الهدنة في اليمن وتشكيل مجلس الرئاسي هي اول النتائج لانتصار الشعب الأوكراني على فلاديمير بوتين

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 9 - 02:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

ان وقف القتال في أي مكان في العالم ووقف سفك الدماء وقتل الأطفال والأبرياء وتدمير المدن والبنى التحتية هو عمل يثنى عليه ويجب دعمه لوقف آلة الحرب والمتاجرين بالدين والسياسة والحكم الشمولي قيصري كان او عسكري.

ان الشعب اليمني شعب عربي اصيل صاحب حضارة عريقة في القدم تعود الى سام ابن النبي نوح، وهم تجار بالفطرة وصلوا الى اقاصي شرق اسيا والى أعماق افريقيا ونشروا الإسلام بأخلاقهم الحميدة وبالروح التسامح والألفة مع الآخرين، فعنما تزور اليمن يصبح الزائر كأنه من أهل البيت واليمني هو الضيف.

عندما أخص انتصار الشعب الأوكراني على القيصر فلاديمير بوتين وليس على روسيا، لأن الشعب الروسي برئ من هذه الحرب الهمجية في القرن الحادي والعشرين، فهناك الآلاف من المعارضين الروس ضد قرار قيصر روسيا المريض فلاديمير بوتين، فأن كل الحروب بدأت من مخيلة مريض عقليا يتطلع الى نصر زائف يكتبه بالدماء الناس وتدمير المدن.

ان الدهاء السياسي هو أكبر تأثيرا وأصعب من قيادة عمليات العسكرية، لذلك لا تنتهي الحروب الا بالجلوس الأطراف المنتصرة والمهزومة او المتعادلة على مائدة المفاوضات، والدليل الحالي على ذلك بالرغم من العمليات العسكرية في أوكرانيا، وفي نفس الوقت فأن الطرفين يجلسان على طاولة المفاوضات، ويتأمل الجميع منهما الوصول الى حل عقلاني ينقذ ماء وجه القيصر فلاديمير بوتين ولو الى حين وتنسحب القوات العسكرية الروسية الغازية من أراضي أوكرانيا ومن جزيرة القرم.

ان مهام المجلس الرئاسي بقيادة رشاد العليمي كبيرة وخطيرة في آن واحد، فهو امام امتحان صعب ويكاد احتمال النجاح مستحيلا وعليه ان يرقص على رؤوس الافاعي كما عرف الرئيس علي عبدالله صالح رحمة الله عليه فترة حكمه، كانت افاعي الرئيس علي عبدالله صالح افاعي محلية تمكن من ترويضها بدهائه، ولكن امام الرئيس العليمي افاعي داخلية وخارجية ومريشة وتتحكم بالقرار الحرب والسلم وهذه الأفاعي ليست عربية فقط بل فارسية أيضا.

فعلى الرئيس العليمي ان يكسب ود أعضاء المجلس ويؤلف بين قلوبهم ويزرع في نفوسهم حب الوطن والمواطنة والا سننتظر سبع سنوات عجاف أخرى قبل ان يبدأ عام حصاد البن في تعز دون خوف من صاروخ اعمى او قناص باع اهله ووطنه للفرس.

لكسب ثقة وود الشعب اليمني بكل اطرافه حتى المنخرطون تحت راية عبد الملك الحوثي للالتفاف حول مجلس الرئاسة بقيادة العليمي لا بد من عفو عام لتأمين مستقبل كل من يحمل السلاح وعائلته بعد رميه لسلاحه ويعيش الجنوبي والشمالي والقبيلي والزيدي والشافعي سواسية بالحقوق والواجبات وان تصل الخدمات والرعاية الصحية والاجتماعية الى كل قرية في اليمن من صعدة الى المهرة.

السؤال: كيف يمكن لليمن بوضعه الحالي ان يوفر أعلاه؟
الجواب:
• تفعيل القانون رقم (52) لسنة 1991 قانون الإدارة المحلية، لا أقاليم، بل إدارات محلية تحت راية حكومة اتحادية "فدرالية".
• ان ارض اليمن وبحاره غنية بالموارد الطبيعية ان استغلت بطريقة حديثة دون ان تكون هناك قيود من القبائل لاستكشاف في الأراضي التي تسكنها ولا يمنع الشيوخ القبائل الحكومة او الشركات الخاصة والمستثمرين من الاستثمار وتطوير المشاريع في أراضيها، فأرض اليمن غنية بالنفط والغاز، وبالمرمر والجرانيت، وتعدد المواسم الزراعية، وبحارها غنية بالأسماك وموارد أخرى لم تستكشف الى الآن.
• فلو يطور ميناء عدن كميناء حر بالمشاركة مع حكومة إمارة دبي وبإدارة اوربية مستقلة فممكن لميناء عدن ان يتحول الى مركز مهماّ لإعادة الصادرات الى افريقيا ويدر أرباحا أضعاف واردات إعادة التصدير من دبي، فأن موقع ميناء عدن أفضل من سنغافورة ومن أي ميناء حر في العالم فكان ميناء عدن منذ ان استخدمت السفن للنقل التجاري نقطة توقف للسفن التجارية بين أوربا والهند وشرق اسيا وقبل تطوير ميناء جبل علي وميناء سنغافورة.
• ان اعلان قبول اليمن في مجلس التعاون الخليجي سيكون أكبر محفز آني للكل الشعب اليمني شمالا وجنوبا على ترك سلاحه والعمل على تأمين مستقبله ومستقبل عائلته، فستترك مرتزقة الحوثيين السلاح ويبايعون المجلس الرئاسي، ولن أكون مستغربا ان يقبض بائع القاة محمد علي الحوثي على ابن عمه عبد الملك الحوثي ويسلمه الى قيادة المجلس الرئاسي اليمني مقابل العفو عنه.
• تمويل بناء مليون منزل افقي بمساحة 120 متر مربع للمنزل توزع المنازل مجانا على اليمنيين في كل محافظات اليمن وبتمويل من السعودية والامارات على شكل قرض عقاري بدون فائدة الى الحكومة اليمنية لفترة 30 عاما بحيث يبدأ الاسترداد القرض بعد إستعادة اليمن لعافيته وبدأ تصدير الغاز والنفط، فأن مشروع بهذا الحجم سيخلق فرص عمل للملايين من العمال اليمنيين ويوفر لهم عمل وسكن لائق، واذا قدموا نصف مبلغ القرض كمنحة لتعويض عن الدمار التي سببوها لليمن فهو خير على خير، وليس هذا المبلغ بكثير مقابل تحرير اليمن من الاستعمار الإيراني، وهذا المبلغ اقل من تكلفة الأسلحة التي تخزن للدفاع الدول الخليج عن نفسها من العدو الإيراني، وتكسب دول الخليج 31 مليون يمني فيهم محاربون اشداء بإمكانهم خلع عرش الخامنئي في قم وجلبه الى صنعاء.

كلمة أخيرة:
• لا اطيل الكتابة كي لا يُملَ من إعادة قراءة نصيحتي للرئاسة اليمنية وللشعب اليمني وللقيادات الدول الخليج خاصة المملكة العربية والسعودية والإمارات العربية المتحدة، لفهمها دون لبس او غموض، وهي مستخلصة من معرفتي للمنطقة وقد زرتها مرارا، ومعرفتي عن قرب باليمن شعبا وقياداته الشمالية والجنوبية وشيوخه وقد التقيت وجالست قياداته الشمالية والجنوبية ابتداء من الرئيس علي عبدالله صالح وقيادات الجنوبية وزرت دار الرئاسة في صنعاء وقصر المعاشيق في عدن اكثر من مرة، وجالست شويخ اليمن، الشيخ عبدالله الأحمر، شيخ قبائل حاشد، والشيخ سنان أبو اللحوم، شيخ قبائل بكيل رحمة الله عليهما، والتقيت رشاد العليمي عندما كان وزير للداخلية، وتجولت في اليمن من مدينة حرض على الحدود السعودية الى ميناء مكلا في حضرموت.
• وأخيرا ادعو الله معي في هذا شهر رمضان المبارك ان يألف الله بين قلوب اليمنيين كما ألف بين قلوب الأوس والخزرج: "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚلَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (الانفال، الآية: (63)).

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل