أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فاتح حامد - شهيدة الفكر، المبدعة والمفكرة الكوردية -ماريا-















المزيد.....

شهيدة الفكر، المبدعة والمفكرة الكوردية -ماريا-


محمد فاتح حامد

الحوار المتمدن-العدد: 7187 - 2022 / 3 / 11 - 14:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استشهدت الناشطة النسوية والمفكرة الكوردية من اربيل ايمان سامي مغديد "ماريا"، وقتلت في اربيل واصبحت شهيدة الافكار والتجديد في مجتمع مازال يعاني من التخلف!.
ماريا البالغة من العمر 20 عاما فقط اصبحت ايقونة النساء في اقليم كوردستان العراق اصبحت رمزا للحرية والانسانية وضحت بحياتها من اجلهما!.
ماريا ....انها الثورة والمجد وتأريخ طويل من الجمال!.
قالت في احدى محاضراتها في اربيل:

((انا لست بحاجة لخوض معركة الحرية من اجلي وليس هذا سبب وجودي هاهنا، لانني ربما لدي ما اريدها من الحرية.
انني ارى صعوبة كبيرة في حرية المرأة لاننا نعيش في مجتمع، الثقافة والتقاليد والدين، لديها جذور قوية وعميقة جدا فيه!
في مجتمعي الرجل ايضا يتعرض لما تتعرض لها المراة!
عندما ننظر الى مجتمعنا نرى مقتل نسبة كبيرة من النساء وحرقهن، ربما نفكر بان الرجل يكره المراة ويقوم بقتلها من اجل حقوقه او شرفه او ان المرأة اقدمت على الحب او ربما تبادلت القبل مع شاب ما او بسبب اي موضوع اخر!
كثير من الاحيان نحن النساء نفكرن بان ممارسة الجنس بحرية واختيار الملابس بحرية تعني حرية المرأة، كلا ليس كذلك ان هذه الخطوة من النقاط المبتدئة جدا وان المرأة اصلا لايجب ان تحارب من اجل ذلك!
عنما اقدمت المرأة على الحرب بفكرها ستصبح هذه الامور بسيطة جدا وباستطاعتها ان تمارس داخل مجتمع واعي بما ترغب بها.
المجتمع الكوردي اصبح لاي سبب كان، هذا المجتمع الديني الموجود حاليا، وثقافته وتقاليده مازالت جذورها متينة، لاي سبب كان نحن نعيش في هذا العصر الكوردي الموجود.
في مجتمع الجميع فيه ضحية من المراة والرجل والاطفال ونحن لانصل بالعنف الى اية نتيجة.
ويجب ان نبدأ من النقاط الاساسية لتغيير مجتمعنا، حاليا نحن 55 شخصا هنا ومن المحتمل ان يكون خمسين من بيننا غير راضي عن هذا المجتمع ومن المحتمل ان يحاول خمسين من الجالسين هنا تغيير هذا المجتمع.
الخطوة الاولى يجب توعية انفسنا، توعية حوالينا ومن ثم المحاولة لتربية صحيحة لاحفادنا والجيل القادم!
جميع الامور في مجتمعنا سيئة جدا من السياسة والدوائر الحكومية، من التربية والمعلمين والمدارس وحتى النواب ليس لديهم تربية صحيحة!
حتى الاطباء ليس لديهم مستوى جيد من التفكير والثقافة ليس بامكانهم تكوين مجتمع صحيح!
انا وقد تحدثت عن هذا الموضوع سابقا عندما تزوجت كان عمري مابين 13 الى 14 سنة وذهبت في حينه لدى طبيبة وكانت والدتي معي لانها كانت ترغب بان اصبح حاملا، لانني تزوجت دون رغبتي وارادتي كانوا يعتقدون انني سوف لا انفصل عن زوجي ان ولدت بطفل او طفلة او ربما لاتتعمق المشاكل بيننا، وعندما ذهبت لدى الطبيبة قالت لي: لماذا لاترغبين بالانجاب، انصدمت كثيرا وقلت لها: الا ترين انني صغيرة على ذلك واخاف كثيرا من الم الانجاب وقالت انا اطمئنك من الم الولادة.
ان كانت الطبيبة تفكر هكذا وصاحب الشهادة ومعلمي يفكرون كذلك، فماذا انتظر من هذا الشعب، لذا يجب اولى خطواتنا تكون التوعية ويجب ان تكون محاولتنا لتغيير المجتمع بشدة وقوة ونسعى لاجبار الناس على صد اعمال القتل من اجل تربية صحيحة ويجب على وزير التربية اجبار المعلمين قبل البدء بالدروس ان يقوموا بتوعية الطلاب بكيفية التصرف في المجتمع وكيف يتصرف مع اصدقائه وتعليمه جميع الاشياء الجيدة.
يجب تعليم الرجل عندما يرى امرأة غير متحشمة او ديانتها تختلف عن ديانته ان لايقول لها: عديمة الاخلاق وديوثة ومومسة، طبعا انا اتحدث عن واقع المجتمع الكوردي.
ونرعرع الطفل على هذه الكراهية، اتفل على فلان سب فلانا، قبل ان يعلموننا المحبة يعلموننا الكراهية، عندما تكون انت الطفل الثاني في العائلة ترى انهم يهتمون بالطفل الاول ويهملونك وربما يتحدثون معك بقساوة ومع الطفل الذي جاء بعدك بلطف وحنان ولايعلموك على حب شقيقك، بل في العديد من الاحيان يظهرونه اعلى شانا منك ويجعلونك من الصغر ان تحقد على شقيقك او شقيقتك وهذه الكراهية تستمر!
وعندما تأتي امك لتستيقظك وتقول لك بان الساعة 12 ظهرا وعندما تفتح عينيك وترين بان الساعة مازالت الثامنة صباحا تمتعضين كثيرا لان والدتك كذبت عليك او عندما توعدك وتخالف وعدها وهذه الخطوات تصنع الاف العقد في داخل الطفل
وهذا الطفل عندما يكبر يصبح شريرا ومستعدا لقتل حتى اخته!
راينا كثيرا من يقتل والده او من يقتل ابنه ووالدة تقتل طفلها وابن يذبح والدته، وليس شرطا ان يكون الدافع هو الدين بل يعود الى عدم توعية الشعب الكوردي، ان كان شعبنا واعيا لما اتخذ من الدين تطرفا لما جعل من الدين سببا للقتل، ان كان الشعب الكوردي واعيا لما انتقد الطبقة السياسية بل كان لديه حسن الاختيار و يعرف من يختار ليحكمه لربما ان كنا واعين لما واجهنا الغبن والظلم وكنا نعيش مثل بقية الشعوب والامم!
وعندما نتحدث عن حرية المرأة لا نستطيع ان نقول ان النساء يجب ان يتحررن نهائيا ويكسرن جميع الحدود ويذهبن خارج البيت ويقمن العلاقات الغرامية، لايجوز ذلك في الوقت الحاضر ابدا لربما نحتاج الى عشرين سنة للوصول الى هذه المرحلة!
شاهدوا نظرة الرجل الى المرأة لدينا، انني وضعت صورة لي تظهر فيها جزء من صدري على موقعي في الفيس بوك، جميع التعليقات كانت تتحدث عن السكس والجنس وهذا يظهر ان شعبنا جائع من جميع النواحي من ناحية العطف والروح والسكس.
الاطفال في المنازل لايرون امهاتهم وشقيقاتهم ولو لمرة واحدة بملابس شبه عارية، ومن الطفولة وفي المدرسة يتم ابعاد الولد عن الفتاة!
عندما كان عمري اربع سنوات وكنت العب مع طفل اخر بعمري في زقاقنا ضربني والدي ضربا مبرحا ... وان هذه الافعال تشكل الحرمان!
والتقليل من شأن المرأة في مجتمعنا والنظر اليها بازدراء، في كثير من الاحيان النساء هن سبب ذلك، والخطأ من الجانبين ولايجوز اتهام جهة واحدة فقط ولا نستطيع الوقوف ضد الرجل.
لاننا ان اردنا تحسين الامور لايتم ذلك بجنس المرأة فقط ويجب ان نسعى الى رفع مكانة المراة ويجب ان نبدأ من الجذور والاساس ويجب التعامل بلطف مع اطرافنا لان شعبنا شعب عنيف ويلجأ الى الضرب والمشاكل والكذب، وهذا الفراغ الذي ولد منذ طفولتنا في داخلنا يجعلنا ان نرى حتى انفسنا قليل الشأن واغلبنا نعاني من هذا الفراغ ونفكر بامور عجيبة مما تعجلنا ان نقلل حتى من شأن انفسنا لذلك جميعنا نعيش في ذلك الفراغ ونحن السبب في ذلك.
الانسانية هي اهم مالدي لنيلها في مجتمعي وليس العنصرية، لا احد اعلى من الاخر ليس الرجل اعلى واعقل مني ولا انا اعقل واعلى من الرجل وان كان لدينا الوعي نستطيع ان نساعد بعضنا الاخر بافكارنا المختلفة!
من الممكن ان اكون محظوظة لبقائي على قيد الحياة وانا داخل مجتمع اسلامي متشدد ومن عائلة عشائرية حيث سعيت للحرية واصبحت حرة ومحظوظة لبقائي على قيد الحياة!
انا لا اقول للنساء تعاركن في المنزل مع اخوانكن وابائكن وضحين بحياتكن في حين هم اصحاب افكار عشائرية فضة، اضافة الى عدم تأسيس مكان جيد لحماية المرأة وتأمين حياة حرة وكريمة لها!
المرأة يجب ان تحصل على حقوقها ولكن متى؟، .... عندما عرفت ثمنها ويجب ان تعرف كيفية استخدام حقوقها عندما تحصل عليها وليس ان تجعل من نفسها ضحية من جديد، المرأة يجب ان تغيير تفكير عائلتها اولا ومن ثم تحصل على الحرية
فليس من الحكمة ان اصرخ على شقيقي ووالدي لا ليس كذلك، بل يجب ان اتبادل الافكار معهما وعندما غيرت الافكار ساحصل على حقوقي بطريقة سلمية وبسلام وليس عن طريق المشاجرة!
انا لا احث اية امرأة ان تحصل على الحرية مثلما انا حصلت عليها واصبحت حرة واعيش بمفردي الان، انا لا اريد ان تقتل اية امرأة بسببي وتلقدني في الحصول على حريتها، وليس قتل المرأة فقط وانما اريد ان لايبقى القتل نهائيا !)).

ملاحظة:
ان هذه المحاضرة القتها ماريا باللغة الكردية
داخل قاعة في اربيل ونشرت بصوتها
وسعيت انا لترجمتها الى اللغة العربية
لان ماريا وافكارها تهمني لانني اعتبرها جزء جميلا ومهما من الحياة
ونموذجا للحرية والانسانية، والتضحية والفداء من اجلهما!.
اضافة الى نشر اغنية لها بعد استشهادها، تبين انها تفوق العديد من الفنانات المطربات، فنا وموهبة!.


"استشهاد ماريا بسبب افكارها"
أعلنت قيادة شرطة كركوك، القبض على قاتل الناشطة النسوية في اربيل ماريا سامي.
وقالت القيادة في بيان، إن "عملية القبض جاءت تنفيذا لتوجيهات وزير الداخلية الموجهة لقائد شرطة محافظة كركوك والمنشآت العميد (كاوه غريب عبدالرحمن) حول تكثيف الجهود للقبض على منفذ جريمة قتل الشابة ماريا سامي بعد ورود المعلومات حول توجهه إلى محافظة كركوك ".
وأضاف البيان، أن "مفارز قسم مكافحة اجرام كركوك ومديرية الاستخبارات والأمن العسكري العاملين ضمن تشكيلات قيادة المقر المتقدم في محافظة كركوك ألقت القبض على القاتل وهو شقيق الشابة ماريا سامي ونفذ الجريمة في محافظة أربيل قبيل عيد المرأة بساعات في حادث لاقى صدى واسعاً في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي".
واعلنت شرطة اربيل في وقت سابق عن مقتل الناشطة المدنية ايمان سامي من قبل شقيقها باطلاق النار عليها على طريق مطار اربيل الدولي.
واشارت المعلومات الصحفية الى ان الناشطة النسوية ايمان سامي مغديد، هي ابنة احد رجال الدين في اربيل واختارت طريقا مختلفا وغيرت ديانتها من الاسلام الى المسيحية وغيرت اسمها الى ماريا، وكانت مدافعة قوية ونشطة عن حقوق النساء،وانفصلت عن زوجها وكانت نشطة جدا في مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تحدثت صديقاتها عن ان ماريا كانت متمردة على عادات وتقاليد مجتمعها وكانت تريد ان تعيش بشكل مختلف، وكانت لديها مئات الاف المعجبين في مواقع التواصل الاجتماعي وتعرضت الى العديد من الانتقادات والتهديدات بسبب اختلافاتها الفكرية.



#محمد_فاتح_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهاك حرمات السليمانية وسحق حريتها
- رسالة بلاعنوان
- ماذا قالت نتائج الانتخابات لكن ايتها السلطات!
- انا خير منك!
- سلطات الاقليم متهمة بالفساد وانتهاك حقوق المواطنين وقمعهم
- لاتقتلوا شبابنا الكورد فدمائهم اغلى من قصوركم المشيدة بالسرق ...
- من المسؤول عن اوضاع اقليم كوردستان ؟
- انقذوا الاسلام
- مجتمعنا المتخلف وغير الخلوق
- تعلموا العشق من الدراويش
- الكشف عن تصرفات الوزراء مع القوات الامنية
- الطغاة في اقليم كوردستان
- الشرق الاوسخ
- قطع رواتب المتقاعدين وقتل المتظاهرين تحت انظار الكاظمي
- الفايروس
- لاتلجؤوا الى الحكومة العراقية الفاسدة
- كفاكم انتهاكا لحرمة القلم
- كورونا يؤدبنا
- علماؤهم وعلماؤنا
- احتضان القمر


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد فاتح حامد - شهيدة الفكر، المبدعة والمفكرة الكوردية -ماريا-