أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - اسئلة الموت الشاردة














المزيد.....

اسئلة الموت الشاردة


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 7161 - 2022 / 2 / 13 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


تقترب القاصة بلقيس خليفة في مجموعتها "ميتة مبكرة" الصادرة عن دار "ميّارة" للنشر والتوزيع التونسية من فضاءات الروائية لويزا فالينزويلا التي ترى في الموت العالم الاشد اغراء لكتابة القصص.
تجتهد خليفة في طرق ابواب ذلك العالم ومحاولة الولوج منها، بحثا عن مفاهيم جديدة، تجمله حينا، تعصرن صورته في بعض الاحيان ، ولا يخلو الامر من محاولة اظهاره بصورة كاريكاتورية.
القصة التي تحمل المجموعة اسمها الاكثر تعبيرا عن تحولات صورة الموت وحضوره في زمن طغيان العالم الافتراضي المسلح حتى الاسنان بأدوات ووسائل التواصل الاجتماعي وقدرتها على التحكم في طبيعة العلاقات بين البشر.
في مناخات اعلان الوفاة من خلال "بوست" على "الفيسبوك" وتخيلات حصول المتوفي على اكبر قدر من "اللايكات" بعد الموت، والدفن بلا عزاء، التي ترسمها القاصة بدقة يفقد الموت هيبته، ويتحول الى حدث دون العادي.
يمتلك الموت قدرة على المراوغة في بعض الاحيان، يطل من النافذة ولا يجتازها كما في قصة "اسعاف" تاركا الجميع تحت رحمة مخاتلته، يترقبون مغادرته لبدء حياة جديدة، ويتريث لاطالة ترقبهم.
في قصتها "آخر الناجين" تلتقط خليفة الشعرة "الواصلة ـ الفاصلة" بين الموت والحياة، تضفي عليها حمولة اضافية في سياق السرد، لتأخذ منحى التمييز بين حياتين، واقعية هنا ومتخيلة هناك.
تسعى في قصة "عبدو يبتلع البحر" الى تجسيد الموت وأيقنته في صورة صاحب القبعة المتخفي، الذي يرتبط ظهوره بالميتات، وتتماهى صورته بين مرتكب الجرائم ونذير الشؤم.
للتفاعل مع حدث الموت ادواته ومسبباته، التي لا تخلو من ايحاءات نظرية بافلوف، حيث يرتبط تذوق الحساء بوجع الفراق، في قصة "حساء اللحم المفروم والنعنع" لتقف الحواس على طرفي نقيض مع الارتباط القسري بين اللذة والمرارة.
تأخذ الحياة ما بعد الموت اشكالا مختلفة في قصص المجموعة، لا تخلو من اللبس، لتراوح بين البعد الجمالي للرحلة والتعايش مع عذابات ما بعد الغياب، وتحرض في الحالتين على اطلاق الخيال بحثا عما هو ابعد.
جاء في قصة "على صهوة غيمة" ان "كل الذين طاروا الى السماء خلفوا وراءهم جزعا وحزنا يتطاير في الهواء، مثل ريش اسود تذروه الرياح، جميعهم شقوا طريقهم الى فوق، محفوفين بصراخ الاحبة وعويلهم، مع ذلك كنت اغبطهم" فالحياة في السماء "اكثر سهولة من الحياة على الارض" ولو لم يكن الامر كذلك ما صعد المتعبون والمرضى الى هناك، كما جاء في مقطع اخر.
اخذت مخيلة الطفلة التي رأت عالم الموت في صورة الراحة والاكل والنوم منحى آخر في قصة "اللفافة ذات العيون" حيث تشعر بعقدة الذنب بسبب كراهيتها لشقيقتها الصغرى، وتتحول العقدة الى حالة مرضية تستحق العلاج، بعد تخيل الشقيقة المتوفاة الى حقيقة محسوسة، تراها وتسمعها.
قادت اغراءات غموض عالم الموت القاصة خليفة الى الاشتغال على تفاصيل تعيد طرح اسئلته لتأخذ حيزها في الحياة اليومية، تسليط الضوء على مفاهيم تائهة لتستعيد مكانها في المخيلة، وتساعد على سبر اغواره، بخطاب متوائم مع الواقع الحكائي، ولغة مفعمة بالاحاسيس.



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجر تونسي في شباك الرواية المترجمة للعبرية
- اقنعة الديناصورات
- السجون في فضاءات المسخرة
- مهنا يحاكي منيف في عوالم العوسج
- التابوه اليهودي
- احاجي بسيسو في يوم الوثيقة
- مراوغة المحكي والاستعصاء على التجنيس
- حفر اعمق في طبقات العنف اليمني
- ما سقط من عهدة حنظلة
- نجمان لسماء واحدة
- قشور المستعمرة السعيدة
- على صفيح ملتقى رواية المستعمرة السعيدة
- ضلالة الروائيين العرب في المستعمرة السعيدة
- ماجد ابو شرار .. نموذج فلسطيني للمثقف الغرامشي
- تبعيث ولحدنة
- في تسييس الضمير الفلسطيني
- ما اثقل التركة
- كنت فلسطينيا
- في غواية المسالك
- في المسالة الكردية


المزيد.....




- سعود القحطاني: الشاعر الذي فارق الحياة على قمة جبل
- رحلة سياحية في بنسلفانيا للتعرف على ثقافة مجتمع -الأميش- الف ...
- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس: الأزمة والمخرج!
- فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- يحقق نجاحًا باهرًا.. ما سرّه؟
- موسيقى -تشيمورينغا-.. أنغام الثورة في زيمبابوي


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - اسئلة الموت الشاردة