أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصطفى الرزاق - قشعريرة تشبه غريزة القطيع ..














المزيد.....

قشعريرة تشبه غريزة القطيع ..


مصطفى الرزاق

الحوار المتمدن-العدد: 7186 - 2022 / 3 / 10 - 11:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


يجد التمايز بين الريف و المدينة ميدانه الأوسع في المجال الإقتصادي ، حيث يسود العمل الفلاحي وحيداً في الريف ، بينما تتعدد المهن في المدينة و تتوزع على أكثر من قطاع ... تجارة .. صناعة .. خدمات .. إلخ .
يؤدي العمل في مهنة واحدة إلى الحفاظ على وحدة الأسرة "" البطركية ""من التشظي الذي يسببه إنزلاق أبنائها في مسالك متشعبة بحثاً عن العمل في مهن متعددة ، من جهة أخرى فإن وحدة الأسرة ترسخ فكرة الإنفصال وراء حاجز رابطة الدم الذي هو سمة الجماعة الطبيعية "" الإثنية .. الطائفة .. العشيرة و في حلقاتها الأصغر العائلة "" ، أمَّا التواصل فهو حاجة ملحَّة للأفراد لتأمين حاجاتهم البيولوجية اليومية و قد زودتهم الطبيعة بوسائل لتحقيق ذلك كالحواس و ملكة اللغة .
إن وحدة العائلة التي تعتمد على رابطة الدم تبنى هرمياً لتنتهي ذروتها بالأب الروحي "" عميد الأسرة "" الذي هو قائدها و أميرها أيضاً ، أما في المدينة فإن هذا الجماعة الطبيعية تضعف كثافتها و تقوم إلى جانبها جماعات أخرى تأخذ شكل المؤسسة و يتنوع نشاطها بين المهني و الإجتماعي و السياسي ... إلخ .
تستمد الجماعة الطبيعية عضدها من رابطة الدم ، لا الرابط القانوني ، لذلك فإن المنافسة بين أعضائها تقتصر فقط على ما تمنحه الطبيعة لكل واحد منهم من مزايا جسدية جمالية أو عضلية أو عمر مديد يكافأ من يصل إليه بتنصيبه شيخاً سديد الرأي يرعى شؤون رعيته التي تسري بين أفرادها في محبته و الإنقياد له قشعريرة تشبه غريزة القطيع ، هذا بخلاف الجماعة المؤسسة التي يتم التنافس بين أفرادها بحسب الكفاءة و المهارة بحيث تطَّرد فكرة المساواة التي تتلخص بمنح الفرص للجميع على قدم المساواة و الأكفأ من يثبت جدارته .
تخترق الفروقات أعلاه بنية النظام السياسي و تؤثر فيه تأثيراً شارخاً ، حيث يصبح عميد الأسرة الأب الروحي للدولة التي يتم تسيير أمورها وفقاً لإنتماءات ضيقة تزاحم معيار الكفاءة و تبطش به ، فيكون أول الضحايا مبدأ مساواة الجميع أمام القانون الذي يصبح حبراً على الورق ، كما أن عدم توفر مضمار للمنافسة في الجماعة الطبيعية سوى المضمار البيولوجي "" مزايا الجسد "" و إنغلاقها على نفسها خلف حدود رابطة الدم ، يتم إستعادتهما عند التعبير عن قوة الدولة في عدة صور ، منها صورة القائد كلي القدرة في موازة الصور الصادمة لصعق الخصوم و الفتك بهم ، أما في السياسة الخارجية فتقدم صورة لدولة فائقة التسليح تلوح دائما بالحرب المدمرة ضد أعداء مختلقين ، و ذلك على حساب تفعيل قنوات التواصل الأكثر جدوى عبر تشجيع عمليات التبادل الإقتصادي و الثقافي .. إلخ ، لذلك تصبح الصورة المكتملة لتلك الدولة العتيدة في آخر المشهد ، دولة مصنعة و مصدرة لأحدث الأسلحة و التكنولوجيا العسكرية لكنها فاشلة و عالمثالثية في الصناعات و السلع ذات الإستخدام المدني .
ما سبق من عجالة هو مجرد محاولة متواضعة لتقديم رؤية عامة لموضوع المقال لكن التفاصيل قد تختلف قليلاً هنا و هناك .



#مصطفى_الرزاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحشيٌ هذا الترّقبُ ..
- دولة الرعيّة .. دولة المؤسسّات ..
- مَلِكٌ يحكم الناس إلى يوم الدين !!..
- حادٌ مثل نصل الضوء ..
- هذه الحربُ ..
- رغيف الخبز و القطار ..
- ماذا لو كانت الأرض سماء ؟..
- تبارك الحُسْنُ ..
- الأخوة الأعداء !!..
- و ما أنا إلاَّ من غزيّة ..
- مثقّف السلطة الذي يعارض السلطة ..
- يا ويح قلبك ..
- جسدي ..
- طرّزتُ حرزاً
- رُبّما
- في وداعة الوحش
- الحرب و السلام
- الجهات الأربعة


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - مصطفى الرزاق - قشعريرة تشبه غريزة القطيع ..