أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عزالدين بوغانمي - برقية إلى شباب اليسار التونسي














المزيد.....

برقية إلى شباب اليسار التونسي


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 7180 - 2022 / 3 / 4 - 14:11
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الحلّ الوحيد الدّائم للقطع مع الاستبداد والتخلّف، والأمل الوحيد لتحرّك تونس إلى الأمام، هو تجذير الدّيمقراطية في كلّ قطاعات الحياة، حتى تُصبح الانتخابات النّزيهة والتّداول السّلمي على السّلطة، مسائل مُقدّسة لدى عامّة النّاس. هذا هو محور التغيير المجتمعي الحقيقي. ومن هذا الباب فقط يمكن للفكرة اليسارية أن تنتصر في القضاء على الفقر، والقضاء على الفساد، وتحرير السكّان من كل أشكال الإكراه، وتحرير البلاد من الوِصاية، واسترداد السّيادة على الثّروات الوطنية...
في هذا كلّه، هنالك حقيقة تونسيّة يجب إدراكها، لأنها حقيقة جوهرية: الشّعب التّونسي ينجذب تلقائيا إلى الأحزاب السياسية القويّة، وفي نفس الوقت سيقف على الدّوام ضدّ أيّ حزب عنيف. وهذا يعني أنّ قضيّة رفض استعمال العنف لحل إشكالية السلطة، والتمسّك بالخيار الجماهيري الأغلبي، هي قضيّة استراتيجية، لها علاقة بإمكانيّة حدوث انتقال ديمقراطي حقيقي اجتماعيّ ومؤسّساتي، محمي بقوّة الشّعب. ويُفترضُ أن تظلّ الفكرة اليسارية مستندة إلى هذا الخيار في كلّ الأحوال. يعني حتى بعد الوصول إلى السّلطة، يجب رفض التخلي عن إيتيقيا الثورة بالالتجاء إلى العنف. أوّلًا لأنّ التغيير السلمي الذي تصنعه الأغلبية الشعبية هو خيار تأسيس تاريخي وبناء وطن، وليس خيار افتكاك السلطة من قبل أقلّية حزبيّة ضيّقة. وثانيا، لأنّ الثّورة حين تنزع عنها قِيَمها الإنسانية وأبعادها الأخلاقية، تُصبح سلسلة من الجرائم والأعمال الخسيسة.

وهنا نصل إلى السّؤال الأساسي: كيف يمكن حشد التّأييد لهذا المشروع؟
من الواضح أنّ ذلك يتطلّب تحالفا استراتيجيًا مع كلّ القوى التّقدميّة، لخلق أغلبية قوية تشترك في ذات الخلفية الاجتماعيّة، وبالتالي تقف على نفس الأرضيّة الدّيمقراطية. وليس هنالك أمل لهذا اليسار في تحريك حجرة واحدة في تونس، إذا ظلّ مُشتّتًا من جهة، ومن جهة أخرى يهيم على وجهه بلا أولويات، فيُهاجم الجميع في نفس الوقت. ويضع الأعداء والأصدقاء في ذات البقعة، ويقصف. تخيّل عقولا لا تُفرّق بين حركة الشعب وحركة النهضة! ولا تُفرّق بين رئيس الجمهورية وائتلاف الكرامة!

باختصار يا شباب، لا تهتمّوا كثيرًا بما يُردّده المُفلِسون. وإذا صادفتم أحد الزّواحف يشتم الجميع بلا استثناء على أساس أنّه "ثوري من الفئة النّاجية". ويرفض التحالف مع أيّ كان، كونوا على ثقة أنّه بلا أهداف. يعني ليس له لا النيّة ولا المقدرة على المشاركة في بناء المستقبل. ولو تثبّتّم في أمره، على الأرجح ستكتشفون أنّه شخص مريض، ولا يصلح للسّياسة.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الأحزاب السياسية في تونس
- التدخل الروسي في أوكرانيا: هل هو غزو للأخت الصغرى؟ أم مواجهة ...
- هل يمكن الحديث عن أزمة في الإسلام؟
- حضور حركة النهضة، يساوي غياب المشترك الوطني.
- حركة النهضة أصبحت -مافيا- ولم تعُد حزبًا سياسيًا.
- ثورة، بلا ثوريين.
- نَكبتُها، في نُخْبَتِهَا، بما في ذلك الرّئيس.
- إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد.
- الاتحاد العام التونسي للشغل جزء من النظام العام ومحور توازن ...
- ما دخل اتّحاد الشغل بالسياسة؟
- الخيار الوطني في مواجهة جماعات الاحتياط الكولونيالي
- -الأمّة الإسلامية- فكرة مُتخيّلة، ومفهوم فضفاض.
- الواقفون خارج الأحداث
- تونس تنتصر.
- أنا الشعب ماشي، وعارف طريقي!
- 25 جويلية ثورة دستورية، وليس انقلابا على الدستور.
- أحزاب مُفلسة تقف خارج نطاق الخدمة
- يجب نزع المسمار
- الذين حكموا البلاد بعد 14 جانفي هم الكارثة، وليست الثورة
- الإسلام السّياسي وُلِدَ لِوقف تحديث الدّولة


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عزالدين بوغانمي - برقية إلى شباب اليسار التونسي