أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - حينما سحقت جارتي ونيسي














المزيد.....

حينما سحقت جارتي ونيسي


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7184 - 2022 / 3 / 8 - 13:35
المحور: الادب والفن
    


كلما صادفتني على مدخل البناية تسد المدخل بجسدها الثقيل ،وهي تعلم أنني لن استطيع زحزحتها قيد أنملة، فكيف أفعل ذلك ووزني لا يتجاوز الستين كيلو غراما بينما تمتلك كما تقول جسدا كغصن البان لكنه في الحقيقة اقرب الى جذع الشجرة ،فوزنها مائة وأربعين كيلوغراما فقط لا غير .نظرت في عيني وبدلال همست:"متى ستعزمني لنتناول كأسا معا؟". استغرب مكوثك وحيدا في غرفتك البائسة ،ولكن ما يثير استغرابي فعلا أنني اسمعك تتحدث دوما إلى شخص ما واحيانا تحتد بالصراخ لكني لم أسمع يوما صوت من تحدثه ولم اصدف يوما احد يقرع باب غرفتك أو يخرج منها". وسأبوح لك بسر ::لقد ركبت كاميرا صغيرة في الممر تتيح لي رؤية كل من يدخل البناية ،ورغم هذا لم اكتشف من يزورك ،أو مع من تتحدث؟،لقد ظننت انك مصاب بالجنون أو الشيزوفرينا، لكن ما أن اصادفك في الممر حتى اتاكد من سلامة قواك العقلية."هل اعترف لها بالحقيقة أم اتظاهر اني لم أسمع حرفا مما تقوله؟ اعادني حديثها إلى تلك الفترة المرعبة من حياتي حينما كنت سجينا انفراديا في الزنزانة رقم 13 في ذلك الفرع الأمني حينها اكتشف السجان أنني كنت دائم الحديث مع شخص ما،الأمر الذي ارعبه،فهل هناك جني مسجون معي أم أنني فقدت عقلي من شدة التعذيب؟ يومها .اقتحم الزنزانة وفتشها خوفا من تهريب هاتف جوال الى السجن.بعد التفتيش لم يعثر على شيء. لكنه سمع حركة ما في زاوية الزنزانة حيث اختبا الفأر الصغير الذي كان يؤنس وحدتي واحادثه اقترب منه، وسحقه بقسوة تحت قدميه.من يومها لم يعد يسمع أي صوت في الزنزانة.اخاف ان ابوح لها بأني استبدلت الفأر بعنكبوتة سوداء تعشعش في زاوية غرفتي وهي من اتسامر معه كل ليلة.عندئذ ستتأكد من جنوني.اليوم صباحا غادرت غرفتي على عجل لموعد في مكتب العمل،نسيت إغلاق الباب،حين عدت بعد ساعتين وجدت جارتي تسد باب غرفتي بغصنها البان،نظرت صوبي وسبلت عينيها قائلة:"لا داعي لشكري،لقد وجدت باب غرفتك مفتوحا بالصدفة،حينما دخلتها هالني اتساخها،والفوضى التي تعم أرجائها ،كأن زلزالا قد ضربها ،احضرت ادوات التنظيف وأعدت للغرفة رونقها،احزر ماذا وجدت في غرفتك؟عنكبوتة سوداء كبيرة في الزاوية..لا تقلق لقد سحقتها بمقشتي...".ابتسمت وخرجت....الآن انا وحيدا من جديد لا أجد من أخاطبه إلا ظلي أو بقايا صورتي المنعكسة من مرآتي المتشظية.



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انها الحرب/8/البلبوص الخلبوص
- انها الحرب/7/النباح الاخير
- انها الحرب/5/المكارثيون الجدد يطلون من جحورهم
- انها الحرب/4/من الرفيق الأحمر للرجل الأحمر
- أنها الحرب/3/أفغانستان البيضاء
- أنها الحرب/2/اليمين المتطرف يلعب على حبلي بوتين واوكرانبا
- أنها الحرب/1/اجت الحزينة تفرح ما لقتلهش مطرح
- مرآة
- كليلة ودمنة/نص ضائع
- انا والشيوخ طال عمرهم
- عزا كنك مكورن
- عمت صباحا
- حياة موصولة بالاسلاك
- هلوسات
- نابش القمامة 1/
- شبح الكتروني
- على الأرض يا حكم
- وحدة قاتلة
- وحدنا...يا الله وحدنا
- خربشات كورونية


المزيد.....




- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - حينما سحقت جارتي ونيسي