أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم ( 7 سجناء ) يفضح الاتجار بالبشر والعبودية الحديثة















المزيد.....


فيلم ( 7 سجناء ) يفضح الاتجار بالبشر والعبودية الحديثة


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 7083 - 2021 / 11 / 21 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


فيلم ( 7 سجناء ) يفضح الاتجار بالبشر والعبودية الحديثة
Film - 7 Prisoners

علي المسعود
العبودية الحديثة" و"الاتجار بالبشر" إستُخدمت كمصطلحات شمولية لعمليات التجنيد والإيواء أو نقل أو توفير أو الحصول على شخص بغرض العمل القسري أو ممارسة الجنس التجاري باستخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه . وأصبحت ظاهرة الاتجار بالبشر ظاهرة دولية تؤرق المجتمع الدولي ، إذ أنها لا تقتصر على دولة واحدة وإنما تمتد لتشمل العديد من الدول نتيجة لكونها أحد أشكال الجريمة المنظمة ، إلا أنها تختلف باختلاف صورها وأنماطها من دولة إلى دولة أخرى وفقاً لمفهوم الاتجار بالبشر في تشريعاتها الوطنية ومدى احترامها لحقوق الإنسان. كما أن الاتجار بالبشر يمثل ثالث أكبر تجارة عالمياً بعد تجارة المخدرات وتجارة السلاح ، فالنساء والأطفال أهم الضحايا، وقد اتخذت عصابات الجريمة المنظمة من الحروب والفقر والبطالة بيئة خصبة لممارسة ظاهرة الاتجار بالبشر لما تدره هذه التجارة على أصحابها من أموال طائلة ، والسبب الذي يغذي أكثر انتشار هذه الظاهرة بكل صورهاالمختلفة هو إغراء الناس بالهجرة تحت وعد بالعمل، ويمكن أيضا الاستفادة من المهاجرين غير المسجلين دون الإقامة القانونية حيث إنهم لا يملكون في كثير من الأحيان القدرة في اللجوء إلى القانون . وهذا هو شكل من أشكال العبودية السائدة في معظم الأحيان في البلدان الغنية مثل الولايات المتحدة و في أوروبا الغربية وفي الشرق الأوسط جنبا إلى جنب مع العبودية الجنسية . ومنذ عشرينيات القرن الماضي تمت مناقشة ظاهرة العبودية من قبل "عصبة الأمم" التي ناقشت عام 1926 معاهدة لإلغاء العبودية وتصديها لأشكال الاستعباد الفردي والممتلكات. ثم أوقفت هذه المساعي في السنوات التالية وصولاً إلى الحرب العالمية الثانية، وفي مطلع الألفية الجديدة، حاولت السياسات العالمية حظر تلك الظاهرة في ظل تقارير عن اتساع رقعة فظائع حالات استعباد اليد العاملة. وبين عامي 2000 و2010 انضم مزيد من الدول إلى بروتوكول حظر الاستعباد وقدمت حزمة قوانين لمعاقبة ممارسيها. لكن دوافع الربح على حساب الانسان وأستغلاله أدت الى زيادة أرقام المستعبدين من بني البشر ، وتتهم تقاريردولية سلطات رسمية في بعض الدول بالمشاركة فيها أو التواطؤ في تغطيتها، علماً أن الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية تواجه صعوبات في تحديد الرقم الحقيقي المرتبط بـ "اقتصاد" السوق السوداء . بحسب منظمات دولية متخصصة في مكافحة الاتّجار بالبشر يجري سنوياً استعباد بين 2 و3 ملايين شخص . علماً أن المحكمة الأوروبية ومجلس النواب الأوروبي كانا صادقا على بروتوكول"باليرمو"عام 2005 ، ويعرّف بروتوكول باليرمو الاتّجار بالبشر بأنه "أي شكل من أشكال تجنيد شخص أو نقله وإخفائه أو استقباله باستخدام القوة والإكراه من خلال الخطف والاحتيال أو الاستغلال الجنسي أوالعمل الإجباري والعبودية ونزع الأعضاء البشرية". ويحدد البروتوكول كل ممارسات الاتّجار بالبشر، وبينها على أطفال دون سن الـ18. ويتناول ظاهرة إجبار فتيات ونساءعلى مزاولة الدعارة لتحقيق ربح مالي بتغطية من عصابات الجريمة المنظمة العابرة للقارات. وتقدر المنظمات الدولية ومؤشر العبودية العالمي أن حوالى 40 مليون شخص يعيشون في ظل ظروف عبودية، ونشرت وسائل إعلام بريطانية قصصاً مروعة عن فيتناميين وألبان ومجريين خطفوا أونقلوا إلى بريطانيا لدفعهم إلى العمل كعبيد في مزارع وتنفيذ أعمال أخرى. وتحدثت هذه الوسائل عن "مزارع قنب تديرها عصابات إجرامية يجبر المستعبدون على العمل بها، وهي تجارة تدر نحو 2.6 مليار جنيه إسترليني سنوياً، وأن بين المجبرين على العمل أشخاصاً من أصول بريطانية وصينيين". وكشفت أيضاً أن معظم الأجانب "لا يجري تسجيلهم في أنظمة الهجرة البريطانية، بل يهرّبون عبر موانئ فرنسية في ظروف مزرية. أما القسم الأكبر من الإناث فقاصرات يدفعن إلى سوق الدعارة في بيوت وحانات ، ويشغلن أيضاً كعبدات في بيوت خاصة دون أي تواصل مع العالم الخارجي وتحت رقابة صارمة من المتاجرين بهن . ويقدّر تقرير رسمي أصدرته الحكومة البريطانية عام 2019 وجود 13 ألف مستعبد في البلاد ولكن العدد الحقيقي اكبر من ذالك بكثير. الفيلم البرازيلي (7 سجناء) تدور أحداثة ضمن هذ الاطار، هو دراما صادقة عن الاتجار بالبشر من الإطار الأول نفسه ، ويعطي على فكرة عما سيحدث للشباب الذين يتم انتقاؤهم من منازلهم الريفية الجميلة التي لا تقدم سوى القليل من الفرص أو لا توفر أي فرص على الإطلاق ، ونكتشف بأن الجشع ليس هو الذي يدفعهم إلى السعي وراء حياة أفضل ، ولكنه نوع من المحاولة للحصول على حياة أفضل لأنفسهم ولأسرهم . من الواضح أن المخرج الشاب (ألكسندر موراتو) يدرك هذا اليأس ويرسمه بوضوح وواقعية في التسلسلات الافتتاحية لفيلمه الجديد الذي يبدأ في ريف البرازيل حيث يعيش ماتيوس (كريستيان مالهيروس) البالغ من العمر 18 عامًا مع عائلته. إنهم فقراء لكنهم سعداء لأنهم معًا. ماتيوس يعيش في قرية مع والدته وشقيقاته وهم يعشقونه ويعشقهم . تعمل والدته من أجل إعالتهم وهي تتحمل تكلفة المعيشة من البقالة والكهرباء وبطاقات الهاتف . يحلم ماتيوس بحياة أفضل لهم ، لذلك يقبل فرصة العمل في ساو باولو وفي ساحة خردة يديرها لوكا (رودريجو سانتورو) مع ثلاثة شبان آخرين - إيزيغيل (فيتور جوليان) وإيزاك (لوكاس أورانميان) وصموئيل (برونو روشا) . قدمت له الأم قميصًا جديدًا وأهدته ألأخت مجلة عن الطيران لانها تعرف حلمه بان يصبح طياراً. الى جانب القلادة التي أهدتها له والدته ويُطلب منه الاحتفاظ بهاعلى أنها تجلب له الحظ السعيد. إنهم يتركون وراءهم زوجات وأمهات وأخوات وأقارب آخرين ليصعدوا إلى شاحنة "جيلسون " الذي يقود السيارة إلى المدينة ، ويلتقط موراتو منذ البداية الانفصال بين هناك وهنا . بين الريف هادئ والأفق الواسع والصخب في ساو باولو - مع ناطحات السحاب التي لا نهاية لها والبنايات الزجاجية العملاقة وهي متلألئة ، إنها مقدمة بصرية مدروسة تنتهي في ساحة الخردة حيث يودع جيلسون الشبان الأربعة لبدء العمل فيها، والتي تبدو بشكل مخيف وكأنها سجن ، أسرة بطابقين متداعية حيث ماتيوس وآخرون ينامون فيها ، الساحة مسورة بالأسلاك الشائكة والبوابة من المعدن الثقيل، ويحمل رئيسهم لوكا (رودريغو سانتورو) مسدسًا لإبقائهم في داخل تلك الساحة التي تحولت الى سجن . أُجبر ماتيوس ورفاقه على تجريد النحاس من الكابلات الكهربائية والقيام بأعمال شاقة أخرى ، ولكن لا يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يدركوا أنهم محاصرون فعليًا في هذه الوظيفة حتى يسددوا ديونًا للسيد لوكا والتي لن تكفي رواتبهم من سدادها أبدًا ، وسرعان ما تتوضح لنا حقيقة عقد عمل هؤلاء الفتية ماهي إلاعملية خداع حين تتحول الورشة الى سجن كبير في بابها الحديدي المحكم الاغلاق مع المنع من الخروج ، ومسؤول الورشة لوركا صار السجان وهو يحمل في حزامه مسدسا ، وأصبحوا 7 سجناء بدلا من سبعة من الكادحين الحالمين بمستقبل أفضل. فيلم "7 سجناء " قصة عن عالم محفوف بالمخاطر ألا وهو الاتجار بالبشر ، أي أن أية محاولة للهروب لن تعرض حياة الأولاد للخطر فحسب بل حياة عائلاتهم. وبعد ان اكتشفوا بان الشرطة تتعاون مع عصابة لوكا في اذلال الفتية وكذالك تهديدهم بما يفعلونه لأهلهم في حال هروبهم ، ولذايعقد ماتيوس صفقة مع لوكا للعمل الشاق ولمدة ستة أشهر لسداد ديونهم ونيل حريتهم وهو ما يوافق عليه لوكا، ولكن من الواضح أنه مستمتع بالعرض أكثر من أي شيء آخر ، لأنه يعني الحصول على المزيد من العمل من هؤلاء الفتية ومن المؤكد أنه لا يسمح لهم بالرحيل تمامًا . ويحاول لوكا إغراء الفتى ماتيوس وهذا الشئ استشعروه لوكا من خلال معرفته بطموحات ماتيوس ومعرفة ماكان لديه من قدرات كقائد ، ولهذا السبب جعله مسؤولا عن العمال - السجناء وهو الوسيط بينه وبينهم من خلال تكليفه بمهام صغيرة ، مما يجعل باقي الفتية السجناء يستاءون منه بالطبع، يأخذنا فيلم" 7 سجناء " للمخرج "الكسندر موراتو" الذي شارك في كتابته مع تينا مانتيسو ، في جولة في حياة الفقراء المسدود التي تنتظرهم في الريف إلى وعد "المدينة الكبيرة" ، ساو باولو. لم يتم اختطافهم. بل أن ماتيوس (كريستيان مالهيروس) ورفاقه في مجموعته يصعدون بكل سرور على متن الحافلة الصغيرة التي وعدهم سائقها بالعمل الذي سيجعلهم "أغنياء ومزدهرون" ، ولديهم نقود كافية لإرسالهم إلى منازلهم لمساعدة عائلاتهم ، يعطي السائق المبتسم دفعة مالية بسيطًة لكل عائلة أثناء قيامهم بصعود سيارته. وفي نهاية الامر ، أعمال شاقة من تجريد الأسلاك النحاسية لإعادة بيعها ، وتفصيخ السيارات المسروقة ، وفصل المعادن لإعادة التدوير - مع ظروفهم المعيشية متقشفه ووجباتهم هزيلة. وأما رواتبهم؟ لم يروا سنتا واحدا من رئيسهم لوكا (رودريجو سانتورو). سرعان ما يدرك الصبي المراهق مع 3 أولاد آخرين أن بصيص ناطحات السحاب لا يزال بعيدًا بالنسبة له. تتوقع منه الوظيفة أن يقوم بعمل يومي في ساحة خردة قذرة . يحاول الأولاد الفرار من المكان عدة مرات وتفشل محاولاتهم ، لكن الحقيقة المدمرة المتمثلة في كونهم ضحايا للاتجار بالبشر سرعان ما تظهر عليهم. لم يعد الأولاد عمالاً بل سجناء ومدينون بنوع من الأموال غير المتوقعة التي لم يتم إخبارهم بها في المقام الأول . الآن ، "7 سجناء" هي فرضية مألوفة جدا. لذا ، للحفاظ على جاذبية الأمور ، يتخذ المخرج ألكسندر موراتو منهجًا أكثر حميمية تجاه ذلك. إنه يستخدم قصة الاتجار بالبشر لتقديم وفهم استراتيجيات البقاء على قيد الحياة التي يطبقها بطل الرواية(ماتيوس) الذكي والعنيد. بينما يريد أصدقاء ماتيوس الفتية الخروج ، يعلم أنه إذا لم يكن ذكيًا ، فلن يتغير شيء هناك ولن يتم إطلاق سراحهم أبدًا ولن تنتهي ديونهم أبدًا ، لذلك قرر أن يفعل ما يريده لوكا أن يفعله. مع تقدم الفيلم ، تتعرى شخصية ماتيوس ، فهو رجل يفعل ما يجب عليه لتسلق السلم الاجتماعي ، في هذه الأثناء ، يتطور ماتيوس في الاتجاه المعاكس ، من التعاطف العميق مع الآخرين إلى نزعة إلى تجريدهم من إنسانيتهم وأنحيازه للسجان لوكا . ليس هناك أمل لإيزيك وإيزيكويل والآخرين في نيل حريتهم ، لذلك يرى ماتيوس أنه لا ينبغي أن يعاني معهم . تتابع عدسة موراتو رحلة ماتيوس والمعضلة الأخلاقية التي يتعين عليه مواجهتها بين الحين والآخر. لكن ماتيوس مجبر على اختيار نفسه على أي شخص آخر في موقف يجعله عاجزًا. يتعمق المخرج أيضًا في فهم المعركة الدورية لمحاولة البقاء على قيد الحياة في عالم غير عادل للغاية ، من الواضح أن ماتيوس يعتقد أن التواجد في الداخل مع لوكا يعني أنه يمكنه حماية أصدقائه الجدد بشكل أفضل ، ولكن الحصول على المال في جيبه مرة أخرى وإعادة هاتفه إليه والحصول على بعض الحريات التي لا يتمتع بها رفاقه هو أمر جيد جدًا. ماتيوس يقاوم أكثر من أي شاب في البداية ، لكنه سرعان ما أدرك أنه من الأفضل أن يكون في جانب واحد من هذه العملية على الجانب الآخر ، وقبل فترة ليست طويلة أصبح اليد اليمنى للسجان لوكا ، ويثبت باستمرار قيمته ومساندته الى لوكا من خلال التعامل بنجاح بزيارة فريق تفتيش العمل أو إعادة القبض على الهاربين . كل ما يفعله ماتيوس باسم الخروج في النهاية من هذه الحياة والعودة إلى المنزل ، لكن شيئًا ما يتغير ولا نرى بالضبط متى يحدث ، إنه تدريجي للغاية. لديه لحظات يستطيع فيها الهروب بسهولة أو حتى قتل لوكا بسلاحه الخاص ، لكنه يبقى لأن المال الذي يرسله لوكا الى أهله في القرية كان جيد جدًا . في إحدى المشاهد من القصة ، يأخذ لوكا الفتى ماتيوس معه على الطريق حيث يشرف على انتقاء مجموعة من المهاجرين لغرض استعبادهم و المتاجرة بهم ، ومن خلال عيون ماتيوس ، يتم القاء نظرة مروعة على عملية الاتجار بالبشر ومدى فساد كل مستوى من مستويات تطبيق القانون من الشرطة ورجال سياسة في السماح لها بالازدهار. في أحد المشاهد يسأل ماتيوس لوكا عن عدد الأشخاص الذين يشكلون جزءًا من هذه التجارة، يضحك لوكا على السؤال ، مجيبًا "بقدر ما يلزم لإبقاء هذا البلد واقفاً على قدميه" ، موضحاً أن الاتجار بالبشر هو ببساطة جزء من الاقتصاد المحلي ومع تسامح المسؤولين الحكوميين المرتشين في تسهيل تلك الجريمة. الفيلم لايهدف أن يكون مجرد رسالة حول هذه الممارسة اللاإنسانية ، بل هو كشف وأدانة كل الاطراف التي تساعد في تلك التجارة . يكشف المخرج"أليكس موراتو" الستار عن الأنظمة التي تستفيد من الاتجار بالبشر وتواطؤ من هم في السلطة ، تمسك موراتو بنفس الجمالية الحقيقية كما في فيلمه الاول "سقراط"، حيث قامت كاميرا متحركة مفعمة بالحيوية بالتحكم في المشاهد والصور ، ويعيد تشكيل فريقه مع المصور السينمائي "جواو غابرييل دي كيروز" في عكس الطلم والحيف الذي لحق بهولاء الفتية . قصة مرهقة عاطفياً عن واقع مقلق للغاية في الاتجار بالبشر ، قصة يتم طرحها بأسلوب وثائقي وتبدو حقيقية . في مقابلة مع زووم تحدث الممثل البرازيلي (رودريغو سانتورو) الذي قدم دوره لوكا باجادة و إتقان : "لقد سمعت عن استعباد العصر الحديث من قبل، أنا حزين لأقول إنه حقيقي للغاية. لدينا 40 مليون شخص ونحن نتحدث في هذا الوضع بالذات في جميع أنحاء العالم اليوم" . واضاف سانتورو: " دوري في الفيلم من الواضح هو يمثل الظالم هنا لإنه يعيش على استغلال عماله ، وهويدرك تمامًا الأشياء الفظيعة التي يقوم بها . تحقيقًا لهذه الغاية ". الفيلم ليس فيلمًا يبعث على الشعور بالرضا عن كيفية إطلاق سراح هؤلاء السجناء ، ولكنه تحليل للأنظمة القمعية التي تبقيهم في مكانهم لإرضاء أقوى الرجال في القمة. عن فكرة الفيلم وكيف انبثقت في ذهن المخرج الكسندر موراتو قال : "أول شيء رأيته على الإطلاق جعلني مهتمًا حقًا بعالم الاتجار بالبشر والنظر إليه عن كثب كان مقطعًا على التلفزيون البرازيلي حيث رأيت شابًا في ساو باولو وقد تم تقييده بالسلاسل في مصنع وأجبر على العمل . وكانت اللقطات التي رأيتها في القرن الحادي والعشرين ،عندما رأيت ذلك صدمت تمامًا ولم أصدق أن هذا كان يحدث الآن ، وهو مخفي عن الأنظار. بدأت حقا في الحفر. بدأت في قراءة كل كتاب وكل مقال يمكنني الحصول عليه. لقد تحدثت مع صحفي كرس حياته المهنية لتغطية هذا الموضوع. وأخيرًا توج كل ذلك بمشروع بحثي ، شاركت مع الأمم المتحدة ووزارة العمل البرازيلية ، للتحدث مع أكثر من 60 ناجًا من الاتجار بالبشر والاستعباد في العصر الحديث وكان من دواعي التواضع حقًا سماع قصصهم عن كثب ومقابلتهم والنظر في أعينهم . عندما رأيت قوتهم وشجاعتهم للتغلب حقًا على ما مروا به ، وما زلت أريد التحدث عن ذلك لزيادة الوعي ، عندها قلت بالتأكيد يجب أن أصنع هذا الفيلم ويجب أن يكون أولوية فى الحال ". يقدم الفيلم الكثير من الفروق الدقيقة والتعقيدات في قصته والتي ستترك الجمهور يفكر في رسالته لفترة طويلة ، ثقل الفيلم لا يلين ، لكن موراتو يعرف مدى أهمية نقله. في هذه الأثناء ، تجد الكتابة طرقًا جديدة لدفع القصة إلى الأمام دون أن تفقد قوتها أو تصبح مملة على الرغم من أنه كان من الممكن أن تقع بسهولة في هذا الفخ. يميل السجناء في كثير من الأحيان إلى اليأس ، ويظهرون ناطحات السحاب في ساو باولو التي تلوح في الأفق فوق ساحة الخردة السلكية الشائكة كما لو كان هناك تذكير بالحرية التي كان يمكن أن يتمتع بها ماتيوس وأصدقائه ، إلا أنهم أدركوا أنهابعيدة المنال. يأخذ التصوير السينمائي لجواو غابرييل دي كويروز الفيلم إلى آفاق جديدة ، حيث يعرض بيئة قاتمة بألوان باهتة تقريبًا تعمل جنبًا إلى جنب مع موضوعات الفيلم ورحلة ماتيوس ، يرتقي الفيلم بأداء كريستيان مالهيروس التعبيري والمؤثر. تقول عيناه اشياء كبيرة ودون الحاجة الى الحديث ، الذي يمكنه نقل أكثر التعبيرات الدقيقة إيلامًا ، في المقابل، يبدو رودريغو سانتورو مخيفًا تمامًا كما ظهر في شخصية لوكا ، بارد ، عنيف ، لكنه دقيق أيضًا في حركة جسده . يقدم كلا الممثلين كل ما لديهما ، كما أن علاقتهما تؤدي إلى إضافة معقدة متعددة الطبقات للقصة التي يتم سردها في 7 سجناء. إنه فيلم يجب مشاهدته بالتأكيد وهو موجع ومؤثر في استكشافه للسلطة والتسلسل الهرمي ، وحول دور لوكا الشرير تحدث الممثل "رودريغو سانتورو" قائلاً : كانت ردة فعلي الأولى على السيناريو صدمة. دخلت على الإنترنت على الفور وبدأت في البحث ، وكلما بحثت أكثر ، شعرت بصدمة أكبر. لقد طلبت لقاء مع أليكس ، وكان لدينا اجتماع لمدة أربع أو خمس ساعات حيث أخبرني بتجربته - نظرًا لوجود أليكس هنا ، يمكنني القول بالطريقة التي تمت كتابتها بها ، قلت ، لست متأكدًا من أنني أمتلك الثبات لألعب هذا الدور. لم أكن متأكدًا مما إذا كانت هذه الشخصية مناسبة لي ، وقد أخبرني بعد محادثتين ، اشعر بالراحة والحرية في اختيار أي شيء تعتقد أنه منطقي . لم أتمكن من إخراجها من تفكيري لذلك قررت أن أقوم بالدور . لقد بحثت كثيرًا عن الموضوع عبر الإنترنت وفي المحادثات مع أليكس وكل شيء آخر. لكنني أيضًا أنحدر من عائلة من الطبقة المتوسطة في البرازيل ، وألعب دور رجل يقول إنه جاء من الأحياء الفقيرة ، ويقول إن منزله كان بائسًا وبائسًا. لذلك ، كنت بحاجة إلى البحث بعمق ، وهو جزء من العملية التي عادةً ما أهتم بها كثيرًا ،كان علي الاقتراب منه وتعليق الأحكام والرؤى النمطية التي قد تكون لدي في ذلك الوقت ؛ اقترب منه وحاول أن أستوعب واستوعب قدر المستطاع لتصوير هذا الجزء باحترام وبطريقة واقعية وهذا ما فعلناه" . المخرج ( أليكس موراتو) تحدث عن إختياره للشاب كريستيان لبطولة الفيلم " عملت معه في فيلمي الأول(سقراط) لقد كان واحدًا من 1000 شاب أجروا تجارب أداء لدور سقراط ، الذي كان في فيلمي الأول شابًا مثليًا ومشردًا في مجتمع الفقراء المسحوقين في ساو باولو. كريستيان ممثل مميز للغاية لأنه - بصرف النظر عن ولادته وترعرع في تلك المجتمعات ، لذا فإن أدائه وطريقته في التحدث وسلوكياته كلها أصيلة للغاية ، فقد تم تدريبه أيضًا كممثل منذ صغره . بدأ العمل كممثل في التاسعة من عمره تقريبًا في المسرح ، لذلك كان هذا أول دور له على الشاشة وتم ترشيحه لجائزة الروح المستقلة. إنه الآن البرازيلي الأول والوحيد الذي حصل على هذا الترشيح. ها هو يبلغ من العمر 18 عامًا ، يتنافس مع جواكين فينيكس وإيثان هوك في فيلمه الأول . اعتقدت أن عمله كان شجاعًا للغاية ورائعًا ، وأصبحنا أصدقاء .أحب العمل مع الممثلين أكثر من مرة. على سبيل المثال ، أود العمل معه مرة أخرى. أعتقد أنه أمر جميل أن تستمر في العمل مع الممثلين على أفلام مختلفة ، لأنه تعاون بالنسبة لي. كان لدينا هذا الأساس. كانت لدينا تلك الصداقة ، وعرفت أنه سيكون قادرًا على القيام بهذا الدور. قررنا العمل معًا مرة أخرى ، وأعتقد أنه كان هو ورودريجو يتمتعان بكيمياء رائعة معًا. أنا أحب أنهم أصبحوا أصدقاء أيضًا ، وأعتقد أنه أمر مثير حقًا أن يتعرف الممثلون على بعضهم البعض على هذا المستوى الحميم. أعتقد أنه يجعل الأداء أفضل" .
في الختام :
لاشك أن المغامرة من أجل حياة أفضل هي مادة أساسية ومكررة في العديد من الأعمال السينمائية ،ولكنها في فيلم المخرج ( أليكس موراتو) هي تحليل وتعرية للواقع الاقتصادي والسياسي الاجتماعي للمجتعات الحديث المتوحشة في المدن الكبيرة وما يحدث فيه من استغلال طبقي صادم ، مثل ما يحدث في فيلم "7 سجناء" الذي يتناول حياة شباب وفتية صغار يطاردون حلم العيش بكرامة ويبدو هذا الحلم مستحيل ويخالف الواقع ، ويترك إنكساراً في الروح .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (قلوب وعظام ) فيلم يصور صداقة مصور ولاجئ يصارعان صدمة الحرب ...
- فيلم (دونباس) صرخة ضد مجتمع فقد إنسانيته في زمن الحرب .
- فيلم (بعد الحب) لا يتعلق بالإيمان بقدر ما يتعلق بالحزن والخس ...
- فيلم -مقتل كينيث شامبرلين- يدين العنصرية ويفضح عنف الشرطة ال ...
- الفيلم الكردي -أرضي ذات الفلفل الحلو- يرصد تناقضات المجتمع ا ...
- فيلم- الإصلاح الأول - يعكس الصراع بين الشك واليقين في قضية ا ...
- (أنا كارل ) فيلم يحذّر من صعود اليمين المتطرف في أوروبا،
- فيلم (ملكة الصحراء) : يكشف جانب من حياة (مسز بيل ) الخاتون-ص ...
- فيلم - السيد جونز - يكشف معاناة الصحفي من أجل تقديم الحقيقة ...
- أهم ألافلام التي تأثرت بالهجمات الإرهابية في الحادي عشر من أ ...
- الفيلم الوثائقي -نوتورنو- فيلم عن الحياة واستمرارها رغم الحر ...
- -أغنية ألارض- نموذج للفن الراقي والمؤثر والمستوحي من الموضوع ...
- فيلم (المولود مرتين) يُظهر واقع النّساء في أبشع صورٍ عاشتها ...
- - مرحباُ وطني الجميل - فيلم تركي يروي سيرة الشاعر (ناظم حكمت ...
- هل نحن أمة غابت عنها القيم ..؟؟؟
- مسلسل-كيف تصبح طاغية- يكشف حيل الطغاة وأكاذيبهم ويسخر منهم ! ...
- -كيف تصبح طاغية- مسلسل يسخر من الديكتاتورية ومن الطغاة
- مسلسل-كيف تصبح طاغية- يسخر من الديكتاتورية ومن الطغاة
- رسالة فيلم -عبد الله وليلى - لا الغربة ولا الزهايمر يمكن أن ...
- -داني بوي- فيلم يتناول تعذيب القوات البريطانية لمجموعة من ال ...


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم ( 7 سجناء ) يفضح الاتجار بالبشر والعبودية الحديثة