أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - علي الدميني.. وداعاً














المزيد.....

علي الدميني.. وداعاً


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7233 - 2022 / 4 / 29 - 10:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


كنا نعلم، نحن أصدقاء الشاعر السعودي علي الدميني، الذي رحل عنا قبل يومين، أن حاله الصحية تتدهور سريعاً، وكنا نمنّي النفس بأنه سينتصر على المرض، وأن إرادته القوية والشجاعة المعهودة فيه ستنتصران، لكن الخبر الذي تمنينا، من كل قلوبنا، ألا نسمعه، جاءنا بعد ساعات قليلة على رحيله، حيث ضجت صفحات أصدقائه ومحبيه الكثر، وجمهوره الواسع من القراء في السعودية وبلدان الخليج وخارج المنطقة، بالخبر المفجع، وبات علينا أن نسلّم بأن حياة أخرى لعلي الدميني قد بدأت، وإن كنا لا نراه، لكن من بوسع من عرفه أن ينساه، ومن بوسعه كتابة تاريخ الحداثة الشعرية والأدبية في السعودية، ألّا يقف بكل تقدير أمام دوره الوازن في صنعها؟

إضافة إلى منجزه الشعري المهم ونتاجاته الأدبية وحضوره الساطع في الصحافة الثقافية، فإنه حرّر وأشرف على عدد من المنابر الصحفية والدوريات الثقافية، وحين حضر الفضاء الرقمي أصبح له موقع ينشر عليه اختياراته من المساهمات الأدبية والفكرية، التي تنم لا عن ذائقته الأدبية الراقية فحسب، وإنما عن وعيه الحاد والعميق، هو الذي لم يقع في المنزلق الذي وقع فيه آخرون حين حصروا حديثهم عن الحداثة في الجانب الأدبي، بالتركيز على التجارب الشعرية والسردية والدراسات النقدية، لينظر إلى هذه الحداثة بوصفها مشروعاً فكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، اشتمل في حركته على قيم التنوير، كالعقلانية وحرية الفكر والضمير والتفكير والإبداع والتقدم.

ويمكن أن نلمس ذلك على خير وجه في الكتاب الذي وضعه عن حياة وأدب معلّمه ورفيقه في الشعر والأدب والحياة الأديب الكبير محمد العلي، متحركاً ضمن هذا الأفق الشامل للحداثة، والذي سيبقى مرجعاً يُعتد به عند كتابة بدايات الحداثة الأدبية والمجتمعية في السعودية، لأن الدميني بما يملك من رؤية معرفية واسعة يتقصّى أوجه هذه الحداثة من خلال تجربة محمد العلي، في مصادرها وتحولاتها.

وعند عملي على إنجاز الفصل الخاص بالجزيرة العربية، في كتابي الأخير «حداثة ظهرها إلى الجدار»، أرسلت المسودة الأولى للفصل إلى الدميني فقرأها باهتمام، ولم يكتف بإرشادي إلى مراجع إضافية تعينني في البحث، وإنما بذل جهده الكبير في تزويدي بنسخ، إلكترونية وورقية، منها. كانت «كورونا» في ذروتها حين أتاني منزلي حاملاً معه، للغرض نفسه، كتباً للباحث محمد حسين بافقيه، أرسلها الأخير عن طريقه. رجوته أن يدخل البيت لنشرب شاياً أو قهوة، ورغم إلحاحي اعتذر قائلاً إنه عائد إلى السعودية بعد قليل. وجدته يومها نحيفاً جداً ومرهقاً. لم يمض الكثير حين عرفنا أن السرطان الخبيث قد تمكن من جسد الشاعر الذي دعا الموت: «أن يتروى إذا زارني/ لكيما أدوّن مرثيتي».



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبائع الإستهلاك
- الطيب صالح كاتباً للمقال
- في صورة المدينة الخليجيّة
- أدبنا في اللغات الأخرى
- النساء هنّ من قررن
- العدالة الاجتماعيّة وشروطها
- التقدّم أم التوحش
- زوجة طه حسين
- الفرق بين الحشود والجماعات
- ما بعد العولمة
- خصوصيّات الأمم
- عالم جنّ جنونه
- خالد الشيخ
- كسر التحيّز
- احمد الخطيب
- -سويفت- وخلافه
- لغة المستعمر.. غنيمة أم منفى؟
- صينيون وعرب
- الاستبداد كما رآه عبدالرحمن الكواكبي
- -فوبيا- التكنولوجيا


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - علي الدميني.. وداعاً