كنت في سجن صيدنايا 17/30

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7223 - 2022 / 4 / 19 - 08:25
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

تتمة .. بالطبع كانت خمسة عشر يوما" او لنقل نصف رمضان مع هذا الشاب الحمصي الاصيل خفف عني نوعا" ما كربة ووحشة السجن والزنزانة.. ويكفي حديثه الراقي والمهذب وتعامله الانساني.. ولم اكن أتخيل انني من الممكن أن يصادفني شخص بالشرطة العسكرية وفي سجن صيدنايا تحديدا" بهذه الاخلاق والتربية الاكثر من محترمة .. انتقل الشاب الى الطوابق العليا مع دعائي له بتيسير امره , وتدبر شؤونه.. بل ودعوتي الخاصة له بخلاصه من الخدمة العسكرية بكل عام.. واستيقظت في اليوم السابع عشر من رمضان على نقرات خفيفة ..تنقر كل فترة على ماسورة المياه وهذا يعني ان المياه مقطوعة وستبدأ الاحاديث لاحقا".. وتعودت انني اذا اردت الدخول للحديث مع الموجودين, فلابد من نقر ثلاث مرات وأبتدأ بالسلام عليكم. واقول اسمي الوهمي .. حتى يطمئن زملائي السجناء فاذا كانت البداية حوارات ونقاشات , وكانت عندي الرغبة باي مداخلة ابقي او انسحب واعلامهم انني انسحبت من الحوار .. اما اذا كانت فترة تحفيظ القران فهذا امر اخر .. وابقى لكي اتمكن من متابعة الحفظ . مع ان الطريقة كانت صعبة نوعا " لأنها كانت على الشكل التالي وهي ان اسمع جملة كاملة مؤلفة مثلا" من 10 كلمات.. واذهب فورا" الى الباب الحديدي ومعي نواة الزيتون الجافة تماما" وأبدأ بالكتابة على الباب كونه مطلي باللون الاسود, ومن ثم ثانية ارجع الى الحنفية لاستمع الجملة الثانية بتروي .. واذهب لكتابتها على الباب الاسود.. وهكذا حتى يصبح عندي الباب الاسود كله مكتوب بالأيات القرأنية .. واقفل الحنفية بعد الشكر .. واجلس لبداية الحفظ.. وكانت الامور في البدايات كما قلت صعبة نوعا" ما ولكن مع الممارسة اليومية اصبحت سهلة تماما" بل وممتعة وهكذا استطعت ان احفظ سورة البقرة خلال الايام القادمة... والشخص الذي كان يرتل لي القرأن لا أعرفه سوى باسمه الوهمي فقط... وبنفس الوقت لا يهمني ولا اريد ان اعرف اسمه الحقيقي لماذا .. لأنه لو حصل شىء وتم التحقيق في هذا الموضوع فانا فعلا لا أعرف سوى مثلا" ابو ماجد ؟؟ ومن هو ابو ماجد لست أدري ...حتى وان تمت المضايقة والضغط فانا فعلا لا أعرف .. لأنه لو كشف الامر لكانت هناك مصائب كبرى كالتي سنتحدث عنها غدا" في الحلقة 18

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل