وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 6780 - 2021 / 1 / 6 - 14:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في البداية , لابد من القول أن القوى السياسية النافذة بمختلف مسمياتها وهوياتها هي عبارة عن قوى وأحزاب وتيارات تمثل مصالح القوى البرجوازية ( الكومبرادور , الطفيلية , والبيروقراطية ) والتي تسيدت المشهد السياسي منذ الغزو الأمريكي للعراق في العام 2003 مستغلة الفراغ السياسي في البلاد بسبب سياسة النظام الدكتاتوري السابق القمعية , كما عرفت كيف تلعب على عواطف الجماهير الشعبية التي اعتقدت أن خلاصها مرهون بأصحاب العمائم والمحابس واللحى .
غير أن الحقيقة , أن هذا التحالف الطبقي سعى , ومنذ البداية , للإجهاز على ما تبقى من قطاعات اقتصادية المنهكة أساساً بسبب الحروب والحصار , كي تجعل من العراق سوق مفتوحة لاستيراد البضائع الأجنبية بلا ضوابط تحمي المنتوج الوطني . ولا ننسى , دور الفئات الطفيلية في سرقة موارد الدولة بالتنسيق مع نظيرتها البيروقراطية , وما رافق ذلك من هدر منظم للمال العام .
ولكي تديم سيطرتها سعت إلى شراء الذمم من خلال استغلال القطاع الحكومي , خصوصاً في مجالي الأمن والدفاع , للتوظيف ما أدى إلى ترهل هذا القطاع حتى أنه أصبح عبئاً على الموازنة , كما قامت بإنشاء جيش من المروجين لها من اعلاميين وشيوخ عشائر ووجهاء ممن باعوا أنفسهم بدراهم معدودات .
وبهذا فقد ظل تصدير النفط الخام المورد الأعظم للميزانية , وكما هو معلوم , أن النفط سلعة خاضعة لتقلبات السوق , وللصفقات والحروب الاقتصادية بين قوى الرأسمال العالمية , وهذا منا تعانيه اليوم بلادنا من انخفاض مريع في اسعار النفط بسبب كورونا التي ترافقت مع أزمات النظام الرأسمالي المستمرة منذ سنوات طويلة , ومن الطبيعي أن أكبر المتضررين من هذا الواقع هم بنات وأبناء الطبقات الهشة . وبدل أن تسعى الحكومة لإيجاد حلول سريعة للتخفيف من وطأة هذا الواقع من خلال ايجاد سبل أخرى لتعظيم مواردها قامت باتخاذ حلول على حساب ذوي الدخل المحدود .
ولإيقاف هذا الانحدار , وحتى لا تنهار التجربة الديمقراطية على مساوئها , لابد من ايجاد تحالف طبقي ـ اجتماعي يمثل مصالح الطبقات المتضررة من السياسات القائمة ـ يعمل على تغيير أو على الأقل تعديل موازين القوى لصالح الطبقات المذكورة . وستكون وظيفة هذا التحالف ذات طبيعة مزدوجة , أي أنه يعمل على المستوى الفوقي والتحتي للمجتمع .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟