أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان إبراهيم - سبب تخلفنا الحضاري















المزيد.....

سبب تخلفنا الحضاري


عدنان إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7175 - 2022 / 2 / 27 - 02:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك عدة أسباب لتخلفنا

1- الظلم المتجذر فينا
هذه المشكلة قامت لحلها دعوات إصلاحية كثيرة جداً باءت كلها بالفشل، ولكن الحل مع رحمة الله للعالمين، وهو الإمام الوارث لرسول الله ص، وقد أخبر أن حل هذه المشكلة سيكون برفع الظلم.. والظلم له صور كثيرة، أخبرنا عنها الإمام كذلك في مواضع متفرقة. فمن ذلك:
2- فقد القدوة وضياع الإنتماء:
قال تعالى: (قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض) عاش بنو اسرائيل في التيه في الصحاري أربعين سنة لا يدرون من أين يجيئون ولا إلى أين يتوجهون.. وحالتنا تشبههم لأننا ليست لنا انتماء أو قدوة نجتمع عليها.
في ميزان السباق الحضاري لا وجود لشيء اسمه التدين، فالدول الصناعية الكبرى لا تحمل راية المسيح ولا اليابان تحمل رايو بوذا ! ولكن هناك وجود لشيء اسمه الإنتماء سابقاً والقدوة حالياً.. من نحن ومن هم قدواتنا وإلى أين نريد أن نصل.
بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمون:
* من نحن: لا ندري، لأننا ليست بيننا أخوة إسلامية أو حتى علمانية كالإتحاد الأوروبي مثلاً، ولكننا متفرقون ولا يجمع بيننا إلا الإسلام ولكن كإسم لا يثمر شيئاً في الواقع ولا تسمع له ركزا.
* من هم قدواتنا: قدواتنا حالياً هم أبطال الفن والرياضة، كشخصيات لامعة فقط وليس لأعمال الخير التي يقومون بها، فمحمد صلاح مثلاً حينما تبرع لقريته بملايين الجنيهات أو يظهر منه فعل يدل على حسن أخلاقه، لا يذكر عمله هذا أحد، ولكن حينما يحرز هدفاً في الدوري الإفريقي تقوم الدنيا على ساق ولا تقعد.. فهل محمد صلاح قدوة لأخلاقه ولخيره ؟ أم لشهرته؟ كذلك قس هذا على كل نجم مشهور له جمعية خيرية أو عمل صالح، ستجد أنه لا يتم تسليط الضوء على هذا، ولكن على سفاسفه وجهالاته، فما معنى هذا ؟!
وعلى أحسن أحوالنا إن ارتقينا قليلاً في مرتقى الجدية والجندية، ستجد أننا نتخذ قدواتنا الفراعنة وأهل الجاهلية والظلم ونفتخر بهم أمام الأجانب.. فهل نشعر حقاً أننا فراعنة أم أن هذا مجرد كلام في الهواء لا يثمر شيئاً على أرض الواقع؟ وهل عدمنا القدوات المسلمة لكي نرجع سبعة آلاف سنة ونمحو حضارة الإسلام التي علمت أوروبا في الأندلس وأنتجت الحضارة الحديثة؟ لمصلحة من يتم التعتيم على حضارة الإسلام والمسلمين، ويقال انظر إلى العصفورة! أو إلى الفراعنة أو البابلين أو الآشوريين الخ هذا الهراء! ومتى سنتحد إن لم يجمعنا الإسلام وحضارته؟ الإنتماء مهم جداً.
والقدوة التي نلتف حولها أهم من الإنتماء، لأنه بدونها لن يكون لنا قدوة ولا انتماء، والقدوة هي الإمام الوارث لرسول الله ص، وهذا موضوع كبير كتب عنه الإمام أبو العزائم وخلفاؤه كثيراً ولن نمل أن نذكر المسلمين به حتى ينهضوا من كبوتهم.
* إلى أين نذهب: المستقبل غير واضح لنا لأنه لا يوجد لدينا أهداف استراتيجية على المدى الطويل، والحل في الرغبة في الإتحاد والتعاون فيما بيننا والإجتماع كأمة واحدة، قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) فلمن هذا التوجيه القرآني؟
3- تدين العبادات والخوف
هناك أغنية شعبية من أغاني المهرجانات تقول بالعامية المصرية (احنا بتوع ربنا.. ومعانا شهادة بكدة).. أي أننا المتدينون ومعنا شهادة بهذا..
تدين العبادات لا يثمر حضارة، ولكن تدين الحب يحقق المعجزات كما هو حاصل في اليابان.
في الحقيقة (لمن يفهم) لا يوجد شيء اسمه تدين، فالله لا يحتاج لنا، ولكن هناك شيء اسمه حب.. شريعة إلهية وحب لمن شرعها، شريعة تنظم الحياة ويستنبط منها الأئمة في كل عصر مايناسب هذا العصر. وحب لإمام العصر الممثل لرسول الله ص ونصرته بالنفس والمال.
لماذا يعاني الناس في عصرنا من خرافات كتب التراث وما فيها من قيود وتحريم، بالإضافة لظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة التي زادت الطين بلة؟ بسبب عدم اجتماعهم على الإمام الوارث!
هناك مفهوم خطأ عن الدين انه ربما يفرض عليك أمورا كئيبة، ضد الفرح، تشعر أنها لا تعبر عنك ولكنك مجبر على أن تتقبلها نفاقا كما تنافق الحاكم.
هذا التفاوت بين التدين الوهمي والفرح نراه كلنا يتجلى في أمور كالموسيقى والجنس والجمال وكل ما يسبب الفرح بشكل عام.. ولا أتكلم عن اللحية والنقاب، ولكن أتكلم عن حتى الحجاب في دولة كمصر وفي قلب القاهرة والإسكندرية، هل هناك مصيبة كبرى تشعر بها حين ترى شعر امرأة بملابس محتشمة طبيعية؟ انس كلام الفقهاء مؤقتاً.. أنا أعني شعورك أنت، إحساسك أنت.. أنا شخصياً لا أشعر بحرج ولا تهيج شهوة، بل على العكس أشعر بأن هذا هو الطبيعي.. لماذا تغطي شعرها! هل سيقفز عليها الرجال لو رأوا شعرها مثلاً، أم سيشعرون كما أشعر أنا.. والحديث ليس عن القرى والنجوع والمجتمعات المحافظة، سواء حالياً أو منذ ألف سنة، ولكن الحديث عن تطور الوعي الإنساني.. الحديث عن وجود إمام وارث له الحق في استنباط الأحكام من القرآن الكريم وتوجيه الأمة في مسارها المناسب لعصرها.. إن الجمود على التفاصيل أبد الآبدين ليس شيئاً منطقياً وليس بشيء طبيعي، فالرجال على عهد رسول الله ص والصحابة مثلاً كانوا يطلقون لحاهم ويعتبرون أن الحلق من التشويه والمُثلة، ولكن تغيرت هذه الفلسفة الآن وأمسى الحلق هو الأمر الطبيعي، وبهذا يأخذ العلماء المعاصرون، فلماذا يجمد الأمر بالنسبة للمرأة؟
إن مشاعرنا في اتجاه ونظرتنا للدين في اتجاه آخر، نشعر أنه يكبّلنا ونصبر محتسبين أجرنا عند الله، بينما الله لا يريد لنا هذا التفلسف والمعاناة التي لن تفيده في شيء.
في الحقيقة أن هذا التكييف يخلق في الشعوب العربية تأخر حضاري، لأن التقدم والإبداع مبني على الشعور بالحرية والفرح.
نريد أن ننسى قليلا التركيز الشديد على الحلال والحرام وغضب الرب وهذا البله، ونركز على دعوة الرسل الحقيقية وهي تحقيق آدمية الإنسان وتحريره من الظلم والتسلط، والسماح لكل إنسان أن يكون كما هو، وأن يشعر بحرية التعبير عما بداخله، وإظهار مكنونات نفسهون الشعور بعيب او حرام وهمي صنعناه نحن بفهمنا أن المعاناة أقرب للدين وأرضى لله، وسبحان الله وتعالى عما يظن الجهلة، أو بالأحرى أصحاب المصالح والسلطة الدينية والسياسية.
ونفهم - رجاءا:
* أن الله خلقنا ليظهر، وليس ليختفي ونظهر نحن بمخاوفنا التي ننسبها للدين ولله كذبا وزورا
* وأن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لم يحرر الشعوب من فرعون وكسرى وقيصر لكي نأتي نحن ونجعل الله قيصرا أعظم! هذا التكييف هو أكبر جريمة خلقناها عبر التاريخ والمصلح الحق هو الذي يساهم في اصلاح هذه الصورة المكذوبة عن الله ودينه وكتابه.
العنصر التاريخي عنصر طبيعي
يسري على الإسلام كما سرى على غيره
هناك فرق بين الدين الحالي الذي مر على عدة حضارات وأزمنة مختلفة وبين دين الصحابة وأهل البيت الفطري البسيط، المبني على الحرية والحب والفرح، وليس فرض الواجبات وتعداد قائمة الفرائض والمخاوف المترتبة على عدم سداد الديون المنسوبة لرب جائع نتوهمه بأذهاننا التي عانت من العيش في القهر السياسي سنين طويلة خلقت تيار الإسلام السياسي المتطرف الذي خلق هذا الرب الجائع الذي لم يعرفه أجدادنا يوم أن كانوا سادة الناس.
الإسلام دين حرية وحضارة
لادين تخلف وعبادات ولحى وتغطية وجه
أجدادنا حملوا مشاعل الحضارة في كل مكان، وفي القرون الوسطى علموا أوروبا في الأندلس وجامعات قرطبة وغرناطة وإشبيلية.. من أين أتت الحضارة الأوروبية؟ أليس من خلالنا نحن المسلمون؟ حسنا.. لماذا لا يذكرون هذا اليوم؟ لأنه من مصلحتهم الاقتصادية أن تظل مستهلكا عايشا في الوهم والخديعة التي تخبرك أنك متخلف لا تستطيع إنتاج دبوس!
وبالفعل هذا حاصل!
نحن نستورد كل عام أساتك مطاطية بالملايين، ولانشتري بتلك الملايين أجهزة وخامات تصنيع الأساتك!.. لماذا؟ بسبب العقلية.. اننا قوم غير صناعيين.. إنه الوهم الذي يتحرر منه بعض العظماء فيقفزوا بشعوبهم وبلادهم وينقذونهم من التخلف الوهمي.
لكن الحقيقة أننا الآن انتقلنا خطوة كبرى لايشعر بها الكثيرون، من يعرف أن مصر والمغرب تصنع سيارات بنسبة ٥٠٪ تصنيع محلي، وتصنع أجهزة تكييف وغسالات الخ.. هذا أيضا يجب أن ندركه لكي تتغير عقلية الجميع من الشعور بالتخلف إلى الشعور بالتقدم والنجاح والمساواة مع الشعوب الغربية، بل التفوق عليها في المستقبل.



#عدنان_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الأرواح للتجسد |‏ 9
- عودة الأرواح للتجسد | 8
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 7
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 6
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 5
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا؟ | 4
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا ؟
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا ؟ | 2
- عودة الأرواح للتجسد .. لماذا ؟
- من دعاء الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم
- من علوم الإمام أبي العزائم | 34 | أعمال رمضان
- من علوم الإمام أبي العزائم | 33 | درجات ومراتب الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | 32 | حِكَم الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | 31 | فضائل الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | 30 | أسرار الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | 29 | أسرار الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 28
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 27
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 26
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 25


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان إبراهيم - سبب تخلفنا الحضاري