أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - رامسفيلد: مكانك اسفل سافلين في مكبات سفالة التاريخ














المزيد.....

رامسفيلد: مكانك اسفل سافلين في مكبات سفالة التاريخ


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6947 - 2021 / 7 / 3 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(رامسفيلد: مكانك اسفل سافلين من مكبات سفالة التاريخ)
رحل رامسفيلد، وزير دفاع امريكا الاسبق، قبل ايام، عن عمر ناهز 88عاما؛ عن عالمنا الى العالم الأخر، وبكل تأكيد، سوف يكون مكانه في العالم؛ قاع جنهم؛ بفعل ما ارتكب من جرائم بحق الشعوب، وفي اول هذه الشعوب، الشعب العراقي. لقد كان من عتاة مجرمي الحرب الامريكيين، ومن اكثر المحافظين الجدد؛ رغبة وارادة وتنفيذ؛ في سحق الدول، وطمس ارادة الشعوب، وقتل الابرياء بآلة امريكا الجهنمية؛ من اجل تحقيق اهداف الولايات المتحدة الامبريالية؛ والتي تحمل في العمق منها، من اعمالها، ومن اهدافها؛ الكم الكبير جدا، من الوحشية. لقد رحل هذا المجرم التافه، عن عالم الحياة الى جحيم دانتي، الذي سيتم استقباله كأكبر وحش اجرامي في تاريخ البشرية، او كواحد من كبار التوحش في العالم. ان رامسفيلد كان قد تلطخت يديه بدماء الشعب العراقي، وقام عن سبق اصرار وهدف في اذلال العراقيين، وما فضحية سجن ابو غريب، لا شاهدا على سادية هذا الرجل التافه. كان هذا المجرم من اكبر دعاة غزو العراق واحتلاله، ضاربا هو، والادارة الامريكية برئاسة كبير مجرمي هذه الحرب، بوش الابن؛ عرض الحائط جميع القوانين الدولية؛ ليعكس هذا الغزو وبكل وضوح؛ الغزو الذي كان، في سالف العصور؛ تقوم به امبراطوريات القرون الوسطى، من اجل نهب الشعوب واستغلال خيراتها واذلال شعوبها. من وجهة نظرنا لا يوجد ادنى فرق بين الغزو الامريكي للعراق، وبين غزو امبراطوريات القرون الوسطى، او حتى القرون الغابرة. لقد كان من نتيجة هذا الغزو والاحتلال؛ تدمير العراق، كبلد ومؤسسات، وما له علاقة بهما. ان غزو واحتلال العراق، والذي كان المجرم، رامسفيلد، احد ابرز الدعاة له، لم يكن بسبب الفرية، أو الكذبة الكبرى والتي مفادها؛ امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، والتي ثبت لاحقا بطلنها، او علاقته بتنظيم القاعدة؛ لم يكونا هذان السببان، هما الدافعان، للاحتلال العراق، بل ان الدافع هو تدمير العراق واخراجه من معادلة التوازن الاقليمي، وأمن الكيان الصهيوني، واستغلال ثرواته، نهبا، وكأحد اهم روافد الاستراتيجية الامريكية العالمية، على الامد البعيد، بل على الامد اللانهائي. من الخطأ، سواء كان هذا الخطأ، بقصد، ام انه جاء لخطأ في قراءة الاستراتيجية الامريكية الكونية. ان احتلال العراق؛ كان الهدف منه؛ هو تحييده وتهميشه وجعله دولة فاشلة، غير قادرة على النهوض على قدميها الى الامد المفتوح. الا اذا تحولت الى تابع للولايات المتحدة الامريكية، شكلا ومضمنا، نصا وروحا، سلوكا وممارسة على قاعدة رؤية سياسية واقتصادية امريكية من حيث التأطير العام لهما. وهذا هو ما يفسر لنا، او ما جعل العراق خلال ما يقارب العقدين؛ يتقدم قدما من دمار الى دمار، اكثر هولا من الذي سبقه.. وهو حتى اللحظة، يستمر في تطوره هذا، على درب الخراب، ومسخ الهوية الوطنية، بهويات فرعية، بضخ دماء الحيوية في روح هذه الهويات، كي تتسيد منابر المشهد السياسي؛ الى ان يتم تحويل العراق الى الصورة، او الشكل السياسي والاقتصادي طبقا للرؤية الامريكية في المجالين.. على قاعدة ثابتة ومستقرة في الاتجاهين السابقين. وهنا نحن لا نعفي احدا من المسؤولية؛ فالولايات المتحدة، لا تستطيع ابدا، القيام بما قامت به، من غير مشغلين سياسيين، ومن غير أغطية سياسية. ان رامسفيلد هذا الوحش التافه، لم يكن هو المجرم وحده، بل هو واحد من مجموعة من المجرمين، الذي حولوا العراق الى دولة؛ تفتقد الى اعمدة التقدم والتنمية الحقيقية والنهوض، بل عادوا به الى عصر ما قبل التاريخ. الا اذا اعتبرنا الاستهلاك وانعدام الانتاج، والديمقراطية المهلهلة والصورية، والتوافقية؛ من حيث النتائج، وتَمثًل الحياة الغربية في التفكير والسلوك وانماط الحياة، وعلى وجه التخصيص، الحياة الامريكية، وانماط السلوك الاجتماعي فيها؛ تطورا. وصرفنا النظر عن الهوية الوطنية والقومية والاسلامية، واعتبرنها بطريقة تخالف حقائق التطور التاريخي، بمنصاته ومصادره المعنوية والاعتبارية بخزميهما وكتلتيهما كقوتين دافعتين للتطور والسمو في الذات الجمعية للشعب الواحد؛ غير جديرة بتطوير انماط السلوك الاجتماعي بمخزونها التاريخي، وجعله سلوكا حضاريا ومدنيا، يلائم ضرورات العصر وتطوره.. وهذا ينطبق على بناء مؤسسات الدولة. أن الولايات المتحدة في ذلك الحين؛ ستغزو وتحتل العراق، سواء حصلت على المبرر لهذا الغزو، او لم تحصل عليه. فأنها سوف تعمل على صناعته من اللا وجود؛ بابتكار مواد وادوات هذه الصناعة. الا ان النظام السابق بخطاياه، وابرزها خطيئة غزو واحتلال الكويت، قدم لها المبرر القانوني والاخلاقي على طبق من ذهب. واعفاها من صرف الجهد في الاختراع والابتكار لمسوغات الغزو. رامسفيلد رحلت من على سطح المعمورة الى حيث يجب ان تكون؛ في اسفل سافلين من مكبات سفالة التاريخ، كأطول قامة سافلة في لوحة سفلا تاريخ البشر. سقطت وانت تحمل نواح الارامل والايتام، وبكاء الاطفال الذين صاروا الآن كبارا في العمر، واوجاع وألم المكلومين؛ في الدرك الاسفل من نار جهنم وبئس المصير.



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخراج القوات الامريكية: ماذا والى اين
- لعبة القدر
- صورة.. في نهار الليل
- ما بين الصفقة النووية والانتخابات الايرانية: علاقة اطارية لج ...
- الاطماع التركية في العراق وسوريا
- التهديد الاسرائيلي لإيران..لعبة اعلام
- الموارد المائية في المنطقة العربية.. حوض النيل وحوضي دجلة وا ...
- الصفقة النووية: معالجة امريكية اسرائيلية لبرنامج ايران النوو ...
- في الذكرى الثامنة عشر لأحتلال العراق، ولو متأخرا
- الحوار الاستراتيجي الامريكي العراقي: تحدي مصيري وتاريخي
- سد النهضة الاثيوبي: تصلب اثيوبي وتهديد مصري
- دبابة برامز
- امريكا بايدن: تكتيكات استراتيجية
- النظام الرأسمالي الكوني..تسليع للإنسان
- مهمة البعثة الاممية في الانتخابات العراقية بين الاشراف والمر ...
- امريكا والعراق: تنبؤان مستقبليان
- العراق: التطبيع مقبرة الآمال والسيادة
- امريكا والصين: صراع بارد بطرقيتين مختلفتين
- النظام السوري: بين السندان الروسي والمطرقة الامريكية
- عودة التوتر الامريكي لايراني..وماذا بعد


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - رامسفيلد: مكانك اسفل سافلين في مكبات سفالة التاريخ