الولايات المتحدة غاصت في المستنقع العراقي *

عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1667 - 2006 / 9 / 8 - 09:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

أصدر القائد الأمريكي تقريراً أمس بمقتل جنديين من المارينز وثالث بحار في محافظة الأنبار غرب بغداد، وهي واحدة من المحافظات الأكثر عنفاً (مقاومة). وبذلك ارتفع عدد القتلى من القوات الأمريكية إلى ثمانية منذ يوم الأحد، حسب المصادر الرسمية.
تقول روايات المقيمين أن الجيش الأمريكي فقد سيطرته على هذه المحافظة المتفجرة وبشكل كلي تقريباً.. هذه المحافظة التي تضم مدناً مثل الفلوجة والرمادي التي تعيش قمة مقاومة الاحتلال في العراق، بخاصة في ظروف شهدت فيها هذه المحافظة والمناطق المحيطة بها، ولا زالت، الاحتلال العسكري الأمريكي بأقسى أشكاله وأيضاً المقاومة الأشد لهذا الاحتلال، حسب مقالة نُشرت أمس.
تُضيف المقالة أن المحتل الأمريكي تسبب في أضرار جسيمة للعديد من مدن هذه المحافظة مثل الفلوجة وحديثة والقائم والرمادي. ولكن يظهر أن السيطرة الحقيقية على الأرض فيها بقيت بيد المقاومة. ومع فقدانها السيطرة على هذه المحافظة، يظهر أن الولايات المتحدة تفقد سيطرتها تدريجياً على العراق ككل.
"نحن نتكلم عن حوالي ثلث مساحة العراق،" قالها أحمد سلمان- مؤرخ من الفلوجة لـ IPS. "تتصل حدود الأنبار بحدود الأردن وسوريا والعربية السعودية، وأن المقاومة لن تتوقف أبداً طالما استمر تواجد جنود الاحتلال على الأرض."
وصف سلمان عمليات جنود جيش الاحتلال وكأنهم يعملون ضد أنفسهم، مُبينا أن المقاومة تكسب السيطرة على المحافظة. "أن عملياتهم (القوات الأمريكية) تُدمِّر أهدافهم.. يُيفذون هذه العمليات الشديدة العنف وتكون الحصيلة قتل المزيد من المدنيين، وتجعل الأمور مستحيلة لتهدئة الناس في الأنبار."
"لا يوجد مسؤول حكومي قادر على فعل أي شيء دون الاتصال بالمقاومة أولاً،" حسب أحد العناصر الحكومية في الأنبار لـ IPS. "حتى المحافظ كان يحصل على موافقتهم (المقاومة) عادة في كل شيء. وعندما توقف عن ذلك أصدرت المقاومة حكماً بإعدامه، وحالياً لا يستطيع الحركة دون حماية الأمريكان."
لقد أصبحت حديثة، رمادي وعاصمة العراق مشهداً لهجمات عنيفة في الأسابيع الأخيرة، مع تدمير العديد من العربات المدرعة، وقتل العشرات من قوات الاحتلال الأمريكي في محافظة الأنبار.
أصدرت المقاومة في الرمادي بياناً تضمن قيامها بالعديد من الهجمات على جنود قوات الاحتلال. وذكر البيان أن الجنود الأمريكيين ناشدوا العراقيين في الأنبار وقف استهدافهم، معاهدين على تفكيك قواعدهم في حديثة وحبانية (قرب الفلوجة) قريباً.
لكن العميد قحطان الدليمي من الرمادي أخبر IPS أنه لا يتصور حصول ذلك. "لا أرى أن هذا محتمل،".. "أعتقد ليست هناك جهة محلية تستطيع أن تقف في وجه المقاومة القوية في الأنبار، وأن هذه المحافظة ستكون الأخيرة التي تُسلّم لقوات الأمن العراقية."
شهدت محافظة الأنبار العدد الأكبر من قتلى الجنود الأمريكيين في العراق، على الأقل 964، حسب المجموعة العراقية الموحدة لإحصاء عدد الإصابات.
وفي نفس الوقت بدأ الجيش الأمريكي من المارينز والمهندسين هدم مساحة على امتداد نصف كيلو متر من المباني مقابل مركز المدينة ومساواتها بالأرض. "إنهم يحاولون إنشاء منطقة منفصلة بين الرسميين من عناصر الحكومة الدمية وبين المباني التي تستخدمها المقاومة لمهاجمتهم... أن الأمريكان يدفعوننا إلى المزيد من الغضب.. أنهم يُدمِّرون مدينتنا." قالها أحد عناصر المقاومة في الرمادي.
"لقد اعتدنا أن نقلع حيطاناً، أبواباً وشبابيك، ولكن هدم ثمانية صفوف من بيوت ومحلات تجارية متلاصقة، شيء جديد بالنسبة لنا." قالها الملازم الأول بين كلاي (24) من المارينز.
تقول تقارير معتمدة على المقيمين في الفلوجة باستمرار المعارك بين القوات العراقية الأمريكية المشتركة وبين مقاتلي المقاومة. وحتى "قوة الشرطة المحلية التي اعتادت أن تكون خارج الصراع، أصبحت الآن هدفاً لهجمات المقاومة.. المئات منهم تخلوا عن وظائفهم بعد أن أصبحوا هدفاً مشروعاً للمقاتلين،" حسب أحد المقيمين (أبو محمد).
يظهر أن جيش الاحتلال الأمريكي مرتبك جداً في التعامل مع الحالة الأمنية في الأنبار.. الهجمات صارت مستمرة يومية وممتدة من القائم قرب الحدود السورية ولغاية أبو غريب غرب بغداد، على امتداد الطريق المار بـ: حديثة، هيت، رمادي والفلوجة."
أضاف المؤرخ سلمان " عامل آخر مهم،علاوة على الاحتلال، يساهم في عدم استقرار المحافظة: ظروف البؤس التي يعيشها الناس في غياب الخدمات، بما في ذلك انعدام البنية الأساسية، طلقات نارية عشوائية، وأيضاً الكثير من ممارسات الاعتقال غير الشرعية الجائرة."
ممممممممممممممممممـ
* U.S. trapped in Iraq, Aljazeera.com-6 August,2006.
ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد

#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل