أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الصفقة النووية؛ مفاوضات صعبة ومعقدة















المزيد.....

الصفقة النووية؛ مفاوضات صعبة ومعقدة


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7015 - 2021 / 9 / 10 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(الصفقة النووية بين ايران والقوى الدولية الكبرى: مفاوضات صعبة ومعقدة)
اُعلِن من ان المفاوضات بين ايران والقوى الدولية الكبرى سوف تستأنف في الاسبوع المقبل؛ حول اعادة العمل او حياء العمل بخطة العمل الشاملة والمشتركة، للصفقة النووية بين ايران والقوى الدولية الكبرى. جاء هذا الاتفاق على البدء بالمفاوضات التي توقفت قبل حين من الآن، قبل الانتخابات الايرانية التي جرت في وقت سابق، واستمرت متوقفة الى الآن؛ بعد التلويح الامريكي بالانسحاب من المفاوضات، اذا لم يتم تحديد موعد قريب للبدء بها. وقد رافق او صاحب هذا التلويح؛ تحرك امريكي لحشد التأييد الدولي، للضغط على ايران لتحديد موعد للبدء بها، اي المفاوضات. الممثل الامريكي لشؤون ايران، روبرت ميلي زار كل من فرنسا والاتحاد الروسي لهذا الغرض. التحرك الامريكي الاخير لم يكن ليجيء من فراغ، بل ان هناك دوافع وقلق امريكي واسرائيلي معا؛ حول برنامج ايران النووي، ودرجة اقتراب ايران من صناعة السلاح النووي، او اقترابها من العتبة النووية، وهذا هو الامر المقلق، وهو امر واقع بالشكل الواضح والذي لا غبار عليها؛ فايران فعلا تقف الان على العتبة النووية، ولا تحتاج الا لقرار سياسي لصناعة السلاح النووي. لكن هل ان ايران في الوقت الحاضر وربما في الامد القريب؛ قادرة على اتخاذ مثل هذا القرار في ظروفها الحالية وظروف المنطقة في الوقت الحاضر؛ نعتقد ان ايران اذكى من ان تقدم على اي خطوة من هذا القبيل، ليس لأن هذا القرار حاليا؛ يعرضها الى خطر الهجوم الامريكي او الاسرائيلي بضوء اخضر امريكي، اعتقد ان هذا امر بعيد الاحتمال، ان لم اقل بعيد كليا؛ لأنه يتعارض مع الاستراتيجية الامريكية بخصوص ايران هذا اولا، وثانيا؛ كلفة مثل هذا الهجوم ان حدث وهو لن ولم يحدث؛ سوف تكون اثمانه باهضه لأمريكا والكيان الاسرائيلي؛ وتحديدا لجغرافية الكيان الاسرائيلي وللقواعد الامريكية في الخليج العربي، وثالثا؛ سوف لن يقود هذا الهجوم الى القضاء على برنامج ايران النووي، او حتى ان يلحق به ضررا يقود الى تعطيله لبعض الوقت بفعل الجغرافية الايرانية الوعرة التي يتركز فيها، او تتركز فيها؛ اهم مفاصل هذا البرنامج. أما الحديث عن خطط بديلة امريكية واسرائيلية لتطويق برنامج ايران النووي او القضاء عليه، وهو الخطة الامريكية والاسرائيلية حول هذا البرنامج، والتي لم يعلن عن ماهيتها او وسائلها؛ في حال فشلت المفاوضات او ان ايران رفضت الدخول فيها؛ هذا الحديث جرى قبل الاعلان الاخير عن بدايتها في الاسبوع المقبل؛ المقصود بها اي بهذه الخطة البديلة، خطوط مشارط الجراح. هذه الخطة حتى وان تم اعادة العمل بخطة العمل الشاملة والمشتركة؛ لأحياء الصفقة النووية بين ايران والقوى الدولية الكبرى؛ فأن اسرائيل سوف تنفذها وعلى شكل مراحل، كما كان وقد قامت بها في وقت سابق من هذا العام والاعوام السابقة؛ وهي عمل من اعمال المخابراتية بالاستعانة بالحروب السيبرانية التي تتقنها اسرائيل، وبالكادر البشري الايراني الذي يعمل لصالحها في الداخل الايراني، من دون ان توجه اصابع الاتهام او الادانة الدولية لإسرائيل وبالذات حين لا تعلن اسرائيل عن مسؤوليتها عنها، وهذا هو الاحتمال الوارد جدا ان لم اقل هو الاحتمال الاكيد، اعتقد ان ايران تدرك ذلك تماما، فقد صرح في وقت سابق من هذا العام اكثر من مسؤول ايراني؛ ان الداخل الايراني مخترق من قبل الكيان الاسرائيلي. نعود الى المفاوضات التي سوف تبدأ الاسبوع المقبل؛ هذه المفاوضات سوف تكون مفاوضات صعبة ومعقدة جدا، ولن تنتهي في وقت قصير اي يصار الى اتفاق جديد او اعادة العمل بالاتفاق السابق الذي تم تبنيه في عام 2015؛ لأن الكثير من الامور والاوضاع قد تغيرت سواء في اوضاع المنطقة او في الداخل الامريكي اي الهزيمة الامريكية المدوية في افغانستان، او في البرنامج النووي الايراني، وما حصل فيه من تطورات ومراكمة للخبرة في مجال التخصيب، او في ادارة الرئيس الايراني وطاقمه المتشدد. من المستحيل ان ترضخ ايران او تنصاع الى اتفاق جديد غير اتفاق عام 2015؛ لأن جميع اوراق اللعبة تعمل لصالحها، ومن الغباء التفريط بها وفي هذا الوقت الملائم لها بالذات، وايران ليست بهذا المستوى من الغباء، بل ان العكس هو الصحيح. اول هذه الادخالات على الاتفاق السابق؛ الصواريخ الايرانية ونفوذ ايران في المنطقة العربية؛ الذي يريد الجانب الامريكي ادخالهما في الصفقة النووية بين ايران والقوى الدولية الكبرى، ولو ان امريكا لم تتحدث عنهما منذ حين من الوقت وهذا يعني انها قد تخلت عنها. لكن هناك معضلة تكاد تكون عويصة على الحل والحلحلة، ولكنها ليست مستحيلة، وهو ما يجعل تلك المفاوضات صعبة ومعقدة، وسوف تستغرق وقتا ليس بالقليل؛ الا هو تخصيب اليورانيوم وزمن الصفقة النووية. ايران لا تريد لهذه الصفقة ان يكون زمن العمل بها اكثر مما ورد في اتفاق عام 2015، فيما امريكا تريد ان تمدد زمن هذه الصفقة اكثر بكثير مما ورد في الاتفاق المذكور؛ وهذا الامر يتعلق بحسابات امريكا التكتيكية والاستراتيجية وبقول اكثر وضوحا وصراحة؛ تعول على فعل الزمن في تحطيم ركائز النظام الايراني مع مشارط الجراحة الاسرائيلية، اضافة الى الاساليب الاخرى، ومنها اقامة تحالفات عربية عربية لتطويق النفوذ الايراني في المنطقة العربية، بطريقة ناعمة وغير صدامية؛ الشام الجديد، وابنه الاصيل؛ التعاون والشراكة بين العراق وجواره العربي والاسلامي، اضافة الى تسكين الخلاف الايراني السعودي؛ بتطبيع العلاقة بينهما، وما يترتب عليه كلازمة حاكمة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكلا الدولتين، وايضا بالنسبة الى السعودية؛ امتناع ايران عن التدخل في الشأن العربي وهنا المقصود حصريا هو اليمن، اذا ما تم الاتفاق على رأب الصدع بينهما ومن ثم وبالنتيجة تطبيع العلاقة بينهما؛ وهذا هو الامر البعيد الاحتمال؛ ان يتم تطبيع العلاقة بين الدولتين الا اذا تخلت السعودية عن مطالبها سابقة الاشارة او ان ايران قبلت بها. ان عادة العمل بالصفقة النووية بين ايران والقوى الدولية الكبرى، لا يعني برنامج ايران فقط، بل يعني جميع ملفات المنطقة بحسب البعد الاستراتيجي الامريكي لهذه الصفقة كما اسلفنا القول فيه، في اعلاه. لكن ليس بالبطريقة المباشرة اي بحزمة واحدة، هذا امر لن يحصل في المفاوضات؛ انما يحصل بخطوط متوازية ومتزامنة، ومفهومة ومعلومة بالإيحاء التراسلي، بمعنى ارسال رسائل طمأنة لأطراف الحوار المباشرين؛ لإعادة العمل بالصفقة النووية، ولأطراف الظل الخائفين من نتائج ابرام او اعادة ابرام الصفقة بروح جديدة وعلى ذات ركائز اتفاق عام 2015. عموما ان احياء خطة العمل المشتركة والشاملة؛ سوف يتم ولو بعد فترة ليست بالقليلة، وبمفاوضات صعبة ومضنية. ان ايران تريد لها، اي لهذه المفاوضات ان تنجح، لأسباب اقتصادية، انما بطريقة تضمن لها الحصول على اكبر قدر من المكاسب، ومن دون التنازل عن تخصيب اليورانيوم على اراضها، والكمية التي تقررها هي لحاجتها لها، وهي حجة سوف تستخدمها في هذه المفاوضات، اضافة الى زمن الصفقة فهي لن توافق على ان تكون لانهائية، او العمل بها للامد البعيد. اما امريكا لن يكون امامها في نهاية المطاف الا الاتفاق على اعادة العمل بخطة العمل الشاملة والمشتركة، والا سوف تصحو ذات يوم وهو يوم غير بعيد؛ على ايران النووية. هذا الامر او الوضع ان حدث سوف يؤثر على امريكا وعلى اسرائيل وعلى حلفائهما من جهة ومن الجهة الثانية سوف يدفع لا محال الى سباق اقليمي على حيازة السلاح النووي او الوقوف على العتبة النووية. على ضوء هذه المعطيات فان اعادة العمل بالصفقة النووية بين ايران والقوى الدولية الكبرى؛ سيحصل وبكل تأكيد.



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية المقاومة للروائي جوليان فوكس
- امريكا: القتل الاستهدافي؛ تحطيم لجدران السيادة
- امريكا: هزيمة وانسحاب مذل واستراتيجية جديدة
- محنة التنوير في الوطن العربي
- امريكا وحركة طلبان: تصريحات علنية وسيناريوهات خفية
- هزيمة الولايات المتحدة في افغانستان.. اعادة حسابات وترتيب لل ...
- صراخ على ايقاع الخسارة
- ايران وامريكا واسرائيل: ضربات تحت الحزام
- اللعب على الجراح
- رامسفيلد: مكانك اسفل سافلين في مكبات سفالة التاريخ
- اخراج القوات الامريكية: ماذا والى اين
- لعبة القدر
- صورة.. في نهار الليل
- ما بين الصفقة النووية والانتخابات الايرانية: علاقة اطارية لج ...
- الاطماع التركية في العراق وسوريا
- التهديد الاسرائيلي لإيران..لعبة اعلام
- الموارد المائية في المنطقة العربية.. حوض النيل وحوضي دجلة وا ...
- الصفقة النووية: معالجة امريكية اسرائيلية لبرنامج ايران النوو ...
- في الذكرى الثامنة عشر لأحتلال العراق، ولو متأخرا
- الحوار الاستراتيجي الامريكي العراقي: تحدي مصيري وتاريخي


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - الصفقة النووية؛ مفاوضات صعبة ومعقدة