أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد الزنتاني - عودة وعي توفيق الحكيم وإنتصار العقل














المزيد.....

عودة وعي توفيق الحكيم وإنتصار العقل


خالد محمد الزنتاني
كاتب

(Khaled M. Zentani)


الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2021 / 12 / 31 - 19:07
المحور: الادب والفن
    


توفيق الحكيم مثقف بارز وقامة من قامات الفكر العربي الحديث عرف بفن الرواية التي خط فيها أسلوبه الخاص قلبته التجارب وتنقل بين كثير من الآراء والأفكار.

كتب روايته الشهيرة (عودة الروح) التي عمد فيها إلى دمج أحداث حياته الشخصية بالوقائع التي حدثت في مصر وإنتصر فيها للفكرة القومية وحصلت فيما بعد على إعجاب جمال عبدالناصر لأنها كانت مصدر إلهام له في إنقلاب 52 وتسببت في منحه وسام الجمهورية في منتصف العمر عاصر ثورة يوليو وأحبها بصدق وعفوية وإنحاز لها بكل احاسيسه.

بعد عبدالناصر جاء السادات وكان الحكيم وقتها يجهز نفسه للإنقلاب على قناعاته القديمة فقد تعرض فكره لتغييرات جوهرية هامة جعلته ناقما على الدكتاتورية وحكم الفرد فأحس بالذنب من خلال تماهييه في كيل المديح لثورة 23 يوليو وإنخداعه بالشعارات الرنانة وماتسببت به من هزائم على مختلف المستويات فقام بإصدار كتابه ذائع الصيت (عودة الوعي) الذي رد فيه على عودة الروح وأثار وقتها جدلا كبيرا وكان أحد أكبر أسباب شهرته وكان الكتاب يدل على ما حصل له من تغير في الفكر ليشرح أسباب تبديل رأيه في ثورة يوليو واصفا فيه الشعب المصري أنه كان يعيش فترة حكم عبدالناصر بلا وعي وأنه نادم على سيره وراء ثورة بدون وعي وشن من خلاله هجوم لاذع على الحقبة الناصرية واصفا عبدالناصر بمستبد تخلص من كل اخطائه وتنصل من المسؤولية ليبقى في الحكم مدة أطول وتعجب كيف ينساق المثقفين وأصحاب الرأي مثله وراء تأثير الدعاية السياسية ويستمروا على شعورهم الطيب نحو عبدالناصر رغم كل ما رأوه بعيونهم وسمعوه بأذانهم متسائلا : ماذا يكون هذا هل هو فقدان الوعي؟


على العموم مهما كان مبرر الحكيم في التراجع عن أفكاره التي كان يؤمن بها لكن يذكر له أنه قال في أحد اللقاءات عن عبدالناصر "لو كان على قيد الحياة لأمر بنشر كتابه لأن عبدالناصر وفق قوله شخصية عظيمة مفتوح القلب والعقل"! إلا أن شهر العسل مع السادات لم يعمر طويلا ووصلت العلاقة بينهم إلى حد القطيعة وإنضم بتأييده الإحتجاجات الطلابية إلى القائمة السوداء

ويبقى القول من خلال هذا العرض المبسط أن المراجعة الفكرية من وقت لآخر وتغيير الآراء الذي ينتج عنها ظاهرة صحية لا يجب أن يشعر معها أي إنسان بالحرج خصوصا إذا نتجت عن تطور فكري موضوعي وليس تحت ضغط الحاجة والمصلحة وحساب الربح والخسارة وهذا مايقوم به كل بشر ذو عقل سوي فالآراء تتغير والقناعات تتبدل وماتراه صالح بالأمس قد لا يكون مناسبا للمرحلة الراهنة لكن لابد أن يظل المقياس الوحيد الثابت في المعادلة هو العقل ولا شيء غير العقل

يقول أبي العلاء المعري :

أيها الغر إن خصصت بعقل **** إتبعه فكل عقل نبي،،



#خالد_محمد_الزنتاني (هاشتاغ)       Khaled_M._Zentani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا الموجودة على الأرض
- سمفونية الديناصور الرائع
- الهروب من أنظمة التفاهة
- بين جمال الماضي وقبح الحاضر وغموض المستقبل الدهشة لاتزال مست ...
- هل يجوز لسيف الإسلام التمتع بالديمقراطية؟
- كوريا الجنوبية - نظرة من الداخل
- نقطة نظام
- بين الروح والعقلانية - ثقافة البحث عن السبب
- ليلة سقوط الفنتازيا
- تصحيح مفاهيم تاريخية خاطئة
- ليبيا وسنوات التمرغ في الوحل
- بعيدا عن كيس دراهم الخليفة الشعر يتنبأ
- تأملات في الحياة ..
- الإشتراكية أول الطريق نحو الإستبداد
- لماذا كره سقراط الديمقراطية؟
- التفكير في التفكير
- ليبيا .. ماذا بعد!
- كابول - كليك ثاني لقطة
- عودة الطالبان بعد 20 عام هل هي عودة إلى المربع الاول


المزيد.....




- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا
- فيلم -جمعة أغرب-.. محاولة ليندسي لوهان لإعادة تعريف ذاتها
- جدل لوحة عزل ترامب يفتح ملف -الحرب الثقافية- على متاحف واشنط ...
- عودة الثنائيات إلى السينما المصرية بحجم إنتاج ضخم وتنافس إقل ...
- الدورة الثانية من -مدن القصائد- تحتفي بسمرقند عاصمة للثقافة ...
- رئيس الشركة القابضة للسينما يعلن عن شراكة مع القطاع الخاص لت ...
- أدب إيطالي يكشف فظائع غزة: من شرف القتال إلى صمت الإبادة
- -بعد أزمة قُبلة المعجبة-.. راغب علامة يكشف مضمون اتصاله مع ن ...
- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد الزنتاني - عودة وعي توفيق الحكيم وإنتصار العقل