أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرعاشور - لم أزل أعيش جرح الجحيم














المزيد.....

لم أزل أعيش جرح الجحيم


حيدرعاشور

الحوار المتمدن-العدد: 7194 - 2022 / 3 / 18 - 15:39
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة

لا تندفعِ في حماس رخيص، ان الحب يتطلب كلاماً قليلا، واضحاً من دون انفعال مفرط. اهتمي أولا بالزرع قبل الارض، ليكون اساس عشقكِ متين. دعِ مزاجك جانباً ولا تضطربي حين يأتي على بيتك. اجلسي أمامه وفكّري في مستقبلك، وانطلقي بأعماق قلبك الى اعماق قلبهِ، لُترهفي السمع والفؤاد. أمامكِ صراعٌ لابد من ان تجابهيه، والزمن كفيل بمساعدتكِ.
ما هذا الحال وانكِ تقضين وقتك في النظر في المرآة.. أيتها المرآة: أتواتيني الجرأة ؟!، وكيف يتسنى لي أن أبدأ ؟. أتكون لدي القدرة على فعل كل ما تخيلته بمخيلتي، مع أني رأيت رأسي الذي دب اليها الشوق الاعمى؛ هي لحظة رأيت فيها عظمتي وهي تومض وتخبو. بعد كل هذا، وما هو أكثر منه !؟. لا تواتيني مستحيل الجرأة ان أقول بالضبط ما تخيلته قبل أن يطرق الباب.
كانت تحيط ابتسامته الذهبية شامتة، وأنا أراه رجلا كبيرا محدبا. استدرت نحو البيت، بينما كانت يده لا تزال على الباب. وهو يقرن هداياه بأساليب ناعمة كإقلاق الشياطين، كأنه يؤشّر بحركاته قائلا: أنا الذي كنت قريبا من قلبك وقد أبعدت عنه. وتستثيرني حواسي لتعلل كل حركة فقد ضاعت عاطفتي فجأة لكن غريزتي مشتعلة رغم ضعف بصري وشمي وسمعي وذوقي ولمسي، لا أعلم كيف السبيل الى استخدامها لازداد قربا منه.
جلسنا على الارض فالصالة خالية من أي أريكة او كرسي، فقط فراش ارضي ومدفأة صغيرة عليها ابريق الشاي، شربنا الشاي بهدوء وتجاذبنا أطراف الحديث والزمن يسري، وشعرت بالخوف حين أراد أن يقترب مني. أخذ يعرق وهو يهمس همساً في حديثه.. عيونه لا أجسر على لقائها في الخيال، في هذه اللحظة كانت مرعبة كلما ازداد بي قرباً. اصبحت أدور حول نفسي، حول رجل يرغب بي منذ كنت طفلة. رجل ممتلئ بالحيوية والرجولة. ارتفعت فيّ الصور بين الفكرة والواقع عندما يختفي الحبيب عن الانظار ويهرب من الحقيقة ويستبسل على حبهِ، ويأخذ معه الأسرار الجميلة ويُحوّلها إلى جحيم.. الى تجارة صيد والسمكة أنا الآن سهلة صامتة جعلتها أحلامها طازجة للأكل بعد هذا العمر.
كانت مشاعري ظاهرة وخفة اقترابه بلا هموم بلا شكوك، تتوه عيناه بالرغبة الجامحة.
اخترع ضحكة على سخرية افعاله وعفن غاياته. بينما تأتيني من رأسي صرخات وتأوهات وتزورني وجوه مألوفة بين الحركة والفعل بين الانفعال والاستجابة.. أصحو، وأنا بين الرغبة والنفضة. يا الله اية صور تذهب وتعود في رأسي.
آه يا أمي.. آه يا الله ما زال يحد نابه كالكلب قاصدا جرحي.. ولم أزل أعيش جرح الجحيم من أول قبلة حرام سريعة قبلت بها بالخفاء، واحتفظت بنشوتها ليالي ونهارات، ولأن عمري تجاوز الاربعين وأحلم بها كلما غزوني الشوق وارتفعت بي حرارة الجسد فتبدأ الروح تطلبها فيعيدها عقلي الى خيالي..
هذا النبض في الروح هو الأضعف والأقوى أموهوب هو أم معار؟. انا الذي فعلت هذا، ونسيت وها انا اتذكر. فعلت هذا جهلا نعم كنت صغيرة، وأمي كانت تثق بهذا الرجل لكونه جزء من دمنا العائلي. فعلتُ في شبه وعي اليوم، أخذ حقيقي كي اسلخ من عقله كل ذكرياتي واسحب ورقة الخوف من قلبي. قبل البداية كل شيء يكون دائما الآن.. الجسد يتعذب وينوء بعبءٍ ثقيلٍ فينشق واحيانا يتحطم، وتشد أوتاره فتنزل وتنزلق وتموت.



#حيدرعاشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل القوى تزعم إن الله معها !..
- تَفاؤل بداخلنا.. أن نعيش بسلام..!؟
- طعنةٌ سرية
- طموحٌ جامحٌ
- الشباب جيل المستقبل وهوية العراق
- حين تكون قصيدتك صوتاً ورمزاً..
- فراس الاسدي .. (يا لك منْ مُستفز أبيضْ) ..
- في ظل حكومة الثقافة المبرمجة
- (خالٌ في خدّ السماء) قصائد تنفَّستْ روح الشاعر علي الشاهر
- (قصةٌ قصيرة) صالحةٌ
- رضا الخفاجي ... ما زال يسعى منذ نصف قرن..!
- نحن في زمن المُفاجأة..!
- رياضةُ اليوم في سجلات الماضي
- 2007 قصةُ انجاز..
- قصة قصيرة (الملاذُ الأخير)
- قصة قصيرة ( امرأةٌ من الماءِ)
- قصة قصيرة (الخيطُ الخفي)
- قصة قصيرة ( الخيطُ الخفي )
- فاض هذا العالم بالمهرة من الكذابين
- قصة قصيرة( يرى نفسهُ)


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرعاشور - لم أزل أعيش جرح الجحيم