كنت في سجن صيدنايا (( 9/30))

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7216 - 2022 / 4 / 12 - 21:47
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

بعد الافطار الشهي اللذيذ ,والذي وصلني من السجان الحمصي المحترم ابن الاصول وبعد أداء صلاة المغرب كان لابد من جلسة تفكير معمقة فيما سأعمل غدا" وكيف سأبدأ الحديث عبر الحنفية السحرية.. ماذا ستكون مواد الاحاديث .أهي دينية ام فكرية سياسية وكثرة المخيلات في ذهني ولكن الاغلب ستكون دينية لانه من البداية كان الكلام عن تحفيظ القران.. وسألت نفسي ماذا لو كانت الاحاديث حول السياسة والنظام ...وهل سيكون الحديث أمن فعلا".... وذهبت بعيدا" جدا" بافكاري وانا اقصد ذلك لابتعد عن مايؤلمني ويسبب تعاستي أكثر مما انا فيه.. من ناحية العائلة والاولاد والحياة معهم وكيف وكيف .لذلك كنت احاول ان أشغل نفسي بأي شىء..حتى لاتذهب افكاري وأدخل في متاهات الاكتئاب والحسرة ..ثم خطرت لي فكرة ,ان أكون انا البادىء غدا" في فتح الحديث عبر الحنفية كأن أسال هل
احد من الموجودين معنا على خط الحنفية قد دخل حديثا" للسجن ويعطينا الاخبار الطازجة نوعا" ما عما يجري.. وبقيت هكذا اصارع الافكار أغلبها وأوروضها حينا" . وتغلبني أحيانا" كثيرة.. فالمشاهد والذكريات كثير ة واقوى من ان تنسى هكذا بطرفة عين .او بسهولة .. ووقف تفكيري مرة واحدة أمام ذكريات لها طابع سياسي مر وأليم . وهو حالة الديكور السياسي في سوريا . وأقصد ماكان يسمى بالجبهة الوطنية التقدمية والتي كانت عبارة عن مجموعة أحزاب منتفعة منافقة ومتسلقة.. وهي تعتبر إمعة بالمعنى الحرفي للكلمة وطبعا" هذا التوصيف لا ينطبق على كل الاعضاء في هذه الاحزاب بل هناك من كان منهم محترما" وشريفا" ومناضلا" حقيقيا" .. وهذه الجبهة .. مؤلفة من أحزاب ثلاثة أحزاب ناصرية فاسدة ليس لها علاقة بالزعيم عبد الناصر لا من قريب ولا من بعيد و حزبين شيوعيين لازالوا ينادون بالشعارات الشيوعية ,والشيوعية الاساسية قد تم دفنها في بلادها.. وحزبين أو ثلاثة احزاب تدعي الاشتراكية زورا" وبهتانا". وأجزم ان اغلب عناصرهم لا يعرفون المعنى الحقيقي للاشتراكية. وقد يكون بعض القراء لايعرفون الكثير عن هذه المنظمة السياسية والتي اسمها الجبهة الوطنية التقدمية . وكوني كنت قريبا" جدا" منها فلابأس أن اورد لكم بعض التفاصيل ... هي ائتلاف مكون من مجموعة من الأحزاب الوطنية والقومية الاشتراكية والشيوعية في سوريا بقيادة حزب البعث العربي الإشتراكي، يترأس الجبهة القيادة المركزية والتي ينص ميثاق الجبهة على أن تتكون من الأمناء العامين للأحزاب والمنظمات المنضوية تحت اسم الجبهة وأعضاء من حزب البعث العربي الاشتراكي على أن يكون الأعضاء البعثيين يشكلون النصف زائد واحد من مقاعد القيادة.. فالقيادة المركزية هي او من المفروض ان تكون اعلى سلطة سياسية في البلاد. من حيث اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية كاإعلان الحرب , وعقد الصلح ,والسياسة الخارجية بشكل عام..اقول هكذا المفروض ولكن الذي كان يجري هو غير ذلك نهائيا".فكان الحل والربط في كل الامور صغيرها وكبيرها بيد البعثيين . حتى ولو سلمنا جدلا" ان لهذا الاحزاب وزن او قيمة او رصيد شعبي.. فالواقع كان يقول ان هذه الاحزاب لا رائحة ولا لون ولا فعل....فقط كانت تخدم الصف الاول من عناصر اي حزب.. وهذا الصف يحتوي على الامناء العامون واعضاء المكتب السياسي ..فهؤلاء فقط يحصلون على الميزات والتي يهبها الامناء العامون ويمنون بها على اعضاء المكتب السياسي , من سيارة او منصب وزير او منصب عضو مجلس شعب... اضافة الى عضوية النقابات والاتحادات.. وهذا كشف تفصيلي بهذه الاحزاب......حزب البعث العربي الإشتراكي: وهو قائد الجبهة وأمينه العام يرأس القيادة المركزية للجبهة (عضو مؤسس).
حزب الاتحاد الاشتراكي العربي (عضو مؤسس كحزب موحد قبل أن ينشق عنه حزب الاتحاد العربي الديمقراطي).
الحزب الشيوعي السوري " بكداش " (عضو مؤسس كحزب موحد قبل أن ينقسم عنه الحزب الشيوعي الموحد).
الحزب الشيوعي السوري (الموحد) " فيصل " (عضو مؤسس كحزب موحد قبل أن ينقسم عن الحزب الشيوعي).
حزب الوحدويين الاشتراكيين (عضو مؤسس تحت اسم تنظيم الوحدويين الاشتراكيين).
حركة الاشتراكيين العرب (عضو مؤسس كحركة واحدة قبل أن تنقسم).
الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي (إنضم إلى الجبهة في 31 كانون الأول / ديسمبر 1988).
حزب العهد الوطني.
حزب الاتحاد العربي الديمقراطي (عضو مؤسس كحزب موحد قبل أن ينشق عن حزب الاتحاد الاشتراكي العربي).
الحزب السوري القومي الاجتماعي.
الاتحاد العام لنقابات العمال (تنظيم غير حزبي انضم إلى الجبهة في 31 آذار / مارس 1980).
الاتحاد العام للفلاحين (تنظيم غير حزبي انضم إلى الجبهة في 31 آذار / مارس 1980 والملاحظ في هذا الكشف وهو وجود منظمتين مهنيتين ليس لهم أية علاقة بالسياسة...ولكن لكي يفرض حزب البعث سيطرته بالكامل على هذه المؤسسة الحزبية...غدا" سنرى كيف بدأت احاديث الحنفية..يتبع

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات