نيران غضب النساء و إنعكاساته على نضالات الشعوب !

شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7182 - 2022 / 3 / 6 - 17:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

تقترب ذكرى 8 مارس ، اليوم العالمي للمرأة ، و بوسعنا أن نرصد كيف أنّ النساء المتقدّمات في أفغانستان تقاتلن بجسارة نظام طالبان كأحد الأنظمة الأعنف و الأكثر معاداة للنساء في العالم . و النساء اللواتي أكّدن تأكيدا قويّا أنّهنّ لا يعترفن بنظام طالبان و لا تتراجعن و هنّ لا تقبلن بإجباريّة الحجاب و لا بإخضاع النساء . و رؤوسهنّ مرفوعة تواجهن نظام طالبان ، النظام الذى ركّزه الإمبرياليّون الأمريكان و الرجعيّون المحلّيون . النساء الواعيات بأنّ المضطهَدين في أفغانستان يعانون البطالة و الفقر و الجوع . و قد تقدّمن عن حقّ بمطالب مثل الخبز و الشغل و الحرّية و إضطلعن بدور طليعيّ في النضال ضد طالبان .
و أكّدت النساء الجسورات بأنّهن لن تستسلمن لا لطالبان و لا لمختلف أنواع الأصوليّين الإسلاميّين المعادين تماما للنساء و لا للإمبرياليّين المموّلين للأصوليّين الإسلاميّين . و نضال النساء بلا هوادة في أفغانستان ضد طالبان المعادية للنساء بات ملهما للنساء عبر العالم قاطبة .
و مع إقتراب 8 مارس اليوم العالمي للمرأة متنوجّه إلى إيران حيث بوسعنا رؤية النساء المتمرّدات بحضورهنّ القويّ و الكثيف في النضالات .
في الثلاث و الأربعين سنة الأخيرة ، حاول النظام الإسلامي في إيران بلا توقّف فرض إجباريّة الحجاب بتوسيع القوانين المناهضة للنساء و بنشر ثقافة أنّ النساء يمثّلن الشرف و فخر الرجال و كرامتهم و كذلك بتخصيص ميزانيّات ضخمة لمراقبة النساء في المجتمع و التضييق على حدود مجالات تنفّسهنّ . و على هذا النحو ، حاولوا جعل النساء ذاتهنّ و المجتمع بأسره يقبلون بالموقع التبعيّ و الدونيّ للنساء .
و إزاء مثل هذا الوضع ، شرعت النساء في خوض نضال قويّ ضد إجباريّة الحجاب منذ الأيّام الأولى للحكم الإسلامي ، وقد تجاوز صدى ذلك النضال الحدود مع إعلان النساء أنّهنّ لن تقفن مكتوفة الأيدى تجاه مثل تلك الهجمات و الإهانات. و رفعن عاليا راية النضال في 8 مارس 1979 ضد النظام الإسلامي و إجباريّة حجابه ، و تناقل المشعل جيل بعد جيل جديد و رفرفت طوال كلّ هذه السنوات .
يجب أن نبقى في أذهاننا أنّ آثار نموّ الفروقات الطبقيّة كالبطالة و فقدان المأوى و الفقر المدقع و تدمير البيئة تقع على كاهل النساء و بوجه خاص على كاهل النساء العاملات و الكادحات أكثر ممّا يقع على كاهل فئات أخرى . و تعانى نساء الأقلّيات القوميّة أيضا من الإضطهاد القوميّ شأنهنّ في ذلك شأن كافة هؤلاء المضطهَدين . و يتداخل الإضطهاد الطبقيّ مع الجندري بالنسبة إلى النساء عبر سنوات حكم النظام الإسلاميّ ما حوّلهنّ إلى قوّة متفجّرة و غاضبة إلى أقصى الدرجات تنعكس في كمّية و نوعيّة مشاركتهنّ في جميع مختلف الإنتفاضات و النضالات في البلاد . و الدور المتقدّم للنساء في النضالات قد أجبر النظام الإسلامي على أفعتراف بأنّه سيكون للنساء دور حيويّ في الإطاحة به .
و على الرغم من كون النساء في أفغانستان و إيران بارز جدّا ، فإنّ النشاطات المنظّمة للنساء نادرة للغاية . و للإطاحة بالنظام الأبويّ / البطرياركيّة السائد و حكم الأصوليّين الإسلاميّين في البلدين ليست بالأمر الهيّن و اليسير . فهناك حاجة إلى إنشاء منظّمات نسائيّة ثوريّة جماهيريّة و مستقلّة و هناك حاجة إلى رسم أفق تحريريّ . كما هناك حاجة إلى مساهمة ملايين النساء في هذا النضال .
و نحن النساء من أفغانستان و إيران اليد في اليد و بالدعم و التضامن العالميّين لكافة النساء عبر الكوكب مصمّمات على المثابرة في نضالنا بلا خوف و عن وعي في سبيل تحقيق ضرورة التحرّر و الإستفادة من اليوم العالمي للمرأة لنجعل منه يوما يخدم هذه الطموحات القابلة للتحقيق .
عاش 8 مارس يوم وحدة و تضامن النساء في النضال ضد النظام البطرياركي المتحكّم في العالم
منظّمة نساء 8 مارس ( إيران – أفغانستان ) – 8 مارس 2022
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل