أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمد الزنتاني - المتنبي الكبير - المهدي المنجرة














المزيد.....

المتنبي الكبير - المهدي المنجرة


خالد محمد الزنتاني
كاتب

(Khaled M. Zentani)


الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 10 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع إندلاع الإحتجاجات في العالم العربي في ربيع 2011 كانت اكثر فكرة خادعة تناقلها الناس بكثرة وأنتشرت بينهم كالنار في الهشيم عبارة تقول "أن ثورة فرنسا استمرت 10 سنوات قبل أن تنجح وينعم الفرنسيين بالحرية والإزدهار! كانت العبارة تنزل على الأرواح الخائفة والمترقبة آنذاك بردا وسلاما وكأنها تطمئنهم عن المستقبل المجهول الذي ظهر امامهم فجأة كالسراب لكنها كانت في نفس الوقت تحجب عنهم رؤية عما كان ينتظرهم من نوازل وخطوب وأوقات عصيبة قادمة

كنا نسمعها من الكبير والصغير المتعلم والأمي من الليبي والمصري والسوري حتى أني سمعتها مرة من شخص بسيط جدا لم يقرأ في حياته كتاب واحد ولا يعلم شيء عن أسماء فولتير وروبسبير ولماذا إنتقلت فرنسا من جمهورية أولى إلى ثانية وثالثة؟ مجرد عبارات هلامية رماها الإعلام المحرض كالقنبلة وسط أمواج من الغاضبين لتعمل عمل السحر وتتلقفها جماهير سعيدة راضية ترتجي من ورائها أيام فرح وسعادة ببركة النوايا الطيبة بعد أن تنتهي من إلتهام سندوتشات الفاصوليا وطاسات الشاهي بالكاكاوية في ساحة المحكمة، بلورها ترهونينا العظيم فيما بعد بالحكمة الشهيرة "الخير جاي" حتى أصبحت نذير شؤم ونادرة يتهكم بها الليبيين إلى يومنا هذا.

لكن هناك داخل عالم الفكر، ذلك البئر السحيق المظلم في بيئتنا العربية من كان له رأي آخر مخالف تماما عما كانت تردده الجموع من أهازيج الفرح والبهجة في شوارع بنغازي وطرابلس والقاهرة وتونس وصنعاء والشام، كان ذلك هو العالم الموسوعي المغربي الراحل (المهدي محمد المنجرة) الذي وضع تصور عن الأوضاع التي ستكون عليها البلدان العربية حال تفجر ثورات فيها فكتب قبل ذلك بسنوات يقول :

"أي ثورة في الشوارع لا تسبقها ثورة فكرية في العقول ستكون كارثة، وسيكون مآلها الفشل الذريع، وستنتهي بتحولها إلى وسيلة عنف إقصائية تعمل على زيادة الشرخ داخل المجتمع، وتدمير مقدرات الدولة، وتلجأ بعد ذلك إلى التناحر فيما بينها".!!


قدرة الرجل على التفكير المنهجي وإستخلاص العبر جعلته يستشرف الأوضاع ويصورها لنا في أقل من ثلاث سطور بدقة متناهية وكأنه يطالع أمامه مشاهد حية من المستقبل أو كأنه معلق رياضي ماهر يصف مباراة في كرة قدم


كم منا سمع بهذا الرجل أو قرأ كتبه؟ وكم قناة فضائية أجرت معه مقابلة؟ وكم حاكم عربي طلب إستشاراته؟ حتى ملك المغرب الذي زامله في الدراسة ضاق به ذرعا ومنعه من ألقاء المحاضرات مع نشوب أول خلاف فكري معه، كنت مثل الكثيرين أجهل كل شيء عنه ولم أعثر على كتاباته ومنشوراته إلا بعد أن قرأت خبر نعيه بطريق الصدفة عام 2014.


ساهم بتنظيم لقاء دولي كبير عن مشروع النهضة عام 90 وخرج بنتيجة تقول أن "المسلمين لم يصلوا إلى هذا الدرك إلا بعد أن سجنوا انفسهم في الماضي وابتعدوا عن الإجتهاد برغم أن الإسلام دين شديد الإرتباط بالمستقبل" غير ان قرارات هذا المؤتمر ذهبت أدراج الرياح كغيرها من المؤتمرات والندوات التي تعقدها الحكومات العربية للمفاخرة والظهور والدعاية

تخبرنا سيرته الكثير فهو خبير علاقات من الطراز الأول إهتم بعلوم المستقبل مع أنه تخصص في البيولوجيا والكيمياء في أمريكا ولعل أكبر شهادة في حقه هي إعتراف الكاتب الأمريكي الشهير صامويل هنتينغتون أن المنجرة هو صاحب فكرة (صراع الحضارات) التي دفعته لاحقا إلى تأليف كتابه ذائع الصيت وأنه أول من طرح الموضوع من البداية


المشكلة أننا دائما لا ننتبه إلا بعد حلول الكارثة ! وكلما قرأت عن منجزات هذا العالم أكثر شعرت بأن جهل الأمم بمواطن ضعفها وقصورها يكلفها أثمان باهظة ومصائب مدمرة قد لا تمنحها الفرصة للوقوف على قدميها مجددا في حين كان بإمكانها مواجهة هذه التحديات والتعامل معها بكل سهولة لو أحسنت الإستفادة من نتاجات بعض العقول القريبة منها والتي غيبها الحسد والغيرة والوشاية


مؤلفاته تتركز في معظمها عن العدالة وكيفية إيجاد نظام دولي بديل يقوم على إنصاف الشعوب وتحريرها من التخلف الثقافي الذي يعتبره المسؤول الأول عن إنحدارها وضعفها وضبابية مستقبلها. قبل وفاته أوصى بدفنه في مقبرة للفقراء مع ان أسرته تمتلك مكان في مقبرة للشخصيات المهمة ورجال الدولة لكنه رفض في رحلته الأخيرة مجاورة الأغنياء وأصحاب السلطة واختار جيرة الفقراء والمعدومين الذين أفنى حياته في الدفاع عنهم وعن حقوقهم المهضومة.



#خالد_محمد_الزنتاني (هاشتاغ)       Khaled_M._Zentani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق إلى ماريوبل
- -وكان الإنسانُ أكثر شيء جدلا- ...
- في فقه الثورات - لماذا فشلت 17 فبراير الليبية؟
- إشكالات الوعي الفيدرالي العربي
- نظرة تحليلية إلى خطاب الدكتور مصطفى محمود
- جردل الرئيس ترومان وجردلنا - دراسة مقارنة
- عالم قديم جديد .. وبعد
- عودة وعي توفيق الحكيم وإنتصار العقل
- تركيا الموجودة على الأرض
- سمفونية الديناصور الرائع
- الهروب من أنظمة التفاهة
- بين جمال الماضي وقبح الحاضر وغموض المستقبل الدهشة لاتزال مست ...
- هل يجوز لسيف الإسلام التمتع بالديمقراطية؟
- كوريا الجنوبية - نظرة من الداخل
- نقطة نظام
- بين الروح والعقلانية - ثقافة البحث عن السبب
- ليلة سقوط الفنتازيا
- تصحيح مفاهيم تاريخية خاطئة
- ليبيا وسنوات التمرغ في الوحل
- بعيدا عن كيس دراهم الخليفة الشعر يتنبأ


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد محمد الزنتاني - المتنبي الكبير - المهدي المنجرة