أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الغزو الروسي لأوكرانيا في ظل التحولات الكبرى في العالم














المزيد.....

الغزو الروسي لأوكرانيا في ظل التحولات الكبرى في العالم


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7174 - 2022 / 2 / 26 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(الغزو الروسي لأوكرانيا في ظل التحولات الكبرى في العالم)
يشهد العالم تحولات كبرى؛ تجري على قاعدة واسعة جدا، من الصراعات بين القوى العظمى في العالم، روسيا وامريكا والصين. ان هذه القوى العظمى، تعمل ان تظل على ماهي عليه من عناصر وعوامل القوة والقدرة؛ من خلال أو عن طريق اقامة مناطق نفوذ وحلفاء او اصدقاء او شركاء لهم، في اركان الكرة الارضية. ان الصراع بين روسيا من جهة وامريكا من الجهة الاخرى؛ لا يخرج عن هذا الصراع واهدافه وغاياته. فقد كانت اوكرانيا هي الارض الخصبة؛ لاستفزاز روسيا وجرها الى حرب مع دول الاتحاد الاوروبي، على ارض اوكرانيا. وهنا لا يمكن تبرئة روسيا، بل ان العكس هو الصحيح؛ ففي الاستفزاز الامريكي لروسيا، أو ما كان لهذا الاستفزاز ان يكون؛ لولا استخدام روسيا بوتين القيصر، لأوكرانيا كقاعدة ارتكاز للقوات الروسية في شرق اوكرانيا، لبعدين استراتيجيين؛ اولا؛ ان يكون تواجد القوات الروسية على حدود مناطق الالتهاب او المرشحة للالتهاب والسخونة بين روسيا والناتو، وبعبارة اكثر واقعية؛ بين روسيا وامريكا، وثانيا؛ لمنع انضمام اوكرانيا الى الناتو. على هذا الاساس، اشتد الصراع وتفاقم في الايام الاخيرة بين روسيا وامريكا. كانت اوكرانيا هي الاداة في هذا الصراع، وهي اداة استخدمتها كل من روسيا وامريكا. امريكا تريد من وراء هذا الصراع، ان تدخل روسيا في مستنقع اوكرانيا، هذا من جانب، اما من الجانب الثاني، فهي اي امريكا تريد وتخطط او هي خططت ونفذت بالفعل؛ على دق اسفين بين روسيا والاتحاد الاوربي، أما من الجانب الثالث؛ فهي ترمي من وراء هذا الصراع، استمرار وجودها واستمرار قيادتها وحمايتها لأوروبا عبر تقوية حلف الناتو، عندما شعرت بان الحلف في الطريق الى الضعف اي ضعف دورها حين اختفى تهديد الاتحاد السوفيتي ومن بعده الاتحاد الروسي. في المقابل لا يمكن باي حال من الاحوال اعفاء الدور الروسي وخطط بوتين القيصر، في استعادة الدور الروسي في موازين القوى العالمية، كما لا يمكن اهمال الخشية الروسية من تمدد حلف الناتو في اتجاه حدود روسيا. القيادة الروسية بزعامة بوتين؛ ادركت منذ زمن ليس بالقليل؛ بأن اقتراب حلف الناتو، اي امريكا من حدودها، يعني هز عصى التهديد في وجه روسيا، مما يعني وضعها تحت المطرقة الامريكية، والاهم هو الوصول في نهاية الامر الى تقليص دورها في العالم، وخنقها داخل حدودها. لذا، بسبب هذا، وعندما شعرت بانها قد امتلكت القوة القادرة على المواجهة، اي مواجهة امريكا؛ طالبت امريكا ودول الاتحاد الاوربي( الناتو) بالضمانات الامنية، والتي لم تحصل عليها، اي ان امريكا والناتو قد تلاعبوا بالوقت من دون الدخول الجدي في حوار منتج حول الضمانات الامنية. على هذا الاساس قامت بغزو اوكرانيا، حتى تستطيع عندما يتم لها اسقاط العاصمة الاوكرانية، كييف؛ اسقاط حكومة فلاديمير زيلنسكي، ونصب حكومة موالية لها في اوكرانيا. الاتحاد الروسي لمنع انضمام اوكرانيا الى الناتو، او قطع الطريق عليها للانضمام الى الناتو؛ قام بخلط اوراق اللعبة، بغزو اوكرانيا؛ كي يفتح الطريق لعمل هو نفس ما قام به في جورجيا في عام 2008. ويكون الوضع كما كان عليه الوضع في جورجيا. اعتقد ان الامر برمته، من المحتمل ان يمر في الختام من دون ان تكون هناك مواجهة بين روسيا، او تقود الى مواجهة بين روسيا وامريكا، او الناتو. الاتحاد الروسي، لا يريد ان يغرق في اوكرانيا، اي ان القوات الروسية، ستنسحب من اوكرانيا بعد تسوية الاوضاع كما بينته في اعلاه.. أما من جهة العقوبات الاقتصادية، التي توالت من دول الاتحاد الاوروبي وامريكا واليابان، وهي عقوبات بالفعل كما وعد الناتو وامريكا، قاسية ومضرة جدا للاتحاد الروسي. اعتقد ان روسيا قد تعودت عليها وتعايشت معها في السنوات السابقة. من جانب، اما من الجانب الثاني فان اوروبا وبالذات المانيا، لا اعتقد بانها ستساهم مساهمة فعالة في تلك العقوبات؛ لأنها وكما يقول خبراء هذا الشأن؛ تضر بأوروبا اكثر من روسيا. من الملفت للانتباه، ان الرد الصيني، او ان التعليق الصيني؛ لم يكن ابعد من ايضاح موقفها من الغزو الروسي لأوكرانيا، اي كان موقفا قريبا من الحيادية. لم يكن في مستوى الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الروسي والصين. هذا يعني ان الصين لا تريد ان تكون طرفا في هذا الصراع. يبقى هنا السؤال المهم؛ هل ان روسيا قادرة على الصعيد المستقبل، ان تكون قوتها وقدراتها، وهنا اقصد القدرات الاقتصادية؛ ان تكون بمستوى هذا الصراع الحالي والمستقبلي؟ اعتقد ان الاتحاد الروسي وتحت مختلف الظروف والاحوال، واذا ما استمر الصراع على هذا الطريق بين الدب الروسي وامريكا، ولا اقول دول الاتحاد الاوروبي؛ غير قادرة على الايفاء بمستلزمات هذا الصراع، والذي سوف يكون من اول اولوياته؛ هو سباق التسلح. الاقتصاد الروسي اقل او اضعف كثيرا وكثيرا جدا من الاقتصاد الامريكي. اضافة الى ان المجال الحيوي للولايات الامريكية كبيرا وواسعا، يكاد يغطي مساحة كوكب الارض، بينما مساحة المجال الحيوي الروسي، قليلا بالقياس للمجال الحيوي الامريكي. عليه، فأن هذا الصراع يشكل خطرا كبيرا على الاتحاد الروسي. أما اذا اضفنا الصين الى هذه القوة،( المحور الروسي الصيني، الشراكة الاستراتيجية) فسوف تكون قوة موازية؛ لأمريكا والناتو، أو انها تقترب من التوازن. لكن، هناك منافسة اقتصادية بين روسيا والصين، وهي منافسة خفية وغير معلنة، لكنها على ارض الواقع موجودة، حتى في منظمة شنغهاي، واوراسيا. مع انهما يعملان على ازالة اي عراقيل تعترض طريقهما؛ تلبية لمصالحهما التي تفرضها عليهما شروط الصراع مع الغول الامريكي. انما المستقبل، يحمل لنا الكثير من التحولات والتغيرات، التي هي، لا احد؛ بإمكانه التنبؤ بمخارجها. بالذات حين تتغير قوة الردع، اي تزداد وترتفع قوة الردع الصيني، الى مستوى الخصوم او حتى ابعد؛ عندها، ربما تتغير الشراكات الاستراتيجية، أو انها تبقى على ماهي عليه، لكنها تفتقر الى الفعالية والدعم والاسناد.



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران- امريكا: العودة الى العمل بشروط الصفقة النووية
- الضمانات الامنية: سباق تسلح وحرب باردة
- روسيا- امريكا: الضمانات الامنية ماذا والى اين
- الصفقة النووية.. بين اعادة صياغة دول المنطقة العربية وإرادة ...
- القوى العظمى: حروب بالوكلاء واشهار للقوة
- جسد الحرية
- حلم اكثر واقعية من الواقع
- في اذانهم وقرا
- عندما تغلق ابواب الحلم
- طبخات التسويات للاوضاع العربية، والجوار العربي
- رقصة الافعوان
- امريكا واسرائيل والمنطقة العربية: خيدعة الناتو العربي، ومقاو ...
- الصفقة النووية؛ مفاوضات صعبة ومعقدة
- قراءة في رواية المقاومة للروائي جوليان فوكس
- امريكا: القتل الاستهدافي؛ تحطيم لجدران السيادة
- امريكا: هزيمة وانسحاب مذل واستراتيجية جديدة
- محنة التنوير في الوطن العربي
- امريكا وحركة طلبان: تصريحات علنية وسيناريوهات خفية
- هزيمة الولايات المتحدة في افغانستان.. اعادة حسابات وترتيب لل ...
- صراخ على ايقاع الخسارة


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الغزو الروسي لأوكرانيا في ظل التحولات الكبرى في العالم