أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم -أن تكون من آل ريكاردوس- يروي حكاية -ملكة التلفزيون- لوسيل بول التي اتُهمت بأنها شيوعية!















المزيد.....


فيلم -أن تكون من آل ريكاردوس- يروي حكاية -ملكة التلفزيون- لوسيل بول التي اتُهمت بأنها شيوعية!


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 7142 - 2022 / 1 / 21 - 15:21
المحور: الادب والفن
    


Being the Ricardos

علي المسعود

قبل سبعين عاماً شهدت الولايات المتحدة حملة محمومة ضد ما وصف وقتها بــ" الخطر الشيوعي"، نتج عنها قلب حياة العديد من ضحايا هذه الحملة رأساً على عقب . واستيقظت الولايات المتحدة قبل على سؤال كبير طرح لأول مرة: "هل أنت شيوعي أو كنت شيوعيا يوماً ما"؟ . في شهر فبراير/شباط 1950 أعلن عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية وينكسون "جوزيف مكارثي" أن لديه قائمة تضم 205 موظفين يعملون في وزارة الخارجية الأمريكية ويشتبه بأنهم شيوعيون ، السيناتور الأمريكي جوزيف مكارثي، الذي شن حربا شرسة على الشيوعية وصلت للتفتيش في نوايا الفنانين والأدباء، حتى عُرفت موجته شديدة التطرف والعداء للإبداع والترصد للجميع باسمه "المكارثية" وأصبح هذا التعبير دليلا على العنف والانحياز وتكبيل الآخرين وحصارهم وعقب ذلك انطلقت في الولايات المتحدة حملة مطاردة شاملة وغير مسبوقة في القرن العشرين أدت إلى اعتقال آلاف الشيوعيين أو الذين يشك بأن لديهم توجهات شيوعية، وجرى تقديمهم إلى القضاء بتهمة محاولة الإطاحة بالحكم بالقوة أو العنف ـ تقوم المكارثية على أساس وجود عدو يهدد البلاد من الداخل والخارج يتحتم ضربة بكل قوة، وهذا العدو هو الشيوعية. وهي أمنت بحتمية الحرب بل وضرورتها. وتعد كل دعوة للسلم والتفاهم العالمي وحل المشاكل بالطرق السلمية هي دعوة شيوعية يجب محاربتها. مكارثي استغل حالة العداء بين المعسكر الرأسمالي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الاشتراكي الذي يقوده الاتحاد السوفيتي. فعمل على محاربة الشيوعية في بلاده وظهرت ثقافة الخوف بالمجتمع الأمريكي. تلك الحقبة ساهمت بهجرة الكثير . فكانت حملات التفتيش لا تحتاج إلى إذن قانوني أو قضائي وكانت تجري على نطاق واسع لا يستثني منها أحد مهما كان منصبة أو شهرته أو وضيفته. فوصل الأمر إلى مداهمة وتفتيش مراكز الأبحاث والجامعات والمدارس وغالبا ما كانت هيئة المحققين التي سميت "لجنة مكارثي" تفتقد الأدلة القانونية لإثبات تهمة الخيانة العظمى. ومعظم الذين أدينوا بهذه التهمة لم يكن في سجل محاكمتهم أي دليل قاطع يثبت ذلك. انتهت المكارثية عندما عرف الأمريكيون إن مكارثي مريض بالكراهية يوزع الاتهامات دون أدلة حقيقية. وفشل في إثبات التهم على موظفي وزارة الخارجية وفشل في إثبات بان هناك جيش من الشيوعيين في وزارة الخارجية، وفشل في إثبات أي من ادعاءاته بان العديد من المثقفين والكتاب والفنانين هم يعملون لصالح الشيوعية . في أوج حقبة مكارثي - الفترة في الخمسينيات من القرن الماضي وجدت نجمة التليفزيون الأسطورية لوسيل بول نفسها هدف غير مرجح للجنة السناتور جوزيف مكارثي. حين اتُهمت لوسيل بول بكونها عضوة في الحزب الشيوعي الأمريكي ، ولكن تمت تبرئتها لاحقًا ، في فيلم ( بينك الريكاردوس) يقدم المخرج والكاتب "آرون سوركين" جانب من سيرة ذاتية مثيرة حيث تلعب الممثلة "نيكول كيدمان" دور (لوسيل بول ) بالاشتراك مع زوجها الأمريكي الكوبي الاصل والنجم ديزي أرناز (فرت عائلته إلى ميامي بعد الثورة الكوبية) ويقوم بدوره الممثل الاسباني (خافيير بارديم). في عام 1952 أثناء تصوير حلقة من المسرحية الهزلية التي حققت نجاحًا " أنا أحب لوسي " يتعامل الزوجان مع سلسلة من الأزمات - بما في ذلك شائعات الخيانة الزوجية ، وتحقيق في الكونجرس حول انتماء الممثلة لوسيل بول للحزب الشيوعي . تدور أحداث القصة خلال أسبوع واحد فقط من إطلاق المسلسل الشهير" أنا احب لوسي" ، بدءًا من الجدول الذي يقرأ فيه النص يوم الاثنين وينتهي بتصوير الحلقة أمام جمهور الاستوديو مساء الجمعة . خلال يوم الاثنين يتم قراءة الجدول ، نلتقي بجميع المبدعين ألاساسيين لهذا العمل من المنتج والكاتب الرئيسي جيس أوبنهايمر (توني هيل) ، والكتاب والكاتبات، مارلين بوغ (علياء شوكت) وبوب كارول (جيك لاسي) ، والنجوم المشاركين فيفيان فانس (نينا أرياندا) وويليام فراولي (جي كي سيمونز) ، بأنها شيوعية ، ويظهر ديسي على غلاف مجلة تابلويد يغازل امرأة أخرى.وكذالك حمل لوسيل وعرض الحدث خلال المسلسل ، لكن هل حدثت كل هذه الأحداث الكبيرة بالفعل في غضون أسبوع واحد؟ . في الحقيقة هذه الأحداث الثلاثة لم تحدث كلها في نفس الأسبوع. يعترف سوركين صراحة بأخذ بعض الحريات مع التسلسل الزمني للأحداث ، لضغط القصة في فيلم مدته ساعتان. ولكن أكثر من ذلك ، أراد سوركين أن يخلق مخاطر كبيرة لشخصياته ويضعهم تحت أكبر قدر ممكن من الضغط ليخبروا القصة الأكثر إثارة التي يمكن أن يرويها . وقعت الأحداث الرئيسية الثلاثة في الفيلم بالفعل على مدار ثلاث سنوات من 1952 إلى 1955. وحيث ولدت ديزي جونيور وطفل لوسيل وأرناز الثاني ، تتعرض للتحقيق من قبل لجنة الأنشطة غير الأمريكية التابعة لمجلس جوزيف مكارثي ، لأول مرة في أبريل 1952 ومرة أخرى في سبتمبر 1953. ونشرت مجلة التابلويد مقالاً عن خيانة زوجها أرناز في يناير 1955 ، لكن صورة أرناز والمرأة المعنية التقطت قبل سنوات وبالعودة إلى عام 1936 ، سجلت بول نفسها للتصويت كشيوعية بعد أن تأثرت بجدها الاشتراكي . ونشر إتهام لوسي في عمود والتر وينشل ، بكونها شيوعية . وتزعم لوسي ، التي كان جدها شيوعيًا ، أنه لا يوجد شيء من هذا القبيل (قصتها هي أنها "وضعت علامة على مربع" في استمارة تسجيل الناخب). ومع ذلك ، فهي لم تصوت أبدًا لمرشح شيوعي. وشهدت للجنة التابعة لمكتب التحقيقات في أنكار أية ميول شيوعية لديها و يبدو أنها تريد ترضي للجنة التحقيقات ، لكن ج. إدغار هوفر ، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي استمر في متابعة حياتها المهنية ووضعها تحت المراقبة عن كثب والاحتفاظ بملف عنها هي وزوجها . شعرأرناز أنه إذا اعتقد الجمهور أن زوجته لوسيل كانت شيوعية ، فإن رعاة المسلسل سوف ينسحبون وسينتهي مستقبلهم المهني . في الفيلم ، لذا قام زوجها أزنار بخطوة جريئة حين خاطب جمهور من الصحفيين الذين حضروا العرض كما روى في كتاب بول ، وسط التصفيق قال : "لم تكن لوسي شيوعية قط - ليس الآن ، ولن تكون كذلك أبدًا " ، وتابع: "لقد طردت من كوبا بسبب الشيوعية. نحن نحتقر كل شيء عنه. لوسي أمريكية مثل بيرني باروخ وآيك أيزنهاور". كان لدى لوسيل بول في الواقع تجربتان أمام لجنة الأنشطة غير الأمريكية في مجلس النواب ، الأولى في أبريل 1952 (بعد خمس سنوات فقط من محاكمة كاتب السيناريو دالتون ترومبو ، الذي صوره بريان كرانستون في ترامبو ، أثناء التحقيق في تاريخ الواقعة ، تؤكد دارين شتراوس (عبر قناة فوكس نيوز) أنه في عام 1936 ، حددت لوسي المربع ووقعت على شهادة تقول: "أنا منضم إلى الحزب الشيوعي". ثم فعلت ذلك مرة أخرى في عام 1938. ما هو أكثر من ذلك؟ ، رعت لوسي ترشحًا شيوعيًا للكونغرس ، وشاركت في البث الإذاعي للحزب في الأربعينيات ، وزُعم أنها استضافت اجتماعات للحزب الشيوعي في منزلها (على الرغم من أنها لم تحضر أبدًا). الحزب الشيوعي في كاليفورنيا ، دافع خافيير بارديم عن قرار اختياره كزوج لوسيل بول الكوبي في فيلم آرون سوركين الجديد أن تكون الريكاردوس . في مقابلة جديدة مع هوليوود ريبورتر و يخاطب الجمهور والصحافة قبل تسجيل العرض للحلقات الجديدة للمسلسل (أنا أحب لوسي) – وهذا ما عمله بالفعل في الحياة الواقعية. لقد أوضح أنهما يكرهان الشيوعية . هلل الجمهور لـ بول ، وكانوا يفعلون ذالك كي يستمر العرض . وكان المسلسل الشهير، وهو من نوع كوميديا الموقف (سيت كوم)، يتناول في خمسينات القرن العشرين مغامرات العروسين النيويوركيين الشابين من آل ريكاردو الذي وصل عدد مشاهديه إلى 60 مليوناً .وتدور معظم أحداث “بيينغ ذي ريكاردوس” في كواليس هذا المسلسل وخلال أسبوع من عام 1952 وتم خلاله اتهام لوسيل بول علناً بأنها شيوعية في خضمّ موجة “مطاردة” الشيوعيين المكارثية .ويؤدي خافيير بارديم دور الممثل من أصل كوبي ديزي أرناز الذي كان زوج لوسيل بول في المسلسل كما في الحياة الفعلية . وكان إسناد دور أرناز إلى بارديم سبباً إضافياً لإغضاب عشاق “آي لاف لوسي”، إذ أن الممثل الإسباني خمسيني فيما لم يكن أرناز يتجاوز الخامسة والثلاثين عام 1952 . ويعود هذا الاختيار إلى أن المخرج آرون سوركين لم يسع إلى أن يكون الفيلم نسخة طبق الأصل عن السيت كوم، وأوضحت ذالك الممثلة نيكول كيدمان خلال عرض العمل للإعلام. وقالت إن “صنع نسخة كربونية لم يكن أمراً يثير اهتمامه” . توفيت لوسيل بول عام 1989 بعدما تربعت ثلاثة عقود على عرش الشاشة الأميركية الصغيرة، مستحقة لقب “ملكة التلفزيون”. وبعد مسلسل “آي لاف لوسي” الذي عُرض من 1951 إلى 1957، أدت دور البطولة في سلسلة من العروض التي تمحورت على شخصيتها لوسي، وشاركت في أكثر من 70 فيلماً . المسرحية الكوميدية المحبوبة للوسيل بول لم تحتل المرتبة الثالثة أبدًا طوال مسيرتها التي استمرت ست سنوات . كان العرض الأول في الولايات المتحدة الأمريكية في غضون ستة أشهر من ظهورها الأول في 15 أكتوبر 1951. في الوقت الذي لم يكن فيه سوى حوالي 15 مليون جهاز تلفزيون مملوك في البلاد ، تم ضبط حوالي 11 مليون منها على المسرحية الهزلية . كان ديزي أرناز مدمنًا على الكحول. وعندما يشرب ، كان يترك البيت أحيانًا لفترات طويلة من الزمن. خلال هذا الوقت ، أصبحت لوسيل منعزلة في منزلها. ولا تريد أن تتعامل مع المجتمع أو تجيب على أسئلة الآخرين الذين تساءلوا عن زوجها الغائب . يُزعم أن بول أصبحت منعزلة مريرة حتى وفاتها في عام 1989 بقيت هي وديسي قريبين حتى الموت . إلا أن الأصدقاء يقولون إنهم لم يفقدوا أبدًا حبهم لبعضهم البعض .توفي أرناز في عام 1986 من سرطان الرئة ، بينما توفي بول في عام 1989 بسبب تمدد الأوعية الدموية الأبهري الحاد (توفي أرانز عن عمر يناهز 69 عامًا ، وعاش بول ليكون 77 عامًا). كان هناك الكثير من الاختلافات بين الاثنين ، لكن حبهما الأبدي وعاطفتهما لبعضهما البعض صمد أمام اختبار الزمن حتى أثناء تقدمهما في حياتهما وتزوجا من أشخاص آخرين . كانت لوسيل بول أول ممثلة تعرض حملها على شاشة التلفزيون. خلال الحلقة التي أخبرت فيها لوسي ريكي بأنها حامل ، عندما أنجبت بول ديزي أرناز جونيور في 19 يناير 1953 ، تم عرض الحلقة التي ولدت فيها شخصية لوسي ليتل ريكي في نفس الليلة. وقد أشيرإلى الحلقة على أنها حدث وطني . لقد شاهد 44 مليون شخص الحلقة والتي سجلت رقما قياسيا . يسلط فيلم “بيينغ ذي ريكاردوس” الضوء على دور" لوسيل بول " كرائدة لحضور المرأة ودورها في التلفزيون ، عندما كانت تتولى إدارة المشاهد خلال التصوير ، ومع أن الفيلم يركز على لوسيل بول والأشخاص الآخرين الذين يقفون وراء المسلسل الكوميدي، كانت نيكول كيدمان تضطر أحياناً إلى إعادة تكوين المشاهد المهمة من المسلسل . عشاق مسلسل «آي لاف لوسي» التلفزيوني الكوميدي الذي يعدّ من أكثر الاعمال شعبية في الولايات المتحدة، إلا أن عبروا عن سخطهم معتبرين أن الممثلة الأسترالية تسيء إلى رمزية لوسيل بول بالنسبة إليهم، إلى درجة دفعت ابنتها لوسي أرناز إلى أن تدعوهم بنفسها إلى الهدوء من خلال مقطع فيديو نُشر على الإنترنت، وفق "فرانس برس " وقالت أرناز في الفيديو "هي لا تشبهها، أنفها ليس نفسه، هي ليست مضحكة مثلها.. صدقونا. سيكون فيلما ظريفا". إلا أن هذه الانتقادات لم تثبط عزيمة نيكول كيدمان والمخرج آرون سوركين، أما المخرج فقال «أصررت على أن أبلغ الجميع إنني لا أريد تقليدا.. وقلت لهم: أدوا الشخصيات كما هي في السيناريو.. أنتم قادرون تماما على ذلك». وأكثر ما كان يريده آرون سوركين هو أن يحول دون شعور نيكول كيدمان وخافيير بارديم «بالخوف من ثقل التقليد». وأضاف «التقليد أقلّ بكثير مما فعلناه . يصنف السيناريست المخضرم “أرون سوركين” علي أنه في طليعة الكتاب أصحاب الخبرة الكبيرة في النصوص السينمائية، ويمتلك المقدرة الازمة علي تحويل أية حدثٍ حقيقي إلي عملٍ سينمائي يستحسنه الجمهور والأكاديمية ويستطيع من خلاله أن ينال التقدير النقدي والجماهيري، لم تقف طموحات “سوركين” عند الكتابة فحسب، بل عرف طريق الدخول إلي عالم الإخراج ، وأخرج من خلاله بعملين جيدين مثل لعبة مولي عام 2017 مع النجمة “جيسيكا شاستين”، و محاكمة شيكاغو 7 السنة الماضية مع النجم “إيدي رديماين” . شرعت كيدمان في الاستعداد لهذا الدور وعملت عن كثب مع مدرب اللهجات " توم جونز " لتطوير طبقات الأصوات التي ستستخدمها في الفيلم مع التي تقترب من شخصية لوسيل بول. تعرض الممثل الإسباني البالغ من العمر 52 عامًا الى انتقادات عبر الإنترنت مفادها أن ممثلًا من أمريكا اللاتينية كان يجب أن يحصل على دور ديزي أرناز بدلاً منه ، وفي رده قال الحائز على جائزة الأوسكار: "أنا ممثل ، وهذا ما أفعله من أجل لقمة العيش ".تساءل بارديم أيضًا عما إذا كان هذا النوع من النقد الموجه موجهًا فقط إلى الممثلين الذين كانت لغتهم الثانية هي الإنجليزية ، كما استشهد ممثل فيلم " لا بلد لكبار السن من الرجال " ، بفيلم المبارزة الأخيرة كمثال الدراما التاريخية الأخيرة لريدلي سكوت ، التي تدور أحداثها في فرنسا في العصور الوسطى وبطولة الممثلين جودي كومر ، آدم درايفر ، مات ديمون وبن أفليك ، "هل كان من المفترض أن يكونوا فرنسيين في العصور الوسطى؟ هذا جيد. لكنني ، بلهجتي الإسبانية ، كوني كوبي؟" تكون مشكلة ! ". وأضاف ساخراً خلال المقابلة مع هوليوود ريبورتر "يجب أن نبدأ جميعًا في عدم السماح لأي شخص بلعب هاملت ما لم يكن قد ولد في الدنمارك" . ومن السلبيات التي تسدل على الفيلم هو غياب التواصل مع الشخصيات علي الرغم من وجود (والكلام علي شخصية “لوسيل بول” بالتحديد) تفاصيل جيدة متعلقة بهم ويسهل معرفة مبررات كل الإنطباعات التعبيرية والمواقف المتخذة منهم بمرور الأحداث، والسلبيات لا تقف عند هذا الحد، فهناك مشكلة أخري تتعلق بالإيقاع وعدم التوازن الجيد بين عنصري الدراما والأجواء المتعلقة بصناعة المسلسل وما يدور في كواليسه، لا يوجد تنظيم جيد للأفكار وعدم إنسجام وتنقلٍ سهل بين كل موقفٍ والأخر نتيجة تلك العبثية الإيقاعية التي لأول مرة يقع في شركها “أرون سوركين”. كان أختيارالنجم الإسباني “خافيير بارديم” الذي يعد خياراً مثالياً لشخصية “ديسي” الكوبي بلهجته الاتينية وطريقته في الإستعراض وكذلك في المواجهات الحوارية التي أظهر فيها “بارديم” تناغماً كبيراً بينه وبين “كيدمان” وأداء قوي علي مستوي التمثيل، ووصولاً للظهور المميز للنجم “جي كي سيمونز” الذي لا تزال مسيرته منتعشة بالأعمال والأدوار الهامة ومنها دوره الصغير هنا الذي إجتمع فيه مع “نيكول كيدمان” وقدما أحد مشاهد الفيلم القليلة الجيدة ، تشارك نيكول كيدمان البطولة الممثة ( علياء شوكت ) ، وهي ممثلة من أصول عراقية ولدت علياء شوكت في ريفرسايد بكاليفورنيا لأبوين دينا بورك والممثل العراقيطوني شوكت. كان جدها لأمها ، بول بيرك ، ممثلاً أيضًا. والدها من بغداد ، العراق ، وأمها من أصول إيرلندية وإيطالية ونرويجية. وصل النجاح مبكراً لعلياء. بدأت حياتها المهنية في سن الحادية عشرة عندما حصلت على دور في مسلسل . تم تقديم علياء من خلال الاعلان و الظهور في الترويج لماركة كالفن كلاين والذي جذب على الفور ، انتباه الوكلاء التجاريين والمسرحيين في هوليوود. سرعان ما حصلت على دور مع المثل جورج كلوني في فيلمه " ثلاثة ملوك" عام (1999).. والدها هو عبد "طوني" شوكت من مواليد العراق وقد جاء إلى الولايات المتحدة عام 1978 . شارك ابنته علياء شوكت في فيلم "الملوك الثلاثة" للمخرج ديفيد أو. روسل ، وكان شوكت أيضًا مستشارًا في اللغة والثقافة العراقية في الفيلم. الفيلم : بينك الريكاردوس يجمع بين مشاهد وثائقية لبعض من الكتاب الذين عملوا على كتابة حلقات المسلسل لشركة وارنر بروس وذلك الوقت فى محاولة لإيضاح حياة هؤلاء كيف كانت . الفيلم ممتع لانة يتطرق إلى حياة نجمين كوميديا لم نعرف عنهم الكثير من قبل فهى لم تكن بشهرة ريتا هيورات التى تمنت لو تحصل على نفس أدوارها فى السينما لكن حين تأتيها الفرصة الكبيرة تتراجع شركة الإنتاج عن تمديد العقد معها لأن عمرها كان قد وصل إلى ٣٩سنة . وتحدثت كيدمان خلال لقائها مع مجلة ( بيبول) عن ما حدث أثناء اختيارها للدور وأنها أرادت الابتعاد عن لعب دور لوسيل بول بسبب رد الفعل العنيف الذي ظهر من البعض بعد أن عرفوا أنها المرشحة للبطولة وأن هذا وضعها تحت ضغط كبير وقلق من ان تجسد الدور . ودافع المخرج عن كيدمان مؤكدا أنه كانت لديه ثقة كبيرة في تأديتها للدور بالشكل الصحيح ، بالإضافة إلى أن هدفه أن يقدم الفنانين أداء يتسم بالاحترام والدقة في نفس الوقت، مشيرا إلي أن ابنة لوسيل بول تقف وراء اختيار كيدمان، كما أن الفريق الإبداعي يدعم كيدمان ، مما ساعدها على تهدئة مخاوفها المذكورة في المقابلة . لم يروي آرون سوركين هذه الحكاية باعتبارها سيرة ذاتية من المهد إلى اللحد . بدلاً من ذلك ، تم اختياره لإلقاء الضوء على مقتطف من الوقت خلال فترة مكثفة للغاية من النجاح الدائم لعرضهم. سرد القصص في الفيلم من منظور الكتاب مادلين بوج (علياء شوكت / ليندا لافين) ، بوب كارول (جيك لاسي / روني كوكس) ، والمنتج المنفذ جيس أوبنهايمر (توني هيل / جون روبنشتاين). أما عن ألاداء أشعر بأنني مضطر بشدة للحديث عن كيدمان هنا ، لأنها تواجه التحدي الأكبر ، في مقاربة الشكل والحركة للشخصية الاصلية ( لوسيل بول) ، من خلال المكياج والأداء الجيدً ، في أداء كيدمان ، نرى امرأة ذات عقل ذكي ، واثقة لكنها ضعيفة ، وبعد كل ذلك أشعر أن أداء هيل وشوكت – كأشخاص يحاولون الصمود في وجه العواصف والحفاظ على نجاح المسلسل " أنا أحب لوسي " كانت السفينة موجهة في الاتجاه الصحيح – هي الأفضل في الفيلم ، قالت نيكول كيدمان في جلسة أسئلة وأجوبة عقب عرض خاص للفيلم في لوس أنجلوس: "كان العمل رائعًا مع آرون سوركين ، كان آرون مهتمًا بالمرأة التي خلقت الشخصية وعلاقتها". كانت لوسيل في في الأربعين من عمرها عندما بدأ بث المسلسل لأول مرة ، والذي كان جريئًا ومبتكرًا في ذلك الوقت. كما قدم "أنا أحب لوسي" موضوعات تعتبر من المحرمات على التلفزيون ، مثل الزواج بين الأعراق والحمل ، رغم أنه مسلسل غير منحاز أو متحزب، كما أوضح سوركين ، كان نيته منح هذه الشخصيات حياة خاصة بهم ، على الرغم من حقيقة أن الفيلم مبني على أحداث حقيقية وأن هناك تسجيلات كبيرة لديناميكياتهم ، بدءًا من حلقات المسلسل الأصلي . قال سوركين خلال نفس الحدث: "ما أشرت إليه لجميع الممثلين عندما بدأنا هو أنني لا أريد انتحال هوية هؤلاء الأشخاص ، أردت منهم أن يلعبوا الشخصيات في النص". هناك شيء ما في قصة الحب هذه وقد حذر سوركين طوال الفيلم أنه سيكون مؤلمًا في النهاية . بالنسبة للممثل الإسباني خافيير بارديم ، الذي يلعب دور أرناز ، كان التحضير للدور مكثفًا ، لأنه فنان متعدد الأوجه . بالرغم من فارق السن بينه وبين الشخصية التي جسدها ، كشف بارديم عن قدراته ، كمبدع ، كشخص ، كمنتج ، كموسيقي في ذلك الوقت وهو مهاجر في هذا البلد . اعتبر المثل بارديم أن لعب أرناز ممتع ، وسمح له بتجسيده بطاقة وحيوية بحسب الممثل الإسباني . في الخلاصة يبقى السؤال: هل تستند قصة فيلم" بيينغ ذي ريكاردوس " إلى القصة حقيقية؟ ، نعم. الفيلم يروي القصة الحقيقية لفترة من حياة النجمة "ملكة التلفزيون" والمنتجة لوسيل بول ، التي اتُهمت بأنها شيوعية في الخمسينيات من القرن الماضي أثناء”الرعب الأحمر”في أمريكا ، و لكن ما مدى دقة كونك الريكاردوس؟ . مثل معظم الأفلام المستندة إلى القصص الحقيقية ، يجري الفيلم بعض التغييرات على الحقيقة من أجل أنتاج قصة سينمائية . ربما يكون التغيير الأكبر هو أن سوركين لم يقبل ان يكون الفيلم نسخة طبق الأصل عن سيرة ذاتية، لأن صنع نسخة كربونية لم يكن أمراً يثير اهتمامه”.
في الختام : يقدم الفيلم اكتشافًا جديدًا لنجمة مسلسل "أنا أحب لوسي" ، التي هيمنت على الجماهير في الخمسينيات من القرن الماضي ، وزواجها من المهاجر الكوبي ديسي أرناز ، والتي انفصلت عنه أخيرًا عام 1950 . التي أساء المجتمع في فهمها في ذلك الوقت. أمرأءة صادقة لم تخفي ماضي جدها التقدمي رغم الهجمة الشرسة التي طالت الفكر اليساري في تلك الفترة .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. سلوى زكو قلبًا ينبض وعقلًا يضيء ...
- الفيلم الفرنسي - كل شيء سارعلى ما يرام- محاولة تعطيل الموت ف ...
- - أوروبا- فيلم عراقي - إيطالي يحكي جزءاً مهما من معاناة المه ...
- مقابلة مع الباحث العلمي والسياسي والسينمائي د. جواد بشارة
- الفيلم الايراني -رجل نزيه - وثيقة سينمائية تدين الحالة السيا ...
- - هيكتور - قصة دافئة عن التشرد في عيد الميلاد
- فيلم -رحلة المائة قدم - يكشف الهوة في الثقافات بين الشعوب
- المخرج الشيوعي -عثمان سمبين- يطلق رصاصته الاخيرة على عملية خ ...
- المخرج الماركسي -عثمان سمبين- يطلق رصاصته الاخيرة على عملية ...
- المخرج الماركسي -عثمان سمبين- يطلق رصاصته الاخيرة على عملية ...
- فيلم (خلية النحل ) ينتصر للمرأة وأرادتها في البناء والتغير و ...
- فيلم ( إنتزعت من حضنها) يفضح سياسة الرئيس الامريكي السابق -د ...
- فيلم لبول فيرهوفن -دراسة متأنية للسياسة والدين ونقد لاذع للك ...
- فيلم ( 7 سجناء ) يفضح الاتجار بالبشر والعبودية الحديثة
- (قلوب وعظام ) فيلم يصور صداقة مصور ولاجئ يصارعان صدمة الحرب ...
- فيلم (دونباس) صرخة ضد مجتمع فقد إنسانيته في زمن الحرب .
- فيلم (بعد الحب) لا يتعلق بالإيمان بقدر ما يتعلق بالحزن والخس ...
- فيلم -مقتل كينيث شامبرلين- يدين العنصرية ويفضح عنف الشرطة ال ...
- الفيلم الكردي -أرضي ذات الفلفل الحلو- يرصد تناقضات المجتمع ا ...
- فيلم- الإصلاح الأول - يعكس الصراع بين الشك واليقين في قضية ا ...


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم -أن تكون من آل ريكاردوس- يروي حكاية -ملكة التلفزيون- لوسيل بول التي اتُهمت بأنها شيوعية!