أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان إبراهيم - كيف يتعامل العلمانيون والمتدينون مع النص الديني؟














المزيد.....

كيف يتعامل العلمانيون والمتدينون مع النص الديني؟


عدنان إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7215 - 2022 / 4 / 11 - 08:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا لم نفهم أن الإنسان هو صورة الله ومظهره، فلن نحسم مسألة تقديس وديمومة النص ومركته بين العلمانيين والمتدينين.
الحقيقة أن المقدس هو الإنسان وليس النص..
النص ليس صورة الله ومجلى صفاته وأسمائه الحسنى كلها.. هذا للإنسان وحده، وليس النص إلا تجلي صفة واحدة هي الكلام (وكلم الله موسى تكليما) وأما الإنسان فهو تجلي الحي السميع البصير العليم والقدير الحيم الودوود، وقائمة طويلة من أسماء الجلال والجمال والكمال.. فأين هذا المظهر الجامع من النص الذي لا يُظهر إلا صفة واحدة ؟
لعل هذا الكلام جديد على الكثيرين، ولكنه ليس جديداً على محققي الصوفية.

الأنبياء بُعثوا لأداء رسالة، هي النهوض بحياة الناس وتعليمهم العلوم التي كانوا يحتاجونها لتطورهم.
ومن الخطأ القول بأنهم بعثوا لكي يجعلوا الناس يصلون ويصومون ويزكون، فتلك العبادات وضعت لمصلحة الفرد (الصلاة كتأمل والصوم لتحسين صحته) والمجتمع (الزكاة لمساعدة الفقراء).
فحجر الزاوية هو مصلحة الإنسان، ولو تعارض النص مع المصلحة وجب تأويله لأن المقدس هو الإنسان الذي يخدمه النص، وليس هو الذي يخدم النص ويعبده، فهذه ردة عن دعوة الأنبياء لترقية وتطوير الإنسان.

لكل عصر طبيعته ولونه الذي ينصبغ به أهله كافة.
والزمن الذي بُعث فيه الأنبياء كان زمناً وسيطاً بين الإنسان الأول الهمجي وبين الإنسان الحديث المعاصر الناضج.
كانت تتحكم فيهم النفس الحيوانية والسبعية، تسيطر عليهم الحروب واغتصاب الأموال والأعراض ومنطق القوة.
الآن في عصر مابعد الحداثة لا زال يسيطر منطق القوة من تحت الطاولة، ودلائل هذا كثيرة جداً، منها احتلال أمريكا للعراق وعجزها مع روسيا.
فليس من المستغرب أن تكون طبيعة الزمن القديم هي سيطرة القوي على الضعيف (وأن تكون هذه مكرُمة وفضيلة للملوك وليس عيباً) لأنه لم يكن هناك حدود ودول لها حقوق وسيادة كما هو الآن.
الإسكندر الأكبر الفاتح العظيم لم يكن ملكاً بربرياً، ولكنه كان تلميذ أرسطو! وكان أرسطو يعتبره من أنجب تلامذته، ومع ذلك طاف الأرض فاتحاً وفتح بلاد الشرق.
وإذا كان القرآن يقول (ولكل قوم هاد) فهداة العالم القديم كانوا : الأنبياء والحكماء والفلاسفة، وبناء على تعاليم هؤلاء نمت علوم ومعارف الأمم.
بالنسبة للعرب فقد كانوا من نسيج هذا العصر أيضاً، وظهر فيهم أمور غريبة مثل وأد البنات بسبب خشيتهم من عار الإغتصاب في الغارات، كانت الحرب - داحس والغبراء أو البسوس كمثال - كانت بسبب شيء تافه تستمر ربما أربعين سنة.
في هذه الهمجية بُعث النبي محمد ص وأرسى قواعد السلام والمدنية والمؤاخاة والمحبة، وكان مجرد تصور حدوث هذا حلم مستحيل، صوره القرآن أصدق تصوير في قوله (لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم).
وكان القرآن من ضمن العوامل التي ساعدت على حدوث تلك المعجزة.. فحيث لم تكن هناك قوانين رادعة ولا بوليس ولا سجون ولا أي مقوم من مقومات الدولة تردع هؤلاء الهمج عن السطو المسلح والغارات الليلية البربرية والحروب الدامية طويلة المدى، فمن الطبيعي أن يتم تهذيبهم من خلال العقيدة بأن هناك رب شديد اللهجة يراهم وما يصنعون، وهناك جهنم وحساب على أفعالهم. ثم بعد تكوين مجتمع المدينة ظهرت آيات القتال لتأمر بوقف منظومة الظلم وأكل القوي للضعيف وإحلال السلام بالقوة بشكل عملي لا بمجرد العقيدة.
وبالمناسبة فإن مصطلح (المشركين) في القرآن معناه (الغدو المحارب) وليس غير المسلم، يُعرف هذا باستقراء آيات القرآن.

والآن أخي القاريء الكريم:
آيات الجهاد في النص القرآني، كيف يقرؤها المتدينون ؟ الفقهاء الذين يعتقدون تأبيد الأحكام انقسموا فريقين: فريق متطرف وهابي ظهر في نجد على يد محمد بن عبد الوهاب واستمر حتى سقوط تنظيم داعش في سنة 2019.
والفريق الآخر قال بأن الجهاد كان للدفاع عن النفس، كان جهاداً دفاعياً فقط وليس لتنظيم حياة الناس (وهذا غير صحيح) بل كان جهاداً راشداً يمهد لقيام المجتمع الحديث في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، لأن حال العرب كان كما لا يخفى، وكان حال الشعوب الأخرى المحيطة أسوأ منهم لأنهم كانوا مستذلين مسلوبي الآدمية تماماً من قبل امبراطوريتي فارس والروم، يعتقدون ألوهية الحاكم ولا يحق له تملك شيء ولا العمل لحسابه الشخصي.
فرسول الله ص كانت مهمته هي توطيد دعائم السلام في المنطقة في تلك الفترة.

هذا بالنسبة للمتدينين، فماذا عن بعض العلمانيين ؟ العلمانية لا تعتقد بقدسية أي نص لأنها تدور حول (العالم) وليس من تخصصها البحث في ماوراء العالم. ولكن بعض العلمانيين يستنكر وقوع الجهاد في عصر كانت طبيعته والعرف المسيطر عليه هو القتال! بل كان مفخرة كما قلنا.
كيف يُستنكر هذا بينما كان هدف الجهاد هو إنهاء الظلم والفوضى ؟
والأكثر من هذا وأضل سبيلاً: كيف يربطون بين هذا العصر، وبين عصرنا، بين مجتمع المدينة الفاضل الحسن النية، وبين التنظيمات المتأسلمة المسلحة التي هي أقرب لبربرية المشركين منها إلى من يريد ردعهم!

السبب هو التعاطي مع النص المقدس على أنه حقيقة مطلقة.. نص خالد.. بينما هو لم يقل ذلك.
فالجهاد كان ضرورة وحاجة مجتمع الجزيرة في ذلك الوقت وحاجة ونداء الشعوب المحيطة كذلك.
فلما تحررت تلك الشعوب واستقرت الأوضاع وظهرت الدولة، انتهت مهمة آيات القتال إلا في حالة التعرض لعدوان خارجي، فهنا تقوم الدولة بمهمتها في الدفاع.

وقس على الجهاد كل الأحكام.
لأن المراد هو الإنسان وليس العبادة
المطلوب هو ترقيته ومصلحته وارتقائه.. الدين رسالة نهضة وليس رسالة تخلف! فالله يريد أن يظهر ولا يريد عبادة وتمثيليات وتقديس حروف
وكان السيد المسيح يصرخ بهذا لأحبار اليهود الفريسيين، وبُحّ صوته لتوصيل هذه الحقيقة (أن المقدس هو الإنسان لا النص)
وكذلك رسول الله ص كان يقول (أنتم أعلم بشئون دنياكم) وينهى عن تدوين كلامه ولم يدون القرآن نفسه، لنفس الهدف.
فهل من مجدد ؟



#عدنان_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدلة مسألة تغير فهم النص
- دفاع عن ابراهيم عيسى
- سبب تخلفنا الحضاري
- عودة الأرواح للتجسد |‏ 9
- عودة الأرواح للتجسد | 8
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 7
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 6
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 5
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 4
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا ؟
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا ؟ | 2
- عودة الأرواح للتجسد .. لماذا ؟
- من دعاء الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم
- من علوم الإمام أبي العزائم | 34 | أعمال رمضان
- من علوم الإمام أبي العزائم | 33 | درجات ومراتب الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | 32 | حِكَم الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | 31 | فضائل الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | 30 | أسرار الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | 29 | أسرار الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 28


المزيد.....




- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- لوموند: المسلمون الفرنسيون وإكراهات الرحيل عن الوطن
- تُلّقب بـ-السلالم إلى الجنة-.. إزالة معلم جذب شهير في هاواي ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف تحركات الاحتلال في موقعي المالكية ...
- مكتب التحقيقات الفيدرالي: جرائم الكراهية ضد اليهود تضاعفت ثل ...
- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان إبراهيم - كيف يتعامل العلمانيون والمتدينون مع النص الديني؟