من نهاية التاريخ الى نهاية العالم!

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 7200 - 2022 / 3 / 24 - 09:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

فى العام 1992 صدر كتاب نهاية التاريخ للامريكى فوكوياما و الذى احدث الكثير من الضجة حول العالم .سارعت يومها الى شراءه و لم اجده قد وصل لهذه البلاد عندما ذهبت لشراءه اول مرة . انتظرت بعض الوقت لاشتريه من مكتبة فى اوسلو لا اذكر اسمها الان لكنها كانت مختصة بالكتب الفكرية و مختصة خاصة بكتب حول العالم الثالث و كانت هذه ميزة تتفرد فيها و لا اعرف ان لم تزل موجودة ام لا .
اعلان نهاية التاريخ لم يكن اختراعا جديدا من
فوكوياما لان هذا التعبير كان قد استخدم من طرف مفكرين من امثال هيغل و كارل ماركس و هيدغر و سواهم .اما الذى اخترع هذا التعبير لاول مرة فقد كان كان الفيلسوف الفرنسى انطون اوغستين كورنو فى عام 1861 و كان يشير الى دينامية المجتمعات .
هيغل لم يضع نهاية محددة لنهاية التاريخ بقدر ما راى ان التاريخ يتحقق من خلال صيرورة التطور باتجاه العقلانية .
اما فوكوياما فقد كان واضحا ان فهمه لنهاية التاريخ هو اعلان انتصار للفكر الليبرالى و كل ما يتصل به .
فى تلك الازمان فى كافيريا الفريدريكا فى جامعة اوسلو كنا اثناء الاستراحة من المحاضرات ندخل فى حوارات ساخنة مع اصدقاء حول نهايات التاريخ.
و كانت الاراء تنقسم حول المسالة منها من يتفق مع فوكوياما و منا لم يتفق مع وجهة نظره .
لقد كنت متشككا فى اطروحة فوكوياما و السبب اننى كنت اعتقد ان فوكوياما قام بطمس ثقافات الارض كلها معتبرا هيمنة ثقافة واحدة و توحه ايديولوجى واحد.
و قد عبرت عن راى فى مقال طويل فى صحيفة الشرق الاوسط حول هذا الامر .
اما الان مع التوتر الدولى الراهن بسبب الحرب فى اوكرانيا بدانا نرى اراء بدات تتحدث عن امكانية التصادم النووي و الذى قد يقتل غالبية سكان الارض و من لا يموت من الحرب سيموت من الجوع او البرد .
انها نظريات مرعبة كنت اظن انها مستحيله الوقوع لكن نرى كتابات لا تستبعد حصولها تماما .
و نظرية اخر الازمان ليس جديدة على كل حال و نجد لها اثرا فى الثقافات القديمة مثل اليونانية و سواها .
فى بلادنا مثلا ظهرت بقوة نظرية نهاية العالم بعد الغزو المغولى لبغداد الذى كان اكبر كارثة تواجهها بلادنا حيث كانت الجثث ملقاة على الشوارع فى احد اكبر المجازر التى تعرضت لها بلادنا و بلغ عدد القتلى من حوالى 800 الف شخص الى مليونين شخص و دمرت فيها بغداد التى كانت درة العصمة العباسية.
فى اوربا ظهرت ايضا الكثير من التنبئات بانتهاء العالم و اتذكر انه قيل ان 2013 سيكون نهاية العالم .و المنجم
دي نوستراداموس

الفرنسيى الذى عاش فى القرن الخامس عشر كان من اولائك الذين توقعوا نهاية الارض عبر شهب تنطلف من السماء .
و الخلاصة مثلما اعتقد ان التاريخ لم ينته اشك كثيرا ان العالم سينتهى حتى فى اسوا سيناريو

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات