أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان إبراهيم - عودة الأرواح للتجسد.. لماذا ؟















المزيد.....

عودة الأرواح للتجسد.. لماذا ؟


عدنان إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7073 - 2021 / 11 / 10 - 00:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الغرض من التجسد
‎ ‎ما هو الغرض من تجسّد الأرواح؟ فرض الله التجسّد عليهم ليجعلهم يبلغون مرتبة الكمال: ‏
‏# فالبعض يتجسّد للتكفير عن أخطاء سالفة، تحقيقاً لعدل الله في الأرض.‏
‏# والبعض الآخر لإتمام مهمة أو رسالة، غير أنه لبلوغ ذلك الكمال يتحتم عليهم تحمل كل ‏تقلبات الحياة الجسدية؛ ومن خلال التحمّل يكون التكفير. ‏
‏# هناك غرض آخر في التجسّد وهو تمكين الروح من تحمل قسطها في تشكل الخليقة. ولإنجاز ‏هذا الفرض تتخذ الروح؛ في كل عالم؛ جهازاً جسدياً يتوائم مع المادة الأساسية الخاصة بذلك ‏العالم لتنفذ من تلك الوجهة أوامر الله في ذلك العالم. وهكذا فبينما هي تساهم في العمل العام؛ ‏فإنها تتقدم أيضاً.‏
• هل تحتاج إلى التجسد الأرواح التي سلكت منذ البداية طريق الصلاح؟ تخلق جميع ‏الأرواح بسيطة وجاهلة، وهي تكتسب المعرفة في معارك الحياة الجسدية وشدائدها، لا ‏يعقل أن الله في عدله يخلق بعضها سعيدة دون مشقة ودون اجتهاد، ومن ثم دون أن ‏تستحق هذه السعادة. ‏
• إن كان كذنك فماذا تستفيد الأرواح من سلوكها طريق الصلاح إن لم يعصمها هذا ‏السلوك من مشقات الحياة الجسدية؟ يصلون إلى هدفهم بسرعة. وفضلاً عن ذلك؛ فإن ‏مشقّات الحياة ناتجة عادة من عيوب الروح، إذ بقدر ما تقل عيوبه يقل عذابه فمن كان ‏دون حسد ولا غيرة ولا بخل ولا طمع لا يكابد العذاب الذي يتأتى من هذه المعائب. ‏

الملائكة والشياطين
• هل تكون الكائتات التي نسميها بالملائكة أو رفعاء الملائكة أو الساروفيم فثة خصوصية ‏ذات طبيمة مختلفة عن الأرواح الأخرى؟ كلا لأن هذه الكائتات هي الأرواح الطاهرة ‏التي بلغت أسمى درجة في التدرج الروحي وتجمع في سمو تقدّمها جميع صفات الكمال.‏
• ‎ ‎هل اجتازت الملائكة كل درجات الصعود؟ اجتازت كل الدرجات ولكن كما سبق لنا ‏القول فبعضهم قبلوا مهمتهم دون تذمّر فوصلوا بسرعة وأما الآخرون فاحتاجوا إلى وقت ‏أطول نسبياً للوصول إلى الكمال.‏
• ‎ ‎إذا كان الرأي الذي يُسِلّمْ بوجود كائنات مخلوقة في درجة الكمال ومتفوقة على سائر ‏الكائنات الأخرى هو رأي خاطئ؟ فكيف يُعلل وجود هذا الاعتقاد بين تقاليد جميع ‏الشعوب تقريياً؟ يجب أن تعلم أن عالمك ليس منذ الأزل، فقبل وجوده يزمن مديد‏ كان ‏هناك أرواح بلغت الدرجة العليا، ولذلك ظن الناس بأنها كانت في تلك الحالة الأزلية.‏
• ‎ ‎هل هناك شياطين بالمعنى المعتاد لبذه الكلمة؟ لو كان هناك شياطين لكانوا من ‏صنيعة الله، فهل يكون من عدل الله ورافته أن يخلق كائنات مكرسة للشر وشقية إلى ‏الأبد؟ لو كان هناك شياطين فهم يقطنون عالمك المتأخر و عوالم أخرى ممائلة له، وهم ‏أولئك المراؤون الذين يجعلون من الله العادل إلهاً قاسياً وحقوداً، ويظنون أنهم يتقربون إليه ‏بالفظائع التي يرتكبونها باسمه. (فعل الناس بشأن الشياطين ما فعلوه بشأن الملائكة، ‏فكما ظنوا أن الملائكة كائنات في درجة الكمال منذ الأزل ظنوا أيضاً أن الأرواح ‏السفلية كائنات سيئة على الدوام، وبناء على ذلك فإن ما يسمى بالأباليس أو ‏الشياطين يشير إلى الأرواح النجسة التي غالها ليست أقل رداءة من التي يُشار إليها ‏بتلك التسمية؛ ولكن مع الفرق بأن حالتها موقتة فقط، فهي أرواح ناقصة تتذمر من ‏التجارب التي تضطلع بها، ولذلك فهي تعانيها لأمد أطول، إلا انها ستصل بدورها إلى ‏الكمال وقتما تعزم على ذلك. يجوز إذن استعمال كلمة الشيطان بهذا التحفظ في ‏المعنى؛ ولكن المعنى الخاطئ الذي استقرت فيه الآن العقول قد يقود استعماله إلى ‏التضليل، بجعل الناس يعتقدون بوجود كائنات خصوصية خُلقت للإيذاء.‏


تقسيم الأرواح كما وضعه ألن كاردك بإلهام من الأرواح السامية ‏
• الدرجة الثالثة: الأرواح الناقصة
‎ ‎مميزاتهم العامة: تغلب أثر المادة على الروح، الميل إلى الشر، الجهل والكبرياء وحب الذات ‏وجميع الأهوا الرديئة التي تنجم عنه. إنهم يشعرون بديهياً بوجود الله ولكنهم لا يفهمونه، ليسوا ‏بأجمعهم آشراراً في جوهرهم، ويوجد لدى البعض منهم استخفاف بالأمور وتلاعب وتخابث آكثر ‏من رداءة جوهرهم، بعضهم لا يفعل الخير ولا الشر ولكن لكونهم لا يفعلون الخير فهذا دليل ‏على تأخرهم، وآخرون منهم على العكس يُسرون يعمل الشر ويغتبطون عندما تسنح لهم الفرصة ‏للإيذاء، قد يقرنون الذكاء بالشر أو الخداع؛ ولكن مهما كان مقدار تطورهم العقلي فإن أفكارهم ‏قليلة السمو،ّ ومشاعرهم دنيئة نسبياً، ما يعلمونه عن أمور عالم الأرواح محدود، والقليل الذي ‏يعرفونه عنه يختلط بالأفكار والتحيزات التي تعودوا عليها في حياتهم الجسدية فهم لا يستطيعون ‏إعطائنا إلا معلومات كاذبة وناقصة عن ذلك العالم، لكن المراقب الذي يُمعن النظر قد
يجد في مناسيات عديدة مخاطباتهم ولو أنها ناقصة إثباتأ للحقائق العظمى التي تنطق بها الأرواح ‏السامية. تتكشف طباعهم من كلامهم، لأن الروح يفضح أفكاره خلال مخاطبته باستخدام ‏تفكير رديء؛ يمكن وضعه في الدرجة الثالثة ومن ثم فإن أي تفكير ردئ يصل إلينا يكون ‏مصدره روحاً من هذه الدرجة. وهم يرون سعادة الأرواح الصالحة، وهذه الرؤية تُقلقهم قلقاً داثماً ‏إذ أنهم يشعرون بكل أشكال القلق الناتجة عن الحسد والغيرة، ويتذكرون عذابات الحياة الجسدية ‏ويشعرون بها، وهذا الشعور كثيراً ما يكدّرهم أكثر مما يكدرهم الواقع، ونتيجة لذلك فهم يتعذبون ‏فعلاً عذابات أقسى من التي عانوها، ومن التي جعلوا الآخرين يقاسونها، ويما أنهم يتعذيون زمنا ‏مديداً، فهم يعتقدون بأن عذابهم دائم وهذا الاعتقاد هو ما يشاءه الله لمعاقبتهم بغية إصلاحهم ‏وتهذيبهم وعلاجهم (وهو المعبر عنه في القرآن بالخلود في النار أو في جهنم).‏
يمكن تقسيم هذه الأرواح إلى خمس طبقات رئيسية:‏
‎ 1- الأرواح النجسة: وهم الذين يميلون إلى الشر ويجعلون عمل الشر هدف أفكارهم، كارواح ‏فهم يعطون نصائح خادعة، ويثيرون الفتنة والريية، ويتنكرون بكل الوسائط لينجحوا في خداعهم، ‏يلتصقون بضعفاء الخلق ليجعلوهم يذعنون لإغوااتهم وليدفعوهم إلى الهلاك، ويُسرون إذا تمكنوا ‏من تأخير تقدمهم من خلال التجارب التي يعانونها. ‏
في‎ ‎المخاطبات؛ تعرف هذه الأرواح من كلامها، فبين الأرواح مثلما هو الحال بين البشر، تدلّ ‏الأساليب الابتذالية والعبارات الغليظة دائما على انحطاط أخلاقي وربما انحطاط عقلي أيضاً، ‏تكشف خطاباتهم عن ميولهم الدنيثة، وإذا حاولوا أن يخدعوا من خلال التحدث بطريقة عاقلة؛ ‏فليس بوسعهم أن يستمروا طويلاً في موقفهم الخادع وسرعان ما يتعثرون ويفضحون أصلهم.‏
لقد جعلت بعض الشعوب من تلك الأرواح آلهة مؤذية، بينما تسميها شعوب أخرى بالشياطين ‏والجنيات الشريرة وأرواح الشر.
عندما يكونون متجسدين كبشر في عالم المادة؛ فهم يميلون إلى جميع الآفات التي تسبيها الأهواء ‏الدنيئة والمنحطة، مثل حب الملذات الشهوانية والجور والخبث والنفاق والطمع والبخل الشديد ‏وهم يفعلون الشر لمجرد اغتباطهم بالإيذاء؛ دون أن يكون هناك داع لذلك غالباً، ومن كرههم ‏لكل ما هو صالح يختارون في أغلب الأحيان ضحاياهم من بين الصالحين، لذلك فهم يمثلون ‏آفات للإنسانية بصرف النظر عن المرتبة التي يشغلونها في المجتمع؛ لأن طلائهم بالتمدن لا يقيهم ‏من المذلة والعار.‏
‎ ‎‏2- لأرواح الطائشة: وهي أرواح جاهلة وماكرة وعديمة الالتزام وساخرة، تتدخل في كل الأمور ‏وترد على جميع أنواع الأسثلة غير مبالية بالحقيقة، وتسرٌ بإحداث المضايقات الصغيرةٍ والمسرات ‏التافهة والإزعاجات، وفي الحض بخبث على الخطأ، عن طريق المخاتلات والشيطنات، تشمل ‏هذه الطبقة الأرواح المسماة عامة بالجن المهرج والعفاريت اللعوبة والغيلان؛ وهي تحت سلطة ‏أرواح أعلى درجة منها تستخدمها عادة كما نستخدم نحن الخدام، مخاطباتهم مع البشر ‏يستعملون أحياناً كلاماً فكِهاً مازحاً، ولكنه عديم العمق في أغلب الأحيان. وهم يدركون عيوب ‏الأشخاص ويسخرون منها ويعلقون عليها بتنكيت لاذع وهجائي، وإذا اتخذوا أسماء مفترضة فهم ‏يفعلون ذلك عادة على سبيل المزاح الخبيث أكثر مما هو للاساءة.‏
‏3- الأرواح العالمة المزيّفة: معارفهم لا بأس بها ولكنهم يعتقدون بأنهم يعرفون أكثر بكثير مما هو ‏في الواقع، ولكونهم أنجزوا بعض التقدم في جهات متعددة، فثمة في كلامهم شي من الوقار يخدع ‏السامع بصدد قدرتهم ومعارقهم، ولكنه كثيرا ما يكون مجرد انعكاس للتحيزات والأفكار المنظّمة ‏التي كانوا يميلون إليها في حياتهم الأرضية، وكلامهم خليط من بعض الحقائق مع أشدٌ الأباطيل، ‏يبرز فيها الإعجاب بالذات والكبرياء والحسد والتشبث بالرأي؛ معائب كهذه لم يتمكنوا من ‏التخلص منها.‏
‏4- الأرواح المحايدة: وهم ليسوا صالحين كفاية ليفعلوا الخير ولا أردياء كفاية ليرتكبوا الإثم، فهم ‏يميلون إلى الخير كما إلى الشر على السواء، ولا يرتقون عن مستوى البشرية العادي أدبياً أو ‏عقلياً، وهم شديدو التعلق بأشياء هذه الدنيا ويتشوقون إلى ملذاتها البذيئة.‏
‏5- الأرواح الضاجة والمشوشة: هذه الأرواح لا تكون بالتحديد درجة منفصلة بالنظر إلى صفاتهم ‏الشخصية فقد ينتسبون إلى جميع طبقات الأرواح الناقصة، وكثيراً ما يُعرّفون وجودهم بأفعال ‏محسوسة وفيزيقية كأصوات القرع وتحرّك الأجرام الصلبة وانتقالها اللا اعتيادي أو رجة الهوا الخ. ‏ويبدون أكثر من غيرهم تعلّقاً بالمادة، ويظهر أنهم هم العملاء الرئيسيون للتقلّبات التي تحدث في ‏أركان الطبيعة، إما بتأثيرهم على الهواء والماء والنار والأجرام الجامدة أو في باطن الأرض، من ‏المعلوم أن هذه الظواهر لا تنتج عن أسباب صدفوية أو مادية؛ طالما تتميز بطايع العمد والذكاء، ‏لأن بقدرة جميع الأرواح إثارة هذه الظواهر، ولكن الأرواح السامية تتركها لتكون ضمن خواص ‏الأرواح المرؤوسة، لأن هؤلاء أكثر أهلية للأمور المادية مما هم للشؤون العقلية. وهكذا فكلما ‏رأت الأرواح العليا منفعة لإثارة مظاهر من هذا النوع، هي تستخدم تلك الأرواح كمساعدين ‏لإثارتها.‏

• الدرجة الثانية: الأرواح الصالحة
‎ ‎مميزاتهم العامة: تغلب تأثير الروح على تأثير المادة، وابتغاء الصلاح، صفاتهم وقدرتهم على ‏عمل الخير متناسبة مع درجة التقدم التي بلغوها، بعضهم تقدم في العلم، وغيرهم في الحكمة ‏والطيبة، والأكثر تقدماً بينهم يجمعون بين المعارف والصفات الأخلاقية؛ ولكونهم لم يتحرروا بعد ‏بالتمام من آثار المادة فهم يحتفظون - قل ذلك أو جل بالتسبة إلى درجتهم - بآثار حياتهم ‏الجسدية إما في صيغة كلامهم أو‎ ‎عاداتهم التي تحوي بعض غراباتهم، وإلا لكانوا يُعدون من ‏الأرواح الكاملة.‏
بلغوا درجة الفهم لفكر الله اللا محدود، وبدأوا يتمتعون بسعادة الصالحين، وهم يُسرون لكونهم ‏يعطون الخير ويمنعون الشر، والمودة التي تريطهم تجلب لهم اغتباطاً لايوصف، ولا تربكهم الغيرة، ‏ولا الندم ولا أي من الأهوا الرديثة التي تقلق الأرواح السفلية، رغم أنهم جميعاً ما يزالون بحاجة ‏إلى الاضطلاع بالتجارب إلى أن يصلوا إلى الكمال المطلق. وكاأرواح غير متجسدة فهم يوحون ‏إلى الناس بالأفكار الصالحة ويصدونهم عن طريق الشر ويحمون في الحياة أولئك الذين يستحقون ‏حمايتهم، ويبعدون تأثير الأرواح السفلية عن الذين لا يروقهم أن يتحملوا هذا التأثير عندما ‏يكونون متجسدين خلال حياتهم، فهم طيبون وعطوفون على نظرائهم في الإنسانية، ولا يدعون ‏الكبرياء والأنانية والطموح تتحكم بأفمالهم؛ ولا يشعرون بالبغض أو الضغينة أو الغيرة أو الحسد، ‏ويفعلون الخير لمجرد عمل الخير.‏
تنتسب إلى هذه الدرجة الأرواح المشار إليها الاعتقادات العامية بأنهم هم الجان الصالحون أو ‏الجان الحارسون أو أرواح الصلاح، وفي عصور الخرافات والجهل اعتبروا آلهة خيرة.‏
يمكن تقسيمهم إلى أريع طبقات رئيسية هي:‏
‏1- الأرواح العاطفة: سجيتهم السائدة هي اللطف والطيية، يطيب لهم إعاثة الناس وحمايتهم، ‏لكن معرفتهم محدودة، إذ أنهم أحرزوا تقدما ‏ الميدان الخلّقي الأدبي أكثر من الميدان العقلي.‏
‎ ‎‏2- ‏الأرواح العالمة: يتميزون يوجه خاص باتساع معارفهم، واهتمامهم بالمسائل الأدبية أقل من ‏اهتمامهم بالمسائل العلمية التي هم أكثر أهلية لها، على أنهم لا ينظرون إلى العلوم إلا من وجهة ‏نظر فائدتها، ولا يدخلون فيها الأهواء الدنيئة التي تميز الأرواح التاقصة.‏
‎ 3- ‏الأرواح الحكيمة: يتميزون بمزايا أدبية غاية في السمو، رغم أنه ليس لديهم معارف واسعة ‏النطاق فهم موهوبون قدرة عقلية تعطيهم حكماً سليماً على الناس والأشياء.‏
‎‎‏4- ‏الأرواح السامية: يجمعون مزايا العلم والحكمة والطيبة معاً، كلامهم يتجلى فيه الرفق دائماً، ‏علاوة على أن حديثهم رصين وجليل كل حين، وغالها ما بكونون بالغي الرفعة، سمو مستواهم ‏يجعلهم مؤهلين أكثر من غيرهم لإعطائنا أصح المعلومات عن أمور العالم اللاجسدي، حدود ما ‏يُسمح للإنسان معرفته، وهم يتخابرون بطيبة خاطر مع الذين يبغون معرفة الحق بقلب سليم؛ وقد ‏تحرروا من القيود الأرضية بنحو كاف ليفهموا الحق؛ ولكنهم بعيدون عن الذين يحركهم الفضول ‏فقط أو الذين بسبب تأثير المادة عليهم ينحرفون عن ممارسة الخير. عندما يهبطون اسثنائياً على ‏الأرض يفعلون ذلك لإتمام رسالة الرقي والتقدم؛ وعندئد يُقدّمون لنا نموذج الكمال الذي يمكن ‏للإنسانية أن تسمو إليه في هذه الدنيا.‏

• الدرجة الأولى: الأرواح الطاهرة
‎ ‎مميزاتهم العامة: لا تأثير للمادة عايهم، تفوّق عقلي وأدبي مُطلق قياساً إلى أرواح الدرجات ‏الأخرى، اجتازوا جميع دزجات الارتقاء، وتخلّصوا من كل تلوّثات المادة ولكونهم وصلوا إلى ‏اقصى الكمال الذي بوسع المخلوقات الوصول إليه؛ فهم محررون من مكايدة التجارب والتكفير ‏عن الأخطاء، ولكونهم لا يحتاجون إلى التأنس في أجساد فانية فإنهم ينعمون بالحياة الأبدية في ‏حجر الله، يتتعّمون بغبطة دائمة لا تفسد، فهم ليسوا معرضين لحاجات الحياة المادية ولتقلباتها، ‏على أن هذه السعادة ليست سعادة البطالة المملة التي تمضي تأمل ومعاينة أبدية، فهم رسل الله ‏ووكلاؤه، ينفذون أوامره لحفظ الوئام في الكون، يقودون جميع الأرواح الأدنى منهم درجة ويعينونهم ‏على السعي نحو الكمال، ويدعمون مهماتهم. وهم يعتبرون كأعمال أثيرة لديهم مساعدة البشر ‏في شدتهم، وحثهم على الصلاح أو على التكفير عن الأخطاء التي تبعدهم عن السعادة العليا. ‏وتدعى هذه الأرواح أحياناً بالملائكة أو رفعاء الملائكة أو الساروفيم.‏
يستطيع بني البشر الاتصال بهم؛ ولكن يضلّ ‏ غروره من يظن أنه يستطيع مناجاتهم في أي وقت ‏يشاء.‏

"كتاب الأرواح" ص 102 - 107



#عدنان_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الأرواح للتجسد.. لماذا ؟ | 2
- عودة الأرواح للتجسد .. لماذا ؟
- من دعاء الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم
- من علوم الإمام أبي العزائم | 34 | أعمال رمضان
- من علوم الإمام أبي العزائم | 33 | درجات ومراتب الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | 32 | حِكَم الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | 31 | فضائل الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | 30 | أسرار الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | 29 | أسرار الصيام
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 28
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 27
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 26
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 25
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 24
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 23
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 22
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 21
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 20
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 19
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله |‏ 18


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان إبراهيم - عودة الأرواح للتجسد.. لماذا ؟