أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم الرسوم المتحركة - هروب - يدين الحروب والانظمة القمعية .















المزيد.....

فيلم الرسوم المتحركة - هروب - يدين الحروب والانظمة القمعية .


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 7194 - 2022 / 3 / 18 - 19:17
المحور: الادب والفن
    


FLEE - by Jonas Rasmussen



" هروب "، هو فيلم وثائقي دنماركي بالرسوم المتحركة (أنيميشن)، إنتاج 2021، فاز بجائزة لجنة التحكيم لمهرجان السينما العالمية في "صاندانس" . يسأل المخرج الدانمركي " راسموسن " في بداية الفيلم بطل الحكاية أمين :

"ماذا يعني لك الوطن؟"، يظهر الاستغراب على وجه أمين ويقول : "وطن؟"، ثم يتابع : "الوطن هو مكان ما آمن ". هذه هي إفتتاحية الفيلم الدنماركي الذي يتناول قصة حقيقية عن هروب الفتى ألافغاني إلى الغرب حيث أصبح الآن في الدنمارك شاب (مثلي )ويستعد للزواج من رجل . يبدأ الفيلم بصوت أمين نوابي (اسم مستعار إختاره المخرج ليخفي هوية صاحب القصة الحقيقية)، وهو أستاذ جامعي حاليا ولا يريد أن يهدد حياته التي بناها . أمين ظل يؤرقه سر قديم من الماضي الدفين والذي لم يخبر به أي شخص وحسبما يخبرنا المخرج ، لذلك قررعمل في الفيلم علي تغيرالأسماء والمواقع وتقديميه بشكل أنيميشن لحماية هويته بالاضافة الى تطعيمه لقطات أرشيفية حقيقية من حقبة سيطرة حركة طالبان على كابول . في البداية نلتقي بالشاب أمين وهوشخص بالغ يعيش في كوبنهاكن وهومستلقي على الأرض ويواجه السقف يشبه لقاء طبيب نفساني يكشف عن ذكرياته الأولى .

فيلم الرسوم المتحركة الوثائقي المذهل"لجوناس بوهيرراسموسن " الذي يستكشف رحلة أمين منذ طفولته في كابول عندما أجبره المتشددون من طالبان هو و عائلته على الفرارمن البلاد والوصول الى الدنمارك في سن المراهقة . في كوبنهاغن أصبح راسموسن صديقًا مع اللاجئ ألأفغاني ( أمين) في فترة المراهقة وظلوا على اتصال ، سعى المخرج إلى العمل في صناعة الأفلام ، في حين كان أمين يسعى للحصول على درجة الدكتوراه . يقول راسموسن: بقينا على اتصال دائم ، قضينا كل عام جديد تقريبا معا لسنوات عديدة وذهبنا معا في إجازات". عندما يعيدون الاتصال بالفيلم الوثائقي "الفرار" فإنهم يكونون مستعدين لإلقاء نظرة على الماضي بمزيج من الصدق والحزن من جهة أمين والفضول والصبر من (راسموسن).

بالعودة إلى أفغانستان، حيث طفولة أمين السعيدة (الطيران بالطائرات الورقية مع أحد إخوته ، وقضاء الوقت في المطبخ مع والدته) انقلبت بسبب الحرب الأهلية واختفاء والده الذي يعمل طيار مدني بعد أن خطفه مسلحون وترك والدته واخوه الذي يكبره بسنتين والاختين في حيرة، يتغير حال العائلة بعد أعتقال الأب . بعد سقوط الحكومة من قبل الاسلاميين المتشددين وبالدعم الامريكي وأصبحت الظروف خطيرة للغاية ، ويحول المخرج الخطوط العريضة للمباني المنهارة باللون الرمادي بينما يظهر المسلحون في صورة سوداء صلبة ومظللة بالخدوش ، على عكس أقارب أمين الذين يرتدون ملابس زاهية ومنزل العائلة المزين بشكل مريح . هرب أمين مع والدته وأشقاءه وانتهى بهم الامرفي موسكو وبدعم مادي ومعنوي من قبل الاخ الكبير المقيم في السويد على امل وصولهم اليه . في موسكو وفي فترة سقوط الاتحاد السوفياتي وإنتشار الفوضى والفساد في صفوف الشرطة ، اصبحت العائلة تدفع اموالاً ورشاوي للخلاص من تهديد الشرطة في ترحيلهم واعادتهم الى افغانستان في حين أن وحشية التجار والمهربين تثير اشمئزاز أمين ، وقضى أمين سنوات مملة وكئيبة ، إلا أن الغضب الأكبر مخصص لكشف شرور وفساد الشرطة في موسكو ، الذين وُصِفهم على أنهم "أسوأ الناس في العالم وتفوح منها رائحة الفودكا" و لا عجب في أن عائلة أمين تسعى للهروب من هذا الواقع المزري في شقتهم من خلال مشاهدة المسلسلات المكسيكية - المدبلجة للروسية - التي تهيمن على جداول التلفزيون . تشكف محاولات أمين وعائلته للهروب من روسيا - مخططات الاتجار بالبشر .

ومن أكثر المشاهد دراماتيكية هي لحظة موت أخوات أمين مع عشرات اللاجئين الآخرين بعد حشرهم في حاوية في قاع سفينة لتهريبهم الى السويد ولكنهم يصلوا جثث بعد أختناقهم . وفي مشهد آخر، يسير العشرات من المهاجرين اليائسين ومن ضمنهم أمين عبر غابة في الليل ، وقبل أن يتم حشرهم داخل قارب صغير مليء باللاجئين ، وبعد أن تقطعت بهم السبل في وسط بحر البلطيق خلال هطول أمطار غزيرة وهم يحاولون عبور خليج فنلندا ويواجهون الموت والغرق . تظهر سفينة سياحية في الأفق ويبدأ اللاجئون في الهتاف والتلويح من اجل انقاذهم و على أمل يهب ركاب السفينة من السياح الأثرياء في إنقاذهم . لكن هتافاتهم تتحول إلى الرعب عندما يقف السياح باحساس بارد وبعيد عن الانسانية بتركهم والاكتفاء بالتقاط صور لهم . تثير هذه المشاهد صورا من الأزمة المهاجرية الحالية الحالية في جميع أنحاء العالم . هناك معنى عميق لقصة أمين تتجاوز الحقائق المحددة في حياته. وهي مشكلة الكثير من الناس الذين فروا من أوطانهم بسبب الحروب والتزاعات في جميع أنحاء العالم حين يجبر الناس على الفرار من منازلهم . وإذا كانوا محظوظين للغاية، فقد يتم إعادة توطينهم في مكان سيكونون قادرين على العيش نوعا من الحياة الأفضل. راسموسن ليس أول مخرج سينمائي يجمع بين القدرات التعبيرية للرسوم المتحركة مع صور وثائقية ، ولكن فيلم الفرار يجعل الشكلان متزامنان ومتناغمان بشكل خاص ونموذجي . حكاية أمين النوابي (وهذا أسم مستعار لحماية صاحب القصة) من أجل حمايته ولهذا نفذ الفيلم بصيغة رسومات متحركة في رحلته المروعة وعدم الكشف عن هويته مع الحفاظ على خصوصيته من أجل حمايته من الاذى لكونه مثلي . وضح المخرج "راسموسن" اللجوء إلى الرسوم المتحركة في الفيلم عوضاً عن الاستعانة بممثلين إذ بدا له أن هذه الطريقة "أكثر صدقاً " .

بألاضافة الى أشارة منتجة الفيلم، "مونيكا هيلستروم " الى الرسوم المتحركة بأنها "الوسيلة التي توصل إليها صناع العمل لإبقاء هوية أمين مجهولة ". ببساطة هذا الاسلوب يساعد في حماية هوية بعض اللاجئين في الفيلم أو الأشخاص الذين جاءوا لمساعدتهم ، بالأضافة الى صعوبة الوصول الى المواقع الحقيقية التي يصفها أمين والتي لا يمكن تنفيذها على ارض الواقع بسبب الظروف الحالية في افغانستان . يتيح اعتماد الرسوم المتحركة إضفاء جرعة من الفكاهة على أحداث مأسوية " مثلاً، يرى المُشاهد الممثل "جان كلود فان دام " ونجوم بوليوود الذين يعشقهم امين وهو صغيراً ويغمزونه له من خلال الملصقات أو الشاشة . صوت أمين داخل الفيلم لم يتغير، بل ظل كما هو (الصوت الحقيقي للاجئ الأفغاني)، هذا الصوت داخل الفيلم يأخذنا لطفولة اللاجئ في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي بعد أن استولت حركة طالبان على السلطة في كابول عام 1995، قبل سقوطها على يد القوات الأميركية في نوفمبر 2001 . قصة الفيلم في جوهرها قصة حب ، حب أمين لعائلته الذي يؤدي إلى تلوين ذكرياته ، ومشاهد الأسرة التي تتجمع في لحظات من الهدوء ، هو عرض مهيب لقصة شخصية عميقة لها أهمية سياسية بشكل لا يصدق ؛ وهي قصة واحدة من عدد لا يحصى من الأطفال الذين يواجهون صعوبات مستحيلة وظروف صعبة عند فرارهم من بلاد ابتليت بالحروب و النزاعات ، ويجب التضامن من أجل القيام بشيء على نطاق عالمي والحفاظ على السلام العالمي . يضفي فيلم الرسوم المتحركة الوثائقي " فرار " او هروب الذي يمثل الدنمارك في السباق إلى جوائز الأوسكار طابعاً إنسانياً على أزمة اللاجئين الأفغان، إذ يتناول قصة حقيقية عن هروب طفل أفغاني مع عائلته إلى أوروبا، وما رافق انتقاله من مصاعب من دون أن يكشف هوية الشخص الذي ألهم العمل . وقال المخرج لوكالة فرانس برس إن صداقته مع "أمين" هي التي أوحت له فكرة هذا المشروع ، وأضاف راسموسن البالغ اليوم 40 عاماً "كنت أشعر بالفضول في شأن ماضيه منذ قابلته عندما كان عمري 15 عاماً، عندما وصل إلى مدينتي في الدنمارك". لم يكن أمين في البداية يرغب في التحدث عما مر به خشية أن يؤثر ذلك على وضعه كطالب لجوء ولكن أيضاً خوفاً من أن يُنظر إليه على أنه ضحية. وفي العام 2013، خطرت للمخرج المتخصص في الأعمال الوثائقية فكرة ترجمة المقابلات مع صديقه على الشاشة الكبيرة، على شكل فيلم رسوم متحركة ، الفيلم يحفل بالصدمات، بدءاً باختفاء والد أمين في كابول في ثمانينات القرن العشرين في ظل النظام الشيوعي، وصولاً إلى قرار عائلته عام 1995 مغادرة العاصمة بعد أن حاصرها المتطرفون ، بعد ذلك تأتي قصة فرار أمين من أفغانستان لروسيا، ثم عبر مهربي البشر لإستونيا (والتي يتضح خلال الفيلم أنها كانت فترة بائسة بالنسبة للاجئ الأفغاني ) .من إستونيا يصل إلى الدنمارك التي تمنحه وضع اللاجئ ، وفي سن الـ 15 وبلغة دنماركية مربكة يلتقي اللاجئ الأفغاني بـ"راسموسن" (مخرج الفيلم) في الحافلة إلى المدرسة . فيلم الرسوم المتحركة (هروب ) المثير للإعجاب قدمه المخرج بأسلوب متناثر بصريًا ولكنه نابض بالحياة عاطفياً مع إحساس قوي بالحركة . فيلم وثائقي مقنع ومتميز بصريًا وعلى الرغم من النهج البسيط والواقعي إلى حد كبير ، إلا أن التفاصيل الدقيقة متناثرة في جميع أنحاء فيلم الرسوم المتحركة تضيف إحساسًا بالارتباط مع المشاهد . مثلاّ قطع بقايا الطعام والفتات على طاولة المطبخ في منزل طفولة أمين تضفي على المكان إحساسًا بالراحة والعيش في المنزل ، لكن البقع السوداء الداكنة اللون على الجدران في شقتهم الروسية الخانقة تثير إحساسًا بالقذارة والأحداث المؤلمة التي حاول أمين على الأرجح تجاوز ذكرها ، في حين أنه قد يكون من المغري تصوير رحلة أمين على أنها انتصار للإرادة ، وأنها واحدة من قصص مثابرة الفرد في الوصول الى هدفه .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للمرأة في عيدها العالمي يقدمها فيلم -بينيتي -
- الحرب بين روسيا و اوكرانيا ، هي ليست مباراة ريال مدريد مع بر ...
- -الغرفة 8 - فيلم قصير، قصة رمزية لنظام السجون في الانظمة الد ...
- - أمهات متماثلات - فيلم يستخدم قصة امرأتين معاصرتين في محاول ...
- فيلم (ذكريات والدي ) ترنيمة طفل كولومبي وشعور بالحنين الى ال ...
- - وغداّ العالم كله - دراما ألمانية يحذر من صعود النازية في ا ...
- -كنوز بلاد ما بين النهرين- فيلم وثائقي فرنسي يبرز حملة إنقاذ ...
- الفيلم الياباني - قيادة سيارتي - رحلة لاكتشاف الذات
- فيلم -أن تكون من آل ريكاردوس- يروي حكاية -ملكة التلفزيون- لو ...
- د. سلوى زكو قلبًا ينبض وعقلًا يضيء ...
- الفيلم الفرنسي - كل شيء سارعلى ما يرام- محاولة تعطيل الموت ف ...
- - أوروبا- فيلم عراقي - إيطالي يحكي جزءاً مهما من معاناة المه ...
- مقابلة مع الباحث العلمي والسياسي والسينمائي د. جواد بشارة
- الفيلم الايراني -رجل نزيه - وثيقة سينمائية تدين الحالة السيا ...
- - هيكتور - قصة دافئة عن التشرد في عيد الميلاد
- فيلم -رحلة المائة قدم - يكشف الهوة في الثقافات بين الشعوب
- المخرج الشيوعي -عثمان سمبين- يطلق رصاصته الاخيرة على عملية خ ...
- المخرج الماركسي -عثمان سمبين- يطلق رصاصته الاخيرة على عملية ...
- المخرج الماركسي -عثمان سمبين- يطلق رصاصته الاخيرة على عملية ...
- فيلم (خلية النحل ) ينتصر للمرأة وأرادتها في البناء والتغير و ...


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم الرسوم المتحركة - هروب - يدين الحروب والانظمة القمعية .