أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير دويكات - قوانين حمورابي الفلسطيني














المزيد.....

قوانين حمورابي الفلسطيني


سمير دويكات

الحوار المتمدن-العدد: 7183 - 2022 / 3 / 7 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المحامي سمير دويكات
بقي الفلسطينيون على مدار اكثر من سبعون عاما ثابتون على مبادئهم مع الاحتلال والتي هدفها حفظ الحقوق الفلسطينية كون ان المعركة مع الاحتلال اتصفت على مدار السنين بالصعبة والمعقدة، وقد تبين للجميع في الحرب الجديدة بين روسيا واوكرانيا ان العالم الغربي يكيل بمكيالين وهذا واضح لنا كمواطنين نؤمن بالحق والحياة، ونعرف واجباتنا وحقوقنا تجاه القضية.
وحمورابي احد الحكام القدامى الذي بقي عالقا في ذهني وكنا ايام المدرسة ننسج النكات عن حكمه والتي اتصفت بالدكتاتورية وكان هو من يشرع القوانين كما يراها وقد عاش في الفترة القديمة قبل الميلاد ونقتبس (نسخة طبق الأصل من المسلة الأصلية (مؤرخة 1750 ق.م) فيها قوانين حمورابي، ملك بابل (1792-1750 ق.م)، وقوانينه تشكل أقدم القوانين القانونية المكتوبة. وتترجم أحداها بعبارة "لنشر العدل في البلد، وتدمير الأوغاد والأشرار. ولا يجوز أن يقهر القوي الضعيف. "وتوجد المسلة الأصلية في متحف اللوفر، بباريس، وقد اكتشفت في عام 1902). وهو وحكمه كان يرمز الى الاستبداد.
يوم امس فقط تم نشر ستة قوانين من بينها خمسة في الاعمال القضائية وهي من صنيعة مجلس القضاء وبناء على توصياته الذي لا يجب ان يتدخل في الامر التشريعي الذي هو من صميم عمل المجلس التشريعي المغيب وهو تعديل على قانون الاجراءات الجزائية، واصول المحاكمات والبينات والتنفيذ وتشكيل المحاكم، وهي قوانين تم اصدارها بعد سنة الفان على زمن المجلس التشريعي الاول في فترة السلطة الوطنية، وقد اعتمدها الجميع على انها ثوابت لا يجوز العبث بها الا من قبل مجلس تشريعي منتخب من قبل الشعب، وهي جزء من الحياة الفلسطينية المقدسة، لكن سبق ذلك تعديل على القوانين القضائية في السنة الماضية واصدار قانون المحاكم الادارية الذي خلق ازمة دستورية كبيرة ورفضها المجتمع المدني وعلى راسه حارسة العدالة نقابة المحامين واستمر تعطيل العمل بين شامل وجزئي لأكثر من اربعة شهور، وانتهت بتشكيل لجنة لنظر هذه القوانين، والتي لم تعقد ولم تعمل وتم الضرب بها عرض الحائط.
وقد جاء التعديل على هذه القوانين بواقع اثنان وخمسون صفحة يتخللها في بضع صفحات قانون املاك الدولة والباقي لها وهو ما يعني ان النظام القانوني والاجراءات القضائية في فلسطين تم العبث بها على نطاق واسع ولم تقتصر على بعض المواد او ناحية معينة، وهدف القائمين على ذلك هو التسريع في عملية التقاضي على حساب الحقوق الخاصة بالمتقاضين.
شعارات الاصلاح القضائي التي يرفعها البعض في مكانه على كرسي الهيئات القضائية وهو ووجوده باطل لم تنفعه بل ستؤدي الى ان يقوم الناس باقتصاص حقوقهم من بعضهم مباشرة وباليد وتحصيلها بطرق اخرى وهو ما يفسر هروب الناس الى الطرق الاخرى وزيادة المشاكل والطوش وسيلان الدم ونقض عدد القضايا، اذ انه ومن خلال قراءة النصوص هدفها الاوحد هو ان يذهب الناس بعيدا عن تسجيل القضايا سواء الحقوقية او الجرائية وان يبحثوا عن طرق اخرى، وهم الذين وقبل سنوات ذهبوا لرفع الرسوم القضائية لولا الاحتجاجات لنجحوا بهدف تقليل عدد القضايا بمنع الناس من اللجوء الى القضاء بطريقة غير مباشرة وفقط ان يكون للأغنياء.
قمت وفي سنوات سابقة بعمل ابحاث كثيرة حول هذه القوانين التي تم تعديلها وهي ليس السبب في خلق حالة الضعف القضائي وانما يعود الى ضعف في الادارات القضائية والتعيينات بالواسطة والتعليمات الباطلة وعدم صلاحية بعض السادة القضاة لشغل المنصب القضائي. فهي قوانين كما هي في كثير من بلدان العالم ولكن الفرق هنا وهناك ان لا يصلح منح ادارة الجهاز القضائي لعجوز معروفة مسبقا نواياه في اتجاهات مختلفة وهو امر يعرفه الجميع وتم الاحتجاج عليه مرارا وتكرارا.
وهذا العيب الدستوري والقانوني لا يقتصر على قانون الاجراءات الجزائية الذي حول مبادئ اساسية الى قوانين اشبه بنظام حمورابي وضرب كل القواعد الدستورية عرض الحائط ومنها وعلى راسها "ان المتهم برئ حتى تثبت ادانته". وايضا تم العبث بقانون الاصول والبينات والتنفيذ وحتى تشكيل المحاكم وهو امر في غاية الخطورة اذ ان الاصلاح القضائي لا يتم الا بتحسين الاداء القضائي بتعيين قضاة كفؤين ومستقلين وقادرين على ادارة المنصب القضائي وهو ايضا يحتاج الى تعيين فوري لأكثر من مائة قاضي.
نكتب بهذا العنوان كي لا يعتب علينا احدا في المستقبل ولكي تكون حجة امام الجميع ان هناك رفض واحتجاج كبير على سن هذه القوانين على خلاف الدستور الذي يجب ان يبقى المظلة والحاكم لكل القواعد القانونية والدستورية في فلسطين، وانه السبيل لحماية المواطن الفلسطيني فوق ارضه، وان يعزز صموده فوق ارضه في مواجهة الاحتلال ودول الطغيان، فالأمر اليوم تجاوز النقد والانتقاد القانوني واصبح لا مجال الا الاشتباك القانوني وهو امر يحتم علينا جميعا مواجهته كونه يخالف كل القواعد الدستورية وان ما بني على باطل من تعيينات ومن نصوص تبقى باطلة.
كل ذلك في غياب المجلس التشريعي وغياب الانتخابات بدون موعد او اوقات واصبح الامر يدار في غرف مغلقة لا ترى النور الا وقت الظلام والاستبداد وهي قوانين لم تراعي حالة التطور التي وصل اليها الفلسطينيون نتيجة نضالهم وكأنما عادة احكام الطوارئ من جديد كي تصبح نظام قضائي يبطش بالمواطنين، هي رسالة للجميع بان مرور هذه القوانين سيؤدي الى كوارث لن تطال العمل القضائي بل كل اطياف المجتمع التي في الاصل لا تثق بالنظام القضائي وتقلل من انجازاته وهنا نشهد بان هناك قضاة شباب وقضاة ذوي خبرة لا يجوز ان يؤخذوا بجريرة الاخرين.



#سمير_دويكات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خراب اسرائيل
- قرارات بقانون جديدة بخصوص القضاء الفلسطيني تخرج من الغرف الم ...
- عام كتب بدم الشهداء في بيتا وعام جديد نحو الانتصار
- بيتا القصة والحكاية
- ازمة الباشاوات في القضاء الفلسطيني بعد قرار المحكمة الدستوري ...
- النفوس
- بيتا الفجر القادم
- ارتفاع الاسعار في فلسطين في ظل قانون حماية المستهلك
- هل كانت رفاهية رئيس الانتخابات وتجاوزاته ثمن الانتخابات؟
- مدير تنفيذي الانتخابات الفلسطينية بلا شرعية 2
- انتخابات محلية فلسطينية بلا لجنة انتخابات شرعية
- الدروس المستفادة من تجربة الاسرى الستة في انتزاع حريتهم
- الوضع القانوني للأسرى الحرية الستة في القانون الدولي الانسان ...
- رسالة الى رئيس الوزراء، الانتخابات في خطر
- موقف الدكتور حنا ناصر رئيس الانتخابات من الانتخابات المحلية
- ارحل يا حنا ناصر
- الاعتقال السياسي في فلسطين والانتخابات
- قاتلي يا بيتا
- يا بيتا انثريني
- الحاجة الى اصدار مرسوم رئاسي لتسجيل الناخبين الفلسطينيين من ...


المزيد.....




- عملية رفح.. حماس: -لن تكون نزهة- للجيش الإسرائيلي.. وتحذيرات ...
- حماس تعلن موافقتها على اقتراح مصر وقطر لوقف إطلاق النار
- اكتشاف حقل غاز جديد في إمارة الشارقة
- الخارجية الروسية تستدعي السفير الفرنسي وتحذره من تصريحات بار ...
- البنتاغون يتمسك بحماية المدنيين في رفح
- قيادي في حماس يؤكد: -أيّ عملية عسكرية في رفح لن تكون نزهة لل ...
- أكسيوس: بايدن طلب من نتنياهو إعادة فتح معبر كرم أبو سالم بش ...
- -إجلاء المدنيين غير مقبول-.. تحذير أوروبي من التصعيد في رفح ...
- شولتس يتعهد بتقديم دعم عسكري موثوق لدول البلطيق
- -كتائب القسام- و-سرايا القدس- تستهدفان معا القوات الإسرائيلي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير دويكات - قوانين حمورابي الفلسطيني