أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - تعليقاً لملامح المشهد السياسي الآن:














المزيد.....

تعليقاً لملامح المشهد السياسي الآن:


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 7216 - 2022 / 4 / 12 - 04:43
المحور: الصحافة والاعلام
    


(رأي خاص)

التباين الآن؛ ليس أمراً مخفياً أو شيئ ما تحت غلاف الشك واليقين، إنها تباينات مكشوفة السيقان يراها كل من يبصر الحقائق المجردة دون مواراة تمنع إستبصار مداها الضارب في عمائق القوى السياسية المتنازعة بين سوح المسرح العام من معسكرات سياسية وفكرية لها جذور تاريخية ممتدة من السودان الجديد والقديم، ونلاحظ أن كل مجموعة يتمظر ميلها السياسي حسب ما يخدم مصالحها السياسية أو ما يعكس حمض إيدلوجيتها، وهذا الصراع الممتد عبر فصول تاريخ السودان لم يكن ليبرز علي السطح مجدداً إلا لتمسك البعض بمخاوفهم تجاه الآخريين، ولكن البلاد لم يعد ترابها يستطيع حمل شُحنات هذا الصراع، وقد تحدثنا مراراً بمرارة عن ضرورة التركيز علي توفير ثلاثة مقومات للنهوض لا غير لإنجاح عملية حوار السودانيين والسودانيات تتمثل في "الثقة والإرادة والرغبة"، وبامكاننا تحويل محركات العقل السياسي نحو إصلاح كافة المشكلات السودانية التي لم نحلها منذ فجر الإستقلال وما تلاه من فُرص تاريخية في اكتوبر وأبريل إلي أن بلغنا فجر ديسمبر المجيدة.

قرأتُ عدة مقالات وبيانات تعج بها منصات الأسافير الآن من لدن شخصيات لها باع في المشهد السياسي السوداني، وجميع المنشورات تترجم غياب العناصر الثلاث المطلوب توفرها من قبل الجميع لإدارة حوار جامع ومنتج ومفيد للسودان الذي لا يختلف إثنان علي إنهياره الوشيك وحاجته لحلول جذرية، وعندما نتحدث عن هكذا إستشكالات لا نقصد إشاعة الإحباط وسط الذين يسعون لفلترة الأزمة ولإنهاء مشكلة السودان بتفانٍ من أجل إستعادة الدولة وإستمرار مسارات السلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية؛ فثمة آمال لا تخطئها عين أحدً من المتابعيين تعكس عمق الحكمة في إدارة أخطر أزمة سياسية تواجها بلادنا منذ كتابة شهادة ميلادها، ومهما كانت حدة المخاوف فانها قابلة للنقاش والحل والمرور عبر منعرج دربها نحو سودان جديد تسوده الحرية والعدالة والمساواة، ومن باب المكاشفة يجب الإعتراف بجذور المشكلة قبل إجراء عملية جراحية لمعالجتها، ونحن الآن نذكر بأن ذات الداء الذي أصاب البلاد قد تكرر كما لو أن الأمر "نسخ ولصق" وهو عدم إدارة الخلاف والتنوع بشكل جيد، ونستطيع تصفح ذلك عند فتح دفاتر الإستقلال عام 1956م وثورة أكتوبر عام 1964م وثورة أبريل عام 1985م وأخيراً ثورة ديسمبر عام 2018م، ويجب علينا الإستفادة من تلك التواريخ بدراسة محتوياتها لا أرقامها لإيجاد طرائق جديدة تمكن إدارة كافة أشكال التنوع والإختلاف دون الإضرار بوحدة وتماسك البلاد وشعبها وكل مكتسباتها السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية التي تحققت بفضل كفاح السودانيات والسودانيين عبر أطول مشوار شهده تاريخ الإنسان في هذا الكون الفسيح.

السودان اليوم ليس كسودان الأمس بكل المقاييس، ولا يمكن العودة إلي الوراء بتخندق العقول داخل صناديق التاريخ، بل يجب علينا أن نواصل مشوار التشكل وإعادة البناء الوطني الديمقراطي والمدني عبر الحوار الشامل الذي يمثّل "مسترين العصر لبناء المستقبل"؛ فنحن نخوض الآن معركة مقدسة لتحقيق أهداف أقدس، ولا يصح قطع هذا الطريق المفتوح بسبب "قصر النظر والخوف بكل مبرراته" أو بفتن بعض المتخندقيين خلف ظلمات التاريخ السحيق، فكل المبادرات والأراء صالحة لتحقيق الغاية النبيلة المنشودة للسودان الذي نحن فيه الآن، ويجب تطويع جميع الأفكار الجيدة لإخراج هذه البلاد من دوائر الإنهيار إلي فضاءات السلام والحريات والديمقراطية المرجوة، وأمامنا فُرص العبور والإنتصار فقط علينا أن نتقدم خطوة للأمام بغية الوصول إليها بسلام بعيداً عن التشدق بالأفكار البالية والمجربة سابقاً وثبت فشلها وعدم جدوتها في حل مشكلات السودان، وشعبنا العظيم علمنا أن "الصبر مفتاح النصر" وقد أهدانا الشعب ثورة ديسمبر الخالدة ويتوجب علينا أن نهديه رياحيين السلام والديمقراطية ودولة المؤسسات الرصينة، والسودان الآن يحتاج لجميع المكونات الوطنية الصادقة والمبادرات الخالصة لوجه الشعب والوطن، ونحن نأمل بلوغ الجبهة الثورية السودانية غاية طرحها بصبر وصمود لحل مشكلة السودان.

12 أبريل - 2022م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليقاً لإلتقاء الجبهة الثورية بحزب الأمة القومي
- تعليقاً للتطور حول عملية عرض مبادرة الجبهة الثورية داخلياً و ...
- تعليقاً مطوراً حول بيان الجبهة الثورية بخصوص تقرير سودان بري ...
- تعليقاً علي إجتماع الجبهة الثورية والحرية والتغيير:
- تعليق - المشهد السياسي:
- ذكرى رحيل القائد/ يوسف كوه مكي
- رسالة عزاء لحركة جيش تحرير السودان - المجلس الإنتقالي
- تعليق - مسألة مسارات الرُحّل
- اليوم العالمي للشعر
- تصريح صحفي...
- تعليق - صراع القرن الافريقي
- تعليق - تطور الصراع الروسي الأوكراني
- تعليق بشأن تقرير بعثة (NITAMS)
- بيان توضيحي
- الأستاذة إشراقة أحمد وزيرة للسلام والإنسانية
- وداعاً الدكتور سيد القمني
- أوراق عمل علي منضدة المجلس التنفيذي للإتحاد الافريقي
- القمةً الخامسة والثلاثون للإتحاد الافريقي
- الراهن السياسي السوداني
- تعليقاً علي عرض الحوار العلماني الإسلامي


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سعد محمد عبدالله - تعليقاً لملامح المشهد السياسي الآن: