أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....7















المزيد.....

المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....7


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7167 - 2022 / 2 / 19 - 19:44
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الوضوح في التصور:....4

وبعد وقوفنا على مفهوم التنظيم، وعلى مستوياته، وعلى مفهوم التنظيم اليساري، وعلى مستويات اليسار، نكون قد قاربنا الجواب على السؤال:

ما طبيعة تصور اليسار للتنظيم؟

لننتقل بعد ذلك إلى مقاربة الجواب على السؤال:

ما طبيعة تصور اليسار للمواقف السياسية؟

وفي أفق مقاربة الجواب على السؤال أعلاه، يمكننا كذلك طرح مجموعة من الأسئلة، ومقاربة الأجوبة عليها، وصولا إلى تأسيس مقاربة الجواب على السؤال المذكور.

وهذه الأسئلة هي:

ما المراد بالموقف السياسي؟

ومن هي الجهات المعنية باتخاذ الموقف السياسي؟

ومن هي الجهات المستهدفة باتخاذ الموقف السياسي؟

ولماذا يتم اتخاذ الموقف السياسي؟

وما هي لغاية من اتخاذ الموقف السياسي؟

وما الذي يقف وراء اختلاف المواقف السياسية؟

وما هو الموقف السياسي اليساري؟

ولماذا يتميز الموقف السياسي اليساري، عن باقي المواقف السياسية اليمينية، والوسطية؟

إن المراد بالموقف السياسي ،هو العمل على إعلان عن موقف الحزب السياسي مما تقوم به الدولة، إما بالتأييد، أو بالرفض، أو بالحياد، حتى يكون الرأي العام على بينة من تلك المواقف، ومن الجهات التي اتخذت موقف التأييد، أو موقف الرفض، أو موقف الحياد، حتى يعمل الرأي العام على إعداد الجماهير، الشعبية المعنية، بمختلف المواقف من سياسة الدولة، تجاه المجتمع ككل، أو تجاه أي جهة من الجهات، أو قطاع من القطاعات الاجتماعية، أو طبقة من الطبقات.

أما الجهات المعنية باتخاذ المواقف السياسية، فهي الأحزاب السياسية اليمينية، أو الوسطية، أو اليسارية؛ لأن هذه الأحزاب المعنية باتخاذ المواقف السياسية، لا يمكن أن تكون إلا متتبعة لما يجري في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

وإذا قامت الدولة بفعل معين، يخدم مصالح الشعب، أو يلحق بها ضررا معينا، فإن على الأحزاب السياسية القائمة، في هذا البلد، أو ذاك، أن تعلن عن مواقفها السياسية، فيما تمارسه الدولة، تجاه المجتمع، أو تجاه جهة من الجهات، أو تجاه قطاع من القطاعات الاجتماعية، أو تجاه طبقة من الطبقات الاجتماعية، حتى يكون الرأي العام، على بينة من مختلف المواقف، المؤطرة لمختلف الآراء في المجتمع.

وبالنسبة للجهات المستهدفة باتخاذ موقف معين، من هذه الجهة، أو تلك، فهي الدولة، التي تحكم مجتمعا معينا، أو إحدى المؤسسات، التي تؤطر جانبا معينا، من الجوانب المختلفة، التي تشرف عليها الدولة، أو أن هذه الدولة خارجية، ولكن عملها يستهدف إلحاق الأضرار بالشعوب الأخرى، أو بمصلحة من مصالحها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، فتجد الأحزاب نفسها، مضطرة إلى اتخاذ موقف معين، تجاه تلك الدولة الخارجية، إما بالتأييد، أو بالرفض، أو بالحياد.

والموقف السياسي، يتم اتخاذه للإعلان إما عن التأييد، أو عن الرفض، أو عن الحياد، مع ضرورة الإعلان عنها، وتوظيفها، خاصة، وأن المواقف السياسية، يجب أن تكون واضحة، وضوح الشمس، في كبد السماء.

والغاية من اتخاذ أي موقف سياسي، بالتأييد، أو بالرفض، أو بالحياد، تتمثل في ظهور الحزب، أمام قواعده، وأمام الجماهير الشعبية، وأمام الرأي العام، بالمظهر الذي يناسبه، بالإضافة إلى جعل الجهات المعنية، بالموقف السياسي، تطمئن على اتخاذ موقف معين، من ممارسة الدولة، أو من ممارسة إحدى مؤسساتها، إما بالتأييد، أو بالرفض، أو بالحياد.

وإذا كان ما يقف وراء اختلاف المواقف السياسية، هو اختلاف المصالح الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وكون الأحزاب تنظيمات طبقية، وكون الطبقات الاجتماعية، معنية بالدرجة الأولى، بالمواقف التي تتخذها مختلف الأحزاب السياسية، حتى تكون على بينة من ممارستها.

وبالنسبة للموقف السياسي اليساري، فإنه هو الموقف، الذي يكون مبنيا على أساس التحليل الملموس، للواقع الملموس، والذي يتخذ طابع العلمية، حتى يكون موقفا متميزا، عن مواقف الأحزاب الإقطاعية، والبورجوازية، والبورجوازية الصغرى، والمتوسطة؛ لأن هذه الأحزاب لا تقتنع بالاشتراكية العلمية، ولا توظف قوانين المادية الجدلية، والمادية التاريخية، في التحليل الملموس، للواقع الملموس، ولا تبني مواقفها السياسية، على أسس علمية دقيقة، ولا تنطلق في بناء مواقفها، لا بالتحليل الملموس، للواقع الملموس، بل انطلاقا من مصلحتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تجعلها لا تفكر إلا بالوصول إلى الحكم أكثر، وهو ما جعل المواقف السياسية، لليسار، متميزة، بقيامها على أسس علمية دقيقة، وهادفة إلى العمل من أجل التغيير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، عندما يتم إنضاج الشروط، من أجل ذلك.

وبناء على ما رأينا، فإن المواقف السياسية لليسار، تبقى مواقف متميزة عن الأحزاب غير اليسارية: اليمينية، والوسطية، التي تبني مواقفها على أساس المصلحة، التي تقتضي التقرب من الحكم أكثر، حتى تنال مبتغاها منه، ومن أجل أن يتكفل الحكم بتزوير نتائج الانتخابات الجماعية، والبرلمانية، وانتخابات الغرف المهنية، لصالحها.

ومعلوم أن المراهنة على التقرب من الحكم، تتناقض، تناقضا مطلقا، مع الديمقراطية، على الأقل، بمضمونها السياسي، في الوقت الذي نجد فيه أن الحزب اليساري، يبني مواقفه السياسية، على أساس التحليل الملموس، للواقع الملموس، ولا يعمل، أبدا، على التقرب من الحكم، ولا يراعي مصلحته، ولا يراهن على تزوير الانتخابات لصالحه، مما يجعل مما يجعل مواقفه السياسية، متميزة عن باقي مواقف الأحزاب اليمينية، ومواقف أحزاب الوسط. وهذا التميز، هو الذي يمكن اليسار من احتلال مكانة متقدمة، ومتطورة، في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف الجماهير الشعبية الكادحة، وفي صفوف أي شعب، في أي بلد من البلاد العربية/ ومن باقي بلدان المسلمين.

وبعد مقاربة الأجوبة على الأسئلة، التي طرحناها، نصل إلى مقاربة الجواب على السؤال:

وما طبيعة تصور اليسار للتنظيم السياسي؟


إن اليسار المناضل، في أي بلد من البلاد العربية، ومن باقي بلدان المسلمين، يبني كل تصوراته اليسارية للأشياء، على أساس الوضوح، كما هو الشأن بالنسبة للوضوح الأيديولوجي، الذي يبديه على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، من أجل ان يصير معبرا عن المصالح الطبقية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى جعل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، يحتلون مكانة بارزة في المجتمع، بل ويصلون إلى قيادته على مستوى الجماعات الترابية، وعلى مستوى الأقاليم، والجهات، وعلى مستوى البرلمان، وعلى مستوى الحكومة، عندما تصير السيادة للشعب، وعندما يتحرر الإنسان والأرض، وعندما تتحقق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وعندما تتحقق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية.

وبناء على هذا التأطير النظري، فإن طبيعة تصور اليسار للتنظيم، يجب أن تبنى على أسس علمية دقيقة؛ لأن بناء التنظيم اليساري، يقوم على أساس الاقتناع بأيديولوجية اليسار، وأيديولوجية اليسار، تقوم على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، بقوانينها العلمية: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، ولذلك، قلنا: إن تنظيم اليسار، يبنى على أسس علمية دقيقة، حتى يصير أكثر وضوحا من غيره، من التنظيمات الأخرى، التي تفتقر إلى الوضوح.

ومن سمات وضوح تنظيم اليسار:

1) احترام الأسس التنظيمية، التي يقوم عليها التنظيم اليساري، كما هو الشأن بالنسبة للأساس الأيديولوجي، والأساس التنظيمي، والأساس السياسي، التي تعتبر شرطا لقيام أي حزب سياسي.

2) احترام الهياكل التنظيمية، في مستوياتها المختلفة: المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، على أساس التزام مختلف التنظيمات، بالمركزية الديمقراطية.

3) احترام الممارسة الديمقراطية الداخلية، التي تمكن المنتمين إلى تنظيم اليسار، أي يسار، مهما كان، وكيفما كان، من الاختيار النزيه للقيادة، التي تقود تنظيم اليسار، في الاتجاه الصحيح، وباختيار الأجهزة التنظيمية، حتى يتمكن الجميع من التقرير، والتنفيذ، حتى يكون تنظيم اليسار محترما للممارسة الديمقراطية الداخلية.

4) الالتزام بتنفيذ القرارات المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، باعتبارها ملزمة لجميع اليساريين، أينما كانوا، على مستوى امتداد التنظيم اليساري، عبر التراب الوطني، في كل بلد من البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين.

5) المساهمة المعينة، ومن خلال مختلف الأجهزة، التي ينتظم في إطارها اليساريون، في التقرير، والتنفيذ، على جميع المستويات التنظيمية، المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، لإعطاء نكهة خاصة لليسار، مهما كان، وكيفما كان، وسعيا إلى رفع مكانة اليسار، واليساريين، على جميع المستويات، بالعمل من أجل خلق فرص، للارتباط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبالجماهير الشعبية الكادحة، وبالشعب، في أي بلد من البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين.

6) الالتزام بتفعيل البرنامج اليساري، المبني على أساس التحليل الملموس، للواقع الملموس، والهادف إلى تحرير الإنسان، والأرض، وتحقيق الديمقراطية، بمضامينها المختلفة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق تحقيق الاشتراكية، كهدف أسمى، في أفق الانتقال إلى المرحلة الشيوعية.

فاحترام الأسس التأسيسية، للتنظيم اليساري، واحترام الهياكل التنظيمية المقررة، واحترام الممارسة الديمقراطية الداخلية للتنظيم اليساري، والالتزام بتنفيذ القرارات الصادرة عن مختلف الهيئات التقريرية، والمساهمة الفعلية، ومن مختلف الأجهزة، التي ينتظم فيها اليساريون، في التقرير، والتنفيذ على جميع المستويات التنظيمية، والالتزام بتفعيل البرنامج اليساري، في أفق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، التي تعتبر كلها دليلا على حرص اليسار على الوضوح التنظيمي، الذي لا وجود فيه لشيء اسمه التضليل، من منطلق أن جميع القيادات اليسارية، وفية للتنظيم اليساري، وللمستهدفين به.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قد يسود الغمام في أفقنا...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....6
- ماذا أقول لكم يا أيها اللقطاء...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....5
- عندما يتعلم كنه الإنسان...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....4
- ليس لي ما أملكه!!!...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....3
- لا غير الأمل يحظى بالاهتمام...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....2
- ما هذي الدنيا التي لا تدوم...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....1
- لم أعد أذكر...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....48
- اليوم آمنت أن الوطن صار عشقا...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....47
- حمولة العقل حمولة أي وجدان...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....46
- 08 / مارس... ماذا تنتظرن؟...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....45


المزيد.....




- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....7