حول ثقافة الشيطنة

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 7192 - 2022 / 3 / 16 - 05:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ بداية زمن الكورونا و حتى قبله كان من راى ان هناك تراجعات خطيرة بدات المسها فى الثقافة الاوربية ..الحضارة الاوروبية بالمجمل تعتمد على قيم عصر الانوار التى شكلت قطيعة نهائية مع المراحل السابقة.و لذا تم اعتبار صعود النازية سحابة صيف فى الحضارة الاوربية
فى حوار مع صحافية بولندية قبل بضعة اعوام قالت لى حرفيا انها تعتبر ان القتل الستالينى يستمد اصوله من القوقاز اى من اسيا . استفزنى هذا الكلام و كان ردى ان هتلر ليس اسيويا الخ .لكن الامر لم يكن جديدا على ففى احدى المناظرات مع شخص مؤيد للصهيونية قال ان الشرق هو منتج الديكتاتوريات و ذكر اسماء مثل عيدى امين و صدام حسين و معمر القذافى . و طبعا رددت عليه بما يكفى ان اهشم اطروحته . اعتقد
ان افضل ما كتب حول هذا الامر هو استشراق ادوار سعيد لانه تحليل رائع لصناعة الشرق فى العقل الاوربى.و لذا انا دوما انصح المثقفين العرب بقراءة كتاب الاستشراق.
كارل ماركس فى بعض من مراحل حياته كان يرى ان الثقافة الروسية بربرية بسبب اثر المغول عليها او شىء من هذا القبيل .و اعتقد ان هذه النظرة لها جذورها فى الفكر الاوروبى اى النظرة لروسيا انها اسيوية
اى بعيدة عن التمدن الاوربى .وهذه النظرة تربط اسيا بالتخلف و ماركس نفسه ايد الاحتلال البريطانى للهند اعتقادا منه ان يساعد فى نقل الانوار الاوربية اليها.
و حتى شخصا تافها مثل هرتزل فى معرض تسويقه لفكرة الدولة اليهودية وعد انها ستكون حائطا يحمى الحضارة الاوربية من اسيا المتخلفة !
الان بدانا نرى صدى لهذه النظرة فى الحرب الروسية الاوكرانية . انا لا ارى سوى القليل من القراءات الموضوعية .انه امر معيب ان تسود هذه النظرة الاستشراقية فى شيطنة ثقافات بعينها .

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل