شكري شيخاني
الحوار المتمدن-العدد: 7184 - 2022 / 3 / 8 - 02:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يوم 27 أذار 2008 ..نواة الثورة المتأسلمة
كان يوما" غير عادي بالنسبة لسجناء معتقل صيدنايا ويوما" ايضا" غير عادي بالنسبة للنظام حيث كان مقررا" ان تعقد القمة العربية في عاصمة الامويين دمشق الخالدة...
في ذلك اليوم صباحا" باكرا" استيقظ كل المعتقلين في سجن صيديانايا على تكبيرات الله اكبر والغالبية لم تكن تعرف ماهو السبب ...وانا واحد منهم وبدأت أترقب واسمع الصيحات تقترب شيئا" فشيئا" من قبو الزنازين( المنفردات ) وكان قد مضى على وجودي بها حوالي تسعة أشهر..الصيحات تتعالى وتقترب والمعتقلين بهذه الحالة تأخذهم الظنون والروايات عن السبب حتى بدأت أسمع اصوات انفجارات قريبة مني واصوات القاء قطع حديدية من الطابق الثالث الى الارضي تماما" مع سماع اطلاق نار متقطع تماما"مثل فيلم الارهاب والكباب لعادل امام... بعد ذلك رأيت مجموعة من السجناء يغطون وجوههم ماعدا عيونهم يتجولون بين الزنازين وتكبيرات الله اكبر كان المشهد درامي تماما" سيناريو واخراج وتمثيل مجموعة من السجناء الاسلاميين بقضايا مختلفة ( اخوان+القاعدة+جند الشام+ حزب التحرير الاسلامي ) وكان تعدادهم حوالي 350 الى 400 وهؤلاء هم الذين أصبحوا امراء وقادة الفصائل بعد 2011..اعود الى 27 اذار 2008 كان ينوي هؤلاء ان يقوموا بحفر نفق من تحت سجن صيدنايا الى الخارج ويسلكوا الطرق المؤدية الى ساحة الامويين لاحتلال مبنى الاذاعة والتفلزيون ووضع النظام تحت الامر الواقع واحراجه امام القادة والامراء العرب الذين يعقدون قمتهم في دمشق..و لكن تم احتواء الموقف في نفس اليوم والتهدئة وتقريبا" رجعت الامور الى ماكانت عليه..وتبين بعد ذلك أن أصوات الانفجارات كانت بسبب القاء الاسلاميين للغازات الصغيرة والتي كانت للاستعمال الشخصي والقاء الاسرة الحديد ( التخوت ) وبعض المواد الغذائيةوكل هذا بشكل عشوائي غير منظم الغرض منه تهييج سلطة السجن ضد السجناء وحرمانهم من العديد من الاشياء كالزيارات والطعام ووسائل الحياة براد وغسالة
وطباخات غاز وتلفزيونات وتخوت ننام عليها و و و الكثير من الامور والتي كانت متيسرة ومتوفرة كل هذا حرمنا منه بسبب هذا الاستعصاء المجنون ... ولكن بدأ التحضير للاستعصاء الكبير ( سأتحدث عنه لاحقا" ) والذي حدث في 5 تموز 2008 وهو الذي كان عبارة عن مجسم حقيقي لما حصل في سورية بعد ذلك والى الان..وكان هذا البيوم هو المسمار الذي تمت دفه في نعش الثورة بهد ذلك
#شكري_شيخاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟