|
الغول في عمق الحضارة و التاريخ بتعصب ايديولوجي
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 7183 - 2022 / 3 / 7 - 21:37
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
نرى و نقرا من نتاجات المفكرين حول الحضارة و التاريخ و الفكر و الفلسفة و غيرها , و هم قلة قليلة و يتعمقون فيها بما يحملون من النتاجات الموروثة التي اتتنا في هذه المنطقة بالذات. وعندما نتمحص فيها و ندقق في المعلومات و ما يفسحون منها و نقيًمها بشكل حيادي و نقارنها مع البعض اننا نتاكد بانهم يتكلمون وفق خلفياتهم و توجهاتهم الايديولوجية، و الواضح ان العديد منهم يعملون في هذا السلك و هم مستندين على حزبيتهم او نرجسيتهم الفكرية و تحيزهم المناطقي او العنصري في اكثر الاحيان. و بعد ان نتاكد من خلافحتى في رأين حول موضوع واحد و نجد تناقضات مختلفة في بيان الامر و محاولة ايجاد الدليل لبيان الحقيقة و كشف الاصح، لم نخرج الا بمعلومات قيمة و لكن غير حيادية و بعد محاولة علمية جادة للكشف عن الدوافع للخلل و الانحياز و عدم الحيادية المطلوبية التي تؤثر على علمية المادة و نسبة النجاح و كشف المغمور تاريخيا لاسباب كثيرة و منها تاثير انخفاض نسبة الثقافة العامة للمجاميع التي يبرز منها المفكر و العالم، فاننا نيأس من اثبات حيادية النتاجات. ليس من المعقول ان تبرر توجههك الانحيازي بايديولوجية او سياسة ضيقة الافق و تدعه مقياسا لبيان حقيقة تاريخية او حضارة و ما يتمسها . لو قارنا بين ادعاءات و مزاعم مفكرين في قطرين مختلفين في قياداتهما فقط و متشابهين بشعبيهما و صفاتهما و تاريخهما، نجد انهما عندما يتكلمان عن الحضارة و التاريخ يعيدان الاصالة و الاشعاع و اليؤرة التي بعثت منها تلك الحضارة الى ما ينتمون اليه في بقعة او مساحة ضيقة . هنا يمكن ان نسال عن اقدمية الحضارة و الاصالة و النتاجات و الثمرات العلمية التي ابرزتها حضارات، فاننا نجد لهم العديد من الاصحاب و اكثير من المتباهين و المتفاخرين بها، بينما ما نلمسه من الفشل و التخلف و الخسائر و الزيف من الادعاءات و النتاجات فمن الصعب ان نجد من يدعي بانها تخصه، و يعترف بانها تحص و تمس تاريخ و حضارة شعبه دون الاخر.. بينما في الغرب نرى العكس تماما، فهل شاهد احد يوما بان يدعي اي يوناني بان له الفضل في تاريخ العالم و ما حدث فيه و دورهم في التطورات التي حدثت في التاريخ القديم و احقيتهم بالتباهي و الافتخار بما حصل و ما شهده العالم من التطور العلمي الفلسفي بفضل ما قدموه مما يملكه تاريخهم من الثراء الفكري الحضاري العلمي، و ان العالم استنهل من منتجاتهم و ثمراتهم الفكرية الفلسفية العلمية و ما شهدته مراحل تطورهم الحضاري و هم مستندين على ثمرات جهودهم و استنتاجاتهم. اما ما عندنا في الشرق من البارزين في الحضارة و خاصة وادين الرافدين او الشام او الفرعونية او اليمنية فانهم يتصارعون و يتناطحون على ادعاء الاسبقية لما عندهم دون غيرهم و ان كانت قليلة او غير اصيلة. و في جانب اخر نجد من كان غنيا فكرا و ثريا حضاريا و غاصت ما امتلكها من لا حضارة و تاريخ له او سرقت نتاجاتهم عن بكرة ابيها و اليوم يدعي السارقون احقيتهم في الحديث عنها .فيمكن ان نسال ، لماذا؟ و من ثم نجيب من اجل العبرة و تلافي ما يحصل و نجد الكبير المتواضع عندنا على الاقل و نعيد ما يسير الى نصابه و سكته و الحق الى اصحابه. * لماذا يفتخر من ليس لديه ما يدعيه، اهل هو نتاج النقص و عدم الثقة بالنفس و محاولة تعويض ما لا يملكون، ام محاولة تغطية ما جرى من السرقة على ايديهم وما يمارسون من الاجحاف بحق اصحاب الحضارات و النتاجات الفكرية الفلسفية الحقيقيين لاسباب سياسية فكرية عسكري دينية؟ * فهل يمكن تعويض ما حدث من افول الفلسفة الاسلامية قبل تجليها بشكل كامل و واضح لاسباب؟ لا يسعنا هنا ذكرهذه الاسباب نتيجة غزارتها و حساسيتها و خشيتنا من اصحاب الافكار و الخلفيات القاتلة قبل اي شيء اخر *انعدام مرحلة تاريخية طويلة مشرقة او نهضة اجتماعية اقتصادية فكرية و حضارية خاصة في هذا الاطار الضيق و في هذه المساحة المعينة من الخارطة العالمية والتي ارغمت انفها في كل ما جرى في العالم، بينما برزت منه الاكثرية المطلقة من القصص والخرافات و الاساطير و الملاحم و الاديان؟ بناءا على الموجود، فاننا نجد الصراع المناطقي و الايديولوجي على بيان اصالة هذه الافكار و الحضارات و كشف البقع الحقيقة لمنابعها الحقيقية بعيدا عن الميول السياسية و الايديولوجية و الخلفية الفكرية المتارجحة لما يتسم به اهل هذه المنطقة.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يدير شؤون الوزارات في كوردستان ؟
-
النقد الفكري بخلفية ايديولوجية في كوردستان
-
هذه هي حقيقة امريكا
-
هل تدافع روسيا عن وجودها ؟
-
لا تنبهروا بمظاهر اقليم كوردستان
-
هل يمكن الوصول الى العقلية الانسانية في منطقتنا؟
-
الانتخابات العرقية المذهبية لتجسيد الديمقراطية الشاذة
-
من يقلل من اضرار الطقوس الدينية ؟
-
هل بقي دور المثقف في تقويم السلطة؟
-
هل القومجية العربية و الاسلاموية ضد طموح الامم الاخرى ؟
-
هل ستحترق كوردستان بنار بغداد بعد المتغيرات المتوقعة؟
-
لم يفتخروا بعراقيتهم ابدا
-
لماذا التشبث بالمبتذل
-
من يميّز بين الاحزاب الاسلامية في العراق ؟
-
من ينقذ كوردستان من محنتها ؟
-
مرحلة مابعد الدين في العراق
-
السلطتان تحاصران الشعب الكوردي
-
هل يجد كل من الكاظمي و صالح ما يبحثان عنه معا؟
-
هل اصبحت قطر جحشا لاردوغان ؟
-
هل يصبح آيا صوفيا مقصلة لعنق اردوغان ؟
المزيد.....
-
-كما لو كنت جالسا مع الطرف الآخر-.. أول اتصال هاتفي بالتقنيا
...
-
-كل مكان نذهب إليه نجده أسوأ من الذي قبله-
-
عائلة يزيدية في العراق تقاضي أم حذيفة أرملة أبو بكر البغدادي
...
-
ما الذي حدث لمشروع -جزر العالم- العملاق في دبي؟
-
شبكة -إن بي سي-: إدارة بايدن تدرس إبرام صفقة أحادية مع حماس
...
-
دراجون عراة يجوبون شوارع مكسيكو سيتي مطالبين بطرق آمنة
-
تنبيه هام من سفارة السعودية في مصر
-
الخارجية الروسية تعلن ضرورة تعديل ميزانية منظمة معاهدة الأمن
...
-
بسرب من المسيرات.. -حزب الله- يكشف تفاصيل هجوم شرق نهاريا (ف
...
-
بوتين: السجناء يجب أن يعيشوا في ظروف طبيعية
المزيد.....
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
-
آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس
...
/ سجاد حسن عواد
-
معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة
/ حسني البشبيشي
-
علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|