أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وصفي أحمد - اشكالية بناء الدولة الإسلامية المعاصرة في فكر الاسلام السياسي الشيعي














المزيد.....

اشكالية بناء الدولة الإسلامية المعاصرة في فكر الاسلام السياسي الشيعي


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 7213 - 2022 / 4 / 8 - 18:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في البداية , لابد من القول أن عوامل تأسيس الأحزاب والحركات الإسلامية الشيعية لا تختلف عن تلك التي دفعت حسن البنا وصحبه لتأسيس حركة الإخوان المسلمين الفصيل الأكبر والأقدم والمتمثلة ( أي هذه العوامل ) في الشعور بالغربة التي كان من أهم أسبابها سقوط الدولة العثمانية , على أعقاب الحزب العالمية الأولى والتي ينظر إليها المتأسلمون لى أنها تمثل الوريث الشرعي للخلافة الإسلامية بحيث دفع هذا الشعور المرجعية الشيعية في النجف إلى أن تستجيب لفتوى الجاد التي أطلقها شيخ الإسلام في وجود الجهاد ضد القوات البريطانية التي جاءت لاحتلال العراق يضاف إلى ذلك عامل أخر مهم جداً تمثل في انتشار الأفكار التي يرى فيها الإسلاميون على أنها غريبة على مجتمعاتنا والمتمثلة بالماركسية والقومية وحتى الليبرالية منها , وإن كانت الأولى هي الأخطر لتمكنها من اختراق سور الحوزة المنيع , ناهيك عما قامت , أو بالأحرى ما حاولت أن تقوم به , من احداث تغيير جذري في البنية الثقافية والاجتماعية لمجتمعاتنا .
وهذا بالتأكيد ينطبق على دوافع الإسلاميين الشيعة في تأسيس حركاتهم الإسلاموية , فمن يرجع إلى تصريحات السيد طالب الرفاعي باعتباره من المؤسسين الأوائل لحزب الدعوة الإسلامي وهو يتحدث عن الأسباب التي دفعته واخوانه إلى السعي لبناء حركة إسلاموية تقف في وجه المد الشيوعي الذي بدأ يتغلغل حتى في داخل المؤسسة الدينية الشيعية بالشكل الذي بدأ يهدد مصالح القائمين على هذه المؤسسة .
ولكي يعمل الدعاة على نشر فكرهم في مجتمعاتهم بدأوا يتحدثون عن المظلومية الشيعية , ليس فقط على امتداد قرون طويلة , وانما عن الواقع الذي نشأ بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة في مطلع عشرينيات القرن العشرين حصرا والذين يدعون فيه أن هذه الدولة تشكلت على أكتاف السنة العرب , والذين هم أقلية بالنسبة للمجتمع العراقي .
لكن هذه التصورات تحتاج إلى تفكيك , فمن يرجع إلى المصادر التي أرخت لتلك الحقبة الزمنية يرى أن هذه التصورات فيها الشيء كثير من البعد عن الحقيقة . صحيح أن السلطة التنفيذية للملكة العراقية التي تأسست في مطلع عشرينيات القرن الماضي , كانت قد بنيت على ركيزتين أساسيتين ـ البلاط والضباط الشريفيين وأعني بهم أولئك الذين قاتلوا تحت إمرة الأمير فيصل أيام ثورة الشريف الحسين ومعظمهم من السنة العرب ـ غير أن أصحاب هذه التصورات ينسون أو يتناسون موقف المرجعية الدينية للشيخ الخالصي السلبي من المشاركة في بناء تلك الدولة والذي وصل إلى حد الحرمة بحجة أن هذه الدولة أداة طيعة بيد الاحتلال البريطاني . وهذا الموقف يعارض رأي معظم الساعين لبناء الدولة العراقية وخصوصاً رئيس الوزراء , في تلك الأيام السيد عبد المحسن السعدون , الذي كان يعتقد أن الدولة العراقية لن يكتب لها النجاح بدون مساعدة واسناد من القوات البريطانية لعدم قدرتها التصدي للأخطار التي كانت تحيط بها والمتمثلة في الهجمات الوهابية على الأراضي العراقية والأطماع التركية في ولاية الموصل , ويضاف إليها التدخلات الإيرانية التي تعتبر نفسها المدافع الأكبر عن شيعة المنطقة , لذلك قام بإجراءات قاسية ضد الخالصي وعدد من المراجع من حملة الجنسيات غير العراقية .
لكن الدولة لم تدخر أي جهد لتوسيع التمثيل الحكومي ليشمل الشباب الشيعي من خلال تأسيس مدرسة الحقوق فاتح لتمكينهم من تحقيق هذا الهدف , كما سعت , في ذات الوقت , إلى التوسع في بناء المدارس الحكومية التي بدأت تخرج أعداد كبيرة من المتعلمين , كان للشيعة النصيب الوافر منهم , والذين أصبح طيف واسع منهم قادة وكوادر في أحزاب المعارضة السرية والعلنية منها .
وبعد التغيير الذي حصل بعد الرابع عشر من تموز 1958 وما نتج عنه من اصلاحات اقتصادية واجتماعية صبت في صالح الفئات المهمشة من المجتمع العراقي , شكلت الجماهير الشيعية غالبيتها , نرى أن المفارقة العجيبة تتمثل في وقوف مرجعية الحكيم ضدها .
والمفارقة المثيرة للجدل , هي اصطدام حزب الدعوة الإسلامي مع حكومة البعث وهي في أوج شعبيتها نتيجة للإنجازات التي قدمتها على مختلف الصعد , الاقتصادية منها والاجتماعية , وإن جاء هذا الاصطدام على خلفية منع الدولة للطقوس الدينية الشيعية لخوفها من استغلال تلك الحركات الإسلامية الشيعية , لهذه الطقوس للقيام بأعمال مناوئة للنظام المعروف عنه أنه كان يرفض كل شكل من أشكال المعارضة .
والمفارقة الأشد هو تخلي الاسلام السياسي عن حلمه في إقامة دولة اسلامية بعد أن اصطدم بصخرة الواقع الناجمة عن تنوع الطيف العراقي من جهة ورفض راعي العملية السياسية ـ الولايات المتحدة ـ إقامة دولة اسلامية في العراق كونها تخيف كل دول المنطقة كونها تشتمل على اقليات شيعية قد تحفزها أحداث العراق للمطالبة بحقوقها الثقافية .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العراقي ودوره في احداث التغيير
- جمال الحيدري
- اليسار العراقي ومتطلبات المرحلة
- دوام الحال من المحال
- في معرض الرد على توما حميد
- قوى تشرين بين المشاركة والمقاطعة
- نحو تحالف مدني واسع
- رحم الله الزعيم
- صعود حزب العدالة والتنمية
- تركيا والإسلام السياسي
- سقوط إخوان السودان
- إخوان السودان في السلطة
- الإخوان المسلمين في السودان
- الأب الروحي لجماعات الارهاب الإسلاموي
- الاسلام السياسي , صعود أم أفول أخوان مصر انموذجاً
- أزمة الحكم في العراق
- أأسمع جعجعة ولا أرى طحيناً
- ماذا يريد ترامب من إيران
- هل من عودة الجزء الأول
- الجزء الثاني من هل من عودة


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وصفي أحمد - اشكالية بناء الدولة الإسلامية المعاصرة في فكر الاسلام السياسي الشيعي