أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....5















المزيد.....

المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....5


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7162 - 2022 / 2 / 14 - 18:41
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الوضوح في التصور:....2

وتوجه اليسار الاشتراكي، الذي يتبنى أيديولوجيته، القائمة على أساس الاقتناع بالاشتراكية العلمية، وبقوانينها: المادية الجدلية، والمادية التاريخية، بهدف إعداد اي تصور أيديولوجي، يجعل اليسار يسعى، بناء على برنامج معين، إلى تحقيق الاشتراكية. الأمر الذي يترتب عنه، اعتماد الاشتراكية العلمية، كوسيلة، وكهدف، لبناء الاشتراكية، من منطلق أن اليسار الاشتراكي، يعتمد كذلك الاشتراكية العلمية، كوسيلة، وكهدف، لبناء الأيديولوجية، التي تكون واضحة كأفكار، ومعبرة عن مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ومصالح الشعب الكادح، مما يجعل أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، هي أيديولوجية الشعب برمته.

واليسار الاشتراكي، يختلف عن اليسار الشيوعي، في أنه، إذا كان يسعى إلى تحقيق الاشتراكية: بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، فإنه لا يسعى، أبدا، إلى النضال من أجل قيام التشكيلة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، الشيوعية، كسقف أعلى للتغيير الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

أما اليسار الشيوعي، الذي لا يختلف عن اليسار الاشتراكي، إلا في كون أيديولوجيته، غالبا ما تكون مستوردة عن تجربة معينة، كما هو الشأن بالنسبة للتجربة اللينينية، والتجربة الماوية، والتجربة الفيتنامية، التي تكون قائمة على أساس فكر معين، وليس على أساس الاشتراكية العلمية.

ومع ذلك، فهذا اليسار الشيوعي، يرفع مستوى التغيير، إلى مستوى إقامة التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية الشيوعية.

وهكذا، يتبين، أن اليسار على تنوعه، يكون واضحا في أيديولوجيته، حسب توجه اليسار القائم على أرض الواقع.

فكون اليسار إصلاحيا، يقتضي أيديولوجية مؤلفة من مختلف الأيديولوجيات، التي تمكن اليسار الإصلاحي، من تحقيق تطلعاته الطبقية؛ بل تسمح له بأن ينحاز إلى اليمين، بعد تبني أيديولوجيته.

وكون اليسار الاشتراكي، وبحكم اقتناعه بالاشتراكية العلمية، التي يعتمدها في بناء أيديولوجيته العلمية، التي يمكن اعتبارها أيديولوجية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وأيديولوجية الجماهير الشعبية الكادحة، وأيديولوجية الشعب الكادح.

أما اليسار الشيوعي، فإن أيديولوجيته، غالبا ما تكون مستوردة عن التجارب الاشتراكية، التي عرفها التاريخ. وهو في أيديولوجيته، يتجاوز سقف اليسار الاشتراكي، مما يجعل أيديولوجيته، تحمل اسم: الأيديولوجية الاشتراكية العلمية / الشيوعية، التي قد تكون مستورة، مع أن الأيديولوجية العلمية، يفترض فيها كونها حاملة للزمان، وللمكان، وللطبقة الاجتماعية، المنتمية إلى نفس الزمان ونفس المكان... إلخ.

وبعد مقاربة الإجابة على السؤال:

(ما طبيعة تصور اليسار للأيديولوجية؟).

نعمل على مقاربة الجواب على السؤال:

ما طبيعة تصور اليسار للتنظيم اليساري؟

وانطلاقا من الوضوح، الذي يتوخاه اليسار، باستمرار، فإن السؤال أعلاه، المتعلق بالتنظيم، يقتضي طرح سؤالين أساسيين، أو مجموعة من الأسئلة:

ماذا نعني باليسار، وباليساريين، وبالحزب اليساري؟

ماذا نعنى بالتنظيم، في مستوياته المختلفة، وبالغاية منه؟

ولماذا اليسار؟

ولماذا التنظيم؟

فبالنسبة للسؤال الأول: نجد أننا عندما نطرح مفهوم اليسار للبحث، فإننا نجد أنفسنا، أمام نقيض اليمين، واليمين، واليسار، يوصف بهما من يجلسه الحاكم على يمينه، ومن يجلسه على يساره.

فالذين يرضى عنهم الحاكم، يجلسهم في قصره على يمينه، والذين لا يرضى عنهم، يجلسهم على يساره. فالجالسون على يمين الحاكم، ينالون رضاه، والذين يجلسون على يساره، يحرمون من ذلك الرضى، الذي يعتبر شرطا للوصول إلى مسائل أخرى، كما هو الشأن بالنسبة للامتيازات، التي يتمتع بها طول العمر. وقد تصير تلك الامتيازات موروثة، إما عن جد، وإما عن جدة. والذين لا يرضى عنهم الحاكم، ينزلهم في قصره على يساره، ويحرمون من حقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تحق لهم، حسب الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وحقوق الشغل، أنى كان، وكيفما كان.

فاليسار، إذن، هو المعارض لسياسة الحكم: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والساعي إلى انتزاع مكاسب معينة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الحريص على أن يصير جميع الناس، مهما كانوا، وكيفما كانوا، ذكورا، أو إناثا، متمتعين بكل الحقوق الإنسانية، وفي مقدمتها: الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وحقوق النوع، وحقوق الشغل، بالإضافة إلى الحقوق الأخرى.

والمراد باليساريين، هم الأشخاص الذين يجلسهم الحكم على يساره، فكأنهم من المغضوب عليهم، لمعارضتهم لممارسة اليمين من جهة، ولمعارضتهم للحكم من جهة أخرى. وهذه المعارضة المتجذرة في اليسار، واليساريين، مرتبطة بالنضال المستمر، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من أجل التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية، ومن أجل أن يحقق النضال نتيجة محددة، وفي هذا الأفق، لا بد من التنظيم الحزبي، الذي يقود نضال اليسار، واليساريين، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، التي تمكن الشعب برمته، من تنفس الصعداء: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، من أجل أن يتمتع بكافة حقوقه الإنسانية، حتى يتمتع، كذلك، بحقوق الشغل، التي تعتبر أساسية، بالنسبة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، إذا تحققت في المجتمع الرأسمالي التبعي، الذي يراهن على اختراق الشعب برمته.

وسواء تعلق الأمر باليسار، أو باليساريين، فإن النظام الرأسمالي التبعي، ونظرا لممارسة الاستغلال الهمجي، ونظرا لأن اليسار، بيسارييه، لا يقبل ذلك، وسيعمل على مقاومته، على جميع المستويات، يسعى باستمرار، إلى محاصرة اليسار، والعمل على محاربته، في أفق انقراضه، حتى لا يبقى في الواقع، إلا من يقبل الاستغلال الهمجي، على جميع المستويات، وفي كل الاتجاهات، وعلى المستوى الوطني، ليصير مفهوم النمو، خاصا بالرأسمال، والرأسماليين، الذين لا يشكلون إلا نسبة قليلة من مجموع أفراد المجتمع.

وبالنسبة للحزب اليساري، فإنه تنظيم سياسي، يتأسس على أساس أيديولوجية اليسار الإصلاحي، أو الاشتراكي، أو الشيوعي، ليصير تعبيرا سياسيا له، يتخذ المواقف السياسية، التي تنسجم مع طبيعة التنظيم الإصلاحي، أو الاشتراكي، أو الشيوعي. وينظم اليساريون من يقود نضالاتهم السياسية، ويسعى إلى إصلاح النظام القائم، أو العمل على تغييره بنظام اشتراكي، أو العمل على تحقيق المجتمع الشيوعي.

وما يسعى إليه الحزب اليساري، قد يقف عند حدود الإصلاح، الذي يستهدف النظام الرأسمالي، أو الرأسمالي التبعي، وقد يستهدف ممارسة الرأسماليين، على أرض الواقع، من أجل عدم تناقضها، مع ما يسعى الإصلاحيون إلى تحقيقه، وقد يسعى إلى إقامة الدولة الاشتراكية، بعد القضاء على النظام الرأسمالي، سعيا إلى تحرير الإنسان، والأرض، وإلى تحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وإلى تحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق قيام الدولة الاشتراكية، التي تصير مهمتها هي: العمل على حماية التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية.

والدولة الرأسمالية، ومعها الأحزاب، التي تضعها، لا تقبل أن يسود الحزب اليساري، سواء كان إصلاحيا، أو اشتراكيا، أو شيوعيا في المجتمع، على مستوى على مستوى الفكر، وعلى مستوى الممارسة؛ لأن سيادة الحزب اليساري، يعني: سيادة اليسار، وسيادة اليساريين في الأوساط الشعبية. وهو ما يعني استعداد الرأسمالية، إلى المغادرة، وتمكين الشعب من السيادة.

ونعني بالتنظيم: الإطار، أو الإطارات التي ينتظم فيها اليسار، حتى يعمل وفق برنامج محدد، يهدف إلى جعل اليسار يتحرك، في مختلف الميادين: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، سعيا إلى تحقيق الأهداف، التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها.

فالتنظيم اليساري الإصلاحي، يهدف إلى تحقيق إصلاح النظام القائم، بمختلف هياكله، كما يهدف إلى إصلاح كل مظاهر الفساد الشائعة في المجتمع، ويضع لهذا الغرض برنامجا إصلاحيا، يؤدي العمل في إطاره، إلى تحقيق أهداف الإصلاح، المحددة في البرنامج الإصلاحي.

والتنظيم الاشتراكي، الذي يسعى إلى تغيير النظام الرأسمالي، أو الرأسمالي التبعي، وتحقيق النظام الاشتراكي، بالعمل على تحقيق التحرير: (تحرير الإنسان والأرض)، وتحقيق الديمقراطية، بالقضاء على الاستبداد، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية، بالعمل على إقبار الرأسمالية: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، وإقبار كل مظاهر الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يتحول النظام الرأسمالي، إلى نظام اشتراكي، يضع نفسه في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، في خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب، أي شعب، في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين.

والتنظيم الشيوعي، الذي لا يكتفي بالتحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، المفضية إلى الاشتراكية، ولا يتوقف عند حدود تحقيق المجتمع الاشتراكي، بل يعتبر تحقيق المجتمع الاشتراكي، منطلقا لتحقيق المجتمع الشيوعي، أي أنه بعد أن تتحقق التشكيلة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، الاشتراكية، ينتقل إلى النضال من أجل تحقيق التشكيلة الاقتصادية الاجتماعية الشيوعية، التي لا تسود فيها إلا سلطة الشعب، التي لا سلطة بعدها، بعد القضاء على النظام الرأسمالي، وتحقيق المجتمع الاشتراكي، ثم الشيوعي.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يتعلم كنه الإنسان...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....4
- ليس لي ما أملكه!!!...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....3
- لا غير الأمل يحظى بالاهتمام...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....2
- ما هذي الدنيا التي لا تدوم...
- المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....1
- لم أعد أذكر...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....48
- اليوم آمنت أن الوطن صار عشقا...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....47
- حمولة العقل حمولة أي وجدان...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....46
- 08 / مارس... ماذا تنتظرن؟...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....45
- وحدك تعانين من القهر...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....44
- من أنت؟...
- الانتخابات والفساد الجماعي أي واقع وأية آفاق؟.....43


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - المناضل اليساري حين يهوى الوضوح.....5