أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - نجمان لسماء واحدة














المزيد.....

نجمان لسماء واحدة


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5579 - 2017 / 7 / 12 - 20:55
المحور: الادب والفن
    


في الحديث عن اغتيال غسان كنفاني ما يغري باستعادة ماجد ابو شرار والربط بين ملابسات رحيلهما ومشروعيهما وحضورهما في مناخات السياسة والثقافة والاعلام الفلسطينية.
بين المشتركات المبررة للربط اشتغالهما على اعلام غير عادي بعض ملامحه بلوغ القدرة على ابراز عذابات الفلسطينيين وتعرية عنصرية التفكير الصهيوني وتحشيد الرأي العام العالمي الى جانب الحق الفلسطيني.
من خلال تجربتهما الاعلامية تمكنا من النفاذ الى مساحات كانت مقتصرة على التحركات الاسرائيلية الهادفة الى تغييب الفلسطينيين وترويج كذبة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض في جهات الارض الاربع .
الاهم من ذلك مساهمة جوهر ومسار الاعلام الفلسطيني ـ الذي حدداه بدقة ورؤية واضحة ـ في تحصين اجيال فلسطينية وعربية من سموم الديماغوجيا وبروبوغاندا الدعاية الاسرائيلية .
لا يغيب عن مبررات الربط ادراك الشهيدين لاهمية الابداع الادبي في مسيرة التحرر الفلسطينية حيث يعد كنفاني واحدا من ابرز معالم الرواية العربية ولماجد اعمال قصصية ومساهمات نقدية يتفاجأ القارئ العربي بين حين واخر باكتشافها في صحيفة هنا ومجلة ثقافية هناك.
البحث عن الروابط يقود الى الوقع التراجيدي لرحيلهما ففي الحالتين تم تفجير رجل فكر وابداع بطريقة بشعة تنم عن حقد الغزاة وحرصهم على خنق صوت الضحية .
عناصر الربط بين التجربتين لا تبرر ادخالهما القسري في دوامة مقارنة ظالمة لا تخدم دراسة الظاهرة التي تعد من ارقى ما عرفته الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة.
على صعيد النتاج الابداعي مثلا استطاع غسان كنفاني توفير الظروف الملائمة للكتابة والتأمل والاطلاع على الادب العالمي مستفيدا من حالة الانسجام النسبي للعلاقات داخل الجبهة الشعبية واهتمام تنظيمه الايديولوجي المنفتح على تفاعلات الفكر اليساري بالمسألة الثقافية.
اختلف الامر مع ماجد ابو شرار ، فقد اضطره صراعه مع انحرافات يمين حركته، ومحاولته الحفاظ على تيارها الديمقراطي لمواجهات داخلية قاسية، وانتزاع مواقع سياسية لا علاقة لها بالابداع الادبي للحفاظ على حالة من التوازن بين الاجنحة ،دون ان يفقد توقه للانتهاء والتفرغ للكتابة الابداعية.
انعكس ذلك على ادائهما واستشهادهما ،ففي الوقت الذي فاض ابداع غسان الروائي لمع نجم ماجد كاعلامي مثقف وقائد سياسي، وبعد سنوات من تحميل الموساد وحده مسؤولية اغتيال الاول لم يخف التيار الديمقراطي في حركة فتح شكوكه بتورط خصومهم مع جهاز المخابرات الاسرائيلي في قتل الثاني.
لم تبتعد عن هذه المناخات طقوس احياء ذكرى الشهيدين ففي الوقت الذي يحرص تنظيم الجبهة الشعبية على فعاليات في اكثر من عاصمة عربية للتذكير ببشاعة جريمة اغتيال كنفاني يقتصر التذكير بماجد على انشطة محدودة تقيمها مؤسسة تحمل اسمه "مؤسسة ماجد ابو شرار الاعلامية" بامكانيات اقل من متواضعة ومشاركة متطوعين امنوا برسالته وفي بعض الاحيان ينشر مقال هنا او هناك للاضاءة على تجربته وتأكيد اهميتها.
مبررات الربط ومحاذير المقارنة لا تحد من حقيقة غير مختلف عليها وهي اننا امام نجمين لسماء واحدة، قدمهما الشعب الفلسطيني ونضاله العادل ليشاركا في انارة ليل المقهورين واخراج ضمير المجتمع الدولي من معاناة انكماشه، وشاركتهما في هذا الفعل الحضاري كوكبة من انبل ما منحه الفلسطينيون للفعل الانساني، لا تبدأ من عند ادوارد سعيد ولا تنتهي بناجي العلي واميل حبيبي .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قشور المستعمرة السعيدة
- على صفيح ملتقى رواية المستعمرة السعيدة
- ضلالة الروائيين العرب في المستعمرة السعيدة
- ماجد ابو شرار .. نموذج فلسطيني للمثقف الغرامشي
- تبعيث ولحدنة
- في تسييس الضمير الفلسطيني
- ما اثقل التركة
- كنت فلسطينيا
- في غواية المسالك
- في المسالة الكردية
- مقامرة المالكي تتجاوز الخطوط الحمراء
- فهلوة المالكي
- في الطريق الى جنيف 2
- مازق الاسلام السياسي و ازمة العقلانيين العرب
- قيامة الكرد
- غزة تتمدد في فراغات رام الله
- الدور والدور المفترض للمعارضة الايرانية
- طبعة شيعية للاسلام السياسي العربي
- العصب العاري في سيرة الغبرا
- بروفا اخيرة لحراس الهواء


المزيد.....




- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد الرنتيسي - نجمان لسماء واحدة