أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - شكري شيخاني - كنت في سجن صيدنايا.... 15/30














المزيد.....

كنت في سجن صيدنايا.... 15/30


شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7222 - 2022 / 4 / 18 - 09:10
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


تتمة .. ويرافق هذا العقيد التافه في هذه الجولة عدد من المساعدين والحراس من رتب مختلفة.. وتبدأ العذابات مع هذه الجولات الاستفزازية للسجناء.. وخصوصا" سجناء قسم الزنازين... وأحيانا" كثيرة كانت لا تعجبه أجوبة البعض من السجناء.. فيأمر بإخراجهم وضربهم بالممر ضربا" مبرحا" حتى في ايام شهر الرحمة.. فمثل هؤلاء لا تعرف قلوبهم الرحمة مطلقا" .... ويعتبر هذا الخنزير ,وأقصد العقيد لؤي يوسف, من أقذر وأوسخ مدراء السجون العسكرية في سوريا.. لأنه كان يتعمد إذلال السجناء.. في عهده هذا العقيد المأفون كانت إدارته تتبع في معتقل صيدنايا أبشع أساليب التعذيب لمعاقبة السجناء والمعتقلين، كالسلق بالمياه الساخنة والصعق بالصدمات الكهربائية ونزع الأظافر وسياسة التجويع والحرمان من المياه والاغتصاب، وأخيراً أسلوب الاحتجاز مع جثث المعتقلين. نعم في عهد العقيد لؤي يوسف .. قال لي احدهم بعد ذلك بفترة ولكنني أحببت أن اذكرها هنا كي لا أنسى عن معتقل من مدينة حمص العدية ... انه عندما يخيم الظلام، ويحاول المعتقل أن يبدأ باستعادة ذكرياته المؤلمة والوضع بالسجن في الليل، كيف كان السجان يبدأ بضرب الباب الحديدي بهراوة، وكيف كان يتقاسم الزنزانة مع 30 معتقلا آخرين. وزعوا بطانية لكل معتقل. مصدر الضوء الوحيد والوسيلة الوحيدة لمعرفة الوقت ما إذا كان ليلا أم نهارا، كان ثقبا وحيدا صغيرا في جدار الزنزانة. كان يسلي نفسه في السجن بتذكر المساءات مع أصدقائه واللحظات المبهجة وحفلات الشواء، ولحظة ولادة ابنه البكر ياسين. كان يذهب في نزهة عبر شوارع حيّه في حمص، بابا عمرو، يسير تارة في البساتين ويتذوق المشمش. خلال نوبات الهذيان كان يأمل أن يكون واقعه في المعتقل مجرد حلم سيء، وعندما يستيقظ أن نفسه في منزله.
كانت ذكرياته غير كافية للتغلب على ألم وجحيم المعتقل، والبطانية التي حصل عليها، كانت قصيرة لا تكفي لتغطية قدميه أيضا.
شعر بعودة الألم، كانت جروحه طازجة جراء التعذيب الذي تعرض له قبل ساعات قليلة، بينما تنز الجروح القديمة قيحا، وأشد مخاوفه كانت عائلته، هل يسيئون معاملة زوجته وأمه كما هددوه مراراً؟ حتى بعد أن وقّع على اعترافات لم يقرأها؟ كان يتساءل هل دفنت عائلته تحت أنقاضِ منزل ما؟ كان يبكي واضعا راحتيه على وجهه لإخفاء صوته، فقد يتعرض للعقاب فيما لو سمع السجانون صوتا حتى ولو كان همسا.
يبدأ اليوم مع صراخ وشتائم السجان الذي يدخل الزنزانة ويطلب من المعتقلين أن يقفوا مقابل الحائط ويغطوا وجوههم بقمصانهم، فلا يرون سوى بعض الظلال على الأرض. يصرخ السجان "تكلموا أيها الأوغاد! من هو رئيس سوريا، من هو إلهكم؟"، يرد عليه المعتقلون بصوت عال "بشار الأسد سيدي، الله يطول بعمرو.. يعيش رئيسنا".
كان السجانون يرمون بالخبز على الأرض وعلى المساجين الاستدارة والقرفصاء لالتقاط الخبز، رغيفٌ واحدٌ لكل ثلاثة أشخاص وبعض الملاعق من اللبن، يقول المعتقل رقم 72.
كانت هناك حياة روتينية في زنزانات التعذيب الأكثر سوءا في سجون الأسد، فالضرب المبرح يترافق مع وجبات الطعام وكان يتم عصب العينين، وتعليق المعتقل من المعصمين لساعات، أو طي جسم المعتقل وتمريره ضمن إطار ومن ثم جلده، كانت هذه أكثر أساليب التعذيب شيوعا.
والتعذيب في سوريا له تاريخ طويل، فحسب منظمة العفو استخدم الأسد الأب 35 أسلوباً مختلفاً من التعذيب، يقال إن بعض هذه الأساليب تعلمها من مجرم الحرب النازي ألويس brooner، الذي نجا من المحاكمة عن طريق الاختباء في سوريا... العقيد لؤي يوسف سيذكره المعتقلون كثيرا" وإن أفلت من عذاب الدنيا وانتقام السجناء فلن يفلت من عقاب قاضي القضاة.... سنرى في الحلقة 16 ماذا فعل بالسجين رأفت محمود من حماة ... يتبع



#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت في سجن صيدنايا14/30
- كنت في سجن صيدنايا 13/30
- كنت في سجن صيدنايا 12/30
- كنت في سجن صيدنايا 11/30
- كنت في سجن صيدنايا 10/30
- كنت في سجن صيدنايا (( 9/30))
- كنت في سجن صيدنايا 8/30
- كنت في سجن صيدنايا 7/30
- قادة ورموز أكراد 6/50 ..مسعود البرزاني
- كنت في سجن صيدنايا 6/30
- قادة ورموز أكراد 7/50 .القائد مام جلال الطالباني
- كنت في سجن صيدنايا 5/30
- قادة ورموز أكراد 6 / 50 ....الزعيم الخالد الملا مصطفى البرزا ...
- قادة ورموز كردية 5/50....عبد الرحمن قاسملو
- كنت في سجن صيدنايا...4/30
- قادة ورموز كردية .... عبد الله اوجلان ..4/50....
- كنت في سجن صيدنايا 3/30 ....
- قادة ورموز اكراد 3/5
- كنت في سجن صيدنايا ...2/30 ....
- كنت في سجن صيدنايا 1 / 30


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - شكري شيخاني - كنت في سجن صيدنايا.... 15/30