أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الطفيليّة الإمبرياليّة و - الديمقراطيّة - : لماذا يساند عدد كبير من الليبراليّين و التقدّميّين بلا خجل إمبرياليّت - هم -















المزيد.....

الطفيليّة الإمبرياليّة و - الديمقراطيّة - : لماذا يساند عدد كبير من الليبراليّين و التقدّميّين بلا خجل إمبرياليّت - هم -


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 7186 - 2022 / 3 / 10 - 00:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الطفيليّة الإمبرياليّة و " الديمقراطيّة " : لماذا يساند عدد كبير من الليبراليّين و التقدّميّين بلا خجل إمبرياليّت " هم "
بوب أفاكيان 2 مارس 2022 ، جريدة " الثورة " عدد 741 ، 7 مارس 2022
https//revcom.us//en/bob_avakian/imperialist-parasitism-and-democracy-why-so-many-liberals-and-progressives-are

في إطار الغزو الروسي لأوكرانيا ، وُجد استعراض ليس بارزا للغاية على أنّه كاشف و مقزّزا صراحة لليبراليّين و التقدّميّين الأمريكان الذين كانوا يردّدون كالببغاء الغافل إدانة العدوان الروسي على نحو يتّسق تماما مع موقف و أهداف الطبقة الحاكمة لهذه البلاد ( " الولايات المتّحدة الجيّدة القديمة " ) ، التي سجّلت و تسجّل أرقاما قياسيّة بدرجة بعيدة جدّا في ما يتّصل بالغزوات و التحرّكات الأخرى للتدخّل العنيف في البلدان الأخرى .
طبعا ، هذا العدوان الإمبريالي الذى تقترفه روسيا يستحقّ الإدانة . لكن بصفة خاصة بالنسبة إلى المقيمين في هذه البلاد – التي هي مجدّدا بدرجة بعيدة جدّا سجّلت و تسجّل أرقاما قياسيّة في هكذا أعمال عدوانيّة – إنّما هي مسألة مبدأ أساسيّ و مسألة ذات أهمّية عميقة أن لا نكون صدى مواقف و نخدم أهداف إمبرياليّت " نا " ، ، و بدلا من ذلك أن نوضّح بجلاء كبير موقفنا من أهداف و تحرّكات هؤلاء الإمبرياليّين ( الأمريكان ) الذين يوظّفون معارضة الغزو الروسي لأوكرانيا ليس كوسيلة للتشجيع على " السلام " أو على " حق الشعوب في تقرير مصيرها " و إنّما كوسيلة للمضيّ أبعد في خدمة المصالح الإمبرياليّة للولايات المتّحدة ، في تعارض مع المنافسين الإمبرياليّين الروس . لذا ، مكرّسين هذا المبدأ الحيويّ ، أيّة معارضة للغزو الروسي لأوكرانيا و بشكل خاص من طرف أناس في هذه البلاد الإمبرياليّة ، يجب أن تُرفق بموقف واضح جليّ و كذلك في معارضة دور الولايات المتّحدة في العالم بما في ذلك في الحروب التي تخوضها بإستمرار و غير ذلك من الطرق التي تتدخّل بواسطتها بعنف في شؤون البلدان الأخرى .
و مثلما أشرت في مقال سابق ، تقع عقلنة موقف متّسق مع الإمبرياليّة مع زعم أنّ الغزوات و ما شابه من أعمال هذه البلاد مختلفة لأنّنا " نحن " " ديمقراطيّة " بينما حكّام روسيا ( أو الصين ) معادين للديمقراطيّة " إستبداديّين " (1). لا يهمّ واقع أنّ أكثر من قلّة من " حلفاء " الولايات المتّحدة من مثل تركيا ( عضو في الناتو ) ، هم بالتأكيد ليسوا أقلّ " معاداة للديمقراطيّة " . و بعد ذلك ، هناك العربيّة السعوديّة التي يفرض حكّامها إضطهاد عصور الظلمات على النساء ، إلى جانب إستغلال خبيث للعمّال المهاجرين بوجه خاص و قمع وحشيّ عامة ، و الذين – بدعم و مساندة و تسليح من الولايات المتّحدة – مسؤولون عن مذابح و عذابات في اليمن هي إلى درجة بعيدة جدّا أسوأ من تلك التي ترتكبها روسيا في أوكرانيا ، على أنّها رهيبة .
و دور " حلفاء " الولايات المتّحدة هؤلاء في علاقة بالحفاظ على إمبرياطوريّة الولايات المتّحدة و " الاستقرار " في الولايات المتّحدة نفسها ، هو شيء آخر يجهله ليبراليّونا و تقدّميّونا ( أو عمليّا يتجاهلونه ).
" غنائم " الإمبرياليّة و سياساتها و إقتصادها أيضا :
قبل زهاء الأربعين سنة ، في كتاب " الديمقراطيّة : أليس بوسعنا أن ننجز أفضل من ذلك ؟ " ، وضعت المقتبس التالي :
" أرضيّة الديمقراطيّة في البلدان الإمبرياليّة ( كما هي آكلة نمل ) تقوم على إرهاب فاشيّ في البلدان المضطهَدَة : الضمانات الحقيقيّة للديمقرؤاطيّة البرجوازيّة في الولايات المتّحدة ليست الأكاديميّات الدستوريّة و عدالة المحكمة العليا و إنّما هي المعذِّبون في البرازيل و الشرطة في جنوب أفريقيا و الطيّارين الإسرائيليّين ؛ المدافعون الحقيقيّون عن التقاليد الديمقراطيّة ليسوا الأشخاص في أروقة الكابيتولات الغربيّة ، بل هم ماركوس و موبوتو و عشرات الجنرالات من تركيا إلى تيوان و من جنوب كوريا إلى جنوب لأمريكا ، جميعهم نصّبتهم و رعت سلطتهم و دعّمتهم القوات المسلّحة للولايات المتّحدة و حلفائها الإمبرياليّين . (2)
و بعض أكبر المجرمين في بلدان أخرى تنهض اليوم بمثل هذا الدور الحيويّ في خدمة مصالح إمبرياليّة الولايات المتّحدة عبر العالم و في التمكين من الحفاظ على الديمقراطيّة البرجوازيّة في هذه البلاد عينها ( كما هي فعلا آكلة نمل )، هي ذات البلدان التي كانت قبل 40 سنة و صارت بعضها مختلفة – لكن الواقع الأساسيّ يظلّ أنّ " أرضيّة الديمقراطيّة " في هذه البلاد تقوم على الإرهاب الفاشيّ إلى جانب الإستغلال بلا رحمة في البلدان المضطهَدَة للعالم الثالث ( أمريكا اللاتينيّة و أفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا ).
في عدد من أعمالى و عدد من الأعمال الأخرى المنشورة على موقع أنترنت revcom.us بما فيها ورقات بحثيّة لريموند لوتا – " غنائم " " الطفيليّة الإمبرياليّة " يقع تفحّصها : الطريقة التي يقع بها منتهى الإستغلال المفترس لمليارات البشر بمن فيهم أكثر من 150 مليون طفل عبر العالم و خاصة العالم الثالث تمكّن من " مستوى عيش " معيّن و سيرورة إستهلاك بالنسبة للناس في هذه البلاد حتّى و هذه " الغنائم " يتمّ تقاسمها بصورة غير متساوية إلى أقصى الحدود .
و صحيح أيضا – و كذلك من المهمّ تناوله بالحديث – هو البعد السياسي لهذا : الطريقة التي يوفّر بها النهب الإمبريالي الأساسي المادي إستقرارا معيّنا على الأقلّ " في الأوقات العاديّة " في " البلد الوطن " الإمبريالي ( بالولايات المتّحدة كمثال أوّل لهذا ) . و هذا الاستقرار النسبيّ بدوره يجعل من الممكن للطبقة الحاكمة السماح بقدر معيّن من المعارضة و الإحتجاج السياسيّ – طالما أنّ هذا يظلّ ضمن حدود أو على ألقلّ لا يهدّد بصفة لها دلالتها " القانون و النظام " الذى يخدم و يفرؤض المصالح الجوهريّة لهذه الطبقة الحاكمة .
و في الوقت نفسه ، مثلما تبيّن بحدّة في الإنتفاضات الجماهيريّة التي تضع موضع مساءلة هذا " القانون و النظام " و / أو تتحدّى الولاء للمصالح الإمبرياليّة لهذا النظام – على غرار الإحتجاجات الجماهيريّة ضد إرهاب الشرطة في 2020 و تمرّدات مدينيّة و معارضة جماهيريّة لحرب الفيتنام في ستّينات القرن العشرين – حكّام هذه البلاد سيردّون غالبا على مثل هذه المعهارضة بالقمع الشديد و العقوبة القاتلة . و على سبيل المثال ، مدينة ولمنغتن من ولاية هي موطن بيدن من دلاوار ، وُضعت تحت حالة طوارئ لأشهر أثناء نهوض ستّينات القرن العشرين ضد إضطهاد السود و جرى إغتيال عدد من أعضاء حزب الفهود السود و أبرزهم فراد همبتن على يد الشرطة ، إلى جانب عدد من السود المشاركين في الإنتفاضات المدينيّة في تلك الحقبة ، بينما تعرّضت المقاومة الجماهيريّة المناضلة ضد الحرب في الفيتنام و التمرّدات في صفوف شباب الطبقة الوسطى و الطلبة أحيانا إلى ردّ خبيث و في بعض الحالات إلى قمع قاتل من الشرطة و فيالق الحرس الوطني ّ.
و لا يتعيّن أن ننسى أبدا أو نستهين أبدا بأنّ " القانون و النظام " الذى يفرض هذا الاستقرار النسبيّ قد إشتمل على القتل النظامي للسود و كذلك اللاتينو [ اللاتينيّين من أمريكا اللاتينيّة - المرتجم ] من طرف الشرطة – و ينجم عن ذلك واقع أنّ عدد السود الذيتن قتلتهم الشرطة خلال السنوات منذ 1960 أكبر من آلاف السود الذين وقع سحلهم خلال فترة الميز العنصريّ جيم كرو و إرهاب الكلو كلوكس كلان ، قبل ستّينات القرن العشرين . و يتعيّن كذلك أن نستهين بكون الولايات المتّحدة تملك أعلى نسبة من السجناء و السجن الجماعي مقارنة بأّي بلد آخر في العالم ، و السود و اللاتينو معرّضين بشكل خاص إلى السجن الجماعي .
و مع ذلك ، جوهريّا بفعل الطفيليّة الإمبرياليّة ، وُجد إستقرار نسبيّ داخل هذه البلاد لمعظم الفترة الممتدّة منذ ظهور الولايات المتّحدة كأعظم قوّة و بلد إمبريالي بُعيد الحرب العالميّة الثانية و قد سمح هذا بمستوى معيّن من التسامح و المعارضة و الإحتجاج ، على الأقلّ حيث هذه المعارضة و هذا الإحتجاج كانا أساسا " يجريان وفق قوانين " النظام الإمبريالي .
و في الوقت نفسه ن لنقدّم مجدّدا مثالا توضيحيّا آخر ل " الجانب الآخر من الصورة " – تعبير رهيب حقّا عن الواقع الكامن وراء هذا الاستقرار النسبيّ في الولايات المتّحدة عينها – كما أشرت إلى ذلك قبلا ، في الفترة الممتدّة على أكثر تقريبا من 75 سنة منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية ، بفعل الطريقة التي يهيمن بها على العالم النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، على الأقلّ 350 مليون طفل في العالم الثالث ماتوا بلا داعى جرّاء المجاعة و الأمراض التي يمكن الوقاية منها – عدد أكبر من مجمل سكّان هذه البلاد ! (3)
و هذا، بطريقة مكثّفة جدّا ، يُقدّم تعبيرا عن الأساس الطفيليّ الذى أمكن للإستقرار النسبيّ في هذه البلاد الإعتماد عليه . و ضمن أشياء أخرى ، يسّر هذا " الإنتقال السلميّ للسلطة " من فئة من الطبقة الحاكمة إلى فئة أخرى – إلى الآن ، عندما قسم من هذه الطبقة الحاكمة يمثّله الحزب الجمهوريّ " لم يعد يؤمن أو يشعر بالخضوع إلى " ضوابطا موحّدة " للحكم الرأسمالي " الديمقراطي " في هذه البلاد ".
و في عمليّ الهام الأخير تمّت إثارة النقطة المتّصلة بالحزب الجمهوريّ ( " شيء فظيع أم شيء تحريريّ فعلا ..." ) و تمّ تحليل لماذا هذه " الضوابط الموحّدة " لم تعد متماسكة كما كانت في الماضي و كيف أنّ هذا الوضع لا يمكن أن يعالج إلاّ بالوسائل الراديكاليّة من نوع أو آخر :
" إمّا وسائل رجعيّة راديكاليّا و إضطهاديّة قاتلة و إمّا وسائل تحريريّة ثوريّة راديكاليّا " (4)
لكن ما يكتسى الحديث عنه أهمّية هنا هو كيف أنّ هذا قد تخلّلته أوقات من النهوض الكبير – و حتّى أنّ هذا يتمزّق بطرق كبرى الآن – و هذا الاستقرار النسبيّ أثناء فترة ما بعد الحرب العالميّة الثانية ، قائم على الطفيليّة الإمبرياليّة ، قد دفعت و شجّعت بوجه خاص وهم ضمن الفئات الأكثر رفاهيّة ضمن السكّان أنّ هذه البلاد ليست محكومة على أساس الإضطهاد و القمع – وهم بوجه خاص و غالبا بيأس ملتصق بالليبراليّين و التقدّميّين .
الطفيليّة الإمبرياليّة و تأثيراتها على ( مختلف فئات ) الطبقة الوسطى :
في كتاب " إختراقات - الإختراق التاريخي لماركس و مزيد الإختراق بفضل الشيوعية الجديدة - خلاصة أساسيّة " ، سُقت الملاحظات التالية في ما يتعلّق بوجهات النظر الثاقبة لكارل ماركس في " الثامن عشر برومير لويس بونابرت " :
" هم جميعا بالفعل أصحاب الحوانيت أو مدافعون متحمّسون عن أصحاب الحوانيت . فإنّهم بحسب تعليمهم و وضعهم الفردي قد يكونون بعيدين عن ذلك بعد السماء عن الأرض . إنّ ما يجعلهم ممثّلين للبرجوازية الصغيرة هو أنّهم عاجزون عن أن يتعدّوا في تفكيرهم النطاق الذى لا تتعدّاه حياة البرجوازيين الصغار ، و أنّهم يتوصّلون بالتالى ، نظريّا ، إلى القضايا و الحلول ذاتها التي تساق البرجوازية الصغيرة إليها عمليّا بدافع مصلحتها الماديّة و وضعها الاجتماعي ".
إنّ المثقّفين الديمقراطيين البرجوازيين الصغار ( أولئك في المجتمع الذين يقوم موقعهم الاجتماعي و نمط حياتهم على العمل في مجال الأفكار ، بشكل أو آخر ) ينزعون بالأساس إلى الجانب " اليساري " من المشهد السياسي البرجوازي ( الموقع " الليبرالي " أو " التقدّمي " ) بينما الكثير من فئة " التجّار " ( أو بكلمات أعمّ ، أصحاب وسائل إنتاج أو توزيع صغيرة ) ينزعون غالبا إلى اليمين ، حتّى اليمين المتطرّف من هذا المشهد ( بالرغم من كون على الأقلّ بعض المقاولين الصغار ، و كذلك الكثير من " الاقتصاد غير النظامي " يبدون إستثناءا لهذا ). لكن الصحيح أنّ كلاّ من التجار ( بالمفهوم الواسع ) و المثقّفين الديمقراطيين ينزعون ، عفويّا ، إلى البقاء ضمن الحدود المقيّدة لعلاقات الرأسماليّة السلعيّة و المفاهيم المناسبة للحقّ البرجوازي ." (5)
و يسلّط ريموند لوتا المزيد من الضوء على هذال في ورقة بحثيّة هامة :
" لقد إنكمش نوع من التشكّل التاريخي للطبقة الوسطى في الولايات المتّحدة . نمت هذه الطبقة الوسطى و إلى درجة معيّنة إنتعشت إقتصاديّا في الفترة المتراوحة بين 1945 و 1975 . و قد شملت و كانت متشكّلة من فئات من العمّال الأفضل أجرا و المنتمين إلى النقابات بأعداد كبيرة في الصناعة و الحرفيّون و أصحاب المتاجر الصغرى و المديرين من الصنف الأدنى و العمّال المأجورين في القطاع العام كالأساتذة ، و الذين يحتلّون مواطن شغل لا تستدعى شهائدا جامعيّة أو شهائدا عليا ...
و قد عرفت الطبقة الوسطى تدهورا في ظروفها . و هناك تأثيرات متناقضة لتراخى قبضة الأسطورة الموحّدة للحلم الأمريكي . وتفجّرت الإنتظارات التقليديّة . و هذا كذلك جانب من الأرضيّة التي تغذّى فاشيةّ ترامب ...
و في الوقت نفسه كانت هذه القوة الإقتصاديّة التي تسير بهذا الإتّجاه تساهم في نموّ الفئة العليا الطبقة الوسطى في الولايات المتّحدة . بالملموس ، العولمة الإمبريالية و التغيّر التكنولوجي و تكثيف التمويل - و بهذا تحوّلت عدّة شركات في الولايات المتّحدة على غرار الإ بي أم و دال من الإنتاج إلى الخدمات في العقود القليلة الماضية – ما حثّ على توسّع دخل أعلى في مواطن شغل الخدمات التابعة ل " سلاسل التزويد المحلّية " مثل دخل مديري العمليّات و مبرمجى الحواسيب إلخ. و معدّل مداخيلهم في أواسط العقد الثاني للقون الواحد و العشرين كانت 63 ألف دولار . و في أوج هذه الخدمات – كالهندسة و التصميم و إنشاء برامج الحواسيب ، و الخدمات اللوجستيّة إلخ (6)
تمثّل " الطبقة الوسطى التقليديّة " بالمعنى العام ما يُحيل عليه ماركس بإستعارة " أصحاب الدكاكين " – فهم كما أشرت إلى ذلك ينحون نحو اليمين و حتّى أقصى السييمن من المروحة السياسيّة البرجوازيّة ( مع ذلك ، بعديد الأساتذة و بعض الآخرين إستثناء لهذا ) . و الذين في " قسم الأعلى من الطبقة الوسطى للولايات المتّحدة " – أو بالأخصّ أولئك العاملين في " شغل متّصل بالمعرفة " – يتّجهون عامة إلى " يسار " تلك المروحة السياسيّة البرجوازيّة مكوّنين إلى درجة كبيرة ليبرالي و تقدّمي الطبقة الوسطى في هذه البلاد . لكن الجدير بالإشارة هو أنّ تحديدا " يسار " المروحة السياسيّة البرجوازيّة – أي " يسار " السياسات التي تعيّن و تحدّد النظام الرأسمالي – الإمبريالي – الذى إليه ينحو الليبراليّون و التقدّميّون عفويّا . و هذا مرّة أخرى ، سياسة معتمدة في نهاية المطاف و تقوم على طفيليّة النظام الرأسمالي – الإمبريالي لهذه البلاد و موقعه في العالم . و يمضى هذا بعيدا في شرح لماذا عدد كبير من الليبراليّين و التقدّميّين في هذه البلاد مساندين بلا خجل لممثّلى الطبقة الحاكمة الإمبرياليّة للولايات المتّحدة و الناطقين الرسميّين بإسمها في عمليّات فضح بشكل واثق بنفسه للإمبرياليّة الروسيّة في غزوها لأوكرانيا – عمليّات العدوان الإمبريالي التي نفّذها امبرياليّو الولايات المتّحدة على نطاق أوسع من أيّ بلد آخر.
و ستتطلّب زعزعة هؤلاء الليبراليّين و التقدّميّين أو على الأقلّ أعداد منهم لها دلالتها ، بعيدا عن موقفهم الحقير في مساندة " إمبرياليّتهم " صراعا إيديولوجيّا شرسا لا هوادة فيه لنفرض عليهم مواجهة واقع ما تمثّله عمليّا هذه الإمبرياليّة و ما الذى تقوم به عمليّا في هذا الواقع . و أكثر من ذلك ، سيتطلّب الأمر التقدّم بحركة ثوريّة معتمدة ليس فحسب و إنّما أساسا ضمن الجماهير الشعبيّة التي لها أقلّ بكثير من الحصص من هذه " الثروات " التابعة لهذا النظام الطفيلي و ظروفها الإضطهاديّة القاسية في ظلّ النظام الرأسمالي – الإمبريالي بعيدا بثقلهن أيّة " غنائم " يمكن أن يحصلوا عليها من نهبه للعالم .
مع كلّ هذا ، من الحيويّ الإقرار و العمل على الإقرار بأنّ الوضع في هذه البلاد و العالم كلّه الذى هو بعدُ حادا جدّا يتفاقم بإستمرار و يطرح بالفعل أفق إمّا شيء فظيع أو أيضا شيئا تحريريّا حقّا : ثورة فعليّة في هذا البلد بالذات تكسر قبضة المضطهِدين الرأسماليّين – الإمبرياليّين القويّة على الجماهير الشعبيّة و تضعف القبضة القاتلة لهذا النظام إلى أبعد حدود هذه البلاد ما يبعث بموجات مزلزلة إيجابيّة للإلهام الثوريّ عبر العالم الذى لا يزال اليوم تحت هيمنة الرأسماليّة – الإمبرياليّة بكلّ الفظائع التي يعنيها .
هوامش المقال :
1. Shameless American Chauvinism: “Anti-Authoritarianism” as a “Cover” For Supporting U.S. Imperialism. This article by Bob Avakian is available at revcom.us.
2. Bob Avakian, Democracy: Can’t We Do Better Than That?, Banner Press, 1986. Information about ordering this book can be found at BA’s Collected Works at revcom.us. The quote is from Lenny Wolff, The Science of Revolution.
3. Bob Avakian cites this fact in the article In Light of the Urgency Spoken to in “Something Terrible,´-or-Something Truly Emancipating,” A Renewed Challenge: Searching For An Honest Liberal´-or-Progressive, which is available at revcom.us.
4. Something Terrible,´-or-Something Truly Emancipating: Profound Crisis, Deepening Divisions, The Looming Possibility Of Civil War—And the Revolution That Is Urgently Needed, A Necessary Foundation, A Basic Roadmap For This Revolution. This major work by Bob Avakian is available at revcom.us.
5. Bob Avakian, Breakthroughs, The Historic Breakthrough by Marx, and the Further Breakthrough with the New Communism, A Basic Summary is also available at revcom.us.
6. Imperialist Parasitism and Class-Social Recomposition in the U.S. From the 1970s to Today: An Exploration of Trends and Changes (emphasis in original). This paper by Raymond Lotta is also available at revcom.us.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبدأ أساسي بشأن الحرب في أوكرانيا
- لنتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة تجتثّ إضطهاد النساء و تحرّر ...
- ريموند لوتا -- تصنيع - الإستغلال الجنسيّ و العولمة الإمبريال ...
- نيران غضب النساء و إنعكاساته على نضالات الشعوب !
- بيان تضامن من عصيان [ إلى النساء المناضلات في الولايات المتّ ...
- بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء – العنف ضد الن ...
- لماذا يحتجّون على الكنيسة الكاثوليكيّة ؟ لألفي سنة من منع ال ...
- الثلاثاء 8 مارس اليوم العالمي للمرأة لننزل إلى الشوارع عبر ا ...
- الولايات المتّحدة : هل تعلمون ؟ 10 معطيات واقعيّة بشأن الوضع ...
- الشوفينيّة الأمريكيّة الوقحة : - معاداة الإستبداد - ك - غطاء ...
- روسيا تغزو أوكرانيا و الولايات المتّحدة تصدر تهديدات و عقوبا ...
- مسألة منهجيّة هامة صاغها بوب أفاكيان ، القائد الثوريّ و مؤلّ ...
- الولايات المتّحدة الأمريكيّة : الرقابة على الكتب و حرّية الت ...
- سجين ثوريّ يتفاعل مع جدال بوب أفاكيان حول إلغاء العبوديّة-هل ...
- منطق المافيا الكامن وراء عقوبات الولايات المتّحدة ضد روسيا
- بعض النقاط المفاتيح بصدد - شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا ...- ...
- تحدّي متجدّد : البحث عن ليبرالي أو تقدّمي نزيه
- المسيحيّة و اليهوديّة و الإسلام – متجذّرة فى الماضي و حاجزا ...
- محتويات كتاب بوب أفاكيان ،- لنتخلّص من كافة الآلهة ! تحرير ا ...
- من أين يأتى الإلاه ... و من يقول إنّنا نحتاج إلى إلاه ؟ الجز ...


المزيد.....




- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - الطفيليّة الإمبرياليّة و - الديمقراطيّة - : لماذا يساند عدد كبير من الليبراليّين و التقدّميّين بلا خجل إمبرياليّت - هم -