كنت في سجن صيدنايا 13/30

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 7220 - 2022 / 4 / 16 - 22:46
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

تتمة .. ومجرد ان فتح السجان ابواب المهاجع عند السادسة صباحا" لكي يخرج السجناء من مهاجعهم الى ممر الجناح .. وكانت الحركة في الممر لازالت ضعيفة بسبب انه الاغلبية لا تريد ان تصحوا باكرا".. وهكذا كانت الفرصة مناسبة ليكي ينطلق ابو سعيد بسرعة البرق من مهجعه باتجاه مهجع البطحيش وبيده قطعة حديد من أحد الاسرة وهذه القطعة كان ابو سعيد قد اشتغل عليها لفترة من الزمن حتى أصبحت كالسيف.. وقد شاهده البعض وهو بهذه الحالة الهائجة .. وحاول البعض الاستفسار منه وسبب هذه الهوجة او توقيفه.. ولكنه هدد بأن من يقترب منه وتخطى ثلاثة مهاجع ليصل الى المهجع الرابع ,ودخل ابو سعيد الضحيك احد تلامذة القاعدة وهو يفتش عن البطحيش وينادي عليه بصوت عالي قائلا" (( وينك يا عدو الله والاسلام )) (( وينك يا زنديق يا كافر )).. وكان سرير البطحيش في اخر المهجع.. وظل ابو سعيد الضحيك# متقدما" شاهرا" سيفه اليدوي ... ذكرتني هذه المشاهد بفيلم عادل امام رسالة الى الوالي هذا الفيلم الخرافي.. ولكن ما كان يجري هنا امام الاعين وفي وضح النهار كان حقيقة وهي حقيقة مأساوية ... وبدأت الاحداث تأخذ طابع العنف اطثر عندما هوى ابو سعيد الضحيك بهذه الالة الجارحة على رقبة البطحيش عدة مرات وعلى عينيه ففقأ عينيه ومن ثم عاود جز رقبته فسالت الدماء وهنا فارق البطحيش الحياة خلال ثواني.. ولم يكتفي ابو سعيد بذك بل طعن اثنين بجانب البطحيش حاولوا الدفاع عنه .وكانت اصاباتهم قاتلة ولكن تم اسعافهم.. بعد عدة نداءات وا ستغاثات للحراس والسجانين.. وهاجت المهاجع وماجت بهذا الحدث الفريد والاول من نوع بمستوى هذه الاجرام وهذا الحقد وهذه الجرأة الارهابية من سجين ضد سجين اخر.. فلو ان الذي مات تحت التعذيب وايدي النظام لقنا هذا هو النظام وهذا هو اسلوبه ضد السجناء.. ولكن ان يقتل سجين على يد سجين مثله لا يملك شىء سوى انه استقواء وتجبر وهذا هو الحقد والارهاب بعينه.. تم نقل القتيل البطحيش مباشرة ونقل رفاقه الاثنين الى احد المشافي القريبة من السجن حيث بقوا عدة ايام بالعناية المركزة... وتأكد من وفاة السجين الفلسطيني البطحيش على يد السجين الاسلامي المتشدد ابو سعيد ضحيك من تلبيسة.. تفاصيل قصة خلاف وقتل البطحيش طبعا" سمعتها من أكثر من مصدر وكنت لأأعرف هذا الشخص أقصد ابو سعيد الضحيك .. حتى شاءة الصدف ان نتجاور في قسم الزنازين.. وكان هو موجود منذ سنتين في نفس القسم .. وكما قلت في حلقات سابقة انني سمعت بهذه القصة ولكن لم يكن احد يعرف اين اخذوا ابوسعيد.. وكثرت التأويلات. بأنه تم اخذه الى الفرع 248 او الى جهات اخرى .. ولكن الحقيقة هو انه في قسم الزنازين بنفس السجن وسمعت صوته وهو يرتل القران لاحد الاشخاص عبر الحنفية السحرية و... ويدور الحديث بيني وبينه بعد ذلك سنقرأه في حلقة 14 غدا"

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات