وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 6181 - 2019 / 3 / 23 - 23:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ماذا بعد داعش ؟
قد يعتقد البعض أن تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش ) قد انتهي . لكن الحقيقة تقول أنه هزم عسكرياً بشكل كبير , أي أنه لم ينته بشكل كامل , إذ مازالت بقاياه موجودة في المناطق الوعرة في العراق ـ مثل جبال حمرين , ووادي حوران ـ والصحراوية , كما هو الحال في صحراء الأنبار في العراق , بالإضافة إلى تنظيماته المنتشرة في العديد من دول أفريقيا , دون أن ننسى الخلايا النائمة في مختلف أرجاء المعمورة .
ولابد من الإشارة أن البيئة ما زالت ملائمة لنمو جيل جديد ـ تحت أي مسمى ـ لعوامل عديدة , فكرية وبيئية . فعلى المستوى الأول , مازالت المصادر ملئى بالأفكار التي تحرض على العنف ( باسم الجهاد ) , ولم يتغير الخطاب الديني إلا ما ندر , وحتى الاصلاحات الدينية التي أجرتها السعودية فهي اصلاحات قسرية سببها الضغط الخارجي , وفي نفس الوقت لم تتغير الأوضاع الاقتصادية للمجتمعات رغم ما جرى في الربيع العربي من تغيير , إذ أن الطبقات البرجوازية المهيمنة على المجتمعات العربية خرجت من الباب رجعت من الشباك .
وتبقى المشكلة الأكبر , القضية الفلسطينية , قائمة لا حل لعدم رغبة المجتمع الدولي بحلها لما له من مصالح استراتيجية مع إسرائيل .
أما عراقياً , فلم يطرأ أي تغيير على العوامل التي استغلها داعش للسيطرة على المنطقة الغربية من محاصصة وفساد مالي وإداري مستشري مع مافيات متحالفة مع جهات مسلحة خارج سيطرة الدولة , التي هي ضعيفة بالأساس لتعدد مصادر القرار فيها , وما ينتج عنه من صراع على المغانم يؤدي إلى عجز القوى النافذة من تقديم الخدمات .
ولا حل لهذه المعضلة عراقياً , إلا بتغيير العملية السياسية , وهو أمر مستبعد على المدى المنظور , ومن ثم تأتي الخطوات اللاحقة والمتمثلة في مكافحة الفساد ورفع مستوى معيشة الفرد العراقي , ومن ثم نبذ الخطاب الديني المتطرف وتعديل المناهج , ويبقى الأمر الأساسي المتمثل في اعتماد دولة المواطنة لا دولة المكونات .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟