أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي أحمد - الجزء الثاني من هل من عودة














المزيد.....

الجزء الثاني من هل من عودة


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6227 - 2019 / 5 / 12 - 19:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجزء الثاني من هل من عودة
وبعد هذه السنوات الطوال من حكمه للعراق سقطت تجربته بفعل الغزو الأمريكي للبلد في التاسع من نيسان 2003 .
لكن حزباً على شاكلة حزب البعث لا يمكن له أن يرفع الراية البيضاء بكل سهولة وذلك لأسباب أهمها :
1 ـ لديه تجربة سابقة , إذا تم إسقاط تجربته الأولى في الحكم على عبد السلام عارف وحلفائه الناصريين والقوميين في تشرين الثاني 1963 .
2 ـ قدرته الكبيرة في تجميع حلفاء من المعارضين , كما حصل في تحالفه مع جماعة عبد الرزاق النايف , ليتمكن من اسقاط نظام حكم عبد الرحمن عارف رغم أن الظروف تختلف كون أن عارف ونظامه كان غاية من الضعف بسبب الخلافات التي كانت مستشرية بين أركان حكمه . وهو اليوم يكرر هذه التجربة من خلال تقاربه مع مجموعة من القوى الإسلامية واليسارية والقومية المعارضة للحكم الذي تشكل بفعل الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 .
3 ـ التذمر الجماهيري من العملية السياسية الحالية التي تسبب تشكلها وفق ما عرف بدولة المكونات وما سببته من انعدام الأمن الذي وصل إلى حد الحرب الأهلية وما رافقه من فشل غير مسبوق في تقديم الخدمات وما رافقه من فساد مالي وهدر للمال العام .
4 ـ كان لبقاء الحزب طيلة العقود الطويلة في الحكم الدور الكبير في تمكن حزب البعث في أن يضرب جذوره في الدولة العراقية والتي أصبحت من القوة بحيث عجزت كل اجراءات الحكم الجديد من اجتثاثها .
بعد كل هذا الاستعراض يبقى السؤال : هل يتمكن حزب البعث إلى السلطة , ولو بنسخة جديدة , بعد مرور ستة عشر عاماً على سقوط نظام حكمه ؟
هناك عوامل عديد تجعل هذا الحزب يحلم بعودة ثالثة إلى السلطة , منها , رصيده الشعبي لدى الجماهير العربية كونه ضرب إسرائيل إبان حرب الخليج الثانية ووقوفه أمام المخططات الأمريكية كما تعتقد هذه الجماهير .
كما يدعي البعثيون أن طبيعة الحزب العلمانية كانت قد عملت على رص صفوف المجتمع العراقي من خلال إبعاد الشيعة العاديين عن التيارات الإسلامية الراديكالية المتهمة بالولاء إلى الجمهورية الإسلامية في إيران . لكن هذا الزعم يجافي الحقيقة في كثير من الأمور منها :
1 ـ فشله في تطبيع الأوضاع في كردستان من خلال تطبيق بيان 11 آذار / مارس الذي وقعه مع الملا مصطفى البارزاني رغم أنه لا يتحمل كامل الوزر في هذا الفشل .
2 ـ ضربه لكل القوى السياسية قومية كانت أو يسارية , لا بل لم يقف الأمر عند هذا الحد , فقد قام صدام بتصفية حزب البعث ذاته من خلال إعدام خيرة القيادات البعثية في عُرف بمجزرة قاعة الخلد , ومن ثم تحويله هو وسائر المنظمات الجماهيرية إلى مجرد أجهزة أمنية بحتة . وقد أدى هذا الواقع إلى نكوص الجماهير نحو هوياتها الفرعية .
3 ـ حملته الإيمانية التي لجأ إليها , بعد شعوره بالخطر عندما أخذت الأفكار السلفية تغزو الوسط الاجتماعي الذي كان يعتبره سنده في إدامة حكمه , كما ساهم في إبعاد الشيعة عن نظام حكمه لتوليده احساس لديهم بالتهميش .
4 ـ ولو أن ابتعاد الشيعة عن نظام حكم البعث كان سببه الأكبر ما قام به النظام خصوصاً بعد وصول صدام إلى السلطة من قمع وحشي غير مسبوق ضد معارضيه من الشيعة والذي توجه في قمعه للانتفاضة الشعبية عام 1991 .
وبالرغم من هذه المعطيات التاريخية , فإن أعضاء حزب البعث ـ الذي تمكن من إعادة ترتيب أوضاعه ـ مازال قادراً على مغازلة مشاعر الملايين من الناس وفي مختلف الأوساط الاجتماعية والثقافي مستغلاً فشل الأحزاب والقوى السياسية النافذة مع فشل القوى المدنية في لملمة صفوفها بالشكل الذي يمكنها من قلب المعادلة السياسية بسبب العديد من الظروف الذاتية والموضوعية التي لا مجال لذكرها الآن ـ من خلال اعتراف العديد من قادة الحزب من أن صدام انحرف عن مباديء الحزب بعد أن استولى على الحزب وحوله إلى أداة لإدامة مجده الشخصي .
لكن لهذا الادعاء ما يدحضه فحزب البعث ـ جناح عزت الدوري ـ متهم بالتعاون مع الحركات الإسلامية الجهادية في مقاتلتها للأمريكان وللقوات الأمنية العراقية .
وبالرغم من ذلك , فإن لحزب البعث سجل طويل في التعاون مع الإدارات الأمريكية من أجل الوصول إلى السلطة تجعل الأمل يراوده باستنساخ الماضي . وما يزيد من حدة هذا الأمل الصراع الأمريكي ـ الإيراني وما ستؤول إليه الأمور في قابل الأيام .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما السر وراء الغزو الأمريكي للعراق
- حزب البعث العربي الاشتراكي بين الأمس واليوم
- ماذا بعد داعش
- ما حقيقة الصراع الأمريكي الإيراني
- جنة النظام الملكي ... نار النظام الجمهوري
- لا لدولة المكونات .. نعم لدولة المواطنة
- ليس دفاعاً عن ثورة 14 تموز 1958 المجيدة
- العملية السياسية وحالة الاستعصاء
- الطائرات الإسرائلية ترمي منشورات تحريضية
- آمر رعيل الدبابات يصاب بلإطلاقة من نيران العدو
- حرب فلسطين
- استسلام اللواء الداغستاني
- في الشجاعة
- زهد عبد الكريم قاسم
- وساطة يونس الطائي
- شهادة المقدم الركن قاسم أمين الجنابي
- شهاد إبراهيم عبد الرحمن الداود
- الاتصال الروحي سرعان ما تبخر
- عبد الغني الراوي يعترف
- عبد السلام عارف يذكر حادثة الاغتيال في صيغتين مختلفتين


المزيد.....




- كاميرا ترصد لحظة سقوط حطام صاروخ مشتعل في قطر
- هل كانت ضربة أمريكا على فوردو بإيران ضرورة أمنية أم مقامرة س ...
- الحرس الثوري يعلن استهداف قاعدة العديد الأمريكية في قطر والد ...
- رئيسة البرلمان الأوروبي عالقة في الشرق الأوسط بعد إغلاق الإم ...
- ترامب عن الرد الإيراني: -هجوم ضعيف-.. وحان الآن وقت السلام! ...
- من الإمارات إلى الأردن .. القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط ...
- دراسة: الصيام المتناوب يتفوق على الحميات التقليدية
- الرئيس الفلسطيني يعين وزير خارجية جديدا
- أوروبا عالقة بين الرفض الضمني والقلق المعلن من التصعيد في إي ...
- دول خليجية تعيد فتح أجوائها بعد إغلاقها لساعات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي أحمد - الجزء الثاني من هل من عودة