أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - امريكا بايدن: تكتيكات استراتيجية















المزيد.....

امريكا بايدن: تكتيكات استراتيجية


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6831 - 2021 / 3 / 4 - 17:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( امريكا بايدن: تكتيكات استراتيجية)
أزداد الحديث في الآونة الاخيرة، وبالذات، عند دخول جو بايدن البيت الابيض على رأس الادارة الامريكية؛ من ان المنطقة العربية لا تقع ضمن اولويات الادارة الجديدة، ويذهب اخرون ابعد من هذا؛ بان امريكا تخطط للانسحاب التدريجي من المنطقة العربية او انها تريد ان تخفف من تواجدها في المنطقة؛ ويرجعون السبب في هذا التحول، الى ان الولايات المتحدة، منشغلة بأمور اخرى اكثر اهمية من المنطقة العربية او منطقة الشرق الاوسط. وهنا لنأخذ العراق كنموذج؛ يقول الكثير من المحللين وكتاب الرأي؛ بان امريكا غير مهتمة بالعراق وهو اي العراق لا يشكل اية اهمية لها اي امريكا. هذه الآراء وغيرها الكثير، تتعارض تماما وبالكامل مع واقع ما يجري على الارض، من خطط امريكية في هذا الخصوص، سواء ما تم تنفيذه او ما هو ينتظر الظرف والبيئة السياسية المحلية والاقليمية والدولية؛ للتنفيذ. العراق يشكل قلب محور الحركة في الاستراتيجية الامريكية في المنطقة العربية وجوار المنطقة العربية؛ الذي تدور حوله جميع اذرع الاستراتيجية الامريكية، للأسباب والدوافع التالية، وهي اسباب ودوافع جيوبوليتيكية:
اولا؛ العراق كما قلنا، هو قلب منطقة الشرق الاوسط، وهو موقع مهم من الناحية الاستراتيجية لأى قوى عظمى تريد او تخطط لبسط سيطرتها على المنطقة بأكملها من خلال او بواسطة قواعد عسكرية ثابتة على ارضه..
ثانيا؛ العراق يمتلك في باطن ارضه اكبر حزين عالمي من النفط الغاز، وهاتان المادتان، مادتان استراتيجيتان مهما قيل ويقال بخلاف هذا، فهو اي هذا القول ما هو الا محض كذب وخداع. ربما الولايات المتحدة لا تحتاج الى النفط في الوقت الحاضر او حتى في المستقبل، بفعل استثمارها في النفط الصخري، حين تكون الأسعار ملائمة تجاريا، عندما تكون مرتفعة. لكن النفط والغاز، مادتان اساسيتان في صراع النفوذ بين القوى العظمى وعلى وجه الحصر بين امريكا والصين حاليا بدرجة اقل، وبدرجة كبيرة جدا في المستقبل، او في الأمد المتوسط من هذا المستقبل..
ثالثا؛ امن اسرائيل المستدام، والذي يدخل العراق كعنصر مركزي، في استدامة هذا الامن. وهذا لا يمكن له ان يتحقق الا ببسط السيطرة الامريكية عليه بصورة او بأخرى، اي تحييده، بإخراجه عن الصراع العربي الاسرائيلي..
رابعا؛ بناية السفارة الامريكية والتي هي، اكبر سفارة امريكية في العالم، حتى انها، اكبر من اي سفارة امريكية في دول الاتحاد الاوربي. وهي عبارة عن مدينة مكتفيا ذاتيا داخل مدينة بغداد العاصمة، والتي استغرق العمل في تمام بناءها لعدة سنوات، والذي بدأ البناء فيها، بعد الاحتلال مباشرة. ان امريكا، أذ، تبني سفارة بهذا الحجم وبهذه المواصفات التي تجعلها مكتفيا ذاتيا؛ ليس في نيتها وتفكيرها وخططها؛ ان لا يكون العراق جزءا مهما جدا في استراتيجيتها الكونية في المنطقة العربية..
خامسا؛ امريكا لها او انها بُنِت لها قواعد ومراكز تواجد وانتشار، في العراق، منتشرة على ارضه، في الشمال والوسط والجنوب، وفي العاصمة بغداد؛ في كردستان العراق، على مقربة من الحدود العراقية الايرانية، وفي مطار بغداد، وفي قاعدة عين الاسد، وفي ذي قار، وفي H1. ان الولايات المتحدة، أذ، تبني هذا العدد من القواعد، ومراكز الانتشار، ليس في وارد مشاريعها المستقبلية، المغادرة الا في حالة واحدة ان تجبر على هذه المغادرة.. ان جميع ما اوردناه؛ يؤكد، من دون ادنى شك؛ ان العراق يقع في صلب الاهتمام والاستراتيجية الكونية الامريكية..
ان الحديث عن ان امريكا بايدن غير مهتمة بالعراق، ما هو الا ضحك على العقول قبل ان يكون عملية غسيل لهذه العقول؛ بإظهار امريكا وكأنها لم تخطط للاحتلال العراق، على مدى عقود، ولأهداف استعمارية، وهي محاولة لتجميل صورتها او انها قامت بغزو العراق لخطأ في التقدير والحساب، وليس تنفيذا، لمخطط أُعِد مسبقا ولزمن طويل قبل وقوعه او قبل القيام بتنفيذه على الارض. المنطقة العربية، والعراق هو الجزء المهم منها؛ تشكل بمجموعها قاعدة استراتيجية لا غنى عنها باي شكل وباي صور من الصور في ظل احتدام الصراع بين القوى العظمى للسيطرة على مقدرات دول العالم الثالث، وبحدود محددة، وبطريقة مختلفة، على الدول متوسطة القوة والقدرة والحجم، بفعل حيازتها( المنطقة العربية) على عناصر القدرة والقوة التي تكتنزهما باطن ارضها وممرات الملاحة الدولية، وطرق المواصلات الاخرى، كونها تقع في موقع يتوسط القارات. ننقل هنا بالنص ما قاله، ستولتنبرج، الامين العام لحلف الناتو، في مؤتمر ميونخ للأمن إنه “يتعين على أوروبا وأمريكا الشمالية( يقصد الولايات المتحدة الامريكية) الدفاع عن النظام المستند لقواعد دولية، ويتم تحديه من جانب قوى استبدادية”( يقصد روسيا والصين).
وذكر أن “الصين وروسيا تحاولان إعادة كتاب قواعد الطريق من أجل مصالحهما الخاصة بهما”.
وأضاف أنه بسبب ذلك يتعين على الناتو تعزيز العلاقات مع شركاء مثل استراليا واليابان، والمضي قدما في تحالفات جديدة حول العالم. وشدد على أنه “عبر تحرك مشترك فقط، يمكننا أن نشجع آخرين على القيام بدور وفقا للقواعد”. في خضم هذا الصراع المحتدم، هل يمكن لأمريكا، او لأوروبا؛ التخلي عن المنطقة العربية، (والعراق في القلب منها)، وتركها للقوتين العظميين، الصين وروسيا، وهي ( المنطقة العربية) على ماهي عليه كما سبق لنا القول فيه؛ من امتلاك جميع عوامل هذه القوة والقدرة، الجواب هنا وبكل وضوح، ان هذا محض غش وحرف للوقائع، والتغطية على مشاريع الهيمنة الغربية، على مقدرات المنطقة العربية ولعقود قادمة، ومن اهمها كما قلنا؛ هو العراق الذي يمتلك ثاني اكبر احتياطي للطاقة، ويقع في قلب منطقة الشرق الاوسط. عليه، فان القول بان امريكا غير مهتمة بالعراق، وهي في وارد تركه لمصيره، قول ان كان بحسن نية فهو قول يجانب الحقيقة او ان من يقول به، لم يوفق في القراءة العميقة لمشهد الصراع بين القوى العظمى على مناطق النفوذ، والمجالات الحيوية على ظهر المعمورة، وللمشاريع الامريكية الصهيونية؛ للاستحواذ على المنطقة العربية ومنها العراق، وجعلهما، مجال النفوذ الحيوي الاستراتيجي لأمريكا والكيان الصهيوني. في هذا السياق، وفي ظل الضربات المتلاحقة على قواعدها، على ارض العراق، لإجبارها على المغادرة، ولقرار البرلمان العراقي، الذي طلب من الحكومة العراقية، العمل على أجلاء القوات الاجنبية من ارض الوطن؛ وللتغطية على وجودها في البلد، بتغليفه بثوب دولي، او، وهو الاصح بثوب حلف الناتو والتي تشكل امريكا الثقل المركزي فيه، على صعيد عديد الجنود والضباط، والقيادة والاهداف. على مسارات، هذا التوجه؛ اعلن الناتو من انه سوف يزيد من قواته لأغراض التدرب والاستشارة (وهي فرية اخرى)، من 500 عنصر الى اربعة الاف عنصر، بناءا على طلب الحكومة العراقية. ان هذه العملية، هي لإضافة الصبغة الشرعية والقانونية للوجود الامريكي على ارض العراق، والذي هو وبكل تأكيد لمصالح جيو استراتيجية غربية وصهيونية، بزعامة امريكا، تدخل في صلب الصراع والتنافس الدولي بين القوى العظمى على هذه المنطقة ذات الاهمية الاستراتيجية من العالم



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الرأسمالي الكوني..تسليع للإنسان
- مهمة البعثة الاممية في الانتخابات العراقية بين الاشراف والمر ...
- امريكا والعراق: تنبؤان مستقبليان
- العراق: التطبيع مقبرة الآمال والسيادة
- امريكا والصين: صراع بارد بطرقيتين مختلفتين
- النظام السوري: بين السندان الروسي والمطرقة الامريكية
- عودة التوتر الامريكي لايراني..وماذا بعد
- تطبيع انظمة الحكم العربي؛ وماذا بعد؟
- استثمار حقوق الانسان في الصراع الدولي
- قراءة في رواية انقاض الازل الثاني للروائي السوري، سليم بركات
- التطبيع وخديعة الاعتراف الفلسطيني بالكيان الصهيوني
- لوي اعناق الحقائق على الارض، لعبة مريبة
- اردوغان العثماني... اتاتورك الغربي..وعاهدة لوزان..
- قراءة في رواية بين اليأس والأمل للروائي الهندي،روبنتون ميستر ...
- العلاقة الامريكية العراقية، الى اين؟
- الطبخة التى تعد لسوريا في الغرف الخفية
- التوتر الاخير بين ايران والولايات المتحدة الامريكية؛ لن يقود ...
- اسئلة لابد منها
- جائحة كورونا، كشفت الوجه القبيح للانظمة الامبريالية
- عقدة المصادقة على كابينة رئيس الوزراء المكلف، متى يتم حلها


المزيد.....




- رسالة لإسرائيل بأن الرد يمكن ألا يكون عسكريا.. عقوبات أمريكي ...
- رأي.. جيفري ساكس وسيبيل فارس يكتبان لـCNN: أمريكا وبريطانيا ...
- لبنان: جريمة قتل الصراف محمد سرور.. وزير الداخلية يشير إلى و ...
- صاروخ إسرائيلي يقتل عائلة فلسطينية من ثمانية أفراد وهم نيام ...
- - استهدفنا 98 سفينة منذ نوفمبر-.. الحوثيون يدعون أوروبا لسحب ...
- نيبينزيا: روسيا ستعود لطرح فرض عقوبات ضد إسرائيل لعدم التزام ...
- انهيارات وأضرار بالمنازل.. زلزال بقوة 5.6 يضرب شمالي تركيا ( ...
- الجزائر تتصدى.. فيتو واشنطن ضد فلسطين وتحدي إسرائيل لإيران
- وسائل إعلام إسرائيلية: مقتل أبناء وأحفاد إسماعيل هنية أثر عل ...
- الرئيس الكيني يعقد اجتماعا طارئا إثر تحطم مروحية على متنها و ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - امريكا بايدن: تكتيكات استراتيجية