أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عبد الله - هنا يكمن الفرق: الفرق بين الشعوب المتقدمة (المتحضرة) والشعوب -المتخلفة-















المزيد.....

هنا يكمن الفرق: الفرق بين الشعوب المتقدمة (المتحضرة) والشعوب -المتخلفة-


محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)


الحوار المتمدن-العدد: 7179 - 2022 / 3 / 3 - 00:54
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تقدر تقولي إيه الفرق بين الشعوب المتقدمة (المتحضرة) والشعوب "المتخلفة" غير الفرق إللي كل الناس عارفاه؟!!

أقولك يا سيدي: الأمر مش مقتصر بس على العلوم والتكنولوجيا والوعي والخدمات الصحية والبنية التحتية الأساسية والميكنة والمرافق والخدمات وحقوق الإنسان وغزو الفضاء ورفاهية العيش - وكل الحاجات دي إللي كلنا عارفينها.. فيه فروق ثقافية (وسلوكية) وأخلاقية كتيييييير زي مثلا:
-كل ما كان الشعب راقي (متحضر)، كل ما راعى الأفراد فيه خصوصية الغير (وحياتهم الخاصة) واحترم ظروف الناس.. لكن - على النقيض من ده - الشعب العشوائي (المتخلف) هو الفضولي إللي يحشر مناخيره في شئون غيره وحياتهم الخاصة..
-الشعب الراقي (المتحضر) الأفراد فيه بيتكلموا "مع" بعض.. أما المتخلف، فتلاقي الناس دايما تتكلم "عن" بعض!!
-الشعب المتقدم (المتحضر) تلاقي الناس هناك مركزة قوي في حياتها (أهدافها - عملها - تطلعاتها لتحسين الدخل والعيشة - وإصلاح عيوبها.. إلخ) علشان تستمتع بكل لحظة فيها.. على النقيض تماما، تلاقي (المتخلف) مركز قوي (زيادة عن اللزوم) في حياة غيره ويسقط عيوبه عليهم وينشر الإشاعات عن بعض ودايما فيه صراعات ما بين الناس وعك كتير وعقد وزنب وقلة عقل وسفاهة.. إلخ.
-الشعب (المتحضر) لما حد يعرف إن فيه نقطة ضعف أو عيب (أو قصور) أو خلل أو مرض (أيا كان نوعه) عند حد معين، بيراعي المسألة دي.. وبيحاول يساعده ويعينه (من منطلق إنساني بحت) ويوفرله كل الظروف إللي تهيأله الإستمرار في حياته والتعايش مع الحالة دي (عجز - مرض - عيب خلقي - مشكلة ما - الخ) دون إشعاره بإنه أقل من غيره في أي شيء.. لكن المجتمع (المتخلف) بيعاير ويردح ويدوس أكتر على نقطة الضعف دي عندك (كما لو كنت مذنب/مجرم لا توبة لك).. أو كأنك مسئول عن المسألة دي.. ويكتر تلقيح الكلام والتراشق بالألفاظ - وكأن الحالة دي (بالذات لو كانت نفسية مثلا) هي شغلهم الشاغل ليل نهار وبيبصولها كأنها عار لحق بيك ولازم تنتحر وتخلص الناس من شرك (هههههههههههههه).. فين التدين والإيمان والرفق بالإنسان (قبل الرفق بالحيوان) ؟؟ يا أخي مش ربنا سبحانه وتعالى هو إللي خلقنا بمزايا وهبات (وفي المقابل عيوب ونقائص)؟؟!! .. ولا هنجادل مع ربنا - معاذ الله - ونقوله: "ليه يا رب" ؟! مش هو "الحكيم العليم" إللي كل حاجة عملها وقدرها فيها "حكمة" (قد تخفى علينا) لا يعلمها إلا هو؟! ومش هو إللي قال في محكم كتابه العزيز "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها" لأنه أرحم بالإنسان من الأم بجنينها؟!
-الشعب الراقي (المتحضر) بيبقى باصص بإحترام وتقدير لأي حد بيكلمه (لمجرد إنه بني آدم زيه زيه).. عندنا تلاقي النظرة الساخرة والإستخفاف بالناس والنعرة الكدابة والإستعراض.. إلخ..ناهيك عن المحاباة والذاتية (غياب الموضوعية) وتطبيق القانون على الضعيف فقط، وإللي ما ليهش ضهر، غالبا مش هياخد حقه (وسط البلطجية) في البلد دي!!
-الشعب "المتقدم" يقرأ كثيرا (كجزء مهم من حياته اليومية مش مجرد هواية يعني).. أما المتخلف، فتلاقيه يكسل يقرأ ودايما يسأل غيره في الفاضية والمليانه.. ويعتمد على السمع دون الرجوع للمصادر الأصلية، علشان كده بتكتر فيه الإشاعات والأخبار الكاذبة (بالذات على مواقع "التفاصل" الإجتماعي - على رأي الشيخ/ عبد الخالق)..
-الشعب المتحضر تلاقيه ملتزم بالقانون ومنظم جدا يخطط لكل حاجة وماشي بمذكرات (تذكير) reminders وبجدول وchecklist دايما يعلم على الحاجات إللي عملها - ويحاول يعمل الباقي قبل ما يفوت أوانه.. وده (النظام والدقة وإحترام المواعيد والإلتزام بالوقت.. إلخ) هو سر نجاحهم وتقدمهم عننا.. أما عندنا، فحدث ولا حرج (عشوائية ولا مبالاة وسوقية وبلطجة وعدم إحترام للقوانين واللوائح وواسطة ومحسوبية وغياب العدالة.. إلخ)..
-الشعب المتحضر بيبقى فاهم الحرية صح..ويطبقها صح..وعارف (حدوده) كويس قوي.. وفاهم إن حريته بتنتهي عندما تبدأ حقوق الآخرين.. وفاهم الفرق (الخط الرفيع) بين الحرية والفوضى.. أما في "بلاد الشرق السعيد" (على رأي أستاذي العالم الجليل د. مصطفى محمود - رحمه الله - إللي قال "لو فاتنا العلم، على الأقل ما تفوتناش الأخلاق" )، الأمور داخلة في بعض... الناس فاهمة الحرية غلط.. وما ينفعش تتحكم غير بالكرباج.. بلاد (خارج نطاق الزمن) لسه عايشة في جو "الإنقلابات" وثقافة الرأي الواحد.. شعوب مغيبة (مضللة).. الكل بيخون بعضه.. وكتير بيغير مبادؤه علشان عاوز يركب الموجة.. َوينافق إللي في السلطة حسب المصالح (كل واحد ليه في مدح النبي غرام - زي ما بيقولوا).. علشان كده، ولا ثورة نجحت (ولا هتنجح) عندنا.. ولا ثورة قامت حققت كل أهدافها.. لازم يكون فيه مستفيد (أو مستغل) يظهر ويلعب سياسة - وطظ في الشعب إللي ما طلبش حاجة أكتر من حقه "الطبيعي" - زي أي بلد تاني في الدنيا (عيش - حرية - عدالة إجتماعية - كرامة إنسانية).. تخيلوا لما الحق (الطبيعي) للناس يبقى حلم صعب المنال؟! ومين السبب؟؟ ما تعرفش!!!
-الشعب الراقي المتحضر صوته ما بيعلاش في الشارع بعد وقت معين (الساعة ١٠ مساء مثلا) - ولا حتى تسمع تلكس عربية - علشان الناس مقدرة إن ده معاد نوم وفيه أغلب الناس عاوزة تنام في هدوء من غير إزعاج..علشان تصحى بدري وتبدأ يومها أو تروح شغلها.. عندنا مفيش حد بيلزم حدوده أو بيراعي مشاعر الناس وراحتهم..وهأحكيلكم علي حاجة ظريفة حصلت معايا من سنة تقريبا.. بعد الفجر - قبل الشروق - في حوالي السادسة صباحا، صحيت على صوت شاب (ظريف) بيهرج قال وبيقول (بصوت عالي مسمع الشارع كله): "أيوه.. حاجة ساقعة بيبس.. حاجة ساقعة ببيبس.." (بيهرج المتخلف ابن الهبلة).. وواحد تاني معاه (بيهرج برضه) بيقول : "عدرا.. عدرا.." (بيمثل إنه منادي ميكروباص قال..).. طبعا طلعتلهم في البلكونة.....وإنتم متخيلين الباقي طبعا.. وممكن رد فعلي يبقى إزاي في الحالة دي!! ده لو ابني نفسه هو إللي عمل (التخلف) ده في الشارع، كنت كسرتله دماغه!!!
-الشعوب المتحضرة بسييييييطة جدا في حياتها.. مفيش تجمل ولا فشخرة كدابة.. شعوب واضحة قوي.. وصادقة وواقعية بزيادة.. وكل واحد عايش عيشة أهله (زي ما بنقول)..ناس بتركز على الجوهر والمضمون - مش على المظاهر.. ومش عيب هناك إنه يقولك إنه "فقير" - زي ما قالتلي سيدة إنجليزية في أول كام يوم ليا هناك (في أكتوبر ٢٠٠٧) لما طلبت منها فكة ١٠ جنيه (إسترليني) خمستين علشان أعمل police registration.. صدمتني برد (غير متوقع في ثقافتنا) Sorry, I don t have got any.. I m very poor, actually.. بفض النظر عن إن دي كانت أجمل وأرق actually سمعتها في حياتي (ههههههههههه)، الفكرة نفسها هزتني (إن الواحد ممكن يعترف بحالته المادية عادي مش عيب ولا عار.. إن الواحد ممكن يشتغل أي شغل علشان يحسن من دخله - طالما إنه قانوني ومش مهين وغير ضار لأي حد).. عندنا...... يووووووه... يوووووووه على إللي حصل مع زميلنا إللي كان راجع من اليابان (من بعثة زيي كده) لما دخل الجامعة بعجلة..هههههههههه.. رئيس الجامعة حاول يقنعه إن مصر غير اليابان وإن دكتور الجامعة ما ينفعش يدخل بعجلة (علشان البرستيج - والهبل ده).. المهم زميلنا ما اقتنعش..قوم يروح الريس (بعد فشل كل المحاولات) يبعت حد يكسرله العجلة (وهي مركونة جنب الكلية).. تخيلوا؟؟!!!



#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر: سرعة التداول
- همسة اليوم: التلوث النفسي!
- أكثر الناس! (تجربة حياة)
- همسة اليوم: المسألة مسألة -راحة نفسية-!
- قلب فنان
- همسة رمضانية: أحمد الله على أني مصري!!
- همسة رمضانية: سكين الغدر وخنجر الخيانة!
- همسة رمضانية: شكرا كورونا!!
- هل يمكن أن يكون -الإكتئاب- صديقا؟!
- لحظة من فضلك: ما الفرق بين النصيحة الصادقة (المخلصة) والنصيح ...
- همسة اليوم: الفيسبوك ليس كل عالمك!!
- همسة اليوم: ظاهرة -الفقر- (ده إنت فقري)!!
- الوحد قوة..أحيانا!!
- معنى الرجولة..
- همسة اليوم: -إنت جبت قسوة القلب دي كلها منين؟!-
- النصائح الذهبية..للفتاة العصرية
- خواطر فيسبوكية: اليقين..
- همسة اليوم: قلوب ذهبية!!
- همسة اليوم: أكمل..يكمل لك الله!!
- همسة اليوم: كم من إبليس بيننا في ثياب البشر!!


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عبد الله - هنا يكمن الفرق: الفرق بين الشعوب المتقدمة (المتحضرة) والشعوب -المتخلفة-