أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - مهنا يؤرجح المكان في رواية العوسج














المزيد.....

مهنا يؤرجح المكان في رواية العوسج


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 7211 - 2022 / 4 / 5 - 21:08
المحور: الادب والفن
    


لا يبتعد الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني عبداللطيف مهنا عن مناخات السخرية حين يجمع عوالم الصحراء والتعدد وعذابات الحريات المفقودة في سرده لاحداث روايته "العوسج" التي تنتمي لادب السجون.
ملامح المكان الذي تدور فيه احداث الرواية معروفة للمتلقي العربي، الذي خبرها بشكل او بآخر في اعمال لعبدالرحمن منيف وغسان كنفاني وابراهيم عبدالمجيد وغيرهم من الروائيين العرب، لكن تعويمه يساعد على توسيع هامش التعميم امام القارئ، دون ان يفقده القدرة على تضييق الدائرة، ويبقيه في جميع الاحوال معرضا لان يكون واحدا من السجناء الذين تروى حكاياتهم.
رغبة ضبط ايقاع ارجحة معالم المكان وناسه بين "المعلوم" و"المكشوف" واضحة في حرص الروائي على تقديم روايته بلغة مثقلة بتقاليد السرد وعدم تسمية المدن والشوارع والاحياء.
ضاقت دائرة التمويه بعض الشئ مع السلوك اليومي المعبر عن تحولات ما بعد هبوط الثروة على الكثبان الرملية وتحديد اتجاهات شمال وجنوب الوطن العربي واتسعت مع التبعية للاجنبي والتعاون معه على قهر وتغييب الامة.
يلامس تضييق الدائرة وتوسيعها شعور شخصيات الرواية بالتهميش والقهر والرعب من كل ما يحيط بها ويظهر بشكل او بآخر في المفارقات التي تكشف عن غرابة الظواهر والممارسات.
ولا تخلو الرواية من محاولة لتوظيف الحس الانساني في ابراز التشوهات، حيث يبحث الروائي في كثير من الاحيان عن ما يضمره السجان من تعاطف مع السجين، لتتكشف حالة من الرفض للممارسة القمعية الواجب عليه القيام بها بحكم الوظيفة، وفي بعض الاحيان يظهر السجان شريكا للسجين في احساسه بالقهر والظلم .
هناك ايضا قصص الحب الذي اخفقت ظروف السجون في اخماده، وتحول في بعض الاحيان الى ادوات للمقاومة وادامة الصمود، كما كشف في احيان اخرى عن قسوة انتظار مغادرة المكان الموازي الى عالم اخر لم يعد السجين موجودا فيه .
توازي مشاعر الحرمان في السجون الحب المحرم خارجها حيث القيود الاجتماعية التي حولت المرأة الى سجين بين اربعة جدران يتحرش بالموجودين في الخارج من وراء النوافذ وتحظر عليه مخاطبتهم او الاقتراب منهم.
بساطة شخصيات الرواية، تلقائيتها في التعبير، وتحفظاتها في البوح لا تخفي غناها الانساني الذي يظهر تلقائيا في التفاعل بين السجناء الذين ينتمون الى بيئات مختلفة ويلتقون في شعورهم بالظلم.
تضيف رواية "العوسج" التي لم تخرج عن سياق "ادب السجون" في الوطن العربي جديدا من خلال التقاطاتها لعذابات الانسان وغربته عن عوالمه، حيث وظف الروائي تجربته الشعرية والفنية في التقاط مكامن الالم والتشوهات البصرية، وسعى من خلال لغة السرد الى علاقة مختلفة مع القارئ .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسئلة الموت الشاردة
- حجر تونسي في شباك الرواية المترجمة للعبرية
- اقنعة الديناصورات
- السجون في فضاءات المسخرة
- مهنا يحاكي منيف في عوالم العوسج
- التابوه اليهودي
- احاجي بسيسو في يوم الوثيقة
- مراوغة المحكي والاستعصاء على التجنيس
- حفر اعمق في طبقات العنف اليمني
- ما سقط من عهدة حنظلة
- نجمان لسماء واحدة
- قشور المستعمرة السعيدة
- على صفيح ملتقى رواية المستعمرة السعيدة
- ضلالة الروائيين العرب في المستعمرة السعيدة
- ماجد ابو شرار .. نموذج فلسطيني للمثقف الغرامشي
- تبعيث ولحدنة
- في تسييس الضمير الفلسطيني
- ما اثقل التركة
- كنت فلسطينيا
- في غواية المسالك


المزيد.....




- تظاهرة بانوراما سينما الثورة في الجلفة بطبعتها الثانية
- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - مهنا يؤرجح المكان في رواية العوسج