أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - العلاقة الامريكية العراقية، الى اين؟















المزيد.....

العلاقة الامريكية العراقية، الى اين؟


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6591 - 2020 / 6 / 12 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( العلاقة الامريكية العراقية، الى اين؟)
بدأت في بغداد، قبل يوم من الآن، مفاوضات حاسمة، لرسم مجالات وحدود ومستويات العلاقة بين العراق والولايات المتحدة. وهي علاقة حتى الآن؛ غير واضحة، وغير محددة في الالتزامات لطرفي العلاقة، على الرغم من وجود اتفاقية الاطار الاستراتيجي بينهما. ان المباحثات القادمة بين الجانب العراقي والجانب الامريكي؛ للبحث في تفعيل وتطوير الاتفاقية سابقة الذكر، كما قال عنها، وزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية. الحوار سيكون مصيري وحاسم ويحدد مستقبل العراق، ربما لمديات قادمة بعيدة. على ما يظهر تريد الولايات المتحدة، استثمار ما يمر به البلد من ظروف اقتصادية قاهرة، لتحقيق انجاز ما، يجير لصالح ترامب في الانتخابات الامريكية القادمة من جهة ومن الجهة الثانية وهي الاهم و الدافع الاساس لهذا الحوار، بل هو الاخطر؛ تثبيت الوجود العسكري الامريكي الدائم على ارض العراق ربما لمديات بعيدة قادمة. حكومة الكاظمي الانتقالية، ولدت ولادة قيصرية، وهي الى الان حكومة ناقصة لم تكتمل كبينتها الوزارية بعد، وتحيط بها الازمات والخوانق الاقتصادية، وتشتت وتوزع المواقف والولاءات للأحزاب والكتل السياسية الفاعلة في العملية السياسية. فهي:-
- جاءت بضغط امريكي، وقبول ايراني، قبول مر اي قبول على مضض، لانعدام الخيارات الاخرى من جهة ومن الجهة الاخرى؛ هناك شيء ما بين ايران وامريكا، لحلحة عقد التوتر بينهما، (منها، عقدة العراق؟!)، لا يظهر منها، سوى مدخلا جسر الحلحه، أما جسد الجسر فلا يظهر للأنظار حاليا..
- التوقيت الامريكي للمفاوضات، توقيت مبيت، توقيت ذكي جدا، في ظرف اقتصادي يمر به العراق، صعب للغاية، وفي ظرف أمني قلق بسبب نذر عودة عصابات الارهاب.
- ان موقف الحكومة العراقية، موقف غير موحد، وغير واضح بدرجة وضوح كافية في تحديد موقف العراق من هذا الحوار. الدكتور انتوني كروزدمان، كبير خبراء مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن، في ندوة حوارية مع الدكتور ستيفن كوك من مجلس العلاقات الخارجية الامريكية، وصف الحكومة العراقية؛ بأنها حكومة اشباح. السفير الامريكي في اجتماع له مع مسرور البرزاني، قال للأخير؛ بان كردستان سوف تشارك في المباحثات. من جهته، مسرور البرزاني، شدد على اهمية حفظ حقوق المكونات العراقية في اي اتفاق بين الجانب العراقي والامريكي. السفير الامريكي طمأنه؛ من ان الولايات المتحدة سوف تعمل على حفظ حقوق جميع المكونات.. وهذا يعني ببساطة وبكل وضوح؛ ان الولايات المتحدة، وعبر سفيرها، وقواعدها المنتشرة على ارض العراق، ستكون ظلا فعالا وموجها للسياسة الداخلية والخارجية للعراق.
هناك سؤالان مهمان؛ اولا، هل ان المفاوضات تجري على اساس تثبيت الوجود الامريكي او تثبيت العلاقة الامريكية العراقية على اسس ثابتة وبعيدة المدى، وتتضمن التزامات متقابلة، ومحددة الاهداف على ارضية قانونية، وعلى بنود تتكافي فيها الالتزامات.( من وجهة نظر كاتب هذه الجمل المتواضعة، لا توجد هكذا علاقة بين دولة عظمى واخرى من العالم الثالث، تتكافي فيها الفرص بل هي سيف مغروز في قلب الاستقلال. يحضرني هنا، قول لجمال عبد الناصر؛ ان الصداقة بين دولة كبيرة ودولة صغيرة كالصداقة بين الذئب والحمل..) ثانيا، هل المفاوضات تجري على اساس او الهدف منها هو مساعدة العراق في محاربة الارهاب الى ان يتم القضاء النهائي عليه، ومساعدة الحكومة في اجراء الاصلاحات وما اليها من انتخابات مبكرة ونزيهة كما يقول ويردد الامريكيون كذبا وخداعا في كل ساعة وحين. وكما وصفها مؤخرا، السفير الامريكي، في بغداد، ماثيو تودلر. ومناقشة وجودهم الوقتي لهذا الغرض اي ان يكون هناك تعهد باتفاق مكتوب بخروجهم حال انتهاء مهمتهم. وهذا امر غير وارد في مباحثات من هذا النوع، بالمطلق وبكل تأكيد. السفير الامريكي وصف المباحثات بانها؛ مباحثات استراتيجية، لتثبيت وتطوير اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، وفتح الباب امام الشركات الامريكية للاستثمار في العراق، في البنية التحتية.. وامام الوكالة الامريكية للتنمية الدولية التي يصفها جون بير كنز في كتابه، اعترافات قاتل اقتصادي؛ بأنها اقذر اداة امريكية للسيطرة على الدول التي تفتح ابوابها لها، لنهب ثرواتها.. في الدراسة للمجموعة المستقلة لدارسة مستقبل العراق، والتي ترأسها رايان كروكر، السفير السابق في العراق( الدراسة منشورة في اليوتيوب..) والتي تم تقديمها الى ترامب في عام 2017للعمل بها، لمعالجة الوضع في العراق، نلاحظ التالي:- يجب ان تعمل الادارة الامريكية بتوفير المستلزمات القانونية، لوجود امريكي في العراق، وجود طويل الامد. – ان تعمل الادارة الامريكية مع الحكومة العراقية؛ على نقل صلاحيات الحكومة المركزية الى الاقاليم، ويختصر عمل الحكومة في بغداد على الاشراف. اي أقلمة العراق. – العراق مهم للآمن القومي الامريكي على المدى الطويل. – يجب على الادارة الامريكية، العمل على اجراء انتخابات حرة ونزيهة، ينتج عنها، برلمان وحكومة، يتمتعان بالشرعية، ودعم واسناد الشعب.( كلمة حق يراد بها باطل..)- ان تعمل الادارة الامريكية على تشجيع الحكومة العراقية بالانفتاح على دول الخليج العربي، في التجارة وما إليها.. والابتعاد عن ايران.- ان تعمل الادارة الامريكية، على دفع الحكومة العراقية، على زيادة التجارة مع الاردن، وتصدير النفط والغاز عبرها، حتى يستفيد حليفنا الاردني. ضمت المجموعة خمسة عشر عراقيا من مجموع 65، القسم الاكبر منهم، يحملون الجنسية البريطانية والامريكية، من بينهم؛ كنان مكية، ورند الرحيم، وليث كبه، الاول تربطه علاقة حميمة مع الكاظمي الذي اشرف على مؤسسة الذاكرة العراقية التي اسسها كنعان مكية، قبل الغزو الامريكي للعراق، واثناء الاحتلال.. هنا علينا، وفي الصدد هذا؛ ان نعرف جيدا، ان اي رئيس ادارة امريكية لا يختلف عن غيره، كلاهما وجهان لعملة واحدة. وان السياسة الامريكية في خطوطها العامة، تؤطرها هذه الدارسة وغيرها، سواء من مؤسسات الدراسات والبحوث الاستراتيجية، في البيت الابيض، وفي وزارة الدفاع، وفي الخارجية، وفي المجلس الاطلنطي الذي تولى رعاية ودعم وتمويل هذه الدارسة التي اشرنا لها.. وفي مؤسسات الدراسات والبحوث المستقلة، وهي ليست مستقلة، لارتباطها، تمويلا ودعما واسنادا من الشركات الامريكية العملاقة..( الحكومة الامريكية العميقة، حكومة شركات..).
هناك صعوبة بالغة في المفاوضات، فهي وكما اسلفنا فيه القول، سوف تجري في ظروف قاسية جدا، وهي مختارة بعناية امريكية فائقة، في غاية الخبث، لتحقيق هدف استراتيجي لوجود عسكري امريكي دائم، في قاعدة عسكرية كبرى، تغطي بنشاطها ليس العراق فقط بل كامل المنطقة. هذه الظروف القاسية لم تكن ابنة اليوم بل هي ابنة سبعة عشر عاما من الفساد، وسوء الادارة، والفشل الذريع في بناء مؤسسات الدولة، وفي التنمية، وفي الخدمات، وفي الصناعة والزراعة، وفي بناء جيش قوي يعتمد عليه، تسليحا، وتدريبا، وعابر للطائفية والاثنية، بإعادة الخدمة الالزامية التي تنصهر فيها جميع ألوان الطيف العراقي التي لم يجري العمل بها. والغريب لا يوجد سبب واحد لعدم اعادتها الا اذا افترضنا الضغط الامريكي باستخدام ادواتها من داخل العملية السياسية في عدم اعادة الخدمة الالزامية، وغيرها من الذي يدخل في تقوية الجيش. ان الموقف الامريكي سوف يكون هو الموقف الاقوى من موقف الحكومة العراقية اذا افترضنا جزافا ان الحكومة العراقية الحالية، جادة في ايجاد طريق ما لإخراج القوات الامريكية المحتلة من ارض العراق، وبناء (شراكة متكافئة؟) مع الجانب الامريكي. اما لماذا الموقف الامريكي هو الاقوى؟ لأن الامريكيين اذا لم يحصلوا على ما يرمون اليه من هذه المفاوضات وحدثت القطيعة، فأنهم سوف يُفعَلون الاوراق التي هي في حوزتهم، في الاقتصاد والمال والنقد، والعصابات الارهابية، والآنكَ من كل هذا، هو احداث شرخ كبير في الجغرافية السياسية للعراق، اي احداث شرخ كبير في كتلة المجتمع العراقي. الايرانيون يقولون وعلى لسان ارفع شخصية في قمة هرم السلطة في ايران؛ ان الايرانيين سيعملون على اخراج القوات الامريكية من العراق وسوريا، وسيطردون اي الامريكيين. هذا القول لا يدعمه الواقع الذي هو شكل اخر، فيه من الضعف اكثر ما فيه من القوة والقدرة، مما يؤدي كضرورة تفرضها حركة الواقع الضاغط لصالح الولايات المتحدة الامريكية، الذي قامت بصناعته الولايات المتحدة خلال سبعة عشر عاما بصورة غير مباشرة، ولكنها فعالة، بالتشجيع غير المباشر، على انتاج الحكومات العراقية المتعاقبة على اسس طائفية واثنية، عبر أذرعها من داخل العملية السياسية. حتى اوصلتهم الى ما وصلوا إليه، والذي قاد الى تفجير الوضع؛ بانتفاضة شعبية عارمة، اوصلت الكاظمي الى رئاسة مجلس الوزراء. بهذه الطريقة، وبغيرها من الطرق الاخرى الساندة والداعمة لهذا التوجه في السياسة الامريكية في العراق؛ عملت الولايات المتحدة، على تنمية هذا الوضع السيء للغاية، وترسيخه على الارض حتى باتت عملية تغييره، في زمن قصير ومحدد، عملية مستحيلة. يبقى زمن الحوار، الذي، سوف يلعب دور جنرال الحرب لهذا الحوار، حسب مقتضيات ظرف الواقع، طولاً او قصرا..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبخة التى تعد لسوريا في الغرف الخفية
- التوتر الاخير بين ايران والولايات المتحدة الامريكية؛ لن يقود ...
- اسئلة لابد منها
- جائحة كورونا، كشفت الوجه القبيح للانظمة الامبريالية
- عقدة المصادقة على كابينة رئيس الوزراء المكلف، متى يتم حلها
- وباء كورونا الجديد، هل هو نتيجة التطور الجيني؟ انتقل من الحي ...
- تركيا اردوغان في سوريا، بين خيارين، اما البحث عن الحل الواقع ...
- إخراج قوات الاحتلال الامريكي من العراق، أمر لابد منه
- النفط ولعبة المصالح الولية في السياسة والاقتصاد
- مؤتمر يالطا الجديد، النوايا والاهداف
- قراءة في الجانب الاقتصادي لبرنامج السيد محمد توفيق علاوي
- الانتخابات الامريكية، والولايات المتحدة، الى أين
- محاكمة حرية الكلمة والرأي والموقف الانساني؛ جوليان اسانج، إن ...
- أنتشار فيروس كورونا المستجد في الصين، محاولة لفهم الحقيقة أو ...
- لماذا فشلنا؟! ونجح الاخرون
- معركة ادلب، على اية محطة، تتوقف في نهاية المطاف
- نريدُ وطن
- صفقة القرن بين الرفض الواقعي لها وبين الرفض اللفظي
- للواقع وجهة أخرى
- سُهَادٌ في الليل


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - العلاقة الامريكية العراقية، الى اين؟