشيء قد يساعف في التخفيف من وطأة تلك العذابات ، يجب أن يدرك الناس بأ،ّ تعاطفهم يتمّ التلاعب به بنفاق و يُدمج ضمن هجوم دعائيّ ضخم يستهدف جعل الناس في الولايات المتّحدة يساندون أهداف حكومتهم الإمبرياليّة في الحرب في أوكرانيا . و في الوت نفسه ، من الكاشف أنّه لا تنجز اّية حملة من هذا النوع لجعل الناس في هذه البلاد واعين على نطاق واسع لعذابات أكبر حتّى لأعداد هائلة من الأطفال في اليمن – و لا وجود لجهد يمكن مقارنته بذلك يبذل من طرف المؤسّسات المهيمنة في هذه البلاد للتشجيع على حملة مساعدات إنسانيّة للذين يتعذّبون عذابا فظيعا في اليمن – شيء يسلّط بلا شكّ ضوءا على الجرائم الشنيعة التي شاركت فيها بعمق الإمبرياليّة الأمريكيّة في اليمن ).
ما هو خطير بوجه خاص هو أنّه نتيجة هذا الهجوم الدعائيّ للولايات المتّحدة قد يُوجد وضع حيث الكثير من " الحسّ العام" ينشأ من أجل الإنخراط المباشر للولايات المتّحدة في الحرب في أوكرانيا ( ل " إيقاف الفظائع " التي تقترفها روسيا و منعها من " غنيمة " إقترافها مثل جرائم الحرب " غير المسبوقة " المزعومة ) ، و أن تصبح حكومة الولايات المتّحدة و " قائدها العام " بيدن " ضحايا هجومهم الدعائي الخاص " فيندفعون إلى التدخّل العسكريّ المباشر في أوكرانيا رغم إعلان نواياهم الأوّليّة و تصريحاتهم المتكرّرة بأنّهم لن يفعلوا ذلك .
و بعدُ يُفضى هذا النوع من المنطق " الفاسد " ببعض الممثّلين المؤثّرين للإمبرياليّة الأمريكيّة ، على غرار السيناتور الديمقراطي كريس كونس ، إلى المحاججة بانّه يمكن أن يأتي وقت ستحتاج فيه الولايات المتّحدة إلى المرور من تسليح أوكرانيا ضد روسيا إلى الإلتحاق عمليّا و مباشرة بالحرب .
و فضلا عن هذا ، ثمّة أصناف من الحجج التي ذكرتها في بداية هذا المقال – حجج مقارنة بوتن بهتلر والتأكيد على أنّ"نا" " لا يجب أن نترك الخوف من حرب عالميّة ثالثة يمنعها من القيام باللازم لإلحاق الهزيمة ببوتن " . مثل هذه الحجج كذلك تفاقم من إمكانيّة أن تنتهي الولايات المتّحدة / الناتو إلى المشاركة المباشرة في الحرب في أوكرانيا ما يُفضى إلى مواجهة مع روسيا يمكن أن تبلغ إستخدام القنابل النوويّة بتبعات شنيعة قد تمسح حتّى الحضارة الإنسانيّة من على وجه الأرض.
و هذا يؤكّد أكثر على لماذا من الأهميّة الحيويّة بالنسبة إلى الناس أن لا يقعوا في شراك الهجوم الدعائي الذى لا يتوقّف لإمبرياليّي" نا " و لوسائل إعلامهم ، بتقديمهم العالي التشويه و الوحيد الجانب للعدوان الروسيّ كنوع من جريمة حرب قصوى لا يمكن أن ينفّذها سوى " أوتوقراطي مجنون مثل بوتن " في حين أنّ الواقع دلّل و يدلّل على أنّ الولايات المتّحدة مدانة بجرائم حرب أشنع بكثير تاريخيّا و إلى يومنا هذا .
و يجدر بنا التذكير بأنّ الولايات المتّحدة هي البلد الوحيد الذى إستخدم عمليّا الأسلحة النوويّة – القنابل النوويّة التي ألقيت على مدينتين يابانيّتين هما هيروشيما و ناغازاكي مع نهاية الحرب العالميّة الثانية ، حارقة على الفور مئات آلاف المدنيّين و متسبّبة في عذابات مريرة لعديد الباقين على قيد الحياة من هجمات القنابل النوويّة ).
و يُجلى هذا بوضوح أكبر و يجعل من الإستعجالي أن ننبذ بصرامة الحجج المعتمدة أو التي ستستخدم ل" إعداد الأرضيّة " للإنخراط العسكري للولايات المتّحدة في أوكرانيا و يجب أن نفضح بشدّة الناس ( مثل السيناتور كونس ) الذين يقدّمون هكذا حجج و ندّد بهم أيضا بشدّة بإعتبارهم تجّار حرب " يساهمون مساهمة " خطيرة منتهى الخطورة في التدمير الممكن للإنسانيّة .
التحليل الحقيقي و العلمي للحرب في أوكرانيا
كلّ هذا يدفعنا كذلك إلى التفكير في لماذا من الهام جدّا إمتلاك فهم حقيقيّ و علمي لما يحدث حقّا مع الحرب في أوكرانيا . ما الذى فعلته حكومة الولايات ، في ظلّ إدارة كلّ من الديمقراطيّين و الجمهوريّين ، عقب أن كفّ الإتّحاد السوفياتي و كتلته العسكريّة ، حلف فرسوفيا ، عن الوجود في بداية تسعينات القرن العشرين ؟...
" بداية من تسعينات القرن العشرين ، معترفين بانّ ما تبقّى بدلا من الإتّحاد السوفياتي هو روسيا ضعيفة ، إنتهز الإمبرياليّون الأمريكان كصعاليك حقيقيّين الفرصة لمزيد توسيع إمبراطوريّتهم – متراجعين عن " كلمتهم " أي وعدهم بعدم توسيع تحالفهم العسكري العدواني ( الناتو NATO ) إلى بلدان حلف فرسوفيا السابق . متجاهلين هذا الوعد ، تحرّك الإمبرياليّون الأمريكان ليُلحقوا بالناتو بلدانا قريبة من أو هي أحيانا عمليّا على حدود روسيا . و كجزء من كلّ هذا ، تدخّلت الولايات المتّحدة مرارا و تكرارا في أوكرانيا في العقود الأخيرة ، متآمرة للإطاحة بحكومات هناك كانت أكثر صداقة مع روسيا و لتعويضها بحكومات تميل إلى جانب الإمبرياليّة " الغربيّة " مثلما جدّ حديثا في 2014 .
و عنصر مفتاح في كلّ هذا لعب دورا له دلالته في قرار روسيا غزو أوكرانيا كان إعلان الحكومة الموالية للولايات المتّحدة في أوكرانيا أنّها ترغب في الإنضمام إلى حلف الناتو . و أوكرانيا بلد شاسع يقع تماما على حدود روسيا . و كما أشارت مقالات على موقع أنترنت revcom.us : فكّروا في ما سيعنيه و ما الذى سيفعله حكّام الولايات المتّحدة إن أعلنت حكومة المكسيك نيّتها الإنضمام إلى حلف عسكريّ على رأسه روسيا ! " (3)
و مثلما شدّدت أيضا في ذلك المقال :
" لا شيء من هذا " يبرّر " غزو روسيا لأوكرانيا . بيد أنّه ينزّل ألمر في إطاره الأوسع و يلقى عليه شيئا من الضوء . إنّه يسلّط الضوء على النوايا الحقيقيّة للإمبرياليّين الأمريكان في هذه الحرب . فالهدف و الغاية الأساسيّين للولايات المتّحدة من هذا ليس مساعدة بلد أضعف في الدفاع عن نفسه ضد معتدى أقوى ؛ و إنّما هو إضعاف منافس إمبريالي ، روسيا ( و كذلك الإضعاف الممكن للصين التي هي في علاقة تعاون مع روسيا في الوقت الحاضر ) لأجل توطيد الهيمنة الإمبرياليّة الأمريكيّة و تقوية الناتو ( خاصة بعد إضعاف الناتو جرّاء تحرّكات تترامب التي شدّدت من الخلافات بين الولايات المتّحدة و بلدان أخرى من حلف الناتو ).
تخوض الولايات المتّحدة الآن " حربا بالوكالة " مع روسيا – شانة حربا إقتصاديّة ( عن طريق " العقوبات " ) ضد روسيا بينما في الوقت نفسه تسلّح تسليحا ثقيلا أوكرانيا . " (4)
و متحدّثا عن جوهر ما هو معنيّ من طرف جانب الإمبرياليّين من جانبي هذا النزاع :
" شيء لا يمكن أن نبالغ في التشديد عليه – خاصة إعتبارا للأكاذيب و التشويهات في الهجوم الدعئي الذى لا يتوقّف من قبل الولايات المتّحدة و وسائل إعلامها – هو واقع أنّ المواجهة بين الولايات المتّحدة / الناتو من جهة و روسيا من الجهة الخرى ، ليس نزاعا بين " الديمقراطية و التيوقراطيّة " و إنّما هو نزاع بين متنافسين إمبرياليّين ( و كما أشرت إلى ذلك قبلا ، تركيا كعضو في النالتو هي ذاتها تحكمها حكومة " أوتوقراطيّة "- و الشيء نفسه صحيح بالنسبة لبولونيا وهي أيضا عضو في الناتو ) " (5)
الأهداف العمليّة لبوتن / الإمبرياليّة الروسيّة
كمقدّمة لهذه المسألة ، مسألة اهداف بوتن و كنقطة توجّه و منهج أساسيّين ن من المهمّ توضيح أنّي لا أزعم إمتلاك بعض الفهم المبنيّ على معلومات لما يمكن ل " الحالة الذهنيّة " لبوتن و ينطبق هذا كذلك على هؤلاء " المحلّلين " في وسائل إعلام الولايات المتّحدة الذين يزعمون إمتلاك مثل هذه المعرفة . لكن من الممكن تشخيص ما هي عمليّا أهمّ أهداف بوتن / الإمبرياليّين الروس في هذه الحرب في أوكرانيا .
و على ضوء ما تمّ الكلام عنه ، يمكن أن نشاهد أنّ جزءا – و هدفا حينيّا – لما يبحث عنه بوتن / الإمبرياليّون الروس في هذه الحرب في أوكرانيا هو وضع حدّ لتوسّع الناتو حول روسيا ( بخاصة عبر إدماج أوكرانيا في الناتو ) ، و للردّ على ما هو فعليّا " حصار " الناتو لروسيا ( و خاصّة الجزء الغربيّ من روسيا الذى يقطن به القسم الأكبر من السكاّن و توجد به مراكز الحكم ).
و أيضا إدّعت روسيا أنّ هدفها من هذه الحرب هو وضع نهاية للعسكرة و " توسّع الحركة النازيّة " في أوكرانيا ، وهو شيء يؤكّد بوتن أنّه تهديد لروسيا . و إدّعاءات العناصر النازيّة في أوكرانيا و حكومتها إعتبرتها سخيفة بصفة متكرّرة السياسيّون و وسائل الإعلام في الولايات المتّحدة و بلدان أخرى بما فيها الرسميّون الوكرانيّ,ن و ك " دحض " مفترض لهذا الإدّعاء ، ذكروا واقع أنّ فلوديمير زلنسكى وهو يترأّس الحكم في أوكرانيا هو ذاته يهوديّ – كما لو أنّ هذا " تفنيد آليّ " بصفة ما تهمة التأثير النازيّ في أوكرانيا . (6) لكن الوقائع هي الوقائع وهي عنيدة – و الواقع هو أنّ القوى النازيّة لعبت دورا له دلالته في تشكيل الأحداث الأخيرة في أوكرانيا ، و بعضهذه القوى النازيّة أُدمجت في مؤسّسات حكمها و خاصة في صفوف الجيش . و مع ذلك ، الهدف الأساسي للروس ليس " القضاء على ىالنازيّة " في أوكرانيا و ليس مجرّد حماية الموالين لروسيا ، خاصة بأوكرانيا الشرقيّة ، و إنّما مجدّدا هو التصدّى إلى " حصار " الناتو لروسيا – و أبعد من ذلك تحقيق المصالح الإمبرياليّة الروسيّة في العالم الأوسع ، في تعارض مع الموقع الهيمنيّ للإمبرياليّة الأمريكيّة . و مثلما أشار إلى ذلك ريموند لوتا في خطاب حديث له :
" الروس من جهتهم ، قد ساندوا لا سيما منذ 2014 ، فئات من الأوكرانيّين المتكلّمين لللغة الروسيّة لإحداث قطيعة و التحالف أو الإندماج مع روسيا . في 2016-2017 ، نشر الناتو بقيادة الولايات المتّحدة مجموعات قتاليّة ذات أسلحة متطوّرة في بولونيا و غيرها من بلدان البلطيق كأستونيا و ليتوانيا و لاتفيا التي تملك حدودا مع روسيا ( وهي قريبة جدّا من ثاني أكبر المدن الروسيّة ، سان يتسبورغ ). و في الثناء كانت أوكرانيا تتحرّك لتصبح أقرب فأقرب إلى الويلاات المتّحدة و تعلن بصوت عالى تصميمها على الإلتحاق بالحلف العسكري الناتو الذى تهيمن عليه الولايات المتّحدة . هذه هي الخلفيّة المباشرة لغزو روسيا لأوكرانيا أواخر شهر فيفري 2022 .
لا صلة للغزو الروسي بالقضاء على النازيّة في أوكرانيا كما يزعم يوتن فهذا الغزو يهدف إلى دفع المنافسة الروسيّة مع الولايات المتّحدة : بغرض التمكّن من مزيد التأثير و لإيجاد قطب روسيّا منافسا من أجل السلطة مركّزا في أوروبا و آسيا الوسطى و الشرق الأوسط . و من جهتها ، تسلّح الولايات المتّحدة أوكرانيا بهدف إضعاف روسيا و منعها من مزيد تعزيز قوّتها الإمبرياليّة و تمثيلها لتحدّيات إمبرياليّة أكبر للنظام العالمي الراهن الذى تهيمن عليه الولايات المتّحدة و الذى منه هي المستفيدة الأساسيّة . " (7)
هذا الضرب من الدوافع و الأهداف – الناجمة عن الطبيعة الأساسيّة للنظام الرأسمالي – الإمبريالي و الضرورات التي يرتئيها قادة الدول الإمبرياليّة من الجانبين المتنازعين - و ليس بشكل لا معقول و ببساطة " الطموحات الجنونيّة إلى القوّة " لدي بوتن ( أو من الجهة الأخرى ، لدي بيدن و الإمبرياليّين الأمريكان الذين يمثّلأهم ) هي التي تحرّك الحرب في أوكرانيا وهي تمثّل هكذا مخاطر كبرى .
بهذا الصدد ، يستحجقّ الإشارة ما قام به – و ما لم يقم به – بوتن في العقود الماضية الأخيرة . بتدخّل عسكريّ في جورجيا ( التي تقع على الحدود مع روسيا ) ، و تاليا في القرم ( التي كانت جزءا من أوكرانيا غير أ،ّها كانت تحت سيطرة إحتلال القوّات الروسيّة منذ سنة 2014 و عمليّا جرى " إلحاقها " بروسيا ) ، و كذلك في النزاعات مثل تلك في سوريا ( حيث كانت الولايات المتّحدة و روسيا تدعمان كلّ منها جانب من الجانبين المتنازعين ) و الآن مع غزو أوكرانيا ككلّ ، تصرّف بوتن بطرق تهدف إلى تحقيق أهدافه بينما سعى إلى تجنّب المواجهة المباشرة مع الناتو . و يمكن قول إنّ يوتن تحرّك ضد أوكرانيا ، ضمن أسباب أخرى ، لأنّ أوكرانيا ليست جزءا من الناتو – قام بذلك قبل أن تلتحق بحلف الناتو و قصد منع حصول هذا الإلتحاق بالناتو .
و إن إنتظر بوتن إلى أن تصبح أوكرانيا عضوا في الناتو ( و مرّة أخرى، أعلنت أوكرانيا عن رغبتها في و نيّتها فعل ذلك) عندئذ كان الهجوم على أوكرانيا سيمرّ بالنزاع إلى مستوى آخر – وضع يتطلّب " قانونيّا " أن تتدخّل الولايات المتّحدة / الناتو " للدفاع " عسكريّا عن بلد تابع للناتو يتعرّض للهجوم . في هكذا وضع ، فشل الولايات المتّحدة / الناتو في الصدّ المباشر و شنّ هجوم عسكريّ على روسيا سيكون ، وفق حسابات منطق عصابات الصعاليك الإمبرياليّة ، " إستسلام للإبتزاز النوويّ" الذى يقف وراءه بوتن / روسيا – و حينها سيحرّك هذا " منطق " ، ديناميكيّة و زخم بإتّجاه " الإستسلام " المتكرّر – و كلّ هذا شيء لا يمكن للإمبرياليّين في الولايات المتّحدة و الناتو أن يسمحوا به . و مجدّدا ، النقطة البارزة و الهامة هنا هي أنّ أوكرانيا ليست جزءا من الناتو ، لهذا هجوم روسيا عليها لا " يدفع " ( آليّا أو بالضرورة ) نحو نزاع عسكريّ مباشر مع الولايات المتّحدة / الناتو .
و يردّ هذا بشكل ملحوظ على زعم أو تذمّر بعض قادة الإمبرياليّة الأمريكيّة باّن عدم التدخّل العسكمريّ المباشر في أوكرانيا سيسمح لبوتن بأنّ " يحدّد إطار " النزاع . و قد طُرح هذا الموضوع بوضوح جيم شيوتو وهو " مراسل ألمن الثوميّ" للسى أن أن خلال ندوة صحفيّة حيث تساءل أوّلا لماذا لم تسقط الولايات المتّحدة الطائرة التي قصفت مستشفى ولادات بأكرانيا و حطّمته . ثمّ لمّا قيل له إنّ هذا قد يُطلق حربا عالميّة ثالثة ، أكّد شيوتو : لكن ألا يسمح هذا لبوتن بأن يحدّد الإطار ؟ و الردّ على هذا هو في الواقع أنّه يرجّح أن تكون روسيا هي التي تحدّد الإطار أكثر من الولايات المتّحدة / الناتو في هذه الحرب لأنّ روسيا تخوض حربا مباشرة في أوكرانيا بينما الولايات المتّحدة قد اكّدت ( إلى حدّ الآن على الأقلّ ) أنّها ليست و لن تنخرط مباشرة عسكريّا في هذا النزاع لكن عوضا عن ذلك ستشارك بتزويد أوكرانيا بقدر كبير من الأسلحة ( و دعم بطرق أخرى ) ، فيما تشنّ حربا إقتصاديّة من خلال العقوبات ضد روسيا .
لكن عمليّا ما تعنيه هذه الحجّة ( التي يتقدّم بها شيوتو و غيره ) شيء أمكر و أخطر . إنّها حجّة على أنّه يجب على الولايات المتّحدة / الناتو أن ينخرطا مباشرة في الحرب عسكريّا . و بوجه خاص لمثل هذا الصنف – على ما يبدو أنّهم سكارى بشعور مصّاصي الدماء بالقوّة العسكريّة للولايات المتّحدة التي يفترضون أنّها لا تقهر وعلى ما يبدو إنّهم يتطلّعون بقلق عقب" إحباطات " أفغانسيتان و العراق ، إلى إبراز مجدّد لهذه القوّة التي يفترضون أنّها لا تقهر – خطّ المحاججة هذا ( من أجل الإنخراط العسكري المباشر للولايات المتّحدة / الناتو ) يشجّع عليه و " يحثّ عليه " ما يبدو أنّه ضعف في أداء الجيش الروسي في غزوه لأوكرانيا ( على ألقلّ إلى حدّ الآن ، قبل هجومه الكبير على شرق أوكرانيا و نتيجته غير واضحة في لحظة كتابة هذا المقال ).
ما الذى يتوجّب علينا القيام به – ما الذى يخدم مصالح الإنسانيّة
من كلّ هذا ينبغي أن يكون بديهيّا أّن مصالح الجماهير الشعبيّة في مختلف البلدان و مصالح الإنسانيّة ككلّ في تعارض جوهريّ مع مصالح الإمبرياليّين من طرفي النزاع . و بهذا الفهم في ذهننا ، ما الذى يتوجّب علينا القيام به ؟
بطبيعة الحال ، سيكون من مصالح الجماهير الشعبيّة في كلّ ركن من أركان الكوكب أن يتمّ إيقاف عمليّات الإمبرياليّين من طرفي هذه الحرب إيقافا فوريّا . إلاّ أنّ الواقع هو أنّنا – الجماهير الشعبيّة في البلدان المعنيّة و في العالم قاطبة – لا نحدّد و نستطيع أن نحدّد بمعنى مباشر و حيني ما ستفعله مختلاف الحكومات . و لأجل تحديد إتّجاه المجتمع ، نحتاج إلى ثورة للإطاحة بهؤلاء الإمبرياليّين الإضطهاديّين ( و غيرهم من الإضطهاديّين ) و إنشاء نظام مغايير راديكاليّا و تحريريّا. ما بوسعنا القيام به و ما نحتاج القيام به هو التحرّك لمعارضة عدوانهم العسكريّ ، على الأصعدة كافة ، بهدف المساهمة على هذا النحو في إيجاد وضع حيث يشعرون بانّهم مجبرون على التراجع عن مثل هذا العدوان ( بما في ذلك الإنخراط غير المباشر و المباشر أيضا في الحرب ) ، كما جدّ في الماضي بصفة بارزة بشأن الحرب في الفيتنام في سبعينات القرن العشرين إذ كانت المعارضة الجماهيريّة في صفوف عريضة في الولايات المتّحدة ( و غيرها من البلدان ) عاملا له دلالته في فرض التراجع على الولايات المتّحدة في الحرب الإمبرياليّة التي كانت تخوضها في الفيتنام .
و الناس في روسيا الذين تكلّموا بجسارة و بصوت عالى و تحرّكوا لمعارضة حرب بلدهم في أوكرانيا يجب أن يتلقّوا المساندة و يجب أن نشجّع أكثر هذا الصنف من المعارضة . لكن في الوقت نفسه ، يجب كذلك أن نعارض بصلابة التحرّكات المنافقة للإمبرياليّى الولايات المتّحدة ( و آخرين متحالفين معهم ) لإستخدام هذه المعارضة للعدوان الروسي لتعزيز و بناء مساندة للأهداف و التحرّكات الإمبرياليّة " الغربيّة " – هذا أيضا ينبغي أن نعارضه بصرامة .
و هنا ، من الهام التأكيد على نقاط التوجّه الأساسيّة التالية :
" طبعا ، هذا العدوان الإمبريالي الذى تقترفه روسيا يستحقّ الإدانة . لكن بصفة خاصة بالنسبة إلى المقيمين في هذه البلاد – التي هي مجدّدا بدرجة بعيدة جدّا سجّلت و تسجّل أرقاما قياسيّة في هكذا أعمال عدوانيّة – إنّما هي مسألة مبدأ أساسيّ و مسألة ذات أهمّية عميقة أن لا نكون صدى مواقف و نخدم أهداف إمبرياليّت " نا " ، ، و بدلا من ذلك أن نوضّح بجلاء كبير موقفنا من أهداف و تحرّكات هؤلاء الإمبرياليّين ( الأمريكان ) الذين يوظّفون معارضة الغزو الروسي لأوكرانيا ليس كوسيلة للتشجيع على " السلام " أو على " حق الشعوب في تقرير مصيرها " و إنّما كوسيلة للمضيّ أبعد في خدمة المصالح الإمبرياليّة للولايات المتّحدة ، في تعارض مع المنافسين الإمبرياليّين الروس . لذا ، مكرّسين هذا المبدأ الحيويّ، أيّة معارضة للغزو الروسي لأوكرانيا و بشكل خاص من طرف أناس في هذه البلاد الإمبرياليّة ، يجب أن تُرفق بموقف واضح جليّ و كذلك في معارضة دور الولايات المتّحدة في العالم بما في ذلك في الحروب التي تخوضها بإستمرار و غير ذلك من الطرق التي تتدخّل بواسطتها بعنف في شؤون البلدان الأخرى . " (8)
و فوق كلّ شيء ، في البلدان التابعة للناتو ( أو البلدان التي تقف بطرق أخرى إلى جانب الولايات المتّحدة ) يحتاج الناس بمن فيهم أولئك الذين يطلقون أصواتا عاليّة ضد و يعبّئون الجماهير لمعارضة العدوان الروسي في أوكرانيا ، يحتاجون إلى رفع أنظارهم و إلى إدراك و كذلك معارضة بنشاط الطرق التي بها تبحث الطبقات الحاكمة لبلدانهم الخاصّ عن تسيء إستخدام معارضة العدوان الروسيّ لميزد تحقيق أهدافها هي الرجعيّة .
و مجدّدا ، بالمعنى الجوهريّ، لأجل وضع نهاية للحروب التي يخوضها هؤلاء الإمبرياليّين ، إلى جانب جميع الجرائم الكبرى الأخرى ، لا بدّ من وضع نهاية لكامل نظامهم الذى يولّد بإستمرار مثل هذه الحروب و مثل هذا الدمار الرهيب و هذه العذابات الهائلة – الحروب التي يمكن أن تمثّل تهديدا للإنسانيّة في وجودها ذاته ( إلى جالنب مواصلة و التسريع في تحطيم البيئة و هؤلاء الإمبرياليّين هم المسؤولون عن ذلك في المصاف الأوّل ).
بالتأكيد ، درس حيويّ على الناس تعلّمه من الحرب في أوكرانيا هو أنّه ليس بوسع الإنسانيّة بعدُ أن تسمح لهؤلاء الإمبرياليّين، على أيّ جانب كانوا ، بمواصلة التحكّم في العالم و القتال حول من سيكون المهيمن في هكذا وضع مع التهديد الحقيقي جدّا و المرير بالنسبة لمستقب الإنسانيّة و وجو دها ذاته .
في ضوء ما تقدّم ، التالى مناسب و هام غاية الأهمّية :
" مثلما حلّلت بإسهاب في " شيء فظيع أم شيء تحرّري حقّا " مع ما يحدث في العالم اليوم ، و مع كلّ المخاطر و الصعوبات المعنيّة ، هذا زمن من الأزمنة النادرة حيث تصبح الثورة في هذا البلد الإمبريالي ذاته ممكنة أكثر – و هي ضروريّة بصفة أكثر إستعجاليّة . " (9)
و كلّ هذا يشدّد مرّة أخرى على الأهمّية الكبرى للشعارات المرفوعة على موقع أنترنت revcom.us و المسيرات المنادى إليها في نيويورك و لوس أنجلاس في غرّة ماي و شعراتها المحوريّة هي :
لا لحرب الولايات المتّحدة / الناتو مع روسيا ! لا لحرب عالميّة ثالثة !
النظام و ليست الإنسانيّة هو الذى يحتاج أن نقضي عليه !
لا نقبل بمستقبلهم – حان وقت التنظّم من أجل ثورة فعليّة !
هوامش المقال :
1. See, for example, “Shameless American Chauvinism: ‘Anti-Authoritarianism’ as a ‘Cover’ for Supporting U.S. Imperialism” and “Sean Penn’s Delirious Madness and the Danger of Nuclear War.” These articles by Bob Avakian are available at revcom.us.
2. “Sean Penn’s Delirious Madness and the Danger of Nuclear War.”
3. “‘Legit Gangsters’—Gangsters With Nuclear Weapons (Longer Version—The Fuller Picture).” This article is available at revcom.us.
4. “‘Legit Gangsters’—Gangsters With Nuclear Weapons (Longer Version—The Fuller Picture).”
5. “Sean Penn’s Delirious Madness and the Danger of Nuclear War.”
6. Observation by the author: The argument that, because Zelensky is Jewish, there could not be any real´-or-significant NAZI involvement in Ukraine and its government, is itself contrary to logic, as well as fact. To provide a relevant analogy: For a number of years, within recent decades, the head of the government in Pakistan was a woman, Benazir Bhutto. Yet Pakistan was then, and has remained, one of the most blatantly patriarchal countries in the world, marked by the horrific oppression of women. Whether a country embodies the horrific oppression of women—or is marked by significant involvement of NAZIs—is not determined by who happens to be the head of government of that country but by the reality of whether, in fact, the country embodies horrific oppression of women,´-or-is marked by the significant involvement of NAZIs. Once blinders are removed, this understanding is, as Sherlock Holmes would say, elementary.
7. See “Piercing the Lies, Digging Beneath the Surface, The Larger Dynamics of the World Imperialist System Driving the War in Ukraine... And a Lesson from When There Was a Genuinely Socialist Soviet -union-.” This talk by Raymond Lotta was given at an emergency forum on Ukraine on March 4 at Revolution Books in New York City, where Andy Zee, the host of the YouTube RNL—Revolution, Nothing Less!—Show also gave a talk (“War in Ukraine: What is happening?… Why is it happening?… Where do the interests of humanity lie?... AND WHAT DOES THAT HAVE TO DO WITH THE REVOLUTION HUMANITY SO URGENTLY NEEDS?”). The texts of these talks are available at revcom.us.
8. “Imperialist Parasitism and ‘Democracy’: Why So Many Liberals and Progressives Are Shameless Supporters of ‘Their’ Imperialism.” This article is also available at revcom.us.
9. This is from “‘Legit Gangsters’—Gangsters With Nuclear Weapons (Longer Version—The Fuller Picture).” What is quoted here is from the major work by Bob Avakian, Something Terrible,´-or-Something Truly Emancipating, Profound Crisis, Deepening Divisions, The Looming Possibility Of Civil War—And The Revolution That Is Urgently Needed, A Necessary Foundation, A Basic Roadmap For This Revolution, which is also available at revcom.us.
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - عصابة صعاليك شرعيّين - ، صعاليك يملكون أسلحة نوويّة
- - موجة الإرهاب - الحقيقيّة في إسرائيل : تفاقم قمع الميز العن ...
- وحوش البيت الأبيض و تجويع الأطفال في أفغانستان : إدارة بيدن ...
- شغل الأطفال و تدمير البيئة بالكونغو ... و السرّ الصغير القذر ...
- ضباب الحرب و وضوحها
- الطفيليّة الإمبرياليّة و تأثيراتها الرهيبة على الجماهير القا ...
- قوى إضطهاد وحشيّ و إعتذارات منافقة للقتلة المقترفين للإبادات ...
- رسالة من الحركة الشيوعيّة الجديدة بأفغانستان ( JAKNA ) إلى ا ...
- بوب أفاكيان : بصدد دوافع أعمالي و كيف يرتبط هذا بالأهداف و ا ...
- مقدّمة الكتاب 41 - مقالات بوب أفاكيان 2020 و 2021
- بوب أفاكيان يتكلّم عن - عبادة الفرد - : تهمة سخيفة و جاهلة و ...
- بوب أفاكيان يفضح المتقدّمين لخدمة هذا النظام الإضطهاديّ
- تقرير هام للأمم المتّحدة عن تأثيرات التغيّر المناخي – 3.3 مل ...
- تقرير هام جديد للأمم المتّحدة حول تأثيرات التغيّر المناخيّ – ...
- كشف الأكاذيب و التعمّق إلى ما تحت السطح – الديناميكيّة الأوس ...
- الطفيليّة الإمبرياليّة و - الديمقراطيّة - : لماذا يساند عدد ...
- مبدأ أساسي بشأن الحرب في أوكرانيا
- لنتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة تجتثّ إضطهاد النساء و تحرّر ...
- ريموند لوتا -- تصنيع - الإستغلال الجنسيّ و العولمة الإمبريال ...
- نيران غضب النساء و إنعكاساته على نضالات الشعوب !


المزيد.....




- مشادات بين متظاهرين في جامعة كاليفورنيا خلال الاحتجاجات المن ...
- إصدار جديد لجريدة المناضل-ة: تحرر النساء والثورة الاشتراكية ...
- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن الطبقي للعمال
- اندلاع اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب ...
- الولايات المتحدة: اعتقال مئة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطين ...
- اعتقال الشرطة الأمريكية متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاح ...
- الحزب الشيوعي العراقي: معا لتمكين الطبقة العاملة من أداء دو ...
- -إكس- تعلّق حساب حفيد مانديلا بعد تصريحات مؤيدة لأسطول الحري ...
- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - أوكرانيا : حرب عالميّة ثالثة خطر حقيقيّ و ليست تكرارا للحرب العالميّة الثانية