أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي أحمد - هل من عودة الجزء الأول














المزيد.....

هل من عودة الجزء الأول


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6227 - 2019 / 5 / 12 - 19:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق , الذي بدأ نشاطه الحقيقي في خمسينيات القرن الماضي بعد أن تمكن من جذب الشباب القومي المتحمس والناقم على الأوضاع السائدة آنذاك , وممن فقدوا ايمانهم بالعمل التقليدي والمتمثل بحزب الاستقلال , والساعين لتغيير الأوضاع القائمة في تلك الحقبة .
وبالفعل , فقد انغمس البعثيون في نشاطهم لتغيير نظام الحكم الملكي بشكل مبكر من خلال مشاركتهم في الاحتجاجات بالتعاون مع الأحزاب السياسية المعارضة , وقد توج هذا النشاط بدخول الحزب في جبهة الاتحاد الوطني المتكونة منه ومن الحزب الشيوعي والوطني الديمقراطي والاستقلال وبعض الشخصيات الوطنية , في حين رفض دخول الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى الجبهة بحجة سعي هذا الحزب لفصل كردستان عن بقية أجزاء العراق , كما اتهم قائده ملا مصطفى البارزاني بالعمالة للغرب .
ولتحقيق هذه الأحزاب هدفها المحوري ـ اسقاط النظام الملكي ـ بدأت الجبهة تتصل بتنظيم الضباط الأحرار , الذي كان قد تشكل من مجموعة من الضباط الشباب المتذمرين من ممارسات النظام الملكي قبل تشكل جبهة الاتحاد الوطني , وكان هذا الاتصال يتم من خلال اللجنة العليا للضباط الأحرار , تارة , وتارة أخرى بشكل انفرادي , فالحزب الشيوعي كان يتصل بعبد الكريم قاسم , هو والحزب الوطني الديمقراطي , بينما كانت الأحزاب القومية ـ ومنها حزب البعث ـ كانوا يتصلون بعبد السلام عارف .
وقد كانت نتيجة هذا التنسيق أن نجح الضباط الأحرار في تنفيذ ما كانوا يسعون إليه , حيث أسقطوا النظام الملكي في الرابع عشر من تموز 1958 .
والمفارقة العجيبة أن حزب البعث بدأ بمعارضة الحكومة الجديدة إلى الحد الذي قرر فيه اغتيال زعيمها عبد الكريم قاسم , وحتى بعد فشلت المحاولة استمر الحزب في التخطيط لإسقاط نظام حكم قاسم حتى تم لهم ما أرادوا في الثامن من شباط / فبراير 1963 .
لكن حكمهم سرعان ما تقوض على يد عبد السلام محمد عارف وحلفائه من الضباط الناصريين والقوميين وبعض البعثيين مستغلاً جرائم الحرس القومي ضد خصوم البعث من شيوعيين وديمقراطيين ولم ينج من هذه الجرائم حتى أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني بعد دب الخلاف بينهم وبين حزب البعث الذي بدأ يتراجع عن وعوده في منح الأكراد حكماً ذاتيا , كما عجلت ممارسات الحرس القومي تجاه ضباط الجيش العراقي ودفعتهم للتعجيل بتخليص الشعب منهم مستغلين الخلافات التي بدأت تدب داخل قيادة حزب البعث , وكان لممارساتهم الإجرامية أن عملت على عزل نظامهم عن محيطهم الخارجي .
وبعد أن سقط حكمهم في تشرين 1963 , كما بينا أعلاه , ظل حلم العودة يراود البعثيون للعودة إلى الحكم , خصوصاً بعد أن تولى الحكم المرحوم عبد الرحمن عارف الذي امتاز عهده بنوع من الحرية السياسية , وبالفعل تمكنوا من العودة إلى الحكم بعد أن تحالفوا مع جماعة عبد الرزاق النايف المعروفين بعمالتهم للأجنبي وبدعم أمريكي لا يخفى على أحد .
وبعد و إلى اصولهم إلى السلطة في تموز 1968 لجئوا إلى المراوغة مع القوى السياسية الناشطة في الساحة السياسية العراقية يومها في مسعى منهم لتصفيتها من أجل الانفراد بالسلطة , وهذا ما حصل بالفعل .
وكانت النتيجة , وبعد أن استولى صدام على الحزب والسلطة , أن دفع العراق وشعبه الثمن غالياً , وصلت ذروته في قيام إدارة بوش الإبن بغزو العراق لجعله قاعدة انطلاق لتنفيذ مشروعها في عموم المنطقة . يتبع



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني من هل من عودة
- ما السر وراء الغزو الأمريكي للعراق
- حزب البعث العربي الاشتراكي بين الأمس واليوم
- ماذا بعد داعش
- ما حقيقة الصراع الأمريكي الإيراني
- جنة النظام الملكي ... نار النظام الجمهوري
- لا لدولة المكونات .. نعم لدولة المواطنة
- ليس دفاعاً عن ثورة 14 تموز 1958 المجيدة
- العملية السياسية وحالة الاستعصاء
- الطائرات الإسرائلية ترمي منشورات تحريضية
- آمر رعيل الدبابات يصاب بلإطلاقة من نيران العدو
- حرب فلسطين
- استسلام اللواء الداغستاني
- في الشجاعة
- زهد عبد الكريم قاسم
- وساطة يونس الطائي
- شهادة المقدم الركن قاسم أمين الجنابي
- شهاد إبراهيم عبد الرحمن الداود
- الاتصال الروحي سرعان ما تبخر
- عبد الغني الراوي يعترف


المزيد.....




- رونالدو سيحتاج أكثر من 103 مواسم لجني أموال إحداها.. ما مدى ...
- من هو المنتصر الحقيقي في الحرب التجارية الأمريكية؟
- 100 يوم من حكم ترامب خدمت روسيا
- -أكبر حريق منذ عقد- تحاول إسرائيل مكافحته وتطلب مساعدة دولية ...
- الجوع يفتك بسكان غزة والمطابخ الخيرية على وشك الانهيار بسبب ...
- تركيا تؤكد دعمها للإدارة السورية الجديدة وتدعو إلى تعاون إقل ...
- الكرملين: الرئيس بوتين يجري مكالمة هاتفية مع نظيره الإماراتي ...
- موسكو: تجريد شخص من الجنسية الروسية ومنعه من دخول روسيا لمدة ...
- سحب الجنسية الكويتية من 434 شخصا
- الخارجية الروسية: الإسراع في الاعتراف بتبعية القرم لروسيا يص ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي أحمد - هل من عودة الجزء الأول